الخميس 28 نوفمبر 2024

قلوب صماء بقلم فاطمه الالفى

انت في الصفحة 28 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

واللى علينا وربنا هو الشافي احنا مجرد وسيله للعلاج والشفا من عند ربنا هو إللى بيقدر الارزاق
واصف عليونعم بالله
علي ربنا يجعل الشفى على يدك يا ولدى
يزيد أملى فى ربنا كبير
علي لازمن جوزها يعرف
يزيد بتفكير مش لازم دلوقتي
واصف وها وليه عاد مش حولت هتربيه وترجع بيتها لزوجها وحالها
يزيد ربنا يسهل يا جدي 
فى منزل الحاج قاسم
كان فى غرفته يتابع بعض الفديوهات التى تخص تعليم الاشاره لفقدين السمع وحاول حفظ الاشارات المعينه لبعض الكلمات التى يبحث عنها وبعد انهى ما بدا قرر الذهاب الان الى منزل الحاج واصف ليتحدث معهم وطلب من جده ان يذهب معه هذة المرة لأمر هام وافق جده على طلبه وذهب معه سيرا على الاقدام وخلال نصف ساعه كان أمام بهو الدوار 
كان يجلس الحاج واصف مع اولاده ويتثامرو فى امور الحياة 
وصل مالك برفقه جده إلى منزل الحاج واصف القى مالك وجده السلام وصافح الجميع وجلس معهم ورحب بهم الجميع ماعاد يزيد كعادته لم يصفي بعد 
قرر مالك الجلوس معه والتحدث معه على انفراد وافق يزيد وتوجه إلى خارج المنزل فى نزهه إلى الحقل 
وخلال الذهاب لم يتفوه أحد بكلمه إلى أن وصل إلى مكان يعرفه يزيد واراد الجلوس 
يزيد خير انا سامعك
مالك بجديه محتاج مساعدك
نظر له يزيد بغرابه شديدة مساعدتي انا وفى ايه بقي
مالك بتنهيد فى ان ارجع مراتي بيتها معززة مكرمه وانا بطلب منك دلوقتي ايدها للجواز وتحاول تحط ايدك فى ايدى انا بحب مراتي عايزها تكمل حياتها معايا وهعملها فرح كبير وهنعيش الحياه إللى فاتتنا انا غلط فى حقها ومستعد اعتذارها قدام اهلى كلهم واهلك صدقتي انا بحب جميله جدا وواثق كمان فى حبها ليه عشان جميله ماتعرفش تكرة وتساعدنى انك تتعرف على شخصي وتنسي إللى حصل ونبدا ونكون اصدقاء واوعدك عمرى ماهزعلها ولا هخذلك بس ساعدني انت أكتر شخص جميله متعلقة بيه وبكلمه منك هترجع معايا
يزيد بتنهيدة كلامك سليم بس هتتحمل جميله لحد امته شهر ولا اتنين ولا سنه ولا أكتر مش هتمل منها عمرك 
مالك تقصد عشان وضعها انا خلاص بتعلم الإشارة عشان اعرف اتواصل أكتر من غير ورقه وقلم وجميله زكيه بتفهمني مش محتاج من الدنيا حاجه تانية غير وجودها فى حياتي هنكمل بعض وهنعدى كل المحڼ مع بعض ها لسه مش واثق فى كلامى انا راجل وقد وعدى ليك 
يزيد انا عمرى ماهكون السبب فى كسر قلب اختي دى كل حاجه حلوة فى حياتي لو وجودها معاك هيسعدها ويفرحها انا مش هكون حاجز بينكم وهشيلك فوق راسي كمان وهقدرك انك بتحب اختي وباقي عليها بس إللى حصل زمان واجعنا كلنا بس عشان خاطر جميله نستحملك هههه
مالك بابتسامه افهم من كدة خلاص جميله هتروح معايا
يزيد نعم من غير ما تطلب ايدها مننا كلنا وناخد رأيها ونحدد معاد الفرح زى مابتقول ولا مش قد كلمتك
مالك بفرحه لا قدها طبعا
يزيد بس فى حاجه لازم تعرفها جميله ممكن تعمل عمليه عشان تسترد سمعها وصوتها كمان
مالك پصدمة هو ممكن
يزيد انت فاكر ان جميله مولودة كدة لا طبعا جميله كانت عاديه زينا وبتسمع وتتكلم بس للاسف وهى عمرها سنه جالها حمى شوكيه بس وقتها ماكنش فى علاج مناسب وكان جهل طبعا بدل مايشوفو دكتور يعالجها حلاق إللى عالجها وهى كانت تفصل تصرخ طول اليوم والحراره عاليه مش بتنزل انا فاكر كل حاجه كان عمرى تسع سنين وفضلت تصرخ لم فجأه سكتت وماحدش كان عارف ايه سبب سكوتها 
