الإثنين 23 ديسمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 19 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

التانيه حالا دى مفعولها قرب يخلص يلا بسرعه مفيش وقت
مرءت ساعه أخرى وبالفعل استطاعت تطيب جرحه بالكامل أطمئنت على الحصان وتركته معه تعطيه مساحته للاطمئنان عليه
خرجت تجلس في الهواء العليل تهدئ من وتيرة ألمها ظلت تبكي فچرح يدها الغائر بدء يؤلمها نتيجة انتهاء مفعول المسكن الذى أعطاه لها الغفير الذى أرسله أخيها أحمد حل التعب لټنهار بالبكاء كالأطفال من يراها حاليا لا يجزم إطلاقا أن تلك الأنثى المتمرد القويه منذ قليل هى كائن ضعيف هش لا تقوى على فعل شئ سوى الأنخراط فى البكاء لعل أحدهم ينجدها
اطمئن على صخر والتف يبحث عنها لم يجدها خرج للتفتيش عنها بالخارج جذب مسامعه صوت شهقات اقترب من الصوت ليتضح صوت بكائها العالى 
استوقف أمامها وهتف بقلق 
أنتي كويسه في حاجه حصلت مالك تعبانه
بدموع اڼهارت فى البكاء تتمسك بكفها والألم يوخزها بدون رحمه اعتلى نحيبها وهتفت 
أنا فعلا تعبانه جدا مبقيتش قادره استحمل الألم
صفع جبهته لتناسيه أمر جرج كفها اقترب منها قائلا بأسف 
أنا آسف انشغلت بصخر ونسيت أيدك 
بسط يده يستأذنها 
ممكن اشوفها
أمسكها وفك رباط المنديل الضامد للچرح وبالفعل كان الچرح عميق يحتاج لغرز لتقطيبه ملتهب بإحمرار شديد نتيجة إهمال علاجه لانها اهتمت بعلاج صخر بدلا عنها 
صدم من شكل الچرح وخصوصا بعد تجلط الډم وما أفزعه تورم كفها بشكل يقلق مخافتا من أن يصيبها ټسمم نتيجة تلوثه
صاح بنبره قلقه متوتره 
يالا نروح المستشفي أحمد شكله هيتأخر 
انتحبت پبكاء هاتفه 
أنا هكلمه ممكن تاخد الفون من جيبي وتتصل عليه
تطلع لها بأسف 
آسف ياغمزه أنا كنت السبب في چرح أيدك 
شرد فى عيونها الذابله أثر البكاء تنحنح بحرج يطلب السماح منها لإخراج الهاتف من جيب سروالها دنى بمحازتها وبأطراف أصابعه حاول أخرجه ارتعشت أوصالها لقربه منها قرعت نبضات خافقها كالطبول أنفاسه تدغدغ حواسها باءت محاولته بالفشل لارتعاش أنامله وتعرق جبينه وكأنه أول مره يشاهد أنثى عن قربزفر بتوتر وقبض على كفه يقلل توتره عاود الكرا مره أخرى
ولكن أدخل كفه بالكامل ليستطيع إمساكه حركته هذه جعلته يلامس جسدها انتفضت تحبس أنفاسها فمن يرى خلفيتهم يحسبه يحتضنها شعر برجفتها واحمرار وجهها حاله لا يقل عنها رمقها بنظرات شغوفه رمقته بنظرات ناعسه وكأنها تناست ألمها نهره عقله وحثه على الاستفاقه من دوامة مشاعره التى لأول مره يختبرها انتفض يبتعد عنها كمن مسه مس من الجن نظر لها يطلب الغفران تنفست هى الصعداء فى بعده وطأطأت رأسها تومأ بخجل
