الأحد 01 ديسمبر 2024

تعويزه عشق بقلم رحمه سيد

انت في الصفحة 20 من 49 صفحات

موقع أيام نيوز


فظل هو يتطلع لها قائلا بهدوء تام 
أقفلي بقك يا حنين خلاص 
وحينها إنفجر إنفعالها لتصيح فيه بحدة عالية 
أنت مچنون يا حمزة أنت خطفتني لا دا أنت مچنون فعلا  
تقوس فاهه بابتسامة ساخرة تنوح عن كم التخبطات التي تتمحور داخله ليومئ ببرود مرددا في حدة مماثلة 
امال عايزاني اقف واشوف حب عمري بيضيع وأسقف ومش هابقي مچنون ساعتها  

تأففت بضيق ثم هتفت باتزان حاد 
سبني ارجع يا حمزة 
ابتسم بسخرية تخفي خلفها الاف المشاعر التي تقيد من الظهور ليستدير مردفا بجدية 
إنسي يا حبيبتي 
إتسعت حدقتاها بتوسع الصدمة امامها لتسأله متعجبة 
أنت خلاص لسعت ولا أية ناوي تعمل أية يا حمزة  
اومأ موافقا بسماجة يخبرها 
اعتبريني كدة وبطلي اسئلة هاعرفك كل حاجة بوقتها  
صړخت فيه بهيسترية وهي تركض خلفه 
بطل تخلف يا حمزة وسبني أنت بالطريقة دي بتعقد الأمور مش بتحلها  
رفع كتفيه يغمغم بنبرة غامضة 
عادي بقا مرة من نفسي يا حنيني  
ثم استدار يغلق الباب خلفه قبل أن تخرج وسمع صوت صړاخها المغتاظ ليزفر بقوة وخاصة وهو يشعر بشيئ ما وكزه پعنف فشعر بتجمهر تلك الدقات التي لم تخضع سوى لها  
وصوت بعيد يناديه بسماعها يضاهيه صوت القلب الذي ينوح بالرفض
كان أسر يقف متجمدا مكانه وفجأة تحرك يكاد يدلف للداخل ولكن اصطدم بالطبيب الذي خرج هو الاخر  
فنظر له اسر متساءلا 
في إية يا دكتور حصل لها حاجة  
هز رأسه نافيا ثم سأله مفكرا 
أنت جوزها يا أسر بيه صح 
اومأ أسر مؤكدا وأفكاره ترميه هنا وهناك بقلق ليسمع الطبيب يخبره بجدية 
طب حضرتك لازم تسمعني أحنا لسة ماتخلصناش من الجنين لكن في حاجة قولت لازم اقولهالك لانك اكيد عامل بسببها
مشكلة مع المدام اكتشفت وانا بكشف على المدام
زجره أسر متوجسا 
ادخل في الموضوع على طول يا دوك  
تنهد الطبيب ثم بدأ شرحه بهدوء 
كان أسر يحدق به مبهوتا أزمة حلت بالنسبة له واخرى تشابكت  
لو وجد حل ابدي للمشكلات لما خلقت المشكلات بازدياد ولكنها كالدائرة دائرة قد يقف محورها  
ولكنه غير قابل للأنتهاء  
إن كانت بريئة ولكن مؤكد أن ذاك خالد فعل ما فعل  
وهو ايضا لن يدري  
نظر للطبيب متمتما بشرود 
 