طبعا كانت جميله اكتفت من الألم والحمي اثرت على السمع وكانت بتصرخ لانها مش قادرة تسمع ولا تميز الاصوات إللى حواليها والصړيخ دمر احبالها الصوتيه ومع فقد السمع نهائي بقت حالتها كدة واكمل بدموع تتساقط من عينه ومالك أيضا الذى تاثر من حديث شقيقها عن حالتها منذ الصغري 
يزيد بمراره طبعا لم جميله مابقتش تدي اى رد فعل الكل فكر انها خفت ومش فى حاجه بتشتكى منها وفضلت على وضعها كدة كام شهر مش تسمع حد بينطق اسمها ولا تاخد بالها ولا تقدر تطلب هى عايزة ايه عمى شريف خد باله كان وقتها لسه بيدرس فى جامعه القاهرة وخدها يكشف عليها وبعد فحص الدكتور قال انها خلاص فاقدة السمع نهائي وكمان الاحبال الصوتيه بتبق
ضعيفه عند الاطفال والصړيخ فى الوقت دة كان هتك الاحبال الصوتيه وبقت شبه مش موجوده ماكنش ليها علاج وقتها 
وانا عمرى عشر سنين بدات اتكلم مع المدرسين فى المدرسه اعملها ايه وتتواصل معانا ازاى عرفت لغه الإشارة وقدمت فى معهد الصم واتعلمت الاشاره وكنت ارجع اعلم جميله كانت فاكرة ان دة لعب وكان فى بينا استجابه وعلمتها كمان تمسك القلم والحروف وعشان كدة فهمت نطق الحروف من حركه الشفايف وبقت مش تعرف تكلم حد غير عن طريقي لحد مادخلت طب على امل ان اعالجها فهمت كل حاجه وعرفت بعمليات زرع
القوقعه وسافرت حضرت رساله الدكتوراه فى حاله جميله ورجعت عشان اعملها العمليه وعندى امل ويقين فى ربنا انها تعيش حياتها زينا تسمعنا وتتكلم معانا 
مالك بأمل يعنى ممكن فعلا تتكلم
يزيد بحزن وممكن تكمل إللى باقي من عمرها كدة
مالك بحزن حتى لو فضلت كدة مش هيفرق معايا انا حبتها كدة وعمرى ماهعترض ولا هبعد عنها عشان حاجه زى كدة
يزيد العمليه جميله هتقرر عايزة تعملها امته
مالك يبق نتجوز وبعدين تعملها
يزيد طب نرجع البيت وتتقدم رسمي ونشوف رائ العروسه
عاد ثانيا إلى المنزل وجلس مالك بصحبتهم وتحدث مع عائلتها انه يريد الزوج من جميلته وسوف يقيم حفل زفاف 
استغرب الجميع ولكن أصر على مقابله جميله يريد أن يتحدث معها وافق الجد ويزيد أيضا وصعد إلى حيث غرفتها 
كانت تجلس بغرفتها تداعب الطفله الصغيرة وتبتسم لبرائتها بحنان دلف مالك الغرفه وجد ملاكه تبتسم وتقبل يد الصغيرة النائمه داخل احضانها وتضعها برفق شديد تخشي استيقاظها وتتامل ملامحها بأجمل ابتسامه على ثغرها 
اقترب مالك إليها وجلس جانبها يتطلع إليها بشوق وحنين
أشار إلى نفسه وإلى قلبه وعاد يشير اليها 
ظلت مصدومه من وجوده امامها وهو لم يتحدث بعد إلا بلغتها الخاصه وهى الإشارة
لم تدرك وجوده امامها بعد فهى غير متوقعه وجوده 
تحدث مالك انا جنبك يا جميله فعلا ومش بتحلمي انا بحبك انتي وعاوز اتجوزك وانا بكامل قوايه العقليه وكمان زى ماوعدتك بفرح جديد وكبير وهخلي اسكندريه كلها تتكلم عنه 
لأول مرة تعانقه بقوة وهى تبكى لا تعلم دموع فرحه ام اشتياق 
بادلها العناق بكل قوته واحتياجه إليها وهو يعتصرها داخل احضانه يثتنشق عبيرها يشعر بوجودها وكأن روحه رودت اليه 
عندما شعر بدموعها المتساقطه حررها من احضانه ونظر إليها باشتياق ومح دموعها بانامله 
مالك بحب ليه الدموع دى انا مش عايز بعد انهاردة اشوف دموعك دي خالص عاوز العيون إللى دوبت فى سحرها ماتبكيش لكن عاوز اشوف ضحكتك الحلوة إللى زلزلت قلبي 
ابتسمت له وتوردت وجنتيها من حمرة الخجل
مالك بغمزة انا عاوز اتجوز بقي
