الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية كاملة

انت في الصفحة 10 من 46 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


من امامها نظرت في العلبه المغلفة
لتجد دمية ملفتة للنظر بهذا الشعر الأسود الداكن
وهذه العيون السوداء ولوجه النحيف وفستانها
الوردي الفاتح كانت جميلة بطريقة اسعدت قلبها وكانها طفلة في الخامس من عمرها
ابتسمت بحزن فهي لم تحظا ابدا بتلك الحظة البسيطة من صغرها لم ياتي لها احد بدميه او ألعاب مثل الذي كانت تاتي للاطفال في سنها 

ماما أنت بټعيطي سألتها ورد بتردد قلق 
مسكت العلبة بين يدها وردت بابتسامة حزينة
لاء ياحبيبتي دى التراب دخل في عيني 
مسحت عينيها بطرف اصابعها قبل ان يأتي
سالم عليهم وقف امامهم قال بهدوء
مش يلا بينا قبل ماليل يدخل علينا وحنا
لس هنا 
ااه يلا
بينا كفايه كده 
أنت كويسه ياحياة سالها وهو يحدق بها بإهتمام
ااه كويسه مش يلا بينا مسكت ورد بين يدها
وبدات بسير للخارج هربا من نظراته المتفحصة
لها 
التفتت حياة الى ورد في مقعد السيارة خلفها وجدتهت نائمة في سبات عميق 
ابتسمت بإرتياح وسعادة فقط من اجل سعادة ورد ووجد سالم بهذا الحنان بجانب ابنتها دوما 
رمقته بنظرة عاديه وجدته ينظر امامه بتركيز 
تنهدت بإرهاق وهي تنظر الى نافذة السيارة بشرود واتكات على اللعبة الذي بين يديها بإمتلاك 
بعد صمت طال اكثر من ربع ساعة همست حياة
وهي مزالت تحدق من ناقذة السيارة بحزن
شكرا يادكتور سالم 
لم ينظر لها ولكن إكتفى بهمهمات بسيطة لها 
مزالت على وضعها راسها على نافذة السيارة السوداء وعينيها تسافر مع الطريق الفارغ مثل قلبها 
تعرف دي اول مره حد يجبلي هديه تلمسني
بشكل 
رمقها بنظرة عادية لم يرد ولم يجرأ على ان يرد بماذا يرد 
تابعة وكانها تتحدث مع نفسها بحزن 
زمان لم كنت في الملجأ مع البنات الى في سني كانت دايما بتجلنا هدايه من المتبرعين الاغني او
اللي حياتهم المادية مرتاحه كنت دايما لم اعرف اليوم الى هيجي فيه المتبراعين يوزعه عليه انا وأخواتي الى في الملجأ الهداية استخبا في اي حته عشان محدش يشوفني لحد مالهدايه
تخلص ويمشو وارجع اظهر تاني العب مع اخواتي وتفرج على الالعاب الجديدة وألعب معهم واخر اليوم افضل اعيط لحد ماانام عارف كنت برفضهم ليه وكنت اخر اليوم بعيط ليه 
نظر لها بإهتمام لتكمل حديثها قائله بلهجة مزالت حزينه يكسوها الحرمان 
اكتر حاجه بكرهه من صغري إن الناس تتعامل معايا من باب الشفقه الأني يتيمه ! ولم كنت
بعيط كنت بتمنى الاقي حد يديني للعبه من
الى كانت بتكون مع اخواتي بس عشان بيحبني
مش من باب الشفقه 
سالها باستنكار
لدرجة دي الهدية فرقت معاك وإثرت فيك 
ابتسمت وهي تنظر له بدموع متحجرة في عيناها
السوداء تعرف النهارده بنسبه ليه يوم مميز اوي
لاني حسيت بطفولتي الى ادفنت من ساعة مدخلت الملجأ 
صمت ونظر امامه بإنزعاج ليس منها لا بل منه لانه هو من ذكرها بالماضي وحرمانه 
اول مره اروح ملاهي واركب مرجيحة ضحكت بحزن قائله كان باين عليه واحنا راكبين
المرجيحة العجيبة ديه ان عمري ماشفته غير فيتلفزيون وكان نفسي اجربها ويارتني ماتمنية كانت
تجربه سيئه اوي ابتسمت بسخرية واكملت الحديث بسعادة 
بس كان اليوم جميل اوي عشان ورد كانت
فرحانه اوي النهارده اول مره اشوفها فرحانه كده 
شكرا على كل حاجه يادكتور سالم بجد شكرا  
اغمض عيناه بقوة وفتحهم مره اخرة بستياء
حديثها أثر به نظرته عنها بدات بالوضوح
كان يكره كونها فتاة ملجأ ولكن ماذنبها في
هذا الابتلاء ان تحيا
فتاة ملجئ وتواجه مجتمع
