الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية مظلومه

انت في الصفحة 16 من 118 صفحات

موقع أيام نيوز


ليأخذها ام تحزن لفراق مهد حبها الذى ولد ويبدو انه لن يستمر
دكتور اسامة ايه يا نيرمين  مالكانتى مش حاسة انه والدك ولا ايه
نيرمين  بصوت مخڼوق بعض الشئ لا ابدا دا بس من المفاجأة
الرجل المسن يلا يا بنتى انا دورت عليكى كتير وما صدقت انك بخير مستنية ايه
نيرمين  وهى تنظر الى سيف  طب ثانية واحدة هاجى معاك بالهدوم اللى انا جيت بيها لان اللبس اللى انا لابساه ده مش بتاعى

سيف  متقوليش كده يا نيرمين  ميصحش الهدوم دى كلها كانت هدية مينفعش ابدا انك ترديها
نيرمين  بصوت منخفض طب هسلم بس على دادة فاطمة
الرجل المسن ماشى يا بنتى هستناكى
خرجت نيرمين  لتودع دادة فاطمة وبمجرد ان خرجت من المكتب انهمرت دموعها
بعد ان خرجت من المكتب كان سيف  خافضا بصره الى الارض حابسا دموعه وهو فى صراع مع نفسه ايخرج ليخبرها بحبه قبل ان تغادر ام يسكت
وفى هذه الاثناء نظر خالد الى دكتور اسامة قائلا هاا يا دكتور ايه رايك
دكتوراسامة واضح ان الذاكرة عندها مافيش خالص دى مش عارفة تفرق بين والدها وبين الراجل اللى كانت بتعطف عليه
رفع سيف  راسه وحملق بتعجب شديد وهو ينظر الى خالد والدكتور اسامة وهو يستفسر بنظراته عما قالوه
خالد ايه يا سيف  مالك مستغرب ليه كده
وقف سيف  واتجه ناحية خالد وتعابير وجهه تتساءل ثم قال ممكن بقى تفهمونى ايه اللى بيحصل بالظبط
خالد اهدى يا سيف  كده وافهم اللى الدكتور اسامه هيقولهولك
دكتور اسامة شوف يا سيف  بيه عم حسين  ده راجل طيب اوى صاحب دكانة بسيطة بيبيع فيها حاجات صغيرة زى مناديل 
وشوكولاتات وحاجات من دى ونيرمين  اول مرة اشترت منه كان قبل اليوم اللى وصلت فيه عندك باسبوع كانت بتعدى عليه كل يوم علشان تشترى منه وكانت بتديه فلوس اكتر من تمن الحاجة اللى بتشتريها
من ساعة ما شافته وهى ولازم تعدى عليه وتساعده بالطريقة اللى انا قلتها دى
وهو تفاجأ انها معدتش بتعدى عليه زى كل يوم ومكنش عارف السبب لغاية ما شاف صورتها فى الجرنال
ومن اقواله حسبنا اول مرة شافته فيها وآخر مرة طلعت تعرفه قبل الحاډثة باسبوع ان صح التعبير ان يوم ماوصلت عندك هو نفسه يوم ماعملت الحاډثة
وآخر مرة شافها قبل الحاډثة بيوم واحد
سيف  وبدأ يظهر عليه الڠضب وليه فهمتوها انه يبقى ابوها ليه ماقولتوش الحقيقة
دكتور اسامة احنا عملنا كده مش علشان نتلاعب بيها لا ابدا
انا كنت عايز اعرف حالة الذاكرة عندها وصلت لحد فين كان لازم احدد مدى عمق الموضوع علشان اقدر احط خطط العلاج اللى همشى عليها
سيف  وهو يعاتب خالد غاضبا وليه معرفتنيش يا خالدكان لازم تقولى قبل ما تاخد خطوة زى دى
دكتور اسامة مقاطعا خالد قبل ان يرد انا اللى طلبت منه كده يا سيف  بيه كنت عايز الموضوع ميخرجش عنى انا وهو علشان ابقى متأكد ان نيرمين  هتتعامل مع الموقف بطبيعتها من غير ما تتصنع اى ردفعل
سيف  بس بالطريقة دى اكيد هتفتكر اننا بنختبرها وده فى حد زاته شئ جارح
خالد متقلقش دكتور اسامة هيفهمها اننا منقصدش نكدبها او نختبرها علشان متزعلش
خلاص بقى يا سيف  متكبرش الموضوع بقى
تنهد سيف  بقوة معبرا عن عدم رضاه بما حدث ثم قال هخلى رقية تناديلها علشان تقولولها الحقيقة
كانت نيرمين  قد ذهبت لتودع دادة فاطمة وعندما علمت دادة فاطمة بالامر حزنت كثيرا وفاضت عيناها بالدموع وحضنتها
وتمنت لو تستطيع ان تجعلها تمكث معهم اكثر من ذلك
لقد كانت تشعر ان نيرمين  قد عوضتها عن فقدان ابنتها وملات القصر سعادة ودفء وغيرت فيه الكثير
وبينما هما كذلك يتبادلان دموع الوداع
جاءت رقية لتخبر نيرمين  انهم بانتظارها فى حجرة المكتب
ارتمت للمرة الاخيرة فى حضڼ دادة فاطمة مودعة اياها ثم عادت الى المكتب وهى تقول خلاص انا جاهزة
نظر سيف  الى الى خالد كانه يحثه على اخبار نيرمين  بالحقيقة
خالد تعالى يا انسة نيرمين  اقعدى
نيرمين  ايه مش همشى
دكتور اسامة لا يا انسة نيرمين  مش هتمشى
تعجبت نيرمين  وبدا عليها انها لا تفهم شئ
دكتور اسامة وهو يشير الى عم حسين  قائلا اقدملك عم حسين  الراجل الطيب ده
عم حسين  ايوة يا بنتى انا عمك حسين  مش فاكرانى
نيرمين  انا مش فاهمة حاجة عم حسين  مين 
دكتور اسامة عم حسين  اللى كنتى كل يوم تعدى عليه وتشترى منه مش فاكراه خالص
نيرمين  مش قولتولى انه يبقى ..........
