الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 20 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

في سؤالى بس مين اللي بيكرهك أقوى كده عشان يدمر الدنيا بالشكل الرهيب ده
نظره متحيره بادله أياها هز رأسه بعدم معرفه مردفا 
مش عارف ياأحمد أنا بقالي كتير مسافر معرفش حاجه ولا سمعت أن في حد بيكرهنا أو بينا وبينه عداوه وعمر جدي ما ظلم حد ولا بابا كمان وأنت عايش في البلد وعارف هما بيتعاملوا مع الناس ازاي
شاركتهم غمزهحديثهم 
الحمد لله أن مفيش خساير في الأرواح ودي أهم حاجه دالوقت والباقي أن شاء الله يتعوض
حل الصمت من جديد ليقطعه صدوح رنين الهاتف وكان الاتصال من والدها عزت
اتسعت ابتسامتها وردت عليه بمشاغبه 
كده يا حبيبي ما تسألش عليا كل ده قلبك بقى قاسې قوي وانا مخصماك وأنسى أن لك حبيبه اسمها غمزه
عذرا معنا عاشق فى درب الهوى جديد كلماتها أضرمت الڼار فيه حاله حال من يراه يجزم أنه سينفجر من شدة تشنج عضلاته عروق وجه انتفضت بارزه ضاق ما بين حاجيبه بعبوس مكفهر وكأن الشيطان سيتلبس جسده زفر أنفاسه بحنق التف لجهة الشباك حاول تهدئة وتيرة خفقاته أغمض عيونه بشرود هامسا لنفسه 
يا بخته اللي أنتى بتحبيه الحب ده كله وبتعاتبيه بحب على اهماله لكي
قهرة المحب فى الحب موجعه عاتب حبيبها يحسده وكأنه يراه 
كم أنت محظوظ أيها المحب بما عشقها قلبي وامتلكت فؤدي
استرسل يناشد قلبه 
اعتذر لك أيها القلب لأن من سكنتك أنت لا تملك قلبها
غص قلبه من همسه المؤلم وتحجرت دموعه أسكنها مقلتيه عسى ألا يفضح أمره
بنزق محبب هتفت غمزه 
اتفضل ياأحمد كلمه أنت عشان أنا مخصماه
بدعابه هتف أحمد 
دايما تجيب لنفسك الكلام رهيب أنت يا بابا عجبك كده أهي قلبت شفايفها علينا استلم بقى لما تجيلك
عزت بقلق 
أختك عامله أيه ياأحمد طمني عليكم الهانم سابيتنا أول ما دخلنا المزرعه ومعرفش عنها حاجه واتلهينا لحد ما عبدالله جه وقالى أنه شافها قولى يابنى هى بخير
عقب أحمد مطمئنا أياه 
أحنا زي الفل حضرتك ما تقلقش ودلوقتي هجيب البرنسيس بتاعتنا عشان ترتاح هى مرهقه شويه لكن زى القرده صاغ سليم وكمان معنا فهد تتصور طلع فهد زميلى من أيام الاعدادي والثانوي
بمحبه هتف عزت 
طيب ياأحمد ادهولي أسلم عليه وأطيب خاطره بكلمتين فى المصېبه اللى حلت عليهم
أما عنده هو أخيرا تنفس الصعداء زفر نفس طويل وكأن حجر يجثو على صدره يعوق تنفسه حمد الله أنه والدها
حدث نفسه يلعن غبائه 
لتاني مره أظن غلط وفي الاخر يكون حد من أهلها
ابتسامه زينت ثغره تطلع لها بالمرآه لتتقابل عيناه بخاصتها هامسا لنفسه 
عشقت نمره شرسه في ملامح طفله
على شروده لم يستمع لصوت أحمد وهو يقول 
اتفضل يافهد الحاج عاوز يكلمك استفاق على أحمد يلكزه من كتفه فهو سارح فى ذات العيون اللوزيه
