الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره المصرى

انت في الصفحة 32 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


حالا هطلقك وكفاية عليكى عيشة مع واحد خاېن وۏسخ زيي 
اتسعت عيناها كأنها ستبتلعه بداخلهما وتمتمت فى حيرة وهى تلقى نظرة على هاتفها كأنها تتأكد من شىء ما 
انت قصدك ان مش انت اللى فى الصور 
ضحك فى مرارة وهو يتابع ما تفعله 
انتى من كتر شكك فيا مجاش فى بالك حتى ولو لمرة ان الصور متفبركة ولا حتى حاولتى تتأكدى وتتأكدى ليه انا راجل خاېن بطبعى عمرى ما حبيتك ولا بفكر اسعدك ازاى بأي طريقة 

وعاد ليلتقط سترته لينهي النقاش قائلا في هدوء 
على كل حال شوفى انتى عايزة ايه وانا اعملهولك واشار بسبابته قبل ان يذهب ليواصل في تهكم 
واه بالمناسبة انتى مش محتاجة تسألى حد اذا كانت الصور متفبركة ولا لا لان لو عندك ثقة فيا كنتى قدرتى تلاحظى ان ده حد تانى انا فى كتفى چرح واضح بقاله سنين اللى فى الصور جسمه سليم 
نظرت الى الهاتف فى يدها وهي تشهق فى صدمة لقد ذهب هذا الأمر عن بالها تماما نعم الوجه في الصورة له ولكن هذا ليس جسد يوسف مطلقا ليس الچرح فقط فلون بشړة صاحب الصورة أفتح من لون يوسف بقليل لو دققت من البداية لأدركت هذا بسهولة ولكن غيرتها تحكمت بها فشوشت نظرها كالعادة 
نظر لها من اعلى الى اسفل فأطرقت برأسها فى خجل وهى تتذكر كل الكلمات اللاذعة التى امطرته بها ظلما لقد هدمت جزءا بداخله لا يمكن اعادة بناءه من جديد حاولت ان تقول اى شىء ولكن لسانها الذى انطلق بلا هوادة فى وصفه بأشنع الصفات قد تخلى عنها الان ارتجفت نبرتها كثيرا وهي تحاول صياغة أي جملة 
يوسف انا 
اوقفها بكفه يمنعها من الحديث فقد اكتفى وفاض 
انتى ايه انا خلاص تعبت طول الوقت شك طول الوقت بتحسسينى بندمك على جوازنا اللى انا بعتبره اجمل حاجة حصلتلى طول الوقت بتحسسينى انك اتنازلتى لما قبلتى تتجوزينى انا حكتلك وعرفتك كل حاجة من البداية وانتى قبلتى ووعدتك انى مش هجرحك وانتى عمرك ما ادتينى ثقتك انتى استغليتى ماضيا عشان كل لحظة تعايرينى بيه من يوم ما اتجوزنا وانا بسعدك بكل طريقة عمرى حتى ما بصيت مجرد بصة لواحدة غيرك نظرة الاتهام اللى فى عينيكى بقت بټقتلنى انا تعبت والله تعبت 
يوسف استنى انا اسفة ارجوك سامحنى 
تنهد في مرارة فاقتربت أكثر لتمسك بياقة قميصه هامسة في نعومة تعرف كم هي مؤثرة به 
انت عارف اني بحبك وبغير عليك 
لا يا ايلينا المرة دى غير كل مرة مش هضعف قدامك وانسى حرف من اللى قولتيه 
وتركها ليخرج نظرت حولها بسرعة والتقطت وشاحا لفت به رأسها دون ان تهتم ببعض الخصيلات التى ظهرت من تحته لتتمكن من اللحاق به 
أدركته وهو على وشك ركوب سيارته فامسكت بذراعه تتوسله 
ارجوك يا يوسف انا اسفة اعمل فيا اللى انت عاوزه بس بلاش تمشى وانت زعلان منى كدة 
قلى بس انت رايح فين 
نظر لها فى خيبة امل واستنكار وحزن جعلها تلوم نفسها للمرة الالف على ما فعلته تنهد في ألم وهو يزيح كفيها 
الحياة بينا بالطريقة دى بقت مستحيلة فعلا 
هتفت فى رفض واضح تستنكر ما يقوله وهي تضع يديها على ثغرها 
لا يايوسف متقولش كدة انت عارف انا قد ايه بحبك 
رد وهو يفتح باب سيارته ملقيا نظرة يائسة عليها 
بتحبينى واكتر حد بيوجعنى وانا بحبك ورغم كدة بتشكى فيا فى كل نفس الحب مش كل حاجة يا ايلينا للاسف اكتشفت ده متأخر 
دلف الى سيارته فتحسست زجاج النافذة ومالت اليه وهي على حافة البكاء 
طيب بس قولى رايح فين 
نظر لها نظرة مطولة أخيرة دون ان يرد قبل أن ينطلق بسيارته بعيدا عنها 
راقبت السيارة حتى اختفت لټنفجر فجأة بالبكاء وكأنها أخذت حبيبها الى مصير مجهول 
مصير أوقعه فيه غبائها الذي عجز حبها عن تقويمه وحركته غيرتها الى اتجاه واحد لارجعة فيه الفراق أليس هذا ما طلبته !!! 
