الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 38 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

التي هي بحاجته 
عندما استمع لصوت والدها الحاني تماسكت لكي لا تذرف الدموع ويشعر بالقلق ويعرفها من نبرة صوتها لذلك هتفت بصوت مجلجل وكانها في غاية السعادة
واحشني أوي يا بابا عامل ايه من غيري يا روقه 
ابتسم بحنان واجابها هامسا
قلب روقه مش بيرتاح غير وبناته في حض نه ثم اردف قائلا
طمنيني عنكم يا حبيبتي 
ردت بهدوء 
الحمد لله
كله تمام واحنا بخير 
وسليم الدكتور حدد ميعاد العملية يا بنتي ابقى طمنينا عليه ربنا يرده سالم معافى يا رب
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بكذب
لسه يا بابا واكيد هطمنكم يا حبيبي اول بأول 
سلملي على ماما واخواتي
وهم كمان بيسلموا عليكي يا قلبي خلي بالك من نفسك في رعاية الله وحفظه 
أغلقت الهاتف ونهضت تغادر الغرفة بحثا عنه فلماذا تركها وحدها بهذا المكان 
ارتدت الجاكت أعلى ملابسها وغادرت الغرفة بضيق وعندما سارت بخطوات مسرعة اصطدمت بشاب يرتدي المعطف الأبيض الخاص بالاطباء وهتف معتذرة 
اعتذر 
تطلع لها الشاب بدهشة ثم تحولت الدهشة لابتسامة هادئة على محياه وهو يردد أسمها 
حياة مش معقول ايه الصدف الجميلة دي 
كانت تنظر له پصدمة لم تصدق وجوده 
عاد يهاتفها قائلا
انتي هنا بتعملي أيه ثم ضيق حاجبيه وهتف بقلق 
أنتي هنا مع باباكي 
هزت راسها نافية لياتي من خلفها سليم يجذبها أليه من خصرها وشدد على قربها منه ليجعلها ملتصقة بجسده وقال بصوت حاد
لا حياة هنا مع زوجها سليم السعدني
ثم تطلع لها بنظرة باسمة 
مش تعرفينا يا حبيبتي
هتفت بتوتر وهي تشير إلىز ذاك الشاب قائلة
دكتور أدم كان مسئول عن حالة بابا وهو إللي عمل العملية لبابا 
أوما سليم براسه ثم مد ي ده يصافحه ويقبض على كفه بقوة قائلا 
تشرفت بمعرفتك يا دوك 
جف حلقه عندماعلم بهويته فهو زو ج الفتاة التي تمنى أن تصبح زوجته ولولا سفرته المفاجأة لكان صارح والدها بأمر الارتباط خرج صوته مبحوح أثر صډمته وقال
أنا هنا في تدريب مهم تبع شغلي وسعيد أن شوفتكم لو محتاج لحاجه أنا موجود 
ثم اكمل حديثه قائلا
بس وجودهم هنا في المستشفى في حد تعبان اقدر أساعد
هز سليم راسه رافضا وقال
شكرا يا دكتور أحنا هنا في زيارة مريض احنا زي ماانت شايف عرسان جداد وهنا لشهر العسل بس صديق لي تعبان وكنت لازم اطمن عليه فرصة سعيدة ان التقيت بحضرتك
أوما له ادم بتفهم ثم سار في طريقه اما سليم فبعد ان تأكد من اختفاء ادم جذب حياة بقوة ودلف بها إلى الغرفة ثم خرج صوته غاضبا
أنتي أيه اللي خرجك ممكن افهم كان ناقصنا اللي اسمه أدم ده كمان 
ابتعدت عنه پغضب وقالت
والمفروض افضل محپوسه هنا ومش فاهمة اللي بيحصل حواليه وانت كمان سبتني لوحدي هنا ومش عارفه روحت فين 
زفر بضيق وقال 
لازم نسيب المستشفى فورا يلا مافيش وقت هنروح نقعد في شقتي 
شقتك 
رفع سماعة هاتف الغرفة وتحدث لطلب المساعدة في حمل الحقائب وإيجاد سيارة تقلهم إلى شقته الخاصة ثم أغلق الهاتف 
بعد لحظات كان يغادرون المشفى وعانقته كريستينا مودعة اياه لوت حياة ثغرها بضجر وولت لداخل السيارة لحق هو بها واملئ العنوان المنشود على
السائق 
في غضون دقائق كان يعطي السائق نقوده ثم ترجلا من السيارة وحمل الحقائب يدلفون داخل العقار الذي يوجد به الشقة الخاصة بسليم فتح بابها وولج لداخل وهي خلفه تشعر بالتعب والإرهاق ولم يعد ج سدها قادرا على التحمل ألقت بج سدها على أقرب أريكة بتعب
