الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مظلومه

انت في الصفحة 55 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


الدنيا كده مع كل الناس اللى بحبهم
تأثرت دادة فاطمة بكلامه واقتربت منه وهى تقول بحزنمتقولش كده يا حبيبى انت الف مين يتمناك
بس انا اللى مزعلنى انك اتسرعت وطردتها حرام عليك
تروح فين المسكينة دى وهى مالهاش حد
سيف تروح للى خانتنى معاه وهو يلمها
ولا انتى عايزانى ادخلها بيتى بعد اللى عملته ده
وعلى فكرة يا دادة

انا النهاردة هروح عند عمتو علشان اطلب ايد سلمى 
حملقت دادة فاطمة به وهى مصډومة
سيف مالك يا دادة بتبصيلى كده ليه
دادةانت اكيد اټجننت
سلمى 
بقى تسيب نيرمين  وتتجوز سلمى 
سيف مالها سلمى 
كفاية انها فضلت مخلصة ليها حتى لما عرفت انى هتجوز غيرها 
هى الوحيدة اللى تستحق انى اتجوزها
مش الاولانية اللى راحت تتجوز صاحبى علشان الفلوس
والتانية خانتنى مع ابن عمى
الله يخليكى يا دادة متقلبيش عليا المواجع
دادةانت بټنتقم من نيرمين 
ولا بټنتقم من نفسك
انت عارف كويس اوى ان سلمى  دى تفكيرها مش زى تفكيرك ولا حتى تشبهك فى اى حاجة
سيف مش مهم
المهم انها بتحبنى ولا يمكن تحب غيرى
ابتسمت دادة باستهزاء وقالتانت غلطان
سلمى  دى عمر ها ما حبتك
بس انا عارفة هى متمسكة بيك ليه
لان كل البنات هيموتوا عليك وانت مش معبرها وصعبان عليها انك متفكرش فيها 
فى نفس الوقت اللى اخترت فيه واحدة اقل منها من وجهة نظرها
وبعدين انت ناسى انك اغنى واحد فى العيلة
يعنى عمر ها ما هترضى بأقل منك
فكر بعقلك يا سيف  وبلاش تتسرع
تجاهل سيف  ماقالته وقاليعنى هتيجى معايا ولا لأ
دادةيظهر ان مافيش فايدة
انت حر يا سيف 
عقلك فى راسك تعرف خلاصك
بس متنتظرش منى انى آجى معاك لانى شايفة انك مش رايح تتجوز انت رايح ټموت نفسك
وانا عمر ى ما هساعدك انك تقضى على نفسك بايدك
الفصل الثامن والثلاثون والتاسع وثلاثون
كانت زينب جالسة على الطاولة المستديرة فى المطبخ وهى تمسك السکين وامامها صنية بطاطس شرعت فى تقشيرها
اتتها رقية ببعض الطماطم وجلست امامها على الطاولة وامسكت پسكين هى الاخرى لتقطع حبات الطماطم
وهند واقفة خلف زينب تحضر بعض الاغراض
نظرت رقية الى زينب التى كانت تقشر البطاطس وهى حزينة 
فقالت رقيةمالك يا زينب سرحانة فى ايه
انتبهت زينب لها وقالتانا مش سرحانة ولا حاجة
رقيةاصلك مبتتكلميش خالص وقاعدة زعلانة
تنهدت زينب وقالتانتى مش ملاحظة ان فى حاجة غريبة بتحصل فى البيت ده
رقيةمن جهة ملاحظة فانا ملاحظة
التفتت هند اليها وقالتيا جماعة الموضوع شكله كبير اوى
احنا كنا فاكرين ان سيف  بيه لما ييجى من السفر هنعرف ايه اللى حصل والست نيرمين  هترجع بس واضح كده
ان سيف  بيه على علم بكل حاجة وموافق باللى بيحصل كمان
زينبطب ليه كده ليه سابها والله حرام