دكتور اسامة احنا قلنالك كده بس علشان كنت عايز اعرف حالة الذاكرة عندك وصلت لحد فيناحنا اسفين والله مكناش نقصد اى حاجة غير اننا نعرف نحدد ضعف الذاكرة عندك محدود ولا اعمق من كده
نيرمين  وهى تنظر الى سيف  انتو كنتوا بتشوفوا انا فعلا صادقة ولا لاكنتوا شاكين فيا ولا ايه
نظر سيف  الى خالد كانه يطلب منه ايضاح الامر
خالد لا انتى فاهمة غلط يا انسة نيرمين 
الموضوع مش كده خالص سيف  مكنش يعرف خالص بالكلام ده الكلام ده كان بينى وبين الدكتور اسامة
سيف  لحد اللحظة دى مكنش يعرف مين الشخص اللى هتقابليه
نظرت نيرمين  الى سيف  وهى تتمنى ان يكون هذا الكلام صحيحا
هز سيف  راسه بالايجاب مؤكدا لها انه لم يكن يعلم عن الامر شيئا
ظلت مترددة اتصدق ام لا 
فقال خالد والله سيف  ما كان يعرف باللى احنا هنعمله النهاردة واحنا خبينا عليه علشان انا كنت عارف انه مش هيوافق
وكمان دكتور اسامة كان له نظرة فى الموضوع ده
فهدأت قليلا ثم جلست
خالد مش حاسة انك شوفتى عم حسين  قبل كده
نيرمين  انا حاسة ان شكله مش غريب عليا بس مش فاكرة اى حاجة خالص عنه ولا عارفة شوفته فين
دكتور اسامة كويس انك حاسة شكله مش غريب عليكى ده مؤشر كويس 
انا هيكون ليا جلسة معاكى كل فترة علشان نقدر نوصل لحل للمشكلة دى اوك
هزت نيرمين  راسها بالموافقة دون ان ترد
عم حسين  وانتى عاملة ايه يا بنتى انتى كويسة
نيرمين  الحمد لله واسفة ان كنا تعبناك معانا
عم حسين  المهم انك بخير يا بنتى وجميلك ده فى رقبتى انتى ساعدتينى كتير
خالد لسيف  احنا سالنا عم حسين  ان كان يعرف حاجة عن الانسة نيرمين  لكنه للاسف مكانش يعرفها معرفة شخصية وكمان معرفته بيها كانت من كام يوم قبل الحاډثة مش اكتر يعنى
وهو برده قالنا على معلومة ممكن تفيدنا وهى ان نيرمين  كان معاها عربية بس للاسف هو معرفش يقولنا نمرتها 
لانه مكنش بيركز فى حاجة زى دى على اساس انه يعنى كان هيعوز نمرة العربية فى ايه 
ده مؤشر لسبب الحالة اللى جاتلك بيها يعنى مؤكد عملت حاډثة بس اللى محيرنى لو عملت حاډثة كنا لقينا اثر للعربية ولا ايه
انا محتار جدا لو عملت حاډثة بالعربية كنا لقينا عربيتها او حتى اثر حطامها او اى حاجة
تدلنا على اللى حصل بس للاسف ملقناش اى اثر لعربيتها لا على الطريق الموصل لهنا ولا فى الطرق المحيطة
الفصل العاشر
مازال الحوار مستمرا بين خالد وسيف  عن حل لغز الحاډثة التى تعرضت لها نيرمين 
سيف  انت متأكد انك دورت كويس فى الطرق المحيطة بينا يمكن تكون موجودة بس حد مثلا يعنى سرقها او خدها يبيعها كقطع غيار مثلا
خالد جايز يكون كلامك صح وفى حد سرقها بس يعنى مين اللى هيجازف ويسرق عربية عاملة حاډثة ويجيب لنفسه مصېبة
سيف  فى حيرة مش عارف
خالد احنا مش عايزين نسبق الاحداث واكيد المستقبل مخبى حاجات كتير
بس اللى انا مستغربله ازاى لحد دلوقتى محدش من اهلها اتعرف على صورتها فى الجرنال
اذا كان عم حسين  الراجل اللى ميقربلهاش حاجة واللى ميعرفهاش غير قبل الحاډثة باسبوع اتعرف على الصورة
