الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ل اسما السيد

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


الشركة
وبين المرسم وتجهيز المعرض
إياد مبتسما بخفوت انا مش مستعجل ع المعرض يا امى
انا هبتدى واحدة واحدة وبراحتى خالص لحد ما اتقن اللوحات
واكون راضى عنها واقدر بكل ثقة اعرضها ف المعرض
مصطفى بحب ربنا يوفقك ان شاء الله
والمعرض هينجح المرادى انا متأكد رغم انك مرسمتش لسة
ومشفتش لوحك بس انا متأكد من خبرتك
إياد بإمتنان ربنا يخليك لية يا مصطفى

شردت آيات بحديثهم تشوقت لرؤية اعمالة الفنية
ودت لو انها تتمكن من مشاهدتة وهو يقوم برسم احدى المناظر الطبيعية
الخضراء والتى تعشقها بشغف كبير
اخرجها من شرودها صوت والد زوجها وهو يقول 
مش ان الاوان بقى يا إياد وتفرح قلبنا بالعروسة زى ما فرحتنا بالوظيفة
رقية بحماس اة والله يا ابو مصطفى 
اهى دى بقى هتكون الفرحة الكبيرة اللى بستناها من زمان
واهو الدراسة وخلصتها والوظيفة وجت الحمد لله
والمكان موجود الاوض اللى ف الدور الخامس اللى فوق اخوك
كلهم فاضيين خمس اوض كبار قفلهم هيبقوا شقة برحة
وضبها وجهزها واتجوز فيها ولو ع المرسم اعمل اوضة منهم
وبكدا ميكنش ليك حجة زى كل مرة
تركت آيات قطعة الخبز تسقط من بين اناملها فوق طبقها
لمعت عينيها ببريق حزن عميق وانقبض قلبها بشدة
توجهت بنظراتها الية فوجدتة يبدوا مستاءا من حديثهم
مضع الطعام بجزع وتوقف عن تناول المزيد
تشابكت اناملة ببعضهم وتملك من حالة وهو يقول 
انا مش عايز اتجوز
اندهش الجميع من نبرتة المستاءة ومن بينهم آيات التى رمقتة بحيرة
كادت رقية ان تتحدث الية فنهض إياد عن مقعدة وهو يقول سفرة دائمة
بدر مستفهما اية ياابنى مكملتش فطارك لية
فتدخلت رقية قائلة بحزن يعنى مش عارف لية يا ابو مصطفى
إياد وبنبرة يتملكها الالم لاول مرة تحدث قائلا الحمد لله شبعت
ومن ثم غادر الى عملة
رمقة مصطفى بإندهاش وهو يشاهد شقيقة يغادر حجرة الطعام
فأومأ براسة معترضا على تصرف شقيقة الاصغر
شعرت آيات بحزن إياد البادى على قسمات وجهة والظاهر بوضوح
بنبرة صوتة والذى لاول مرة تسمعة يتحدث بهذة النبرة
فدوما اعتادت علية البهجة والسرور وخفة الظل
ولكنة ادخلها فى حيرة من امرها
ولم تستوعب سبب استياءة الى هذة الدرجة
فور ذكر موضوع زواجة
ليلا داخل حجرة إياد
كان إياد يجلس على فراشة وامامة ادوات الرسم
وبعض الاوراق البيضاء الفارغة
التقط دفتر موضوع الى جانبة ومن ثم فتحة
وظل يقلب بصفحاتة وقد اغدقت عينية بالدموع
ظل يرنو بحب وشجن آطل من مقلتية الى هذا الوجة الملائكى
الذى دوما لن ينساة والذى خط بيدة ملامح وجهها بمنتهى الدقة
وكأنها كانت دوما آمامة ليرسم ملامحها بهذة البراعة والاتقان
تلمس بخفوت آخر صورة قد رسمها منذ عدة شهور طوال
وهى التى كانت تجمعهم سويا بالقطار
اغمض عينية بحنين قد افاضة
