قلوب صماء بقلم فاطمه الالفى
واللى علينا وربنا هو الشافي احنا مجرد وسيله للعلاج والشفا من عند ربنا هو إللى بيقدر الارزاق
واصف عليونعم بالله
علي ربنا يجعل الشفى على يدك يا ولدى
يزيد أملى فى ربنا كبير
علي لازمن جوزها يعرف
يزيد بتفكير مش لازم دلوقتي
واصف وها وليه عاد مش حولت هتربيه وترجع بيتها لزوجها وحالها
يزيد ربنا يسهل يا جدي
فى منزل الحاج قاسم
وصل مالك برفقه جده إلى منزل الحاج واصف القى مالك وجده السلام وصافح الجميع وجلس معهم ورحب بهم الجميع ماعاد يزيد كعادته لم يصفي بعد
قرر مالك الجلوس معه والتحدث معه على انفراد وافق يزيد وتوجه إلى خارج المنزل فى نزهه إلى الحقل
وخلال الذهاب لم يتفوه أحد بكلمه إلى أن وصل إلى مكان يعرفه يزيد واراد الجلوس
مالك بجديه محتاج مساعدك
نظر له يزيد بغرابه شديدة مساعدتي انا وفى ايه بقي
مالك بتنهيد فى ان ارجع مراتي بيتها معززة مكرمه وانا بطلب منك دلوقتي ايدها للجواز وتحاول تحط ايدك فى ايدى انا بحب مراتي عايزها تكمل حياتها معايا وهعملها فرح كبير وهنعيش الحياه إللى فاتتنا انا غلط فى حقها ومستعد اعتذارها قدام اهلى كلهم واهلك صدقتي انا بحب جميله جدا وواثق كمان فى حبها ليه عشان جميله ماتعرفش تكرة وتساعدنى انك تتعرف على شخصي وتنسي إللى حصل ونبدا ونكون اصدقاء واوعدك عمرى ماهزعلها ولا هخذلك بس ساعدني انت أكتر شخص جميله متعلقة بيه وبكلمه منك هترجع معايا
مالك تقصد عشان وضعها انا خلاص بتعلم الإشارة عشان اعرف اتواصل أكتر من غير ورقه وقلم وجميله زكيه بتفهمني مش محتاج من الدنيا حاجه تانية غير وجودها فى حياتي هنكمل بعض وهنعدى كل المحڼ مع بعض ها لسه مش واثق فى كلامى انا راجل وقد وعدى ليك
مالك بابتسامه افهم من كدة خلاص جميله هتروح معايا
يزيد نعم من غير ما تطلب ايدها مننا كلنا وناخد رأيها ونحدد معاد الفرح زى مابتقول ولا مش قد كلمتك
يزيد بس فى حاجه لازم تعرفها جميله ممكن تعمل عمليه عشان تسترد سمعها وصوتها كمان
مالك پصدمة هو ممكن
يزيد انت فاكر ان جميله مولودة كدة لا طبعا جميله كانت عاديه زينا وبتسمع وتتكلم بس للاسف وهى عمرها سنه جالها حمى شوكيه بس وقتها ماكنش فى علاج مناسب وكان جهل طبعا بدل مايشوفو دكتور يعالجها حلاق إللى عالجها وهى كانت تفصل تصرخ طول اليوم والحراره عاليه مش بتنزل انا فاكر كل حاجه كان عمرى تسع سنين وفضلت تصرخ لم فجأه سكتت وماحدش كان عارف ايه سبب سكوتها
طبعا كانت جميله اكتفت من الألم والحمي اثرت على السمع وكانت بتصرخ لانها مش قادرة تسمع ولا تميز الاصوات إللى حواليها والصړيخ دمر احبالها الصوتيه ومع فقد السمع نهائي بقت حالتها كدة واكمل بدموع تتساقط من عينه ومالك أيضا الذى تاثر من حديث شقيقها عن حالتها منذ الصغري
يزيد بمراره طبعا لم جميله مابقتش تدي اى رد فعل الكل فكر انها خفت ومش فى حاجه بتشتكى منها وفضلت على وضعها كدة كام شهر مش تسمع حد بينطق اسمها ولا تاخد بالها ولا تقدر تطلب هى عايزة ايه عمى شريف خد باله كان وقتها لسه بيدرس فى جامعه القاهرة وخدها يكشف عليها وبعد فحص الدكتور قال انها خلاص فاقدة السمع نهائي وكمان الاحبال الصوتيه بتبق