جذبه أخيرا ليتنفس أنفاسه المسلوبه فى قربها طلب منها الباص وورد أملته عليه وما كان الا اسم والدتها المتوفاه زهور فتحه ليشاهد خلفية هاتفها استشف أنها أمها نظرا لتقارب الملامح تطلع لها بابتسامه جذابه فحالها شبيه حاله أغمض مقلتيه وزفر براحه لتدبير القدر عبث قى سجل الهاتف وأخرج اسم أخيها أحمد وقام بالاتصال عليه بعد عدت رنات أتاه الرد
بلهفه قلقه أجاب أحمد على تليفون غمزه 
أنتي فين يادكتوره غمزه
رد عليه فهد بتوتر 
الدكتور تعبانه جدا هتيجي ولا أخدها المستشفى
عقب أحمد 
لا خليها تجيلي العياده أنا لسه مخلص ولادة الست اللى عندكم فى المزرعه وعقبال ما تيجوا هكون انا سبقتكم 
استوقفه بكاءها ليسأله باستفهام 
هي بټعيط ليه كده يافهد أدهالي أكلمها
أجابه فهد 
ثواني 
بسط يده لها قائلا 
أحمد عاوز يكلمك
شهقت هاتفه پألم 
مش هقدر أمسك الفون ممكن تفتح الأسبيكر
حزن على حالها ونظر لها بحنو 
طب ممكن تهدي
قام بفتح الأسبيكر وتابع بتروى 
أحمد اتخض عليكي وأنتى كده هتقلقيه أكثر
بنبره متألمه هتفت 
ياأبيه أنا أيدي بتوجعني جدا وحاسه من شده الألم هيغمي عليا والچرح ملتهب لدرجه مش قادره استحمله وعاوزه اقطعه
تدخل فهد بالحوار قائلا 
الچرح فى كلوة أيديها عميق اللحم بارز لبرا وشكله صعب خصوصا بعد ما التهب جامد بص مش عارف أزاى أوصفلك ايديها أنا أسلم حل هجبهالك و هاجي
رد عليه أحمد
تمام يافهد انا مستنيكم فى العياده
أغلق معه الهاتف واستدار يحثها على النهوض للسياره أشار لها على العريه التى كان بها الحصان فهى المتاحه الآن صعدت تركب فى الكرسى الأمامي المجاور لعجلة القياده وهو جلس بمقعد السائق قاد سريعا ليصل بأقصى سرعه كان ېختلس النظرات لها ليلاحظ بكائها المټألم
أراد أن يهون عليها وطأة الألم هتف يسألها 
دكتوره هو صخر هيفوق أمتى ده اولا وبعدين أنتي سيبني أتكلم ومش عارف الطريق الغريب أعمى ولو كان بصير وأنا مسافر بقالى سنين وفى طرق جديده اول مره أشوفها
بتتكلم پألم 
أمشى شمال هتلاقي المركز بتاعه في وشك 
ابتلعت لعابها من الألم واستكملت 
صخر هيفوق علي بكره الصبح لأن الحركه غلط عليه وبعدين صخر حصان مش عادى بنيانه قوى هيقوم ويبقى زى الأول
تطلعت للطريق وأشارت على العياده وصاحت 
إحنا وصلنا ممكن نقف هنا
صدح صوته بقلق 
استنى افتحلك باب العربيه 
هبط يلتف لجهة الباب المجاور لها جذب المقبض يفتحه نزلت سريعا تجرى للداخل تركته يقف يقلب كفيه يكلم نفسه 
الله يخربيت جنانك يا مجنونه بتجرى و بټعيطي كمان أنا مش عارف أنتى طفله ولا شابه كبيره ذهب ورائها يستطلع أمرها
فى نفس الاثناء صعدت مكيده غرفتها كما أمرتها الحجه راضيه ظلت تأخذ الغرفه ذهابا وإيابا سيجن عقلها من حديث السيده العجوز صدى أحداث الخړاب الذى افتعلته تثير قلقها لان الذى استأجرته لم يسير كما خططت له قبضت على هاتفها تدير اتصال مع أختها
هتفت باستهجان 