كان يود ان يتسال عن ذلك الطبيب المصري ولكن اشفق على حالتها المتعبة فتسال بهدوء 
هطلب أكل تحبي تاكلي إيه 
نظرت له بنعاس وهزت راسها وهي تريح ج سدها على الاريكة بملابسها واغمضت عيناها في ثواني اخرج تنهيدة عميقة ثم لاحت ابتسامته وحمل حقيبته ودلف بها احدى الغرف ابدل ثيابه وعاد إليها حملها برفق وتوجها بها إلى غرفته اراحها على الفراش بهدوء ونزع عنها حجابها
وظل يتطلع لها بشرود إلى أن نام هو الآخر بجوارها 
في القاهرة 
آت السائق الخاص بسليم بعدما هاتفه أسر وطلب منه الحضور إلى المشفى ليقل والدته وزوجته ميلانا إلى الفيلا وبعد عدة دقائق كان يودعهم ويطلب من والدته الاهتمام ميلانا 
ثم عاد ادراجه إلى حيث غرفة نور لكي يهتم بها وجلب لها ما تريد 
طرق باب الغرفة ودلف وهو يحمل بي ده حقيبة بلاستيكية داخلها طبق من الكرز الذي اشتهته دلف أولا ليغسله تحت المياه الجارية ثم جفف حباته بالمحارم الورقية ودنا منها يجلس أمامها على طرف الفراش وبدأ في اطعامها ولكن نظرات عيناه حزينة مشتتة ظل يطالعها بصمت لا يعلم هل يخبرها بما عرفه من الطبيب أم يصمت ولا يزعجها بتلك الأفكار ولكن داخله متردد فهي من حقها أن تعلم بالأمر الذي سيلحق الضرر بجنينها 
قطع شروده صوتها الهامس وهي تقول بصوت شجن
أنت ملاك أوي يا أسر أنا أسفه بجد أن غلطة في حقك كتير أنت ما تستحقيش مني كدة
ربت على وجنت ها بحنو وقال بأسي
أنا اللي ظلمتك معايا يا نور سامحيني انتي كان معاكي حق أو ليكي حق أنك تأجلي موضوع الحمل والأطفال
أخرج تنهيدة حاړقة وبتر كلماته بحزن شديد
الدكتور قالي الحمل في خطړ وأحتمال كبير الجنين يحمل مرضي الوراثي وفي تحليل لازم يتعمل ليكي
وياخدو عينة ډم من الحبل السري عشان نتأكد إذا معرض للإصابة بنفس مرضي أو لا
كانت تتطلع له پصدمة وتزداد عيناها إتساعا غير مستوعبة لما يتفوه به أسر هي حقا كانت رافضة لذلك الطفل ولا تريد أنجاب أطفالا يحملون نفس مرض والدهم ولكن عندما شعرت بنمو الطفل داخل رحمها وهي تعلق به وإرادة أن ټنتقم من زو جها وشقيقه بذلك الطفل وسوف تنفذ أنتقامها عند يعود سليم ويعلم أسر بالفاجعة الكبرى لتقلب حياتهما رأسا على عقب ستتحمل ذلك الوضع فقط لحين عودة سليم و زو حته المصون وستهدم سعادة الجميع 
عودة إلى لندن داخل شقة سليم أنتفض من نومه بفزع فقد راوده كابوسا مفزعا أسترد أنفاسه بهدوء وتطلع جواره ليجدها مازالت تغط بنوم عميق ولم تشعر به تنهد بارتياح ونهض عن الفراش ثم التقط هاتفه وأجرا مكالمة فيديو لكريستيا 
أبتسم لها عندما فتحت هي الكاميرا لتستقبل مكالمة وهتف قائلا
هاي كريست كيف حالك الآن
إجابته بهدوء 
على ما يرام سيدي
ألقى نظرة على تلك النائمة ثم عاد ينظر لكريست قائلا بجدية
هل تم تحديد الموعد مع الزعيم 
أعتذر عزيزي لم يتحدد بعد 
قال بضيق 
لما كريست أرجوك لا تدعيني أنتظر أكثر من ذلك فلدي أمر جاد للغاية أنها مسئلة حياة أو مۏت 
ابتسمت له بمراوغة وهي تلف خصلاتها الشقراء على أطراف أصابعها وهمست له برقة قائلة 
ومتى يحين لقاءنا عزيزي 
حاول أن يظل مبتسما وهو يطالعها بود مرغما على ذلك ثم أجابها بتصنع
أتشوق لك حقا ولكن يقتحم عقلي الكثير من المشاكل اود حلها والخلاص منها أولا
حسنا عزيزي سوف أجعلك تنتهى من كل متاعبك لتتفرغ لي
حسنا أتفقنا إلى لقاء حلوتي
رمشت بعيناها عدة مرات لم تصدق بأنه يتحدث مع تلك الفتاة ويتودد لها شعرت بالاشمئزاز منه ومن أفعاله الحمقاء ونهضت عن الفراش وكأنها كانت نائمة على جمر تريد التخلص منه ركضت لخارج الغرفة لحق بها ظن بأنها روادتها تلك الكاوبيس الماضية فهي مازالت تعاني منهما إلى الآن وهتف مناديا لها