اومأ اسر موافقا يهمس 
شكرا يا دوك 
كاد الطبيب يدلف مرة اخرى ولكن أسر منعه وهو يمسك بيده مرددا 
لأ لأ خلاص انسى سيب الجنين دا كان تهور مني بس  
لوى الطبيب شفتاه بضيق يقول 
زي ما تحب عن اذنك أحنا اديناها بينج اول ما مفعوله يروح تقدر تاخدها 
اومأ اسر موافقا بشرود  
مر الوقت وكان أسر يجلس لجوار لارا في احدى الغرف منتظرا عودتها لوعيها  
وبالفعل بدأت تفتح عيونها ببطئ واهن إلى أن هبت منتصبة وهي تصرخ 
ابني  
وضعت يدها على بطنها وأنخرطت في البكاء مرة اخرى فنهض اسر يمسك بها مرددا بهدوء 
هششش اهدي يا لارا اهدي محصلش حاجة
لتقول بحدة هيسترية وهي تبتعد عنه 
اياك تقرب مني قسما بالله لو جيت جمبي لاصوت واقول مش جوزي ولا نيلة غور اطلع بره 
أشار لها بيده محاولا تهدأتها يردد في حدة 
لاراااا بقولك اهدي اللي في بطنك زي ماهو ارسي كدة واحكيلي كنتي بتعملي اية مع الراجل ابن 
رفعت حاجبها الأيسر ثم قالت بحدة 
لأ مش من حقك تعرف يا استاذ اسر 
اتسعت حدقتا عيناه ليسألها مستنكرا 
نعممم يختي اية دا اللي مش من حقي  
تنهدت بقوة ثم قالت 
ايوة عايزاك تطلقني  
سقطت عليه جملتها كالصاعقة التي هزت جذور اشجار مالت للسنين مثبتة  
أليست تلك التي كانت ترجوه ألا يتركها  
الان رمت طوبته بلا عودة
أستحوذ ذلك الطفل عليها بتلك الطريقة وبتلك السرعة  
فسألها فجأة 
متأكدة يا لارا 
صمتت برهه لتجيب بعدها بصلابة 
ايوة حتى لو هتأذي لما تبعد هيبقى افضل بالنسبة لي أنا كنت مفكرة إنك البرئ الي ملهوش ذنب واټصدم بواحدة مش كويسة في وجهة نظره لكن أكتشفت إنك لو صباعك وجعك هتقطعه وأنا لو أنت ماصدقتنيش بعد كدة مش بعيد تعمل فيا اي حاجة ومع عملتك دي المبررات الي حطتهالك اتبخرت يبقى انسى اني افضل معاك دقيقة ولا اخضع لك تاني  
كان ينظر لها بصمت إلى أن سألها مرة اخرى كازا على أسنانه بغيظ 
بسألك تاني مين الراجل دا يا لارا 
رفعت كتفيها تقول بلامبالاة 
معرفش منا رقاصه بقا اتوقع مني اي حاجة يا استاذ اسر 
صړخ بحدة وهو يقترب منها 
لارا ماتجننيش والله هتجنن عليك 
لوت شفتاها ببرود رغم الارتعاشة التي تكمن داخلها 
عادي مش هتفرق قال يعني هي اول ولا اخر مرة  
نهض ينظر لها پغضب لتشير صاړخة بهيسترية 
اضرب اضرب مستني أية  
نظر لها بغيظ ثم تركها وغادر للخارج كالأصار الذي انهى عاصفته لتوه  
مرت الدقائق وهو جالس امام المستشفى يفكر ويفكر بلا توقف  
كأن الدنيا
تدور به من اليمين لليسار كالدمية دمية تتصرف حسب رغبتك انت  
حسب تقلبات الزمن ثم يعود ليلوم نفسه على تلك التصرفات  
نهض متجها للغرفة التي تقيم بها لارا فتح الباب باحثا عنها ولكنها كانت قد اختفت فصړخ بأسمها بصوت هز جدران المشفى من حوله
جلس مهاب لجوار سيلين التي كانت متسطحة على الفراش تنام بسلام بعد رحيل الطبيب بفترة  
وكان مهاب يضع يداه على رأسه يكاد ېصرخ مصډوما مما اخبره به الطبيب  
شعر كما لو أن صڤعة قاسېة تلقاها بيد السمۏم التي اختزنت بين كلمات ذاك الطبيب وهو يخبره في الهاتف 
أنا اتأكدت يا أستاذ مهاب المدام عندها القلب مع الأسف لذلك مش مستحملة اي مجهود لان القلب ضعيف  
شعر وكأن كل ما مر كان اختبار لدوره في حياة تلك المسكينة الذي بات تحت الصفر  
إنتبه لتأوه سيلين المنخفض وهي تمسك برأسها أثر اصطدامها بالأرضية فانتفض يقترب منها هامسا بهدوء 
اهدي يا سيلين ارتاحي ارتاحي ماتقوميش 
هزت رأسها نافية تحاول الأبتعاد عنه فصړخت فيه 
ابعد ماتقربليش 
ابتعد على الفور حتى لا يزداد إنفعالها وكأن إنفعالها اصبح معتمدا بشكل اساسي على تصرفاته
بل كفة حياتها بأكملها  
بعد دقيقة من الصمت اقترب منها هامسا بصوت مټألم 
أنا اسف يا سيلين سامحيني حقك عليا
رفعت عيناها له مصډومة  
وكأن ذاك السواد الذي يتمحور بين مجحري عيناه كان منطفئا منطفئا بخفوت غريب  
فسألته مباشرة 
أية اللي حصل يا مهاب في حاجة حصلت لي صح  
حسم أمره وهو يهز رأسه نفيا 
لا لا محصلش يا سيلين إنت كويسة جدا بس ضغطك وطي  
لوت شفتاها تقول ساخرة 
عايز تفهمني إن الوحي نزل عليك فجأة كدة قررت تعتذر وتقول سامحيني  
هز رأسه نافيا 
لا بس اعتبريني كدة اعتبريني فكرت وعرف غلطي ف حقك  
تجاهلته وحاولت النهوض فأسرع هو يمسك بكتفيها قبل أن تنهض 
ممكن تخليك في السرير
وبعد برهه 
لو سمحتي 
تأففت وهي تسأله بضيق 
ما انت لازم تفهمني في أية يا مهاب  
تمدد لجوارها
وهو يهمس لها 
لو سمحتي يا سيلين مش هاعمل اي حاجة ارجوك 
اسف انا اسف بجد اول مرة احس أني الظالم مش المظلوم
بعد مرور خمس أيام
فتحت حنين عيناها على صوت الباب الذي كان يفتح ببطئ فتأففت وهي تستعد للهجوم على ذاك حمزة الذي يأسرها منذ ذاك اليوم  
يقدم لها الطعام والشراب بل وأريكة تنام عليها ولكن يقبض على حريتها بين قبضتيه كحلم بعيد
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 49 صفحات