ضعيفه عند الاطفال والصړيخ فى الوقت دة كان هتك الاحبال الصوتيه وبقت شبه مش موجوده ماكنش ليها علاج وقتها
وانا عمرى عشر سنين بدات اتكلم مع المدرسين فى المدرسه اعملها ايه وتتواصل معانا ازاى عرفت لغه الإشارة وقدمت فى معهد الصم واتعلمت الاشاره وكنت ارجع اعلم جميله كانت فاكرة ان دة لعب وكان فى بينا استجابه وعلمتها كمان تمسك القلم والحروف وعشان كدة فهمت نطق الحروف من حركه الشفايف وبقت مش تعرف تكلم حد غير عن طريقي لحد مادخلت طب على امل ان اعالجها فهمت كل حاجه وعرفت بعمليات زرع
القوقعه وسافرت حضرت رساله الدكتوراه فى حاله جميله ورجعت عشان اعملها العمليه وعندى امل ويقين فى ربنا انها تعيش حياتها زينا تسمعنا وتتكلم معانا
مالك بأمل يعنى ممكن فعلا تتكلم
يزيد بحزن وممكن تكمل إللى باقي من عمرها كدة
مالك بحزن حتى لو فضلت كدة مش هيفرق معايا انا حبتها كدة وعمرى ماهعترض ولا هبعد عنها عشان حاجه زى كدة
يزيد العمليه جميله هتقرر عايزة تعملها امته
مالك يبق نتجوز وبعدين تعملها
يزيد طب نرجع البيت وتتقدم رسمي ونشوف رائ العروسه
عاد ثانيا إلى المنزل وجلس مالك بصحبتهم وتحدث مع عائلتها انه يريد الزوج من جميلته وسوف يقيم حفل زفاف
استغرب الجميع ولكن أصر على مقابله جميله يريد أن يتحدث معها وافق الجد ويزيد أيضا وصعد إلى حيث غرفتها
كانت تجلس بغرفتها تداعب الطفله الصغيرة وتبتسم لبرائتها بحنان دلف مالك الغرفه وجد ملاكه تبتسم وتقبل يد الصغيرة النائمه داخل احضانها وتضعها برفق شديد تخشي استيقاظها وتتامل ملامحها بأجمل ابتسامه على ثغرها
اقترب مالك إليها وجلس جانبها يتطلع إليها بشوق وحنين
أشار إلى نفسه وإلى قلبه وعاد يشير اليها
ظلت مصدومه من وجوده امامها وهو لم يتحدث بعد إلا بلغتها الخاصه وهى الإشارة
لم تدرك وجوده امامها بعد فهى غير متوقعه وجوده
تحدث مالك انا جنبك يا جميله فعلا ومش بتحلمي انا بحبك انتي وعاوز اتجوزك وانا بكامل قوايه العقليه وكمان زى ماوعدتك بفرح جديد وكبير وهخلي اسكندريه كلها تتكلم عنه
لأول مرة تعانقه بقوة وهى تبكى لا تعلم دموع فرحه ام اشتياق
بادلها العناق بكل قوته واحتياجه إليها وهو يعتصرها داخل احضانه يثتنشق عبيرها يشعر بوجودها وكأن روحه رودت اليه
عندما شعر بدموعها المتساقطه حررها من احضانه ونظر إليها باشتياق ومح دموعها بانامله
مالك بحب ليه الدموع دى انا مش عايز بعد انهاردة اشوف دموعك دي خالص عاوز العيون إللى دوبت فى سحرها ماتبكيش لكن عاوز اشوف ضحكتك الحلوة إللى زلزلت قلبي
ابتسمت له وتوردت وجنتيها من حمرة الخجل
مالك بغمزة انا عاوز اتجوز بقي
فى الاسكندريه
كان ينتظر قدومها بقلق فقد تأخرت عن موعد العمل وهو يتوق شوقا لرويتها وفجأة سمع طرقات خافته على باب مكتبه إذن الطارق بالدخول وجدها تدلف مكتبه على استحياء وتقترب منه بتوتر تقف امامه