ولكنه يحبها وسيسامحها 
لا كرامته التي طعنته فيها في مقټل كفيلة أن تشيع حبها الى الچحيم 
غبية غبية 
ظلت تردد الكلمة فى عقلها وهى تتذكر كل مشاهدها معه منذ زواجهما رقته حنانه حبه كيف تشك فيه كيف 
كيف لم تشفع له كل مشاعره فتدرء عنه كل هذه التهم فى بساطة 
لقد غفر لها لمرات ومرات حتى أخذها الغرور تعرف ان هذه المرة تختلف فقد تفوهت بما زاد عن الحد ورصيدها السابق من الاټهامات ليس فى صالحها تماما حاولت الاتصال به لمرات ومرات دون جدوى حتى أغلق هاتفه تماما وعلمت فى صباح اليوم التالى من زين انه سافر الى الاسكندرية لاستلام شحنه من الميناء هناك لم يكن هذا من صميم عمله ابدا هذا ما ادهش زين وهو يخبر الجميع بهذا بينما وحدها من كانت تعلم السبب مرت ايام ولم يعد 
وهى على محاولاتها بالاتصال به دون جدوى حتى أشفق هاتفه ذات مرة على حالها وأصدر رنينا كان هو صوت الأمل بالنسبة
اليها لم تصدق نفسها بالفعل حين قطع صوت الجرس لتفتح المكالمة 
لم يأتها صوته فهتفت فى قلق وهي تنظر الى الهاتف تتأكد أنه فتح المكالمة بالفعل 
يوسف 
يوسف ارجوك رد عليا 
وواصلت بصوت يقطعه نحيبها 
انا اسفة اسفة اسفة مليون مرة حبيبى بس ارجعلى بلاش تبعد ارجوك انا من غيرك تايهة ومش حاسة بالدنيا من حواليا ارجع بقا يا يوسف انهى المكالمة دون ان تسمع رده فواصلت تتوسل اليه بالرسائل عبر شتى الطرق بالماسنجر والواتس اب تعرف انها اخطأت وتستحق عقابه فليعاقبها بأى شىء الا ابتعاده على هذا النحو 
ارتمت على فراشها تنتظره ككل ليلة 
تكورت فى حزن وهى تتحسس مكانه الخالى الى جوارها فى ألم 
لم تنم براحة ابدا منذ ان تركها هكذا 
لم تمر ليلة ابدا منذ زواجهما الا ورأسها تتوسد صدره كانت دائما ما تنام على صوت دقات قلبه وكأنها تشدو لها بمشاعره كل ليلة وتستيقظ على صوتها
اشتاقت لرائحته لصوته لكل شىء

فيه 
انتظرت قدومه وهى حتى تعلم انه لن يأتى ولكنه أتى 
جاء بالفعل بعد منتصف الليل وفتح باب الغرفة فى هدوء وللحظة ظنت نفسها تحلم 
فليكن فلتتصبر بالحلم حتى تأتيها الحقيقة فليكن طيفه نعم الأنس لشوقها الجارف عله يداوي بعضا من حرقته 
اندفعت اليه وارتمت بين أحضانه وما ان لامست جسده حتى اتسعت عيناها في عدم تصديق وهي تهتف في سعادة 
انت يا يوسف دى حقيقة انا مش بحلم 
ابتعد عنها فى عڼف وهم ان يذهب الى الملحق الصغير فى جناحه فوقفت امامه قائلة فى لطف 
يوسف وحشتنى اوى انا هفضل اعتذرلك طول عمرى لو عاوز اوعى تبعد عنى تانى 
رمقها بنظرة لم تفهم لها معنا وحين همت ان تذهب خلفه أوقفها فى صرامة 
ما تجيش ورايا 
توقفت فى حزن وهى تراه يغلق الباب بينها وبينه وتساءلت هل حقا قد تسببت فى كل هذا الحزن البادى على وجهه سحقا لها 
وجهه كان شاحبا بشدة وهالة سواد أحاطت بعينيه العميقتين كأنه لم يذق النوم طيلة الليالى الماضية نظرت الى فراشهما وتنهدت فى الم هل سيفصل بينهما هذا الباب اللعېن طويلا 
لقد اشتاقت ان تنام على صدره ككل ليلة 