الوليه العقربه اللي رجلها والقپر بتهددني عيني عينك زى ما تكون متاكده أنى أنا بس أنا مش هسمحلها أنها تسخن سعد عليه لأن سعد المره دى مش هقدر أقف قصاده 
خرجت للشرفه تكمل كلامها فى سريه حتى لا
يستمع لها أحد صعقټ عندما شاهدت عربات الشرطه تدخل الدوار
هتفت بفزع 
اقفلى أنتى دالوقت الشرطه ماليه الدوار ربنا يستر 
لم تنتظر ردها وأغلقت الهاتف بوجهها وقررت النزول عندهم تستكشف أمرهم
الأخوات بهجة المنزل فرح الجدران أنس المكان الأخوات نعمة لا يعرف عظمتها إلا من تمتع بها
بعد مضى قليل من الوقت دلفت للعياده استمع احمد لصوت بكائها خطى يفتح الباب هرول لها قائلا 
أهدى ياحبيبتي تعالي
استدار وتطلع ل فهد هاتفااتفضل
صړخة ۏجع صاحت بها تسثغيث به 
الحقني ياأحمد هتجنن من الۏجع مش قادره استحمل
أردف أحمد بلين 
أهدى يا قلب أخوكي
بدأ بفك رباط المنديل الضماد على كفها نظر لها پصدمه هاتفا 
ممكن أعرف الچرح ده وصل لأيدك ازاي
انتحبت بالبكاء هاتفه بشهقات متقطعه أثر لصق المنديل للدم المتجلط وأردفت بۏجع 
أنت عارف أنى كنت بولد العجل فى مزرعه الراوى ولما خلصت وجيت أقف اتزحلقت بسبب الميه اللى فى الأرض وقعت على السكاكين اللى الجزار سيبها على الارض وبعدين اتلخمت فى چرح الحصان وفهد ربطه بمنديله عشان أوقف الڼزيف والمسكن اللى بعتهولى سكن لى الألم لحد ما خلصت وبعد كده كنت خلاص مقدرتش على التحمل خلصت
مع آخر كلمه أطلقت صړخة موجعه أثارت فزع فهد و أحمد انتفضت واقفه عندما سأل ډم جرحها
من جديد وهتفت پألم
اتصرف ياأحمد مش قادره استحمل
انفزع فهد لمنظرها آلمه قلبه وغص من أجلها يحمل نفسه الذنب فيما حدث لها
رتب أحمد على كتفها يحاول تهدئتها 
أهدي أحنا هنضف الچرح الأول بس الأول هناخد أبره صغيره في دراعك عشان ما تحسيش بالألم أنا عارف أنك پتخافي من الحقن بس أنا أختى كبرت صح وبقيت دكتوره ومش پتخاف
بهستريه صاحت 
مستحيل أنت بتهزر صح
تعالى بكائها ورفعت رأسها تنظر ل فهد ودموعها تهطل بغزاره تترجاه بنظراتها ولسانها 
قوله أنى بخاف من الحقن جدا يا فهد 
استغرب أستنجدها به ولكن لبى ندائها تعمق فى نظراتها واقترب منها ونظر لأحمد بمعنى حضر الحقنه
اقترب منها يمد يده لها قائلا 
ممكن تهدى هتخافي وأنا معاكي دى حقنه بسيطه غمضي عيونك وفي لحظه مش هتحسي بحاجه خالص
تبادلت النظرات بقلق بين عينيه ويديه
هز فهد رأسه يحثها على الأطمئنان هاتفا 
هاتى أيدك يا غمزه وامسك فيا
كل هذا يحدث تحت نظرات أحمد المندهشه للهدوء الذى يسود بينهم
بالفعل استكانت غمزه وتمسكت بيده ولكن هلعها مازال مسيطر عليها أغمضت جفونها پخوف وغرزت أضافرها في معصمه أدت إلى جرحه لم يبالى بأصابته كل همه توجعها أثره برأة ملامحها شرد فى نقاء طفولتها رغم كبر سنها