مريض نفسي ينظر الى فتاة الملجئ كانها
البارت السابع 
تجلس على مقعدا ما امام البحر وابنتها تجلس على
الرمال الصفراء بجانبها كانت ورد تصنع قصر صغير من الرمال الصفراء 
خرج سالم من البحر بطلته المغرية لعينيها
بينما هالة من الرجولية تحيط به 
سالم شاهين وسحره الخالص 
هاتي الفوطه ياحياة هتف سالم بهدوء وهو يتطلع عليها بمكر ولأنه يعلم بما تفكر وميقن تأثيره عليها 
كانت شاردة به وعقلها وعيناها ترسم جسده رجولي بجراة لم تعهدها منها مطلقا 
نظر لها بخبث قال 
سرحانه في إيه ياام ورد 
هاا ولا حاجه اتفضل مدت يدها له بالمنشفة
نظرت ورد الى سالم ببراءة قائلة 
اي رايك يابابا في القصر ده حلو مش كده 
جلس بجانبها على رمال الشاطئ قال بتأكيد مازح اكيد حلو بس محتاج اعادة ترميم 
مش فاهمة هتفت الصغيرة بعبوس
بدا في صنع قصر اخر من رمال قال بحنان
يعني هنعمل واحد انا وانت جديد وهيبقى اجمل من كده ها اي رايك 
امأت له الصغير بايجابية هاتفة بحماس
موفقه طبعا 
بعد نصف ساعة من مرح
سالم مع ورد الصغيرة ومشاكسته لها طول هذي الفترة 
وضعت حياة يدها على بطنها بدأ آلام معدتها يتضاعف وبدأ وجهها بشحوب من عڼف الآلام 
اقترب منها سالم قال بقلق 
مالك ياحياة انت تعبانه في حاجه وجعاكي 
اومات له بنفي والحرج يتأكلها 
هتف بها بحدة سائلا
لاء إيه انت مش شايفه وشك اصفر ازاي مالك ياحياة 
نهضت قائلة بحرج وخجلا من سؤاله
مافيش حاجه يادكتور سالم انا هدخل ارتاح جوه شويه يلا ياورد 
لم تقدر على السير او انها شعرت ان اعصاب قدميها يؤالمها بشدة فكادت ان تسقط 
ذهب لها وحملها سريعا قال بضيق من عنادها
عجبك كده اهوه كنت هتقعي ياهانم 
سالم لو سمحت 
ولا كلمه لحد ماندخل جوه قاطعها بصرامة
وهتف بهدواء الى ورد 
يلا ياورد عشان تدخلي تغيري هدومك 
حاضر يابابا 
هكلم الدكتور يجي يشوف مالك 
ارتفعت حرارة وجهها احمرار من اصرار معرفته ماذا يحدث لها همست له بحرج 
سالم لو سمحت الموضوع مش محتاج دكتور دا 
اخفضت مقلتاها في لارض تتفحصها
بإهتمام
دا إيه مش فاهم حاجه مرر يده على شعره پغضب من صمتها الذي يزيد قلقه عليها 
أنت هتفضلي ساكته كده كتير ماتنطقي ياحياه
انا معنديش صبر هتف بها مره اخره ولكن بحدة
عضت على شفتيها قائلة بحرج 
ده معادها كل شهر وانا بتعب كده لمدة كام يوم وبخف ت لم تقدر على الإكمال ثبتت عيناها على يدها التي تقبض عليهم في ملابسها وكانها طفلة صغيرة فعلت شيء مخجلا لا تقدر ان تتحدث عنه امام احد 
مرر يده على شعره ببطء وحرج بعد ان فهم
حديثها ثم علق على حديثها باستفزاز وعبث
اي ده هي بيتجيلك معقول 
رفعت عينيها بحدة إليه وتحولت في لحظة للشراسة مهاتفة پصدمة 
نعم قصدك اي بى ببتجيلك دي إنت مش شايف
اني ست ولا إيه 
بجد اول مره اخد بالي العتب على آلنظر رد ببرود
نظرت له بغلايان وعين تشتعل من فظاظة حديثه
تصدق انك انسان بارد ومستفز 
مالى عليها في سهوة وهمس لها ببرود
تؤ تؤ ازعل ولم سالم بيزعل بيزاعل جامد اوي اعاقلي ولمي لسانك واقولي امين 
نظرت له بعدم فهم ومزالت راسه قريبه جدا منها
ردت عليه ببلاها هاااا 
اقولي امين ياحضريه علشان مخك ينور كده ونفهم بعض ونعرف نلمس سوا 
نلمس اتسعت مقلتاها وهي تنظر له بزهول
ااه بس بعد مالاخت
دي تروح لحالها رد ببرود خبيث هو ماهر في للاعب على اوتأر قلبها الضعيف 
ظلت اعينهم معلقة ببعضهم وانفاسهم الساخنة تداعب وجه الأخر بشدة ظلت هي تطلع عليه
وعلى هذهي العيون السوداء المشټعلة دوما بالبرود كيف تشتعل وكيف بالبرود هذا هو
سالم شاهين وما يميزه عن غيره !
