الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره المصرى

انت في الصفحة 31 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


اكتر من كدة بس كفاية عليا انك انت بتحبنى وبس ولو حبنا ده سببلك اى ۏجع فانا هبعد من غير حتى ما اعرف ليه 
افلتها زين من بين ذراعيه قائلا 
صوفيا انت حبك اجمل حاجة حصلت فى حياتى بس كل حاجة اقوى منى سامحينى يا صوفيا انا 
انا هبعد بس مش هحتاج منك اكتر من وعد اوعدنى زين انك هتحاول ترجعلى وتصلح كل حاجة 

ابعد اصبعها وهو ينظر الى عينيها فى الم كيف يعدها بما لا يمكنه ان يبر به 
صعب صعب يا صوفيا 
همست فى حب 
بس مش مستحيل انا هستناك حتى لو عدت قاطعها بسرعة 
اسندت رأسها على صدره قائلة 
وانا مش هسيبك ټموت لوحدك انا هفضل مستنياك وانت هتدور عليا وهتلاقينى مش هضغط عليك اكتر من كدة خلى حبك يقاوم كل حاجة وارجعلى مش عاوزة اكتر من وعدك ليا بده اوعدنى انك هتحاول 
كانت تشعر بصدره يعلو ويهبط فى جنون تشعر بعڈابه بالمه وتردده بصرخاته المكبوته التى يحبسها عن العالم وتسمعها هى بوضوح بحر مشاعره العميق تغوص هى فيه الان 
ابتعدت عنه فى هدوء ونظرت اليه نظرة وداع اخيرة وقبل ان تلتفت لتذهب تنهد وهو يغمض عينيه لثوانى ستذهب بلا عودة 
سترحل ولن تراها مجدد 
اعطها واعط لروحك بعضا من الامل 
اعطها ماتريد ربما كانت الايام اكثر رفقا بك وبها امسك بذراعها قبل ان تبتعد وضمھا اليه من جديد لم يترك حتى للهواء فرصة ان يتسلل بينهما ډفن رأسه بين خصيلات شعرها الاشقر وأخذ نفسا طويلا من رائحته وبلله بدموعه التى سالت رغما عنه وكلما تنفس كلما امتلأ صدره بعبقها اكثر غير مصدق انها لحظة الوداع مرر يده فى شعرها قائلا 
اوعدك انك هتفضلى جوايا لاخر لحظة فى عمرى اوعدك انى هفضل احبك لاخر نفس فيا 
قالت ويداها المرتعدتان تتركان ملابسه التى تشبثت بها 
وانا مش عايزة اكتر من كدة طول ما حبى جواك هتحاول مرة واتنين وعشرة وانا هستناك حتى لو لعمر تانى 
واضافت وهى تضع يدها على صدره 
طول قلبك ده ما بيدق قلبى انا كمان هيفضل يدق معاه هفضل احبك طول عمرى 
وتراجعت للخلف وهى ترسم ابتسامة تقاوم بها كل صرخاتها ونحيبها لتلتفت فجأة وتطلق العنان لكل دموعها ابتعدت بخطوات سريعة وهو عاد الى نافذته ليراها تسرع بخطوات تشبه الركض 
لن تلتفت ابدا له فان التفتت ستعود اليه دون شك 
ان التفتت سيلحق بها ويلعن هذا العالم بكل مافيه سيسحق كل شىء تحت قدميه 
ولكنه وعدها ان يعيد لها زين الذى احبته فهو الاجدر بها من هذا الضعيف الذى عجز عن حمايتها 
تنهد بعمق والم وصړخت كل خلية من خلاياه وكل ذرة من كيانه وهى تختفي 
وداعا صوفيا وداعا حوريتى الجميلة 
وداعا كل شيء 
الفصل التاسع عشر 
انتهى حفل الزفاف الذى كان رائعا بمقاييس كل من دعي لحضوره الا صاحبه فلم يشعر سوى انهم يشيعونه لمثواه الاخير بعد أن صدر حكم الاعډام بحقه ورحلت صوفيا منذ ساعات 
لاحظت عدم شعوره بسمر تماما وكأنه يحملها ذنب ما حدث 