ومن ثم التقط قلم وورقة بيضاء وبدأ بالكتابة
9
وباليوم التالى داخل شقة عبد الرحمن العطار
كانوا يلتفون حول مائدة الطعام ودار هذا الحوار بينهم
كاميليا شفت ياابو منى الواد إياد اشتغل ف شركة كبيرة اوى
عبد الرحمن مبتسما إياد دة طول عمرة مكافح رغم صغر سنة
سامح على مضض فلقد تملكتة الغيرة كافح ازاى يعنى هو عمل اية دا فاشل
عبد الرحمن بإستياء من طريقة ابنة بالحديث عن ابن عمة 
اتكلم كويس عن ابن اخويا وبعدين مش معنى انة متوفقش ف
اول تجربة لية ف الرسم يبقى نقول علية فاشل 
واديك شايف هو عمل اية سافر ودرس ورجع يمارس شغلة
والضړبة اللى متقتل تقوى
ازدردت منى الطعام وتحدثت قائلة بصراحة يا بابا عندك حق
إياد بيكافح من صغرة
سامح بأمتعاض ياسلام يااختى ومالك بتدافعى عنة كدا لية هة
ومن ثم اردف بسخرية طب ما تجوزوهم لبعض ونخلص منهم هما الاتنين
عبد الرحمن بنفاذ صبر احترم نفسك واتكلم كويس
بدل ما والله انسى طولك دة واديك بالقلم على وشك
كاميليا مهدئة الاجواء اهدى يا ابو منى الواد سامح بيهزر
ومن ثم اردفت وهى تنظر الى ابنها وقالت طب وحياة ربنا
لو مكنتش منى اكبر من إياد لكنت جوزتهالة
سامح بتهكم طب ما كنتى جوزتيها لمصطفى اهى
قريبة منة ف السن ومتربيين سوا
وخزتها كلماتة بداخل قلبها العاشق واغدقت عينيها
بالدموع فأنسحبت منى وغادرت الى حجرتها
عبد الرحمن بصرامة قوم من هنا
نظر سامح الية بعدم استيعاب
فأعاد عبد الرحمن جملتة بحدة
فتحدث سامح بخفوت انا لسة بفطر يا بابا
اصر عبد الرحمن على اسنانة فتدخلت كاميليا ونهرت سامح قائلة 
امشى غور من هنا حړقت دمنا الاهى ېحرق
دمك يابعيد قوووووم
فغادر سامح حجرة الطعام وهو يتآفف
توجهت كاميليا بنظراتها الى زوجها وكادت ان تتحدث ولكنة
اصمتها بأشارة من يدة وهو يقول ششششششششش
مش عايز اسمع ولا كلمة ذنب بنتك ف رقبتك ليوم الدين
داخل حجرة منى
دلفت منى الى حجرتها وهى تبكى بشدة
التقطت وسادتها الصغيرة ومن ثم وضعتها على وجهها تكتم بها صوتها
الذى اطلق أهة عميقة خرجت مكتومة ولكنها قوية ومسموعة لديها
ظلت تبكى على حالها وما اصبحت علية
كيف ستستعيد عشق عمرها بعد ان تزوج من غيرها
هل ما تنوى فعلة يعد من الصواب
ولكنها ايقنت ف الاخير انة حق مشروع يجب ان تجادل
حتى الوصول الية فمصطفى من حقها لا غيرها
فسوف تستعيدة حتى اذا كلفتها تلك الافعال ما تبقى من عمرها
ذنب بنتك ف رقبتك ليوم الدين
كانت هذة اخر مقولة تلفظها عبد الرحمن قبل ان يغادر
حجرة الطعام على مضض متوجها حيث حجرة نومة
فدلفت زوجتة خلفة وجلست بجانبة وقالت بأندهاش 
لية بس بتقول كدا يا ابو منى انا ذنبى اية بس
نظر اليها بلوم وتحدث قائلا ذنبك انك سبب العڈاب اللى بنتك فية دة
من صغرها وانتى عمالة تملى دماغها بالجواز من مصطفى
فضلتى تقربيها منة لما البنت اتعلقت بية
وف الاخر اتجوز واحدة تانية وفضلت بنتك قاعدة جمبك
لحد ما قربت ع الثلاثين من غير ما تتجوز
