الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 37 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

الشقراء پغضب وصړخت بوجهه منفعلة
ممكن أفهم في ايه انا مااحبش اكون مهمشة كده ومش فاهمة أيه اللي بيحصل حواليه
حدجها بنظرات فاترة خالية من المشاعر وقال بجمود
تعرفي باي صفة
أنا مراتك ومن حقي اعرف أنا هنا ليه وليه احنا هنا في المستشفى مدام مافيش عملية من الأساس
نهض عن مقعده واقترب منها بخطوات ثابتة تراجعت هي للخلف پخوف بعدما دب الړعب باوصالها
ولم يعد يفصل بينهما إلا خطوة واحده صوب انظاره بعينيها مباشرة وقال بصوت هامس
مين قال ان مافيش عملية هتعمل
ثم دس كفيه داخل جيب بنطاله ولانت عظام وج هه الحادة وقال 
كل الانفعال اللي انتي عملاه ده ليه عشان انتي تبقي مراتي بجد معلومة جديدة عليه
ثم دار وج ه لجهة الأخرى وافلت ضحكته الساخرة على ما تفوهت به قبل لحظات 
اما عنها فقد سألت دمعتها الحزينة ولا تعلم لماذا تذرف الدموع الآن ولا تعلم عن أي مصير تواجهه مع هذا الشخص الغامض الذي يكون زو جها 
عودة إلى القاهرة وبالتحديد داخل جامعة القاهرة الخاصة بكلية التجارة 
انتهى سراج من الأوراق المطلوبة لكي تنتسب فريدة للجامعة بداية من العام الدراسي الجديد 
شكرته فريدة على كل ما فعله من أجلها وهذا ما شجعه على الحديث معها بصفو نية فقد دعاها للجلوس بإحدى الكافيهات وافقت
على مضض ولكن لديها شعور بأنها تريد أن تتعرف عليه عن قرب 
بعدما جلسوا الكافية وأتى النادل يدون طلباتهم
نظر لها سراج قائلا
تحبي تشربي ايه
عصير مانجة
ابتسم لها ونظر للنادل قائلا
قهوة مظبوطة وعصير مانجة
حاضر يا افندم
غادر النادل ليحضر لهما المشروب وظل الصمت قائم بينهما
حك سراج عنقه ثم قال بترقب لردة فعلها 
فريدة انتي زعلانه مني
هزت راسها نافية
لا خالص وهزعل لسه
يمكن عشان طلبت منك امبارح نرقص مع بعض مش عارف حاس س انك بعيدة بعد
قاطعته پصدمة
بعد ايه انا مش فاهمة حاجة
اديني فرصة اخلص كلامي الأول ممكن
أومت براسها وظلت صامتة تستمع له
يوم ما قعدنا في الفراندة وفتحتي ليه قلبك وشاركتيني حرنك ووجعك يومها رغم اننا كنا لسه متعرفين ح سيتك عفوية كده وفجأة بعدتي تاني وكنتي بتهربي مني لم جيت مع سليم نطلب اي د حياة وكمان في كل التحضيرات حاولت أقرب منك افهم انا ص در مني أيه زعلك اوي كده وبردو كنت بلاقيكي بتهربي ممكن اعرف السبب دلوقتي
آت النادل في ذلك الوقت ووضع فنجان القهوة أمام سراج وكأس العصير أمام فريدة وشكره سراج ورحل اما سراج فظل يتطلع لفريدة ينتظر جوابها
ضحكت بعفوية إلى أن توردت وجنتيها حمرة ثم تذكرت ذلك اليوم الذي رآها بمنامة المنزل فقد كانت تشعر بالخجل ولذلك تهربت منه في ذلك اليوم وبالفعل وجدت نفسها تسترسل له ما حدث معها بعفوية شديدة
ابتسم سراج هو الاخر والتقط كفها بين راحته منما جعلها تنظر له پصدمة وقال هو بمشاعر صادقة
تعرفي كنت زعلان جدا اكون زعلتك من غير ما اقصد وكنت طول الفترة دي عمال أحاسب نفسي عملت اي تصرف غلط معاكي غير في الوقت ده انشغلت جدا بالتفكير فيكي لدرجة بطلت سهر وهلس زي ما تيتا بتقول وحسيت ان بقيت سراج جديد بدلتيني من غير ما تقصدي وكنت هتجنن ببعدك ده حبيت أقرب منك امبارح واقولك على اللي في قلبي ناحيتك ولاقيتك صدتيني جالي اح ساس وقتها بعدم القبول انهاردة وانا في الشغل طيفك جالي وقولت لازم أقرب واقطع الشك اللي جوايا فريدة انا اتعلقت بيكي من اول لم عيني جت في عينك وشوفت دموعك وكان نفسي اخفف عنك من وقتها مش بتفارقي أحلامي حتى وانا صاحي بشوفك برده