عمر ه ماهيلاقى زيها دى طول ماهو مسافر وهى ياحبة عينى مكنتش بتدوق طعم النوم حتى الاكل
مكنتش بتدوقه
رقيةطب مش يمكن يا زينب اتخانقوا مع بعض وزعل منها علشان كده فركشوا الخطوبة
زينب وهى متأثرةانا كنت حاسة فى الفترة الاخيرة انهم زعلانين مع بعض لكن معرفش السبب
حتى لما سألتها مرضيتش تقولى
بس والله حرام دى مالهاش حد هتروح فين ولمين وهى مالهاش غيره
نفسى اعرف بس ايه اللى حصل خلاه يسيبها بالطريقة الغريبة دى
انا اللى مستغرباله انها جتلى هنا وطلبت منى مقولش لحد بس كانت متبهدلة على الاخر
وشها تعبان واصفر زى اللمونة
رقيةانتى بتقولى ايه الست نيرمين  جتلك هنا
طب امتى وازاى
زينب بحزنانا مكونتش عايزة اقولكوا لانى كنت فاكرة انها هترجع تانى بس مادام اتأخرت كده يبقى لازم اقولكوا يمكن نشوف حل مع بعض
جلست هند بجانب زينب ورقية وهى تستمع باهتمام وقالتقولى يا زينب
هى جتلك امتى وكانت عايزة ايه
زينبفاكرة يا رقية لما عم ماهر جالى هنا وكلمنى على جنب
رقيةآه آه فاكرة
زينب اهو يومها بقى الست نيرمين  كانت مستنيانى بره وطلبت منى انى معرفش حد بوجودها ومعنى انها متبقاش عايزة حد يشوفها هنا يبقى اكيد مش عايزة سيف  بيه يعرف انها موجودة 
وضعت هند اصابعها على شفتيها وهى تقوليا خبر!!
طب ايه اللى حصل لده كله
ده سيف  بيه كان بيحبها اوى
رقية وهى تنظر لزينبكملى يا زينب لما روحتيلها قالتلك ايه
زينب بحزنما انا دخلتها اوضتى على ما اخلص شغلى فى المطبخ ولما رجعت ملاقيتهاش يظهر انها استغيبتنى علشان كده مشيت
رقيةاتاريكى بقالك كم يوم مش على بعضك ودايما سرحانة وكل اما اسألك فى ايه تقوليلى مافيش
طب كنتى قولى يمكن ساعتها كنا عرفنا نتصرف
زينببقولك طلبت منى ما اقولش لحد
رقيةطب متحاولى تعرفيلنا من دادة فاطمة ايه اللى حصل بدل ما احنا عاملين زى الاطرش فى الزفة كده
هندصحيح يا زينب محدش هيحليلنا اللغز ده غير دادة فاطمة والوحيدة اللى هتعرفلنا اللى حصل هو انتى يا زينب لانك كنتى ملازمة الست نيرمين  على طول
وطبيعى انك تسألى عليها ولا ايه
نظرت زينب امامها وهى تفكر ثم قالتوالله معاكو حق هى دادة فاطمة اللى هتجيبلنا قرار الموضوع ده
ذهبت سلمى  الى والدتها وهى ترتدى فستان سهرة قصير وانيق للغاية
اخذت تدور باستعراض وخفة وهى تقولايه رايك يا مامى اجنن مش كده
سوسن  وهى تبتسمايه ده يا لولو الفستان يجنن وهياكل منك حتة
جلست سلمى  بدلال على الركنة المواجهة لوالدتها وهى تقوليعنى هيعجب سيف 
سوسن هيعجبه بس ده يجنن 
بقولك ايه صحيح قبل ما انسى
لو سيف  طلب يعمل الفرح بسرعة وافقى على طول احنا ماصدقنا ان ربنا هداه وانتى عارفة ان سيف 

مش مضمون لازم تضمنيه فى ايدك والا هيطير
سلمى بس انا كان نفسى اننا نستمتع بفترة الخطوبة شوية دى احلى فترة بتمر فى حياتنا
