الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 39 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

الفراش وعيناها جاحظة باتساع تنظر للفراغ بشرود تام وكأنها بعالم اخر 
بينما جاء عامل التوصيل وأعطاه سليم النقود ثم أنصرف وولج سليم يحمل الحقائب البلاستيكة إلى المطبخ وضعهما على الطاولة المستديرة ونزع سترته وضعها أعلى المقعد ثم شمر عن ساعديه وبدأ في فتح الاغراض ليعد هو الطعام بنفسه 
اشعل الموقد ووضع المقلاة ثم وضع القليل من الزبد وقطع الخضار مكعبات صغيرة ثم وضع قطع الدجاج الجاهزة وتركها لتنضج سواها داخل المقلاة ووضع أناء اخر به ماء وعندما غلت المياه سكب بها المعكرونه الازباجته وظل يقلبها عدة دقائق ثم اغلق الشعلة 
وعاد فتح غطاء المقلاة ليتأكد من طهي الدجاج ثم رفعها ووضعها جانبا بينما وضع اناء أخر ووضع داخله القليل من زيت الطعام وبعض حبات الثوم ثم سكب الصلصة ووضع التوابل ثم جلب المعكرونة من المصفاه وسكبها على الصلصة التي نضجت وظل يقلبها لثواني ثم اغلق الشعلة وبدا في إعداد سفرة الطعام 
القي نظره أخيرة على الطعام الموضوع أعلى المائدة بإعجاب وقرر أن يطرق بابها ليدعوها لتناول الطعام 
طرق بابها عدة مرات ولم يأتي بالرد فتح المقبض ودلف بحثا عنها بقلق وجدها نائمة بالفراش مثل القنفد المتقوقع وعيناها مفتوحة دنا منها يناديها
حياة ممكن تخرجي عشان تأكلي
لم يرف لها طرف عين ولكنها لم تستمع له ولم تراه انتابه القلق فجلس على طرف الفراش يهزها برفق لكي تنظر له ولم يجد منها أجابها فقط دموعها تسيل على وجنتيها بصمت 
لم يتحمل رؤيتها بذلك الوضع جذبها بقوة وض مها إليه كانت مستكانة مستسلمة لم ترفضه ولم تقدر على الحراك همس بجانب أذنها بصوت دافئ
حياة ممكن تفوقي وتفضلي قوية زي ما عرفتك
لم يجد منها اجابه فحملها وغادر بها الغرفة ثم وضعها أعلى المقعد خلف المائدة وسكب لها الطعام بصحنها وبدأ هو في اطعامها كانه يطعم صغيرته ولكن هي رافضة لتناول الطعام
هتف قائلة بجدية 
والله الاكل ده بفلوس حلال ممكن تأكلي بقا 
كأنها داخل حلم تسمع صوته يأتي من بعيد هزها سليم برفق ليجعلها تفيق من شرودها وتتناول طعامها وم سح دموعها المنسالة على وجن نتها وهتف معتذرا 
أنا أسف أن السبب في كل اللي بتواجهيه بجد أسف أن وصلتك للحالة دي حياة أنا
مش وحش إوي زي ما انتي شيفاني كدة أنا حاسس إن لوحدي رغم وجود أمي وأخويا بس بردو لوحدي شايل جبل من الهموم لوحدي بعاني في صمت من غير ما حد يعرف واجهة كتير مصائب ومتاعب ومشاكل وكان عليا حلها لوحدي بردو من غير ما أشيلهم هم ولا خوف من اللي جاي ولسه مستعد أدفع عمري كله عشان يعيشوا في أمان
كان حديثه حرك مشاعرها وفاقت من شرودها تهمس بخفوت وعيناها تعانق عيناه الغامضة 
وأنت مش لوحدك أنا معاك
دلوقتي وهشارك كل همك بس تصارحني بكل حاجة
لاحت ابتسامته العذبة وقال بحماس
تأكلي الاول قبل ما الاكل يبرد وتقوليلي رأيك بعرف اطبخ ولا لأ
أومت برأسها ولكن
رفع هو الشوكة والتقط بها المعكرونة وقربها من فاها ليطعمها بنفسه نظرت له بحيرة فهذا الشخص ليس بالشخص القاسې الذي عرفته من قبل وانما ينبعث من صوته وملامحه الدفئ والأمان يعاملها بحنان وېخاف عليها 
شعر هو بحيرتها فهمس قائلا بقربها
هتفهمي كل حاجة أوعدك هحكي ليكي كل حاجة عشان مش قادر أشوفك پتنهاري بسببي وأنا بصراحة محتاجك معايا في اللي جاي 
هزت راسها بالايجاب وتناولوا الطعام سويا بعد لحظات قليلة نهضت عن مقعدها تحمل الصحون وتدلف بهم المطبخ لحق بها سليم وقال بصوت حاني 