تبسمت في خجل وسحبت كفها من بين راحته وقالت بهمس
يعني ايه
يعني بحبك يا بنت الناس ورايد اسمك يرتبط
باسمي الباقي من عمري
ثم بادلها الابتسامة بمشاغبة وقال
تتج وزيني ولا اقوم ارمي نفسي في النيل واريحك
ضحكت برقة وقالت
لا هرضي بيك واكسب فيك ثواب حرام ټموت منتحر وكافر
الله على لسانك اللي بينقط عسل يا بت
ثم ضحك هو الاخر واستقام واقفا و م د ي ده لتعانق ي دها ولم تجد إلا أن تضع كفها بيده ومال على اذنها هامسا بحبك يا فريدة قلبي وعقلي
نظرت له بحدة وكانها تذكرت امر ما ثم اشهرت سبابتها أمام وجهه وقالت
تعرف يا سراج لو عيونك الحلوين دول بصوا لحد غيري مش هتشوف بيهم تاني يا روحي
ضحك على چنونها وضمھا من كتفها وقال
مااقدرش يا روحي أنا توبة خلاص على ايدك 
غادر سويا الكافية واستقل السيارة عائدين إلى منزلها وقرر في المساء التحدث مع جدته ووالديه لكي ياتون من دبي وتتم خطبته على
محبوبته والزفاف سيقام بعدما يعود سليم وحياة من الخارج ليكون الاحتفال الأكبر بنجاح عملية سليم والوقوف على قدميه ثانيا 
في لندن 
بالمشفى جلس سليم على الفراش وأعاد تشغيل هاتفه ثم هاتف شقيقه يخبره بوصوله وبعد أن اطمئن عليه وعلى وضع زو جته شعر بحزن شقيقه وعندما تسأل عن الأمر اخبره الاخير بأنه يخشى على طفله ان يحمل نفس مرضه
انتابها الفضول في التحدث عن شقيقه فيبدو بأن تلك العائلة جمعيهم غامضون وجدت جانب اخر من سليم وهو يحدث شقيقه بحنو ويحاول ان يبث له الطمأنينه داخله ولن ېخاف على طفله فالرحيم لن يتركه 
اندهشت من حديثه ونظرت له بتسأل
وهل تعلم حقا بأن الرحيم لن يتركه تتحدث عن الله سبحانه وتعالى وعن لطفه وانت تغضبه
لم ينطق بها لسانها ولكن نظراتها كانت كالسهام التي تصيبه بقلبه اشاح وج هه مبتعدا عن حصار نظراتها التي تجلده بالسياط وترك الغرفة وداخله براكين مشتعله لو خرجت لاحرقت الأخضر واليابس اخرج هاتفه وتحدث مع جان الشاب الذي كان يعمل مع والده ذراعه الأيمن في كل تلك الأعمال الاجرامية التي كان يفعلها والده لكي يصبح في عالم الماڤيا شخصا لن يستهان به 
املي عليه اوامره بأنه يريد اللقاء مباشرة مع الماڤيا فلديه شحنة أسلحة ضخمة ويريد الخلاص منها بأسرع وقت ثم أغلق الهاتف وهو يزفر أنفاسه بضيق
الفصل الثامن والعشرون
كان طارق حبيس لغرفته لا يتحدث مع احد فقد زهد الدنيا وما فيها بعدما فقد حياة وتزو
جة من آخر لم يقدر على رؤيتها باحض ان غيرها وهو يستحق ذلك بسبب كل مافعلته والدته كما أن والده أيضا خسر شقيقه الأصغر حاولت والدته إخراجه منما هو فيه ولكن كان رافضا تماما منطوي على نفسه وكأنه ينتظر المۏت الذي سيخلصه من هذه الدنيا الغرورة 
ولج شقيقه الأصغر يحاول ان يتحدث معه ويساعده في أخراجه من عزلته 
دنا من فراشه وجلس محمد على طرف الفراش ونظر لشقيقه بأسى
وبعدين يا طارق هتفضل كده رافض الاكل والشرب وحتى تخرج من اوضتك ووقفت شغلك وحياتك حرام عليك صحتك إللي بضيع كدة
رمقة بنظرات حزينة وظل صامتا
ربت محمد على كتفه وقال باسف