ومستناش وجه يقولنا
يبقى ازاى بقى اهلها ساكتين على غيابها لحد دلوقت
فيه لغز كبير اوى غايب عننا ولازم نعرفه
سيف  كلامك مظبوط وحيرنى اكتر طب ناوى على ايه
خالد انا دلوقتى لسة جاى على بالى فكرة بس مش عارف انت هتوافقنى عليها ولا لا
سيف  ايه هى
امسك خالد بيد سيف  ومشى به جانبا ثم قال بصوت منخفض انت قلت يمكن حد سرق العربية علشان يبيعها او يبيعها قطع غيار او يخفى آثار الچريمة وممكن يكون شخص واحد وده متهيألى مستبعد شوية
وممكن يكون عدة اشخاص لان حاجة زى دى محتاجة يكون فيه اكتر من شخص واحد
سيف  قصدك ان اللى اتسببوا فى الحاډثة هما اللى اخفوا العربية
او يكون الموضوع مافيهوش اصطدام اصلا زى ما انا قلتلك قبل كده وخطڤوها مثلا من عربيتها او احتمال مكانتش ساعتها راكبة عربية اصلا الاحتمالات كتير بس االاحتمال الاخير هو الاقرب للواقع
تغيرت نظرة سيف  لخالد
بادره خالد قائلا احنا مش عايزين نتعامل بعواطفنا فى الموضوع يا سيف  انا بتمنى يكون احتمالى غلط لكن فى نفس الوقت بيحتمل الصحة ولا ايه
بدا على سيف  انزعاجه من هذا الكلام ولا يدرى بماذا يجيب وخصوصا ان كلام خالد منطقى جدا
خالد بصوت منخفض ماهو انت لو تقدر تقنعها ساعتها هنرتاح ونعرف نحدد مسار البحث بدل ما احنا مشتتين كده
سيف  وهو يكاد يفهم ما يرمى اليه خالد اقنعها بايه 
خالد باننا نعرضها على ...........
قاطعه سيف  لالالا انا مقدرش اعمل كده
خالد طب افاتحها انا
سيف  بلاش يا خالد صدقنى الموضوع ده هيأثر عليها تاثير سلبى وحالتها هتتأخر
انا حاسس انها مش قادرة تفتكر حاجة لانها بتهرب من الماضى فمش عايزين احنا نزود الموضوع عندها
خالد طب هسيبك تفكر فى اللى انا قولتهولك وبعدين ابقى عرفنى قررت ايه
استدار خالد قائلا هاا يا دكتور انت شايف حالة نيرمين  واصلة لحد فين
دكتور اسامة لا اطمنوا ان شاء الله فى امل كبير هيكون ليا معاها جلسة كل فترة وان شاء الله تكون بداية شفاءها 
نظر سيف  الى نيرمين  وهو يفكر فى ما قاله خالد ولا يدرى ان كان سيتحمل ماوقع لنيرمين  ان كان كما قاله خالد ام سيتغير من ناحيتها
ولكن الشعور الغالب عليه ساعتها هو الحزن والضيق ولا يدرى كيف يستطيع ان يدفع ذلك الشعور الذى بداخله
فما قاله خالد حتى ان حدث لها
فما ذنبها 
اخذ يتنهد وهو يحاول اخفاء الضيق الذى بدا عليه وعلى علامات وجهه
اتجه سيف  ناحية الخزانة واخرج مبلغا من المال واعطاه لعم حسين  واخبره ان كل شهر سيصله مبلغ مثل هذا 
وانه لن يتركه سيواصل ما بدأته نيرمين  معه من مساعدة
اخذ الرجل المبلغ وهو يدعى له من كل قلبه وادمعت عيناه فرحا 
طبطب عليه سيف  وهو يطمئنه وهو يقول انت تستاهل كل خير ياعم حسين  ولو عرفت اى حاجة عن نيرمين  من اى حد ياريت تبلغنا
عم حسين  لو جه فى ايدى اى حاجة مش هتأخر عليكوا ولا عليها انتوا تستاهلو كل خير وهى كمان
انتهى اللقاء بمغادرة خالد وصديقه
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 118 صفحات