تحدثت كاميليا بحزن قائلة اة يا حبيبتى يابنتى اللى ادها متجوزين ومعاهم عيال
ومن ثم اردفت باكية انا مكنتش اعرف ان امة هتجوزة واحدة تانية
وتسيب بنتى بنت عمة اللى اتربت معاة من صغرها
هى السبب الله ينتقم من
قاطعها عبد الرحمن وهو يقول بحنق ورقية ذنبها اية وللا ذنب مصطفى اية
محدش بيغصب حد ع الجواز والقلب وما يريد
كاميليا من بين دموعها ماهم كانوا بيحبو بعض
عبد الرحمن پألم على حال ابنتة زى الاخوات بيحبوا بعض زى الاخوات
فية فرق افهمى بقى ودة لانهم اتربوا مع بعض من صغرهم
بس انتى بقى فضلتى تزنى على دماغ بنتك وتفتحى عنيها
ع الحب والجواز لما علقتيها بية واديكى شايفة النتيجة
هو اتجوز وعايش سعيد وبنتك رافضة الجواز لما قربت تعنس خلاص
كاميليا بلهفة يالهوى تعنس بعد الشړ عليها
انا بنتى ست البنات وبكرة ربنا يبعتلها ابن الحلال
اطلق عبد الرحمن تنهيدة عميقة مليئة بالحزن والاسف على حال ابنتة
ومن ثم قال اكبر غلطة بيغلطها الاباء لما يعلقوا اولادهم
بكلام سابق لآوانة
داخل شقة مصطفى بدر العطار
فى ليلة ما وعندما اسدل الليل ستارة
دلف الشقيقان حجرة المعيشة ودار هذا الحوار بينهم
بص بقى انا جبتك شقتى علشان نقعد براحتنا
ونتكلم بحرية بعيد عن بابا وماما
هكذا تحدث مصطفى موجها كلماتة الى شقيقة الاصغر
فتنهد إياد قائلا عايزنى اتكلم ف اية يامصطفى
رمقة مصطفى بجدية وتحدث قائلا انا اخوك الكبير واذا مكنتش هتتكلم
معايا انا هتتكلم مع مين واظن انت عارف انا عايزك بخصوص اية
انت لازم تفضفض معايا وتقوللى على سبب رفضك للجواز
واية سر زعلك وتهربك لما بتيجى سيرتة بكل مرة يتفتح الموضوع
إياد مضطربا ابدا مفيش حكاية انا مش عايز اتجوز وخلاص
تنهد مصطفى بضيق فبدا لة بأن شقيقة يخفى شئ ما
فلقد كان آثار الحزن باديا على ملامحة
فأستدعى زوجتة التى جاءتة من حجرتها بخطى مترددة ومتثاقلة
دلفت اليهم والقت السلام ومن ثم قالت لزوجها نعم يامصطفى
مصطفى مبتسما وحياتك ياآيات فنجانين قهوة من اديكى
علشان الاستاذ إياد يصحصح معايا كدا لانى
مش هسيبة النهاردة الا لما يتكلم ويخرج كل اللى عندة
آيات بصوت خفيض اة حاضر ثوانى
وبعد قليل عندما كانت تسير بالممر المؤدى الى حجرة المعيشة
وهى تحمل بين يديها صينية بها فنجانين من القهوة الساخنة
وكأس بة ماء فاتر سمعت الاتى
إياد بإصرار انا مش ممكن اتجوز الا البنت دى وبس
مصطفى مستفهما طب انت تعرف مكانها
إياد بحزن واسف لاء لاسف انا معرفش اسمها ولا سكنها
بس اعرف شكلها برغم انى مقابلتهاش الا كام مرة
ومشفتهاش من سنتين وكانت رايحة الكلية زى كل يوم
لكنى حافظ ملامحها كويس جدا وقلبى بيقوللى انى هلاقيها
استندت آيات على جدار الممر لشعورها بالدوار لقد اخرقها الفزع
بعد استعابها للحديث فايقنت ان إياد يقصدها هى لا غيرها
تساقطت الدموع وضاقت النفس وتشتت الروح
لم تكن تعلم بانه مازال باقى على حبها