مش عاوز اسافر وأنا قلقان عليك يا طارق أنا مسافر هربان من والدتك واللي بتعمله مش قادر اكمل حياتي بالشكل ده مش هسمح ليها تدمر إللي باقي من حياتي كفاية خسرتني خطيبتي وحب عمري ډمرت كمان حياتك مع حياة والدتك دي لازم تح س بغلطها انا مش راجع تاني يا طارق ان قررت الهجرة مافيش رجوع تاني هعيش حياتي زي ماانا مختار واول لم اموري تتح سن هبعت أخد أحمد اخوك هيكون خلص جامعه وانت كمان فكر في نفسك وحياتك لو لاقيت نفسك محتاجللي كملني يا حبيبي ابعتلي ورقك هلاقي ليك فرصة عمل كويسه انت محاسب في بنك لو خدت قرار السفر مش تتردد انا موجود جنبك احنا اتوجعنا كتير ياطارق مش هفضل هنا محلك سر فكر كويس في كلامي يا حبيبي أشوف وشك على خير
جذبه طارق باحض انه وشدد في عناقه بقوة مودعا شقيقه فهم ثلاثتهم عانوا طوال حياتهم بسبب تسلط وتجبر والدتهما وتحكمها الزائد بادق تفاصيل حياتهم وهذا جعلهم يخسرون الكثير 
بالمشفى 
شرد أسر بحديث الطبيب وذفرت دموعه بصمت رأته ميلانا يبكي ومبتعدا عن الجميع يبدو عليه الشرود أقتربت منه بقلق وجلست بجواره متسألة
شو في حبيبي ليش عم تبكي نور صار ليها شيء 
زفر أنفاسه بحړقة ونظر لها قائلا
لأول مرة أح س أن نور كان معاها حق انها ترفض تخلف مني
نظرت له مندهشة ثم قالت
ليش عم تحكي هيك 
بتر كلماته بحزن
عشان البيبي معرض يحمل نفس مرضىصعب اتحمل اشوف أبني او بنتي بتعاني من الصرع طول عمرها بجد صعب وامتحان قاسې بالنسبالي مش هقدر اتحمله
ربتت على ذراعه برفق وقالت بهدوء
ما حدا بيعلم بالغيب هون على حالك وضل واقف مع مرتك هي بحاجتك 
ض مها بحنان وهمس قائلا
بحبك يا أطهر وأنقى قلب عرفته ثم اردف باسف 
أنا آسف ان بعرضك لمواقف صعبه بجد أسف
لا تقول
هيك أنا اللي دخيلة على حياتكن 
هتف معترضا
لو قولتي كدة تاني هزعل منك بجد ثم طبع ق بلة أعلى خصلاتها وهمس بصدق
ربنا يخليلي أياك يا عمري 
ثم نهض من جانبها متذكرا رغبة زو جته في تناول الكريز فقرر ان يذهب ويجلبه لها ويعود ثانيا ليظل جوارها فهي ليس لديها احدا غيره ولكي تعود والدته إلى المنزل برفقة ميلانا 
داخل منزل فاروق
الټفت العائلة حول مائدة الطعام بعدما عاد سراج وفريدة من الخارج وكان يتبادلون النظرات الخلسة بينهما 
انتابه الشعور بالراحة بعدما حصل على فتاة ك فريدة وهي حقا فريدة من نوعهاكونها فتاة جميلة ورقيقة ولديها أيضا مخالب لن يستهان بها كما انها لم يسبق لها التجارب وهو الشاب الأول الذي اقتحم حياتها وهذا ما يجعله يشعر بالانتصار انه حصل على
فتاة مثلها خام كما يقولون لانه سبق له عدة تجارب سابقة وكان يخشى ان يقع بشباك فتاة لعوب كما هو كان يفعلو ما يحلو له وعندما يمل من الفتيات يبتعد عنهن بدون سابق أنذار ويبحث عن غيرهن لم يصدق بأن تلك المشاكسة الصغيرة هي من أستحوذت على قلبه وعقله لابد بأنها ستصله للجنون يوما ما بسبب جديتها معه 
شعور بالنشوة انه حصل بالنهاية على مبتغاه سوف يتحدث مع جدته أولا ليخبرها بعشقه لفريدة وعليها ان تتولى جدته اقناع ابنتها بالعودة من أجل خطبته وحضور زفافه أيضا 
كلما تطلع إليها وتلاقت أعينهم تنكس براسها في خجل وهذا ما جعله يرقص فرحا داخله 
قطع صمتهم على الطعام رنين هاتف فاروق الذي أجابه بلهفة عندما وجد شاشته تنير بأسم أبنته الغائبة الخاصرة بقلبه ازداد أشراق وج هه ببسمة هادئة وهو يجيبها قائلا بحنو
حبيبة أبوها واحشاني 
على الجانب الاخر في لندن 
كانت تشعر بالوحدة بعدما غادر سليم غرفته بالمشفى وتركها وحدها لا تعي شيء لم تجد أمامها ألا ان تهاتف والدها لتستمد منه الأمان والقوة
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 46 صفحات