مالك يا حياة 
نظرت له پغضب وهتفت بأنفعال 
هو أنت ايه بالظبط بنى ادم زينا وعندك قلب بيقدر يح س بالناس ولا شيطان وعايش في هيئة ملاك أنت أزاي قادر تعيش بالشكل ده إزاي قادر تبص لشكلك في المرايا انت شايف نفسك إزاي بجد نفسي أعرف 
أجابها ببرود 
أعتبريني كل دول وبلاش تسألي وتعرفي أكتر عن حياتي عشان مش ټتأذي
يا ريت تقتلني وتريحني من العڈاب إللي أنا فيه مش قادرة أتحمل أكثر من كدة كنت فاكرة أن أكتر حد أذاني مرات عمي بالسحر بس السحر قدرت اتعالج منه بالقرآن والخير اللي جوايا قادر يبطله بإرادة ربنا لكن الحقيقه أن أكتر حد أذاني هو أنت يا سليم أذتني لدرجة أن كاره نفسي ومش قادرة أبص في وشي في المرايا وأنا عارفة كل
اللي بتعمله وساكته الحقيقة المرة أنا كمان بقيت شيطان أخرس الساكت عن الحق شيطان أخرس أنت نجحت تخليني شيطان زيك وأنا بقيت مچرمة زيك بالظبط 
أنسابت دموعها قهرا وخرت قواها ركدت على ركبتيها وظلت تبكي بمرارة لم يتحمل رسم الجمود جلس على ركبتيه أمامها وقال بصوت حاني
لو متخيلة أن أقدر أاذيكي يا حياة تبقي غلطانه أنا بحاول أحميكي لو عرفت الحقيقة الكاملة هتكون حياتك في خطړ والافضل أنك تفضلي كدة مش عارفة حاجة ولا فاهمة حاجة
تطلعت له بعينان مغرقة بالدموع وخرج صوتها مبحوح قائلا بحيرة 
هو لسه في حقيقة أكتر من اللي شوفته وعرفته
هز رأسه نافيا وقال
للاسف مش هقدر أجوبك دلوقتي 
الفصل التاسع والعشرون
لم
تصدق الجدة سناء رغبة حفيدها بأختياره لفريدة لتصبح زوجته تهللت اساريرها وربت على كتفه بحنو وهي تهتف بفرحة قائلة
بتتكلم بجد يا سراج ولا بتسرح بستك
والله العظيم بتكلم بجد أنا بحب فريدة وعاوز أتجوزها وتكون شريكة حياتي وعمري كله
يا زين ما أخترت يا حبيبي بنات فاروق ودلال ربنا يحفظهم يارب ويحرسهم من العين جمال وتربية وأخلاق مافيش بعد كدة ربنا يسعدكم يارب 
هتكلمي بقا ماما وتبلغيها تنزل هي وبابا عشان يستعدو وينزلوا عشان يشاركوني فرحتي تيتا أنا فرحتي مش هتكمل غير بوجودهم لازم تعرفيهم كده 
طيب يا قلب تيتا ما تتصل تكلم مامتك وتعرفها بنفسك
هز رأسه نافيا 
لا افضل حضرتك عشان أنا ممكن اتضايق لو قالتلي مش فاضين ينزلوا ووقتها لسانه ده مش هيسكت فأنا بتلاشى الخناق عشان خاطري
حاضر يا حبيبي أنا هكلمها ماتحملش هم واياها تقول مش هنقدر ننزل ساعتها بقا ستك اللي هتتخانق معاهم ومش هتسكت 
قبل وجنتها واستقام واقفا 
تصبحي على خير يا أعظم تيتا في العالم 
بكاش أوي 
ضحك بخفة وترك غرفتها ثم توجها إلى غرفته أبدل ثيابه وألقى بج سده داخل فراشه ليغوص في نوم عميق 
أما عن الوضع بلندن كان متأذم بينهما 
ابتعدت حياة عنه وظلت جالسة مكانها بعد نوبة الاڼهيار التي احتاجتها صدح رنين هاتفه ابتعد هو بخطواته عنها ليجيب على الهاتف بعدما را المتصل جان 
ظل سليم منصتا لمحادثة جان باهتمام وبعد لحظات أغلق الهاتف دون أن يبدو أي ردة فعل 
كان يتطلع لها خلسة يراوده الشعور بالقلق من أجلها فتح هاتفه وأجرا اتصالا هاتفيا بمتجر الخضروات والفاكهة وطلب إحضار عامل التوصيل ومعه كل ما يلزم من طعام ثم أغلق الهاتف وجلس ينتظر وصول عامل التوصيل 
أما حياة فتحاملت على قدميها واستقامت لتدلف إلى الغرفة الأخرى وأغلقت الباب خلفها بقوة ألقت بحجابها ارضا فقد كانت تشعر بالاختناق جراء ما حدث بينهما 
ثم تقوقعت على نفسها داخل
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 46 صفحات