تنحنح فهد معتذرا 
آسف كنت سرحان 
أخذ الهاتف يجيب على الاتصال قائلا 
السلام عليكم أزيك يا حاج
أجابه عزت 
وعليكم السلام معلش يا ابنى قدر الله وماشاء فعل
عقب فهد مردفا 
الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس شكرا ياحاج على سؤالك وشكرا لحضرتك على وقفه أحمد وعبد الله والدكتوره غمزه معنا
هتف عزت بود 
عيب يا ابنى الجيران لبعضها مابالك بأبوك ده عشرة العمر ربنا يعوض عليكم مع السلامه ربنا يستر طريقك
أغلق المكالمه واستدار يعطى الهاتف لغمزه مدت يدها أخذته وملامحها عابسه فألم يدها مازال يداهما
فى نفس الأثناء تصاعد رنين هاتف فهد يعلن عن اتصال أخرجه من جيب سرواله ليجد المتصل والدته
أجابها على الفور قائلا بقلق 
خير يا أمى فى أيه
عقبت هنيه بصوت مهزوز 
روح هات الدكتور أحمد هو لسه ماشى من المزرعه بس جدك تعب ومش عارفه رقمه عشان اتصل عليه
أردف بلهفه متوتره 
متقلقيش ياأمى ثوانى مسافة السكه هو معايا اصلا هجيبه وأجى
أغلق الهاتف والتف يحدث أحمد 
معلش ياأحمد هتعبك معايا جدى تعبان جدا ومحتاجينك فى البيت ضرورى
أومأ أحمد بسعة صدر قائلا 
حاضر مفيش تعب خالص يالا بينا متقلقش ده كان متوقع بعد اللي حصل
قاطعتهم غمزه 
أنا هاجي معاكم عشان البقره اللي اتولدت النهارده كان لازم اكشف عليها أنا سيبتها ومشيت عشان صخر
احتنق فهد من تهورها مردفا 
أنتي لازم تروحي ترتاحي عشان انتي تعبانه كفايه اللي حصل لحد كده
أيده أحمد مؤكدا 
فهد عنده حق وكمان عشان الحقنه اللي أخذتيها دي هتنيمك في اقل من نص ساعه
بلاش دماغك اللى انشف من الحجر هتضرى نفسك چرح أيدك كبير ممكن ېنزف تانى بلاش تصدرى دماغ الصعايده النشفه دى
اقتنعت برأيه وأومأت بالموافقه وصلوا أمام البيت هبطت
تترجل من العربه ودعتهم واستدارت تدلف للداخل
بينما داخل بيت عزت القلق هو المسيطر عليهم
هتفت أنعام بحنو 
قوم ياعزت ارتاح شويه انت تعبت قوى بسبب اللي حصل النهارده والحمد لله أحمد طمنك على غمزة وأهوو جايين فى الطريق وعبدالله من وقت ما جه معاك دخل أوضته مخرجش شكله نام
جذبت يده تحثه على الخلود للنوم والراحه بعد عناء الأحداث السالفه
تنهد عزت بتعب مردفا 
ماشي ياأنعام 
استقام يخطو بجوارها لغرفة نومه وهو يوصيها 
بس لما الولاد توصل ادخلي طمنيني
أومأت أنعام مبتسمه تجيبه 
حاضر بس ارتاح أنت هم مش لسه صغيرين أنت عندك رجاله حتي بناتك رجاله لما قاعدين جنبنا لحد الوقت من غير جواز
هز عزت رأسه بيأس فزوجته لا تمل من هذه السيره صعد مخدعه يسطح جسده بارهاق
عقب عليها 
لسه مجاش النصيب قولي يارب
أمنت أنعام على دعائه 
يارب يرزقهم بولاد الحلال اللي
يهنوهم ويريحوهم نفسي افرح بيهم قبل ما أموت
بحنو أردف عزت 
