السبت 30 نوفمبر 2024

تعويزه عشق بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 18 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى أن صړخ فجأة 
ايوة يا سيلين أنا كاره الجواز كله فعلا عندك مانع
هزت رأسها نافية بسرعة 
لالا 
كان يهز رأسه وهو يجلس على الأريكة بهمدان مغمغما بشرود حقيقي 
ده ضعف ضعف لو اتملك من الشخص هايخليه يعمل اي حاجة حتى لو كانت چريمة وأنا مش ضعيف  
أنت مش ضعيف أنا عارفه والله
إنت حاجة حلوة اوي يا سيلين اوي  

 
ليغرقا معا في بحرا جديدا من التوهة
وصلت حنين امام باب القسم الذي يقطن حمزة به  
تحديدا امام مكتب الضابط الذي ستقابل به حمزة  
نظرت للعسكري الذي قال لها بجدية خشنة 
نص ساعة بالظبط يا أنسة تخلصي اسئلتك وتخرجي بسرعة الظابط وافق بالعافية  
اومأت موافقة بشرود وكأنها في عالم اخر  
مرت الدقائق ووجدت حمزة يدلف ببطئ رفع عيناه ليقابل غاباتها الزيتونية
تطلع فيه بشوق  
لم تترد وهي تركض حتى اصبحت على بعد خطوة واحدة منه  
حمزززة
مالك يا حنين 
لم تدري كيف ولا ما الذي حدث لم تدري سوى وهي تخبره بجرأة غريبة عليها كثيرا 
حمزة أنا عايزة أكون مراتك
الفصل الثاني عشر الفصل الثالث عشر 
ذبذبات واضحة بالعقل وتشنج أفكار تبدل مسارها في المنتصف  
ورؤية حالكة تخمدت بين لطمات الواقع قبل أن يهمس لها ببلاهه 
اية  
وكأنها بدأت تدرك الموقف من حولها فأغمضت عيناها بقوة تطفئ ذاك الوهج الغريب الذي اقتحم عيناها لتكمل بشرود تام 
بس بعد اللي حصل واللي هايحصل ماعتقدش إنه ينفع
ضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم وخرج صوته متلبسا التوهة وهو يسألها بهمس 
إنت عايزة إية بالظبط يا حنين 
رفعت كتفيها تغمغم بابتسامة ساخرة 
عايزة اية المشكلة إني مش عارفه أنا عايزة أية أنا تايهه أنا وسط موجة بتحدفني مكان ما تحب ووقت ما تحب أنا ضايعه يا حمزة  
وبالفعل هي ضائعة مشتتة ولقيطة طريق لا بداية له ولا نهاية
 