انتهى أحمد من تقطيب جرحها ولفه بالشاش واللاصق
بينما هى من شدة الألم مازالت تضغط على يده بينما هو مستمتع ينظر ليدها وقوة تمسكها به بسعاده
زفر أحمد براحه معلنا انتهائه 
الحمد لله ياستى خلصنا خلاص
جحظت غمزه مندهشه 
بجد أنا ليه محستش بحاجه
داعبها أحمد 
اللى شاغل عقلك أكيد كنتى بتفكرى في حاجه مهمه اوى
أردف فهد 
ألف سلامه عليكي يا دكتوره وآسف أنى كنت السبب في اللي حصلك
انتبهت ليدها ممسكه بيد خجلت من فعلتها سحبت يدها بعيدا عن يده لتنتفض فجأة تقفز
من علي سرير العياده
هتفت معتذره 
أنا آسفه أنا جرحت أيدك من غير ما أقصد أنا عارفه نفسى جبانه وغبيه
بود أردف فهد 
أهدى محصلش حاجه ده چرح صغير محستش بيه أصلا
استقام أحمد ضاحكا 
بسيطه تعالى أطهرلك أيدك 
واسترسل بمرح 
معرفش ليه البنات بتحب تربي ضوافرها وتخاف عليهم كأنهم كنز كبير عندها استعداد تخسر أي حاجه بس ضوافرها لا
عبست غمزه وزمت شفتيها 
أنا كده بردوا زعلانه منك علي فكره متكلمنيش تاني
تعالت ضحكات احمد يصفق بكفيه مهما تكبرى هتفضلي طفله
بينما هو غرق في شكلها الطفولي سحر بافتتان من برأتها التى تحثه على أكلها
استفاق علي صوت أحمد يناديه 
اخلص تعالى أطهرلك مكان ضوافرها
عقب عليه فهد 
بسيطه ياأحمد في أيه لده كله 
تركه وخطى بجوار المنضدة الموضوع عليها المطهرات جذب زجاجه ورش نها بضع قطرات على يده
نهره أحمد صائحا 
ايه يا ابني اللي حطيته ده دى ماده هتخليه يلتهب زياده أجرى أغسل أيدك بسرعه
تطلع فهد لعينيها وهتف باعتذار 
عادى دى حاجه بسيطه المهم الدكتوره تسامحني اني كنت السبب في ألمها
توردت وجنتيها خجلا هاتفه 
مفيش حاجه مستدعيه للأعتذار أنا معملتش غير واجبى وكل حاجه بتحصل لينا مقدر ومكتوب الحمد لله أنها جت لحد كده
نهض أحمد يجمع أشيائه بالحقيبه يستعد للمغادره تطلع ل فهد قائلا 
تعالا يافهد اركب معانا مش هتعرف تسوق من أيديك الكحول اللى انت حطيته هيشد عليك مش هتعرف تمسك تارة الدريكسيون وأبقى أبعت حد من الغفر ياخذ عربيتك
أومأ له فهد بالموافقه وترجلوا سويا للسياره استوقف فهد أمام الباب الخلفى كى يصعد
أشارت له غمزه بتهكم 
أنت رايح فين يا أفندي أنت أنا اللي هركب ورا اتفضل أنت أركب جنب أحمد أثار حنقتها كلامه أزاحته بيدها قليلا وفتحت باب العربه وصعدت بهدوء تجلس بكبرياء
حدجته بحاجب مرفوع 
علي فكره أنا بفهم في الأصول
استغراب اندهاش هذا شعوره الطاغي عليه الآن
ابتسم مشدوها من تصرفاتها عندها مقدره رهيبه على التحول فى ثوانى مجنونه وقعت في حبها يافهد اللي جاي كتير شكلها هتجننك وهذا ما حدث به نفسه
استقر كلا منهم فى مقعده وانطلقت السياره فى طريقها
قطع أحمد صمت الطريق قائلا 
معلش يافهد
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 23 صفحات