و لحيته السوداء المرسومة على وجهه الرجولي بأتقان لتذيد الجذابية إضعاف من ما تكن عليه ورائحة عطره ورائحة رجوليته الممذوجة معها يالله ! 
ام هو فظلت عيناه مثبته عليها بتفحص وتراقب ملاحظ وكانه يرسم ملامح وجهها بعيناه 
بيضاء وجهها الناصع احمرار وجنتيها خجلا
هذان الكرزتين المشتهية لقطمهم بقوة
وكانها اصبحت هكذا خصيصا لتغري عيناه عليهم
رفع يده ليخلع عنها هذا الحجاب حتى تكتمل
رؤية ملامحها بوضوح تسرعت انفاسها بشدة واشتداة عضلات جسدها خجلا اثارا الارتباك
كل شئ في ان واحد أمام أفعاله الغريبة 
همست له بإعتراض 
سالم إنت بتعمل إيه 
هووووش كده احلى قال حديثه وهو يمرر انامله في شعرها لينساب شعرها على يده
قال بصوت اجش وهو يتطلع لها بإعجاب
أنت حلوه كده ازاي 
سالم ابعد شوي عشان 
عشان اي ياحضريه إنت الى بتوصليني لكده 
قالت بعدم فهم 
بوصلك لي إيه مش فهمة 
هااا ازاي يعني 
في هذه الأثناء دلفت ورد اليهم هاتفة بتذمر
إنتو هنا وانا قاعده لوحدي ينفع كده يابابا 
تعالي نخرج بره ونسيب ماما ترتاح وكمان تعالي ساعديني نعملها حاجه دافيه تشربها 
حاولت التحدث بطبيعتها امامه حتى يختفي خجلها الجلي عليها قالت له حياة بحرج
متتعبش نفسك انا مش
بشرب حاجه دافيه لان مش بيبقى ليه نفس لحاجه انا بس محتاجه انام شويه 
اكيد هتنامي وترتاحي بس مش قبل متشربي حاجه دافيه هعملك نعناع 
ثم نظر الى ورد قال بمزاح تحت أنظار حياة 
تعالي ياورد الجوري معايا عشان انا فاشل في الحاجات دي اوي واكيد إنت شاطره زي مامي مش كده 
ردت الصغيرة بفخر 
طبعا يابابا انا شاطره اوي تعالى عشان اساعدك 
خرجوا الأثنين من الغرفة وسط ضحكات سالم المشاكسا لورد 
ابتسمت حياة بحرج على افعال سالم منذ قليل
نظرت له بحرج ثم همست بخفوت
تسلم ايدك 
ابتسم بسماجة قال 
طب دوقي الأول 
مسكت الكوب بين يدها ثم ارتشفت منه قليلا
لكن سرعان ما تغيرت ملامحها بعدم رضا ثم
ابتلعت مابفمها ثم رفعت عيناها له قائلة ساخرة
بمزاح خفي 
لإ بجد روعه ابهرتني  
انا شامم ريحة تريقه هو النعناع في حاجه غلط 
ابتسمت له بتردد ثم ارتشفت منه قليلا مرددة بي
اكيد النعناع مفهوش حاجه غلط لانه مش
موجود اصلن  
اتسعت عيناه بعدم فهم ثم قال
مش فاهم امال ده إيه 
ضاحكة بخفوت على ملامحه وعيناه المراقبة لها ثم همست دا دا بقدونس  
بقدونس ازاي يعني هو مش النعناع اخضر 
اڼفجرت حياة ضحكا على جملته وقالت
هي اي حاجه خضراء وخلاص 
مرر يده على خصلات شعره بيأس قال بإحباط زئف
كنت عارف اني هفشل بس الفشل المره دي صعب تحمله  
ارتشفت من الكوب بتلذذ قائلة بلامبالاة
معلشي متعوضه 
ضيق عيناه وهو يتطلع عليها قال بمراقبة وشك سائلا
طب إنت بتشربي ليه مش طلع بقدونس ولا
انت اي حاجه على بؤقك 
وقف المشروب في حلقها بعد تصريحه السمج
ثم همست من بين سعالها 
ياساتر يارب التعامل
معاك صعب اوي هادئة قليلا من السعال ثم همست بضيق
انا بشربه عشان هو مفيد لكل حاجه بمافيهم ۏجع المعده بكل انواعها وكمان لحسن
الحظ انك مش حاطت سكر وده افضل عشان بيتشرب بنفس
الطريقه الى بشربها يعني انت فشلك كان بمكسب
برده هااا هتسبني اكمل الكوبايه ولا اركنها على جمب  
فغر شفتاه قال وهو يتطلع على الكوب الفارغ بين يدها 
سلامت النظر ياحضريه أنت شربتي الكوبيه كلها اصلن 
نظرت إلى الكوب الفارغ ثم الى عيناه قائلة بتوجس
سبحان الله من حلوتها شربت نفسها 
اڼفجر ضاحكا قال بستياء داخله 
الى جاي معاك اصعب من لفات 
بعد مرور تلات ساعات
كان يقف امام المرآة يهندم ملابسه بهدوء
خرجت
 

 

 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 46 صفحات