سوسن شوفتىماهو علشان انا عارفة انك بتفكرى بالطريقة دى قلتلك كده
ركزى معايا سيف  دلوقتى خارج من تجربة صعبة وانا متأكده انه فكر فى الارتباط بيكى علشان تنسيه اللى حصل
ولو انتى اجلتى موضوع الجوازممكن ساعتها يكون نسى الماضى وبدأ يهدا وهيبدأيعيد نظر فى مسألة ارتباطه بيكى
سلمى  بقلقتفتكرى يا مامى
سوسن طبعا افتكر اوى
رن جرس الباب وذهبت الخادمة لتفتح 
هبت سلمى  من مكانها وهى تقولده اكيد سيف 
دخل سيف  واتجه اليهما 
فتقدمت سلمى  ناحيته وسلمت عليه بدلال وهى تقولاهلا يا سيف 
جيت فى المعاد مظبوط
ابتسم لها وقالانا اقدر اتاخر
نظر الى عمته واتجه ناحيتها وهو يبتسم وقالازيك ياعمتو وحشتينى ثم قبل يدها
سوسن اهلا يا حبيبى وانت كمان وحشتنى اوى
جلس سيف  بمواجهة عمته بينما جلست سلمى  بجانب والدتها
عندما نظر سيف  الى سلمى  لم يعجبه ثيابها الجريئة فزم شفتيه وهو ينظر اليها ثم اخفض بصره قليلا
وبعدها نظر الى عمته وقالسلمى  بلغت حضرتك بالموضوع اللى انا جاى علشانه
ابتسمت سوسن  وقالتآه بلغتنى
سيف طب وايه رايى حضرتك
سوسن والله الموضوع ده يخصها وهى اللى تقول 
نظرت اليها وقالتايه رايك ياسلمى 
تصنعت سلمى  الخجل وقالتاللى تشوفيه يا مامى
سوسن انا مش هلاقى اعز ولا اغلى من سيف  علشان اجوزه لبنتى 
بس برده لازم تقولى رايك
سلمى ماقولتلك اللى تشوفيه يا مامى
سوسن تبقى موافقة 
خلاص يا سيف  على بركة الله
سيف  طب عايزين نتفق عل المهر والشبكة ولوازم الفرح
سوسن متدققش على الماديات دى يا سيف 
انت ابن اخويا وانا هديلك بنتى يعنى الماديات دى مش بتفرق معايا
سيف لأ ازاى بقى
الحق ميزعلش انا بعد اذنك هاخد سلمى  بكره وننزل نشترى الشبكة اللى تعجبها وعلى ذوقها وهى اللى تختار اللى هى عايزاه
وياريت حضرتك تبقى معانا
سوسن وانا لازمتى ايه معاكو
انا مبحبش ابقى عزول اخرجوا انتو وهاتوا اللى انتو عايزينه وانا هفضل هنا
سيف بالنسبة للفرح انا بقول مش عايزين نضيع وقت
ايه رايك بعد اسبوع كويس
نظرت سلمى  الى والدتها باعتراض فغمزت لها سوسن  ملمحة لها على الموافقة ثم قالتاللى تشوفه يا حبيبى
مالت سلمى  على والدتها وقالت خليها الاسبوع اللى بعده علشان كده مش هلحق اجهز فى حاجات كتير اوى ناقصانى ومش عاملة حسابى عليها
سوسن اسكتى انتى دلوقت
لاحظ سيف  انهما يتكلمان بصوت منخفض فقالفى حاجة انتو معترضين عليها 
سلمى آه يا سيف  بالنسبة لمعاد الفرح بلاش الاسبوع الجاى لانى كده مش هلحق اجهز وفى حاجات ناقصانى ولازم اجيبها
سيف خلاص شوفى المعاد اللى يناسبك وانا موافق عليه
سوسن  وهى تبتسم لسلمى  بغيظانا كنت بقول الحاجات اللى سلمى  محتاجاها دى تبقى تجيبها بعدين
سيف والله اللى هى شايفاه اتفقوا مع بعض وشوفوا المعاد اللى يريحكوا وابقوا بلغونى
سلمى  اوك يا سيف 