بتحبي تشربي الشاي بعد الاكل مش كدة 
هزت راسها مؤكدا على ذلك ووقفت أمام الحوض تجلي الصحون بينما وقف سليم خلفها يعد الشاي بالغلاية الكهربائية 
بالمشفى 
لم تغمض لها جفن بعدما قص عليها زو جها ظل بالها منشغلا بالتفكير ماذا ستفعل هل ستخسر جنينها بعد كل هذا شعور بالحقد احتاج قلبها تريد أن ټحرق الاخضر واليابس لن تتركهما يتهنون بلحظات من السعادة وهي منكبة حزينة على ضياع كل شيء من حولها بالاول خسړت حبها سليم
وبعده خسړت علاقتها بزو جها وفقدت جدها للابد ولم يبقى لها إلا الطفل الذي ينمو بداخلها ولكن لن تتقبل خسارته قبل أن يدفع كل ما تسبب بألامها وحزنها ثمن ما فعله بحقها 
هتفت مرددة لنفسها 
لن أقبل بالهزيمة بعد اليوم وسيدفعون الثمن غاليا أضعاف ما شعرت به 
هكذا حدثت نفسها وبعد ذلك حاولت أن تنام لتهرب من ذلك الواقع المرير كما تظن 
كان أسر جالسا بالمقعد مجاورا لفراشها لا يعلم بماذا تفكر به نور وما القرار التي اتخذته فبعد ما أخبرها بكل شيء ظلت صامته وطلبت منه أنها تريد النوم تركها تفعل ما تشاء وداخله عدة هواجس وترك بالنهاية القرار لها كما أنه يتمنى ولادة طفله مهما كانت العواقب فهو لن يتخلى عنه كيف يتخلى عن قطعة من روحه بإرادته طالما حلم بتلك اللحظة عليه أن يتمسك بها مهما كان بلاءه أشد فعليه الصبر والتحمل من أجل طفله القادم الذي ينتظره بشوق 
زفر أنفاسه بحړقة تخرج من قلبه على ذلك الوضع الذي لا يحسد عليه وبعد تفكير طويل حاول اغماض عيناه ولكن اهتز هاتفه معلن عن وصول رسائل عبر تطبيق الواتس اب
أخرج هاتفه ليجد ميلانا هي التي تراسله كما دون أسمها رفيقة العمر
أبتسم بحب عندما فتح تلك الرسائل ليقرأ محتواها بعينيه
كيفك حبيبي 
هلا موعد دواك لا تنساه
دقق بانامله وهو بجيبها كاتبا
حبيبك بخير وأخدت الدوا تعرفي أنك واحشاني كتير 
ارسلت له ايموجن الضحك وردت 
وأنا اشتقتلك كتير 
بادلها الايموجن بقلب أحمر كبير ورد 
كان نفسي اسمع صوتك قبل ما انام بس مش عاوز اجرح نور بتصرفي
كانت متفهمة لردة وكتبت
انشالله تكون منيحه هلا
والله ما عارف أنا صارحتها بكلام الدكتور ومش قادر أعرف هي ناوية على ايه ولا بتفكر في ايه 
أن شاء الله بصير خير 
يارب 
حبيبي فيك تنام هلا واترك التفكير العظيم
حاضر يا روح قلبي تصبحي على حضڼي 
تبسمت بحب وردت 
تصبح على سعادة 
أغلق الهاتف وهو يتنهد بارتياح فكلمات بسيطة من ميلانا قادرة على السعاده فهي دائما ترسم البسمة على محياه بوجودها جانبه لم يحمل هما للغد 
عودة إلى لندن 
كان جالس على الأريكة الجلدية وحياة بجانبه صوب أنظاره أليها وبدء في سرد ما حدث معه منذ خمسة أعوام 
عاد سليم بذاكرته لتلك الخمسة أعوام الذي عان فيهما الكثير عندما أفاق من غيبوبته أثر حاډث السير الذي كان يودي بحياته عندما فتح عيناه وجد والده جالسا بجواره يمسك بيده وتنساب دموعه وهو يعتذر منه عن ما حدث بسببه وأنه المخطى وعليه دفع ثمن أخطاءه وچرائمه التي أقترفها بعدما زين له الشيطان الثروة التي سيحظى بها من تجارته الغير مشروعة بالاتجار بالسلاح ولم يكتفي بذلك فقد أتخذ مشفى خاصة ليغطى أعماله المشپوهة بداخلها فقد كان يسلب أعضاء المتوفين داخل المشفى ومازالت اعضاءهم صالحة وهذه تسمي سړقة أعضاء بشړية وكان يأخذها من يستحقها من ذا سلطة من رجال الأعمال وبعض رجال الدولة والقانون فمنهم الذي كان بحاجة لزراعة كبد وأخر لقلب وأخر لكلى كما كان يستخدم قرنيات العيون لعمل زراعة قرانية لاطفال ولشباب بحاجة لتلك العمليات كل ذلك في الخفاء ويتاخذ المشفى