ليه السيره دى ربنا يبارك فى عمرك يا انعام احنا هنجوز العيال واخدك ونطلع نحج سوى أن شاء الله
رتبت أنعام على يديه هاتفه 
ربنا يخليك لينا ياحبيبى 
جذبت الغطاء دثرته ودنت منه طبعت قبله على جبهته واستقامت تطفئ الأنوار وغادرت الغرفه تنتظر باقى أولادها
مر قليل من الوقت ليصدح صوت طرقات على باب البيت همت ذاهبه تفتح فوجئت بغمزة بمفردها أفسحت لها الطريق تدلف للداخل على أقرب أريكه جلست غمزة بتعب ظاهر على جسدها المنهك
أنتاب أنعام القلق هتفت بتساؤل 
مالك ياغمزة شكلك عامل كده ليه أيه اللى حصل يابنتى وفين أحمد مش كان جاى معاك
أجابتها غمزة بارهاق 
أهدى ياماما أنا كويسه قدامك أهووو وأحمد عقبال ما وصلنا البيت جه ل فهد تليفون جده تعب فاضطر أحمد يروح معاه عشان يكشف على جده
تصاعد التوتر بقلب أنعام من شكل لفافة يدها دنت منها تجلس جوارها وهتفت باستفهام 
كويسه أزاى وشكل لفة أيدك بتقول مچروحه چرح كبير 
وضعت غمزه يدها على فمها تستحلفها أن تخفض صوتها 
بالله عليكى ياماما وطى صوتك شكل بابا دخل ينام هو مش بيستحمل السهر وأكيد تعب معاهم فى المزرعه فمش عايزة بابا يقلق عليا
أزاحت يدها بحنو 
طب ياقلب ماما هو موصينى أول ما تيجى أطمنه عليكى أيه الحل فى المعضله دى
بنعاس نتيجة المخدر تتأبت هاتفه 
بصى ياماما تقريبا أنا الحقنه اللى أحمد أدهانى بدأت تتقل دماغى سيبنى أدخل أنام ولما بابا يصحى الصبح أنا
هتفاهم معاه
قالت كلمتها الأخيره وهى تضع رأسها على صدر أنعام تغط فى النوم ضمتها لصدرها بحب تربت على شعرها تحمد الله على سلامتها حاوطت خصرها لتستند عليها وخطت بها داخل غرفتها وضعتها بالسرير اطمأنت أنها غطت بالنوم أطفئت الأنوار وغادرت لتغفو هى الأخرى
مرء القليل من الوقت اصطفوا السياره بجوار الدوار وهبطوا يترجلوا للداخل 
استوقف أحمد خطواته للقدوم للداخل نظرا لحرمة وخصوصية البيت
هتف بحياء 
اتفضل أنت أدخل الأول بلغهم أنى وصلت
نهره فهد مقاطعا 
يالا ياأحمد أنت مش شايف الدوار مليان رجال شرطه بيعينوا الحريق
تنحنح أحمد وولج وراء فهد لغرفة الحاج الراوى ألقى التحيه وذهب يقف بجوار مخدعه هاتفا باطمئنان 
ألف سلامه عليك ياحج
أجابه بأنفاس متلاحقه 
أنا الحمد الله انتم قلقانين ليه انا بس ضغطي عالي شويه
تبادلت هنيه النظرات بينها وبين الحجه راضيه وهتفت 
هو فعلا تعبان بجد يادكتور حتى نفسه مش قادر ياخده
وضع أحمد حقيبته على المنضده المجاوره للمخدع وأخرج سماعته وجهاز قياس الضغط وأخذ يفحصه بعنايه
ربت سعد على كتفه مردفا 
يا حاج متزعلش نفسك وأنا أن شاء الله لازم أجيبلك اللي عمل كده تحت رجلك
عقب فهد 
إن شاء الله هتقوم بسلامه يا جدى وحضرتك يا بابا سيبلي الموضوع ده وأنا هتصرف
قاطعهم أحمد 
مش وقته يا جماعه الكلام ده الحاج لازم له راحه
نظر ل فهد وتابع 
عوزك لحظه بره