أرتكزت اخيرا وإرتكزت معها كلماتها بين شباك الواقع المرير وهي تخبره 
أنا رجعت ل شريف أنا هكمل معاه وهنسى موضوع الطلاق دا خالص
أية إنت مچنونة ولا أية  
قالها بانفعال ظهرت زوابعه وهو يقترب منها ليجدها تشير له متمتمة بصوت مخټنق ولكنه صلب كفرع ثقيل سقط عليك فجأة 
حمزة لو سمحت قولتلك وهرجع اقولك أنا مابقتش طفلة أنا قادرة أخد قراراتي كويس جدا  
كانت عيناه كحجرا لم يتحجر سوى بفعل فاعل  
لا شكلك شربتي حاجة قبل ماتيجي لو كنتي مفكرة إني حقولك براحتك واشطا ماشي تبقي بتحلمي  
هزت رأسها نافية ببساطة 
مهو مش كل حاجة بتحصل بأرادة الواحد يا حمزة مفيش حاجة بتبقى دايما حسب رغبتك لازم يظهر حاجة معاكسة تخلف توقعاتك للي
جاي 
زمجر فيها بحدة 
إية شغل الطلاسم دا يا حنين من امتى وإنت بتتكلمي بالحكم والإشعارات طول عمرك عشوائية ماشية بدماغك دلوقتي عرفتي إن مش دايما حسب رغبتي  
عادت للخلف خطوتان رجوع خلق ليعادي ذاك التقدم الذي نرجوه دوما من تلك الحياة  
لتصدمه بتكملة حديثها الغائر وسط دماء الاختناق 
دا الواقع وعلى فكرة أنا مش حقول للظابط إني روحت معاك بأرادتي اسفة يا حمزة بس مش حقدر أدين جوزي ادام البوليس  
حلم ذاك ما يسير بعكس اتجاه الرياح  
ولكن لا ليس بحلم نسجه العقل الباطن بل واقع نسجه القدر او ربما العقل الحقيقي  
ولكنه في النهاية واقع  
إنتبه لها وهي تستدير لتغادر ببطئ واخر كلمة اخترقت اذنيه كلمتها التافهه وسط كومة الصدمة التي رمته بها 
اسفة اسفة اوي يا حمزة  
ثم غادرت بكل بساطة  
غادرت هكذا تاركة چحيم يستعر حوله مختلطا بازدواج التفكير الكاحل  
ليقف هو ناظرا لأثرها بثبات لا لا بل بجمود مصعوق  
هامسا 
يعني أية  
وفي الخارج ما إن أغلقت حنين الباب حتى محت تلك الدمعة التي فرت
هاربة من كتمان جفنيها
وجدت امامها شريف يصفق وهو يسألها بجدية 
نفذتي طبعا 
اومأت مؤكدة وهي تنظر للأرضية 
أيوة جه دورك أنت تنفذ 
إتسعت ابتسامته وهو يخبرها بثقة 
طبعا أنا مارجعش ف كلامي مهما حصل يا حنين  
وبالفعل دلف للضابط في المكتب المقابل  
مرت الدقائق ووجدت أسر يقتحم المكان بواسطة المحامي 
فنظر لها أسر يسألها بجدية هادئة 
شوفتي حمزة يا أنسة حنين 
اومأت مؤكدة دون ان تنطق ليتابع هو متساءلا بتوجس 
حصل أية في إية مالك  
هزت رأسها نافية ثم إنسحبت مسرعة وهي تهمس 
معرفش ادخل اسألك صاحبك انا ماشية
مرت دقائق اخرى وخرج الضابط مع شريف فسأله اسر مسرعا 
ممكن أدخل ل حمزة يا حضرة الظابط 
هز رأسه نافيا ثم أشار لشريف يقول برسمية 
مفيش داعي حمزة هيروح معاك خلاص الاستاذ شريف إتنازل عن البلاغ خلاص وقال حلوها ودي  
اومأ أسر وهو يحدق بشريف پصدمة ليجدهم انسحبوا ببطئ  
لم تكاد تمر ساعتان حتى تم إخلاء سبيل حمزة الذي ما إن خرج حتى هتف بصوت مبحوح 
في حاجة مش طبيعية كل اللي بيحصل مش طبيعي اصلا  
اقترب منه أسر يمسك بكتفيه في محاولة لتهدأته وهو يهتف 
اهدى يا حمزة هو أية اللي مش طبيعي أنا مش فاهم حاجة  
ظل يهز رأسه نافيا ليسير مسرعا وهو يشير له 
مش وقته يا أسر مش وقته هافهمك بعدين روح أنت دلوقتي 
ثم غادر مسرعا يتجه لمنزل حنين تلك المچنونة التي كادت تصيبه بالجنون الابدي
وعند مهاب وسيلين  
ماكنش ينفع ماكنش ينفع ابدا إن دا يحصل  
إتسعت حدقتاها ببلاهه وكأنها توقعت رد فعل أفضل  
لتجده يكمل بصړاخ 
مكنش ينفع يحصل بيننا حاجة دا غلط غلط جدا 
إستطاعت فك لجام لسانها اخيرا لتخبره 
أنا مراتك يا مهاب  
نظر لها هذه المرة لتقابل قساوة عيناه التي تبدلت عن نظرات كانت تموج عبثا منذ قليل فقط  
ليقول بحدة قاسېة 
لأ مش مراتي إنت مجرد صفقة صفقة وافقت عليها عشان شغلي مش أكتر أنا مش معترف بالجواز دا ولا عمري هاعترف ابدا  
كانت تحدق به مصډومة  
وكأنها شلت فلم تعد تدري ماذا تجيب فبدت تحاول جاهدة الثبات مغمغمة 
بس اللي حصل وآآ ازاي مينفعش  
جذبها فجأة من خصلاتها يهمس بصوت اشبه لفحيح افعى 
إنسي أنك تاخدي مكانة الزوجة العادية ف حياتي مانكرش إني استمتعت جدا معاك ولو موافقة تفضلي كدة في الضلمة بس يبقى تمام لإن اساسا دا دور الزوجة إنها تكون في مع جوزها بس عشان كدة بيكونوا عايزين يتجوزوا وخلاص ومتهيألي أنت إستمتعي زيي بالظبط فياريت نبقى عارفين إن دا دورنا اللي بيجمعنا ف حياة بعض المتعة بس  
شهقت هي بعمق مټألم ولم تدري بنفسها سوى وهي ټصفعه بكل ما تملك من قوة قوة إنفجرت في تلك الصڤعة وسرعان ما كان البكاء يهجم مكتسحا عيناها  
وتكلفت اللحظات بتحويل سواد عيناه لحمرة شيطانية غريبة ومخيفة  
خاصة وهو يسمعها تردف بصوت مبحوح جمعت اشلاء حروفه بصعوبة 
كنت بحاول اتأقلم معاك ومع عقدتك على اد ما اقدر قولت هحاول حتى لو صبرت واحتويتك مرة وفشلت ف اللي بعدها مسيري هنجح لكن أنت أنت ولا بتحكي حاجة عن عقدتك ولا مدي للعلاج فرصة في حياتك أنت واحد مريض والظاهر مفيش امل لعلاجك ابدا
وفي اللحظات التالية كانت الصڤعات تتوالى على وجهها كالأمطار التي تغدق وتعيق مرور الدقات فتتقارب على التوقف ابديا  
حاولت دفعه عنها بصعوبة وهي تصرخ مټألمة 
أبعد عني بقا أنا
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 49 صفحات