فى الاسكندريه
كان ينتظر قدومها بقلق فقد تأخرت عن موعد العمل وهو يتوق شوقا لرويتها وفجأة سمع طرقات خافته على باب مكتبه إذن الطارق بالدخول وجدها تدلف مكتبه على استحياء وتقترب منه بتوتر تقف امامه 
همس بتوتر انا أسفه والله على التاخير بس من الموصلات اعمل ايه والله ڠصب عنى 
لم يستمع إلا بتسارع نبضات قلبه وتلاشى قلقه وغضبه من رؤيه وجهها الخاطف لقلبه يتأمل ملامحها عن قرب يغوص فى كل تفاصيلها بحب لا يعلم ماذا حدث له منذ أن تلاقت عينه بعيناها الباكيه وكانت فتاه احلامه فعندما يغفل يجدها امامه 
همس بخجل من تصويب نظراته عليها نكثت برأسها للاسفل 
فاق اخيرا من شرودة وافكاره وحسم امره وتوجه إليها 
أسر برقه همس
نظرت إليه وجدته مقابل لوجهه 
أسر بابتسامه ايه رأيك فيه
همس باستغراب مش فاهمه
أسر يعني شيفاني ازاى بعيونك الحلوة دى
همس نعم
أسر هههه نعم الله عليكى يعني لو اتقدمت لأى بنت توافق ترتبط بيه ايه رأيك الشخصي عني وعن طباعي 
همس بتوتر هو حضرتك طبعا يعني انسان كويس
أسر كويس ازاى قولي الحقيقه ماتخبيش
همس حضرتك كنت بتتعامل معانا كلنا باحترام وعمرك مااتعصبت ولا انفعلت على حد إلا امبارح بس وانا بصراحه كنت مستغربه ان حضرتك بتعرف تزعق وتتخانق 
جحظت عيناه وقهقه على تصريحه بعصبيته وانفعاله 
همس اسف بس والله
وضع يده على فمها لتصمت وتحدث هو 
أولا بلاش كل شويا أسفه دى ثانيا انتي ماغلطيش انا خرجت عن شعور واتعصبت امبارح بس دة من الضغط وانتى عارفه حجم الخسائر إللى حصلت وثالثا انا زى اى حد بعرف ازعق عادى جدا هههه بس انا بتحكم فى نفسي فى الشغل رابعا بقى ودة الأهم انا عاوز اتجوزك ترضي بيه 
ابعد يده عن فمها لتتفوه الان 
همس انا
أسر بصراحه من غير لف ولا دوران من ساعه ماشوفتك امبارح وانا مش على بعضي بفكر فيكي ومش شايف غيرك قدامي مش عارف انتي عملتلي ايه بس قلبي قلي انك انتي دخلتيه خلاص وانا محبش الدلع عاوز جواز علطول
همس 
أسر معلوماتى عنك انك مش مرتبطه ممكن تاخدى وقتك تفكري بس تردي عليه بكرة انا مستعجل بصراحه 
همس بكرة
أسر بابتسامة عشان بحبك وعايز احبك أكتر فى الحلال
همس بخجل بس حضرتك ماتعرفش عني حاجه
أسر يا سلآم نتعرف ههه اقعدى يا همس 
جلست بالمقعد امامه وهو جلس بالمقعد المقابل 
أسر بجديه انا عارف تقريبا كل حاجه من السي في بتاعك لكن انتى إللى ماتعرفيش عني حاجه
قوليلي بقي نفسك تسأليني عن حاجه
همس بخجل مش عارفه حضرتك فجائتني
أسر بابتسامة وياتري مفاجأه حلوة ولا وحشه
همس بتسرعه حلوة طبعا قصدى يعني
أسر هههه خلاص انا كدة اطمنت بس انا وحيد ماليش حد غير مالك وعيلته وانتى هتبقي كل عيلتي حددى معاد مع والدك اجى
اطلب ايدك 
كانت فى قمه سعادتها من عرض هذا الوسيم الذى تمنته عندما رأته وأصبح فارس احلامها يا لهذا القدر فهو ارادها كما ارادته 
كانت السعادة تغمر الجميع بسبب استقرار حياه جميله وأصر مالك على اقامه حفل الزفاف باقرب وقت يريد أن يعوضها عن ما فات كانت تريد إجراء العمليه أولا تخشي من فشلها ويكون قد تسرع فى قراره ولكن كان لمالك رأي اخر وهو أن يظل جانبها ولن يتخلي عنها وطلب من صديقه اتمام ما بدأ من تجهيزات العرس وسافر إلى اسكندريه ليكمل ثوب الزفاف الخاص بجميلته وقد قرر أن يشتغل عليه بنفسه وترك جميله بمنزل جدها إلى أن ينهي كل التجهيزات
27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 40 صفحات