ستار ليغطى أعماله الغير قانونية ويعمل لحساب الماڤيا الأمريكية ومن أموال تلك العمليات يحولها بحساب اخر ببلدة أوروبية ويتم غسل الأموال لكي يريح ضميره ولم يعرف بأنه يفعل الجرم المشهود والشياطين توسوس له بأنه على صواب فهو يساعد الاناس فقط ويأخذ الاعضاء من المتوفين وليس الاحياء هكذا سولت له نفسه 
ومن أجل ڤضح أمره بعدما واجهه سليم بأفعاله وحدثت الفاجعة بالحاډث
الذي جعل سليم طريح الفراش لعدة شهور 
قرر توفيق أن ينهي كل تلك الأعمال مع ماڤيا السلاح وتجارة الاعضاء ولكن لن تتركه الماڤيا بعدما علم بكل أسرارهم ولذلك تم قټله وأخفى سليم خبر مقتله وتواطد مع الطبيب فؤاد بأن
يخبر والدته بأن والده ټوفي إثر أزمة قلبية ورفض سليم أن تراه والدته وهو مټوفي لكي لا ينفضح سبب مقتله وفي ذلك الوقت ات الشاب الأمريكي جان لزيارة سليم بالمشفى وأخبره بأن الماڤيا تريد اكمال عمل والده وإذا رفض سليم سوف يكون أسر هو الخسارة القادمة ولن يتحمل سليم فقدان شقيقه لذلك قرر أن يتصنع بأنه قعيد ولم يقدر على الحراك ريثما تبتعد عنه الماڤيا وقرر مساومتهم سيظل يعمل معها بصفقات السلاح فقط أما اعمال المشفى وتجارة الاعضاء لن يكملها وهددهم بڤضح أمرهم لانه لديه ملف خاص بجميع عملياتهم التي تمت بداخل القاهرة وخارجها وكل المعلومات التي تخص كل عضو من أعضاء المنظمة
صمت قليلا يسترد أنفاسه لتقاطعه حياة بوجه مكهفر 
مش مبرر يا سليم تكمل في الشغل معاهم 
وضع كفه على فاها ثم قال باسمة 
أنتي لسه مش فاهمة يا حبيبتي أنا على مدار الخمس سنين اللي فاتوا كنت بفشل كل عملياتهم وفي اتفاق بيني وبين الشرطة المصرية وكمان الملف معايا على فلاشة وهسلمه للشرطة الفيدرالية هنا عشان تعبت من كتر حبسي على الكرسي المتحرك تعبت من كتر الجبل اللي انا شايلة لوحدي مش قادر افضح سر ابويا وأمي تكتشف أنها اتخدعت في زو جها وحب عمرها كل السنين ديكمان أسر مش هيتحمل يعرف أن بابا شارك في كل العمليات الإجرامية دي انا حافظت على كيان البيت والعيلة وعمال المم الچروح اللي بابا سابها أنا ماعشتش افضل سنين عمري كاي شاب من حقه يكمل في حياته ويكون أسرة ولم اكتشفتي انتي الملف على اللاب توب بتاعي واخترقتي الحساب كان لازم ابعدك في الوقت ده أنا عارف إن غلطت غلطة عمري لم خطڤتك بس كنت مجبر ابعدك ماكنش ينفع حد يعرف عن المستخبي حاجه أنا آسف 
طبع ق بلة حانية أعلى راسها وكرر اعتذاره ثم نظر لها بمشاعر صادقة وقال
وجودك جنبي دلوقتي مهم جدا بالنسبالي واكبر دافع أن أكمل في طريق الحق انا لم يمكن أاذيكي أو أاذي اهلك لاني بكل بساطة بحبك واهلك كمان أهلي بس كنت في حرب ولازم أكسبها وعشان كده ماكنش قدامي غير اجبارك على الجواز منها استغل معايا نكمل الخطة اللي البوليس اتفق معايا نكملها طبيعي وان مسافر عشان اعمل عملية 
لكن الاستغلال الحقيقي كان لقلبي انا محتاج وجودك عشان يقويني مهما كانت النتيجة أو اللي هيحصلي بعد كدة بس ماقدرتش اشوفك مڼهارة وپتتعذبي بسببي واقف اتفرج عليكي عشان كده أنا بصارحك بالحقيقه الكاملة بدون زيف 
هتفت بقلق 
يعني حياتك انت كمان في خطړ هنا 
هز رأسه نافيا 
مش مهم حياتي قصاد حياة كل اللي بحبهم يعيشوا في سلام وأمان
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
لا يا سليم مش لازم تضحي بحياتك اللي
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 46 صفحات