اشتاقت الى الراحة التى افتقدتها طيلة غيابه 
اشتاقت الى نبضات قلبه التى كانت تنام على صوتها نعم اخطأت ولكن 
قطع افكارها صوت نحيب مكتوم انتفض قلبها فى فزع حتى كاد يغادر صدرها أهذا الصوت له 
وضعت يدها على صدرها وسارت فى بطء لتفتح باب الغرفة فى حذر لتجده بالفعل هو 
يبكى وهو يبتهل لله فى صلاته 
دمعت عيناها لدموعه التى تراها للمرة الأولى انتظرت لحظات لم تستطع ان تطق صبرا بعدها 
حين شعر بها مسح دموعه وحاول تصنع القسۏة فقد شعر بانتهاك رجولته وهى تراه على هذه الحال 
انت ايه اللى جابك قولتلك عاوزة ابقا لوحدى 
ضمت رأسه الى صدرها وهمست في بكاء حار 
انا اسفة انا اسفة 
خلص رأسه بسهولة من بين كفيها طالع عينيه الباكيتين في لوم قبل أن يندفع في حړقة 
هوا انتى ليه كدة ليه على طول بتشكى فيا وفى حبى ليكى انتى عارفة انتى عملتى ايه 
ومسح وجهه بيده ليلقي بجملته وكأنه يطعن روحه بنصل حاد مزق ما تبقى به من تماسك فخارت نبرته 
انا رجعت شربت تانى فاهمة شربت تانى خنت عهدى مع ربنا وجاى ارمى بالذنب عليكى عشان مش قادر استحمله لوحدى 
وضعت كفيها على ثغرها وهي تتراجع لللخلف فابتسم فى سخرية 
سكتى ليه ماتتكلمى سمعينى محاضراتك العظيمة قوليلى مفيش حاجة تضطر الانسان للغلط مفيش حاجة اسمها ظروف انا من الاساس اصلا حقېر و قاطعته وهى تقترب منه تمسكه من قميصه وتصرخ في عڼف 
اسكت بقا اوعى تقولى كدة تانى على نفسك 
ودفنت رأسها في صدره تباشر بكائها حتى بللت قميصه بدموعها قائلة 
كل ده بسببى انا انا ضغطت عليك اكتر من مرة بس انت مش كدة 
ورفعت وجهها مجددا وهى تتلمس وجنته تنفي ما شان به نفسه 
ترفض التخلي عنه 
يصدح عشقها له هذه المرة حتى على احساسها بالذنب تجاهه 
دموعك بتقول انك مش كدة ربنا هيقبل توبتك يا يوسف انت بس ادعيله قوله ان مهما حصل مش هتعملها تانى 
امسك بكفيها لينزلهما ويخبرها في تعب 
انا تعبت يا ايلينا تعبت من الحياة مع بعض بالطريقة دى و 
همست پاختناق تمنعه من مواصلة الخوض في هذا الطريق او حتى التفكير به 
اوعدك مش هيتكرر تانى انا اصلا مش عارفة عملت كدة ازاى 
ومررت اصابعها فى شعره وحنينها اليه يفوح كدخان متصاعد من ڼار عشق تأججت ولا سبيل الى اخمادها مطلقا 
اللى اعرفه انى بغير عليك پجنون والغيرة بتاكل فيا وبتحرقنى لما كل يوم كانت بتجيلى رسايل من الستات اللى كنت تعرفها وبيقولولى على علاقتك بيهم كنت بمۏت عارفة انه ماضى بس كنت بتمنى ارجع امحيه وابدل كل ذكرى ليك معاهم بذكرى ليا انا يمكن لما الصور اتبعتتلى فرغت غيظى كله فيك انت كنت وكأنى بعاتبك على كل حاجة فاتت ايوة يا يوسف بحبك پجنون عارفة ان كله ده جنان بس دى الحقيقة 
يمكن مكنش صح من الاول نرتبط وانتي مش قادرة تتخطى الماضى 
لوحت بكفيها تحاول أن توضح موقفها وتشرح له طبيعة مشاعرها المعقدة 
يوسف فيه فرق بين انى اتخطى الماضى واتقبله وبين ان الماضى اصلا
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 66 صفحات