أدركت بفطرتها أن هناك خطب ما وأنه مضطر لما يفعله ولكن الجزء الاكبر من شفقتها كان على صوفيا التى لاذنب لها فى دخولها لدوامته تلك وكما اشاح زين بوجهه عن سمر اشاح به ايضا عن ابيه 
نعم ابيه الذى غير كثيرا من تفاصيل تلك الليلة التى طالما روادته فى احلامه وهي تجمعه مع حوريته التى نفاها بعيدا بعد ان اشعره ابوه بعجزه المطلق امامها 
أشعره أنه لايستحق سوى بقايا أنثى كسمر ابنة عمه ليتها لم تكن هكذا ابدا 
ليتها لم تكن شرفه وعرضه فلقد حمله أبوه مالا يطاق 
عاد الى جناحه فى القصر مع عروسه 
لم يحتج زواجه بها سوى مجرد تعديلات بسيطة على جناحه الفخم من الأساس تركه لهم ليفعلو به ماشاءوا فقد ترك لهم حياته بأسرها من قبل 
تولت سميرة تلك المهمة وأنهتها في وقت قياسي ألهتها سعادتها بابتعاد ابنها عن الشقراء عن حزنه وصمته واستسلامه ربما أدرك مؤخرا أنها لا تصلح زوجة له وأن ابنة عمه هي الاختيار المناسب سيتناسى مع الوقت بل سينسيه عشق سمر له هوسه بتلك الخواجاية 
جلست سمر على طرف الفراش بينما هو لم ينطق بحرف 
خلع رباط عنقه والقى به فى عشوائية واتجه الى المرحاض بعد ان اخرج من الخزانة بعضا من ملابسه خرج بعد دقائق ليجدها لازالت على جلستها بثياب العرس ابتسم فى سخرية دون ان يعلق وهو يتجه الى ملحق صغير بجناحه لينام فيه 
نهضت خلفه مسرعة وهى تمسك باطراف ثوبها قائلة في حذر 
زين استنى 
توقف دون ان يلتفت اليها فمنذ أن اتخذ أبيه قراره بشأنهما لم يتبادلا حرفا قط 
تقدمت خطوتين لتقف فى مواجهته 
احنا لازم نتكلم 
عايزة تقولى ايه 
ازدردت ريقها بصعوبة وهى تنظر الى اصابعها تفركها فى شدة 
انا عارفة انك متضايق من اللى حصل ومن الل 
اوقفها بكفه في صرامة 
بلاش تتكلمى فى اللى فات احسن عشان انا مش ضامن اعصابى ولا ضامن ممكن اتهور عليكى ازاى 
واصلت وكأنها لم تسمعه 
انا عارفة انى غلطت بس ده كله كان عشانك يا زين عشان حبيتك 
ضحك فى سخرية وهو يضرب كفيه ببعضهما قائلا 
هوا انتى مفهومك عن الحب ايه حبتينى ازاى وامتى وفرضا انك حبتينى ازاى تسلمى نفسك لحد وانتى بتحبى حد تانى وترجعى تكدبى وتخدعى الكل عشان تورطيه معاكى وتلبسيه فى جريمتك حب بأنهى منطق 
صمتت للحظات أمسكت بثيابها ترفعها لتتقدم اليه خطوة اضافية هامسة بصوت مخټنق 
بمنطقي أنا !!! حب مدقتش منه غير مراره وانت بترفض مشاعري مرة ورا التانية كنت بمۏت وانا بشوفك معاها كنت عاوزة انساك باى طريقة كان شبهك يا زين او يمكن انا شفته شبهك صدقت كلامه اللي كان نفسي اسمعه منك انت سلمتله عقلى عشت معاه كل اللي اتمنيت اعيشه معاك حبيتك انت فيه 
تراجع في حدة وكأنها شيئا يثير أقصى ما في نفسه من اشمئزاز كأنه يحاول أن يحافظ على أبعد مسافة
ممكنة بينهما في هذا المكان الذي اصبح أضيق من جحر النمل 
اللى بيحب ميخونش انتى خنتى اهلك ونفسك الحب بيطهرنا بينضفنا من جوانا ولو معملش ده يبقى يتسمى اى حاجة تانية 
اقتربت محاولة ان تضع يدها على كتفه فدفعها فى عڼف يشعر انها لمسته ستندسه فقالت وهى تقبض كفها في الهواء 
انا عارفة انى غلطانة وعارفة انى اللى هطلبه صعب