همس بتوتر انا أسفه والله على التاخير بس من الموصلات اعمل ايه والله ڠصب عنى
لم يستمع إلا بتسارع نبضات قلبه وتلاشى قلقه وغضبه من رؤيه وجهها الخاطف لقلبه يتأمل ملامحها عن قرب يغوص فى كل تفاصيلها بحب لا يعلم ماذا حدث له منذ أن تلاقت عينه بعيناها الباكيه وكانت فتاه احلامه فعندما يغفل يجدها امامه
همس بخجل من تصويب نظراته عليها نكثت برأسها للاسفل
فاق اخيرا من شرودة وافكاره وحسم امره وتوجه إليها
أسر برقه همس
نظرت إليه وجدته مقابل لوجهه
أسر بابتسامه ايه رأيك فيه
همس باستغراب مش فاهمه
أسر يعني شيفاني ازاى بعيونك الحلوة دى
همس نعم
أسر هههه نعم الله عليكى يعني لو اتقدمت لأى بنت توافق ترتبط بيه ايه رأيك الشخصي عني وعن طباعي
همس بتوتر هو حضرتك طبعا يعني انسان كويس
أسر كويس ازاى قولي الحقيقه ماتخبيش
همس حضرتك كنت بتتعامل معانا كلنا باحترام وعمرك مااتعصبت ولا انفعلت على حد إلا امبارح بس وانا بصراحه كنت مستغربه ان حضرتك بتعرف تزعق وتتخانق
جحظت عيناه وقهقه على تصريحه بعصبيته وانفعاله
همس اسف بس والله
وضع يده على فمها لتصمت وتحدث هو
أولا بلاش كل شويا أسفه دى ثانيا انتي ماغلطيش انا خرجت عن شعور واتعصبت امبارح بس دة من الضغط وانتى عارفه حجم الخسائر إللى حصلت وثالثا انا زى اى حد بعرف ازعق عادى جدا هههه بس انا بتحكم فى نفسي فى الشغل رابعا بقى ودة الأهم انا عاوز اتجوزك ترضي بيه
ابعد يده عن فمها لتتفوه الان
همس انا
أسر بصراحه من غير لف ولا دوران من ساعه ماشوفتك امبارح وانا مش على بعضي بفكر فيكي ومش شايف غيرك قدامي مش عارف انتي عملتلي ايه بس قلبي قلي انك انتي دخلتيه خلاص وانا محبش الدلع عاوز جواز علطول
همس
أسر معلوماتى عنك انك مش مرتبطه ممكن تاخدى وقتك تفكري بس تردي عليه بكرة انا مستعجل بصراحه
همس بكرة
أسر بابتسامة عشان بحبك وعايز احبك أكتر فى الحلال
همس بخجل بس حضرتك ماتعرفش عني حاجه
أسر يا سلآم نتعرف ههه اقعدى يا همس
جلست بالمقعد امامه وهو جلس بالمقعد المقابل
أسر بجديه انا عارف تقريبا كل حاجه من السي في بتاعك لكن انتى إللى ماتعرفيش عني حاجه
قوليلي بقي نفسك تسأليني عن حاجه
همس بخجل مش عارفه حضرتك فجائتني
أسر بابتسامة وياتري مفاجأه حلوة ولا وحشه
همس بتسرعه حلوة طبعا قصدى يعني
أسر هههه خلاص انا كدة اطمنت بس انا وحيد ماليش حد غير مالك وعيلته وانتى هتبقي كل عيلتي حددى معاد مع والدك اجى
اطلب ايدك
كانت فى قمه سعادتها من عرض هذا الوسيم الذى تمنته عندما رأته وأصبح فارس احلامها يا لهذا القدر فهو ارادها كما ارادته
كانت السعادة تغمر الجميع بسبب استقرار حياه جميله وأصر مالك على اقامه حفل الزفاف باقرب وقت يريد أن يعوضها عن ما فات كانت تريد إجراء العمليه أولا تخشي من فشلها ويكون قد تسرع فى قراره ولكن كان لمالك رأي اخر وهو أن يظل جانبها ولن يتخلي عنها وطلب من صديقه اتمام ما بدأ من تجهيزات العرس وسافر إلى اسكندريه ليكمل ثوب الزفاف الخاص بجميلته وقد قرر أن يشتغل عليه بنفسه وترك جميله بمنزل جدها إلى أن ينهي كل التجهيزات