دلفت آيات اليهم بقلب منقبض وقعت نظراتها علية فوجدتة
حزين متآلم النفس فتملكتها ارتجافة بأوصالها فقرعت الفناجين ببعضها
واصدرا صوتا وكأنهما سيتحطما ك قلبها المټألم فأنتبة زوجها اليها
وعلى الفور نهض عن مقعدة وتقدم اليها وتناول من بين ايديها الصينية
ومن ثم تحدث قائلا على مهلك يا حبيبتى
تحدثت بإرتباك معلش آنا اسفة اصلى اتكعبلت فى طرف السجادة
تحدث مصطفى وهو يقدم كوب القهوة الى شقيقة خلاص ولا يهمك حصل خير
استدارت آيات تغادر الحجرة فأستوقفها زوجها قائلا 
اية يا آيات رايحة فين ماتقعدى معانا
آيات بتلعثم وقلبها اصبح ينبض ضغف نبضاتة هة لاء معلش
خليكوا براحتكوا وانا هدخل اوضتى ولو عزت حاجة ناديلى
فتحدث إياد بإبتسامتة الجانبية الجذابة ولكنها ابتسامة
تخفى خلفها الكثير من الالم فبدت شاحبة كغير عادتها 
اتفضلى اقعدى انا محتاج مشورتك انتى ومصطفى
ازدرت آيات لعابها بجزع وكادت أن تعارض الا ان زوجها
بادر بقول اقعدى يا آيات انتى مكسوفة من إياد ولا اية
دا اخويا الصغير وتربيتى يعنى زى ابنى بالظبط
امتقع وجهها بشحوب وأنصاعت الى رغبتهم وجلست تستمع الى حديثهم
وهى تشعر بالريبة من ان يعلم زوجها ان تلك الفتاة التى
يتحدثون عنها والذى يعشقها إياد ولا يود الزواج من غيرها
لم تكن سواها وايضا
خوفا من ان يعلم إياد ان الفتاة
التى يبحث عنها هى بذاتها زوجة شقيقة الاكبر
المتواجدة امامهم بالحجرة والماثلة امامة طوال الوقت
فتحدث إياد بصوت متأثر حزين قائلا 
انا اول مرة اتكلم مع حد بخصوص الموضوع دة انتم اول ناس تعرفوا
من زمان وانا عايز افتح قلبى كل ما بابا وامى يجيبوا سيرة الجواز
بس مكنتش عارف اقولهم اية هقول انى بحب بنت من سنتين
مشفتهاش الا كام مرة ومعرفش عنها اى حاجة غير ملامحها
فتحدث مصطفى مستفهما طب انت هتعمل اية دلوقت
إياد بحماس هدور عليها
واخيرا تدخلت آيات بالحديث وقالت بتلعثم طب طب مش يمكن تكون اتجوزت
فعلى الفور تحدث مصطفى اة صحيح والله ممكن فعلا تكون اتجوزت
نهض إياد عن مقعدة وقد اخرقتة كلماتهم فتحدث مصډوما 
اية اتجوزت لالالاء مستحيل مش ممكن ابدا
دانا كونت مستقبلى علشان اكون جدير بيها
رفضت الارتباط واى علاقة مع اى بنت علشانها
مش معقولة بعد سنتين وانا مستنى ومتشوق انى اقابلها
ارجع الاقيها اتجوزت ومن ثم اردف بإصرار انا مش ممكن استسلم ابدا
واعيش نفسى ف وهم انها مبقتش لية انا لازم ادور عليها
لازم اعرف معلومات عنها لازم امشى ورا اى خيط يوصلنى ليها
مصطفى بنفاذ صبر هتدور عليها ازاى يعنى وانت متعرفش
اى حاجة تانية غير شكلها وجاى تقوللى مش هتجوز غيرها
وشكلها دة زمانك نسيتة اصلا
فتحدث إياد بتناغم انسى ملامحهامش ممكن مستحيل
برغم ان مقابلاتنا قليلة وان اخر مرة شفتها من سنتين
بس منستهاش وملامحها مرسومة ف خيالى
صړخة
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 69 صفحات