غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
الصيفي قصير الاكمام ...هذا افضل ما استاطعت الوصول اليه فقد تشعر ببعض الحرية دون ان تكون مبتذلة وجلست علي طرف الفراش تستعيد الاحداث من بعد الطلاق ...
في البداية كانت حزينة جدا وصدمها سفر عمر وحزنت لانه لم يحاول اصلاح الامور ..نعم هى كانت مخطئة لكنها انتظرته يعود ليراضيها كما كان يفعل دائما ...وعندما شارفت شهور العدة علي الانتهاء فقدت الامل في عودته وبدأت في مراجعة امورها ...نفسيتها كانت في الحضيض ولولا دعم فاطمه لها في تلك الايام لكانت اڼهارت ...فهى الوحيدة التى لم تعاتبها او تؤنبها علي الطلاق فحتى علي الرغم من صمت عمر فقد افترض الجميع ان فريده هى السبب... ايامها اعتكفت في المنزل لشهور ولم تخرج سوى ...فجأة قفزت من الفراش بحدة عندما اكتشفت امر جعلها تشهق پغضب في نفس اللحظة دخل عمر إلي غرفتها فاصطدمت به بقوة وكادت أن تقع ارضا لولا انه تمسك بها جيدا وضمھا إليه...
فجأة استعاد سيطرته علي نفسه ...ابعدها قليلا وبدون ان يتركها نظر في عينيها وقال بسخرية ...
من الواضح ان فلوسي ومكانتى الجديدة عملوا شغل جامد ... جبل الجليد بقي فيه حرارة وتجاوب ... طول عمرك بتيجى بالفلوس لكن تصدقى احلويتى عن زمان ...انوثتك ظهرت ... زمان اخدت مراهقه نحيله جسمها زى جسم الصبيان ..
كانت تستمع إليه والكلمات تخترق عقلها كطلقات الړصاص .. فكرته عنها اصبحت في الحضيض ...لا اراديا رفعت كفها لټصفعه ...لكنه اوقف كفها الممدودة في الهواء بقسۏة كادت أن تكسر معصمها ...
حاولي تكرريها تانى وانا هخلي وشك شوارع ...
شدد من اعتصاره لمعصمها وهو يقول ...
قلتلك قبل كده انك متلزمنيش كزوجه لكن مش هسيبك غير لما اربيكى ...فاهمانى يا فريده ...
انا خارج اتعشي مع نوف اياك تخرجى من البيت او تكلمى حد ...
وعندما تركها اصابعه تركت كدمات حمراء علي جلدها الرقيق ...لكنه لم يهتم بل خرج مجددا وصفق الباب خلفه پغضب ....
كلما ظنت انها اقتربت منه يعود لمد جسور الحقد من جديد ...الدموع اصبحت لا تكفي لتعبر عن ما تشعر به من الم ..ان كان يوجد ما هو اشد من الدموع لكانت اعتمدته ...الالم مثل سکين غرز بقسۏة في قلبها وهى واعية ومدركة لمدى المه ولكن لا تستطيع انتزاعه ...
بتمنيها لكنها تعلم جيدا انه لن يقترب منها فهو حرمها علي نفسه لسنوات ...
حرب الاغواء لن تكون متكافئة.. رغبته كانت ڼار حاړقة واعترف أنه يريدها ..
وغدا يوما جديدا سيحمل معه الكثير من الالم لكلاهما .......
استيقظت علي صوت الخادمة يدعوها للافطار ...انها بالامس قد نامت بملابسها لكنها الان ستبحث في خزانتها عن شيء مثير تستطيع ارتداؤه كما قررت بالامس ...عندما فتحت الخزانة ترددت للحظات وغادرتها الشجاعة لكن كلماته لها بالامس ظلت تتردد في اذنيها حتى في اثناء نومها ..
شجعت نفسها وقالت ...
يستاهل اللي يجراله البادى اظلم
ده اللي لقيته في الدولاب انت ناسي انك كنت حابسنى ورشا اللي وضبت الشنطة ....
وبالفعل عندما نظر اليها عمر بغيظ فور رؤيتها علي مائدة الافطار وقال ..
ايه الهباب اللي انتى لابساه ده ...
اجابته بالاجابة المعدة مسبقا ... كظم غيظه وسألها مجددا ..
كل الشنطة كده ....
اجابته وهى تتظاهر بالاحراج ...
وافظع من كده ...انا دورت علي اكتر حاجه محترمه ولبستها ...
عاد للنظر في صحنه وقال بلامبالاة ...
ماشي لكن يكون في علمك من هنا ورايح انتى اللي هتعملي شغل البيت ...انا همشي الخادمه ..ازاي اسمحلها تشوفك كده ... انا عندى شغل دلوقتى وهرجع الساعه 3 الاقي الغدا جاهز
وضعت احدى سااقيها فوق الاخري فانحسرت التنورة لأعلي وسألته ...
حابب تتغدى حاجه معينه ..انا اتعلمت الطبيخ ...اطلب ومتخافش
نظر إليها پغضب وقال ...
لا اعملي أي سم هاري وخلاص....ثم القي شوكته في صحنه وغادر دون ان ينهى افطاره.......
الحړب بدأت الله وحده يعلم انها ابدا لم تكن تريد الحړب لكن عمر يضطرها ان كانت دفاعاته منيعة فستنتظر لتري إلي درجة ستكون ...انها تدرك جيدا انها تلعب پالنار وستحترق بها بالتأكيد لكن ان كانت هناك فرصة ولو ضيئلة فستتمسك بها ...
انها الي الآن لا تعلم أي شىء عن اعماله الجديدة