ارادت سلمى  ان تتركهم كى يتحدثا مع بعضهما بدونها لتتح لهما الفرصة لان يتقربا من بعضهما البعض 
سوسن  وهى تقوماطب استأذن انا علشان معاد الدوا بتاعى جه
وكمان علشان اسيبكوا على راحتكو
سيف متفقناش على الباقى ياعمتو
سوسن بعدين يا سيف  بعدين
انت مستعجل كده ليه
انا من رايى تقعد مع عروستك فى هدوء احسن
تركتهم سوسن  وغادرت
نظرت سلمى  الى سيف  وهى تبتسم قائلةمقولتليش ايه رايك فى الفستان اللى انا لابساه ده
سيف  وهو غير مبتسمحلو
بس مش ملاحظة انه جرئ اوى
زمت سلمى  شفتيها بسأم وقالتهو انا لابساه لحد تانى غيركما انا لابساه ليك انت
سيف وانتى يعنى فاكرة انى ممكن اقبل انك تلبسى حاجة زى دى قدام اى حد تانى غيرى
انا بتكلم عن انه مينفعش تلبسيه قدامى لانى لسة مبقتش جوزك
وبعدين لما تلبسى الكلام ده قدامى دلوقت اومال بعد الجواز هتلبسى ايه
سلمى 

بضيقما انا طول عمر ى بلبس الحاجات دى قدامك وقدام غيرك ومكونتش بتتكلم
سيف دلوقت حاجة وزمان حاجة تانية
زمان مكونتش بتكلم لانى مكنش ليا حمكم عليكى علشان اقولك البسى ايه ومتلبسيش ايه لكن دلوقت الوضع اختلف
ومن حقى انى اشوف البنت اللى هتجوزها لابسة لبس محترم
سلمى حاسب على كلامك يا سيف  يعنى انا لبسى مش محترم
سيف بالشكل ده لأ
سلمى كده يا سيف 
سيف الحق ميزعلش ولا انتى عايزانى اكدب عليكى
وبعدين انتى لو بتحبينى بجد هتعملى اللى يريحنى
تنهدت سلمى  بضيق وقالتخلاص يا سيف  متزعلش هعمل اللى يريحك
كان عمر جالسا فى الخارج متكئا للخلف وهو ينظر الى البحر وامواجه المتلاطمة فى هدوء
فقد انتشرت اشعة الشمس الدافئة على ارجاء المكان واصبح الجو معتدلا بعد ايام الشتاء الباردة فخرج للاستمتاع بهذا الجو البديع فكان واضعا يده خلف راسه باستجمام اما نيرمين  فكانت تنظر اليه من خلف زجاج النافذة فى حزن وهى تفكر فهى لاتدرى ماذا تصنع بعدما حدث لقد ضاع منها كل شئ خسړت سيف  وخسړت الراحة والسعادة والامان والاهم من ذلك كله خسړت شرفها بعد تعرضها للاڠتصاب من عمر  
فكان هذا الامر مؤلما بالنسبة لها كانت تتعجب من صبرها على كل ما حدث لها كيف استطاعت ان تتحمل كل هذه الآلام يبدو ان الله لم يتركها فكما ابتلاها بتلك المصائب انزل على قلبها صبرا لا حدود له وكما كانت هذه الابتلاءات هى السبب فى الآلام التى شعرت بها فهى ايضا السبب فى معرفتها الدنيا على حقيقتها
كانت نيرمين  تأمن لجميع الناس تراهم جميعا بنفس طيبتها لم تكن تتخيل ابدا ان هناك احدا يحمل شړا يصل الى هذه الدرجة 
فقررت الا تكون سازجة بعد اليوم صحيح انه قد فات الاوان وعلمت ذلك متأخرا ولكنها ستأخذ حذرها ممن حولها ولن تعد تأمن لأحد بعد ذلك 
كل هذا كان يجول بخاطرها وهى واقفة تنظر من النافذة الزجاجية المطلة على البحر
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 118 صفحات