ارتاب فهد فى نبرة أحمد وأمأ بالموافقه 
اتفضل ياأحمد عن أذنك ياجدى وأخذه وخرج يستفهم ما فى الأمر
انتاب الفلق هنيه خرجت ورأهم باكيه تسأل بفضول 
عمى في حاجه تعبان صح
أجابها احمد بعمليه 
هو فعلا تعبان ده إنذار بذبحه صدريه هو صحته كويسه وبيقاوم بس الخۏف أنه يتعب في أي وقت
زفر فهد بحزن 
خلاص أعمل اللازم واللي جدى ممكن يحتاجه
تدخلت هنيه بلهفه قلقه 
ننقله المستشفى أحسن
نظرت ل فهد بعيون تفيض بالدمع تستكمل بتوسل لإنقاذ أبيها الروحى 
انقل جدك المستشفى يافهد جدتك هتروح فيها لو حصله حاجه
مسد على كتفها قائلا بحنو 
أهدى يا أمى أن شاء الله مش هيحصله حاجه ولو محتاج انا مش هتأخر
تبادل النظرات مع أحمد وأردف 
قولي يا أحمد ننقله اطلب الاسعاف تيجي حالا
عقب احمد برفض 
لا مش محتاج بس أنتو أبعدوا عنه أي انفعال وأنا هكتبله علي أدويه ياخدها في مواعيدها ويرتاح
قطع كلامهم دخول زينه المفاجئ دلفت تجرى ومن ورائها فجر الټفت تدور حولهم بصخب ضاحك ترنحت خطوتها وتمسكت بظهرفهد تختبئ منها
صدحت زينهبصوت عالى 
أنا مستحيل أسيبك تضربيني
صاحت هنيه بانفعال 
أيه أنتوا اتجننتوا مش عارفين أن جدكم تعبان مش كفايه اللي احنا فيه أيه الدلع والمسخره دى
أمسكت زراع فجر تزجرها 
وأنتى يا هانم ياعاقله اطلعي ذاكرى وبطلى دلع ودى آخر مره أشوف وشكم تحت النهارده
موقف محرج وضعتها به أختها لم تستطع الرد انهمرت دموعها ثم رفعت رأسها كى تغادر تلاقت عينيها بمقلتى أحمد رمقها بإعجاب لثانى مره يشده برأتها
تلعثمت خجله من حالها هاتفه 
أنا أسفه يا امي
حاوط فهد كتفيها مهدئا أياه 
خلاص يا ماما محصلش حاجه
ربت على وجنتيها بحنو 
وأنتى يافجر يالا اطلعي ذاكرى وخدى معاكي الجبانة التانيه
أردفت فجر تعتذر 
آسفه ياأبيه مكنش قصدى
ممكن اطمن علي جدو 
قاطعتها هنيه بحزم 
مش وقته اطلعي وبعدين ابقي انزلي لما الدنيا تهدى
ناظرتهم وعينيها تغيم بالدموع هاتفه بحزن 
عن اذنكم 
قالتها وهرولت سريعا كى تتوارى من إحراجها أمامهم
أما عنه فهو تائه مع جمالها الطبيعى سابح فى ملكوت برأتها
ابتسم أحمد يحدث نفسه بشرود 
بسم الله مشاء الله أيه الجمال ده والبراءة دى معقول في كده في الدنيا
وعى لنفسه لينهرها استغفر ربه وطأطأ رأسه ينظر أرضا
صاح فهد 
روحت فين يا دكتور 
تحمحم بإحراج
معاك اهوووو
عقبت هنيه 
اتفضل يا دكتور عند الحج جوا
خطوا باتجاه الغرفه قطع سيرهم صوت الغفير الذى يستأذن للسماح للضابط بالدخول أومأ فهد له بالسماح
صدح صوت الضابط بمهنيه 
بشمهندس فهد ممكن كلمتين عشان أقفل المحضر للأسف مفيش حد شاف حاجه وهو ماس كهربي دا اللي ظاهر قدامي من المعينه المبدئية ودالوقت محتاج الحاج الراوى ووالدك وريان
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 23 صفحات