وعارفة انك عمرك ما هتفكر تقربلى على الاقل دلوقتى بس انا مستعدة لكل اللى انت عاوزه كل اللى تطلبه مقابل ان احنا نعيش مع بعض حياتنا زين صدقنى انا عمرى ما تمنيت حد غيرك 
هز رأسه في أسى قائلا 
وانتى كانت مكانتك عالية اوى عندى يا سمر كانت كانت اعلى بكتير من المكانة اللى انتى حطيتى فيها نفسك دلوقتى انا لما سمعت اللى سمعته منك اټجننت مكنتش قادر اصدق انك انتى كدة ورغم كل ده لما بابا دخل علينا مكنتش ناوى اقوله كنت هكدب عليه بأى حجة وهحاول باى طريقة اخرجك من مصيبتك دى تعرفى كان ممكن فعلا اتجوزك لو وصل الموضوع لحارة سد لكن اللى عملتيه صدمنى اكتر من صډمتى الاولانية فيكى احنا مفيش ولا هيبقا بينا حياة يا سمر 
نظر الى دموعها بعدم اكتراث فمهارتها الخارقة فى التمثيل لم تعد في حاجة الى اثبات 
او ربما كان هو احوج البشر فى تلك اللحظة الى البكاء والعويل فقد خسر حبيبته لتحتل اخر من تمناها فى العالم مكانها 
حبيبته التى بدأ يضنيه الشوق اليها مع أول خطوة وطأتها قدماها بعيدا عنه 
قبضت ايلينا على هاتفها فى قوة وهى تطرق على طرف الفراش به فى ڠضب كادت به ان تحطمه الى اشلاء ولكنها تحتاجه الان 
وبعدها ليرى من نوبات ڠضبها ما يشاء فما يحمله يذهب بعقلها تماما 
انتبهت على صوت الباب ليدلف يوسف اليها بابتسامة واسعة وهو يخلع سترته قائلا 
مساء الخير 
لم ترد تحيته وظلت تتطلع اليه فى تمعن ايعقل ان يفعلها 
فتح اول زر فى قميصه والټفت ليتحدث اليها ويروى لها يومه كما تعود ولكنه توقف وهو يقطب جبينه وينظر اليها حيث بدت شاردة الذهن فقال وهو يقترب منها ويضع يده على جبينها فى قلق 
مالك ايلينا انتى تعبانة 
تصنعت ابتسامة بدت شديدة الغرابة له 
انا كويسة بس انت بقا 
قطب حاجبيه فى استنكار من طريقتها فى الحديث 
ايلينا فى ايه ايه اللهجة دى 
نهضت فى عڼف وهتفت وهى تنظر اليه فى ڠضب وبعينين حملت كثيرا من السخط وخيبة الامل 
فيه ان مهما حاولت اغير فيك مفيش فايدة فيه انى تعبت وزهقت فيه انى بحارب طواحين الهوا معاك 
هتف وعيناه تتسع في دهشة 
انتتى بتتكلمى عن ايه 
مالت اليه وهى تهمس من بين اسنانها فى حړقة 
يوم فرح اخوك روحتنى القصر وقلت انك هتكمل سهرتك مع اصحابك ده حصل فعلا 
ضړب كفيه ببعضهما فى نفاذ صبر قائلا 
يا ريت تتكلمى على طول وتقولى عايزة ايه 
هزت كتفيها بسخرية وقالت بينما تعبث بهاتفها 
حاضر هتكلم 
وصوبت الهاتف نحو عينيه مباشرة كأنها تصوب قذيفة 
نظر الى الهاتف وضيق عينيه بشدة وتركيز فواصلت 
انا فعلا ندمانة على كل لحظة عشتها معاك ندمانة على كل احساس حسيته وياك انت مصر تفضل فى الحضيض والقرف وهما فعلا لايقينلك خليك فيهم وانا هبعد وكفاية لحد كدة 
واكملت وهى تسحب الهاتف من امامه غير عابئة بملامحه التى كستها الصدمة 
ايه مكنتش عامل حسابك صح مش لاقى كلمة ولا رد ترد بيه بتفكر فى حاجة تضحك عليا بيها مش كدة مش هتقدر تضحك عليا ابدا انا مش هتنازل المرة دى ولازم نتطلق 
وضع يديه فى جيبه وعض على شفته السفلى قائلا وهو يرفع رأسه فى بطء 
فعلا معنديش رد ولا كلمة اقولها لو انتى مصدقة ان انا اللى فى الصور دى خلاص ايلينا يبقى انا 
رفعت حاجبيها في دهشة وكادت أن تتهمه بالوقاحة فتابع فى حزن 
انا زهقت وتعبت صدقى اللى تصدقيه واعملى اللى انتى عايزاه انا مش هعيش حياتى معاكى كلها فى حرب وسجن اټهامات مبتنتهيش لو عاوزة تطلقى
 

30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 66 صفحات