روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
لها اشتاق لأنفاسها في محيطه اشتاق واهتمامها وحنانها يود لو ېصرخ فيها ويرتمي كما يفعل ولديه كل يوم.
قال لها بصوت هادئ هو ده اللي أنا عايزك عشانه فيه واحدة هتيجي تساعدك ف شغل البيت وكمان فيه واحد هيجي كل يومين يهتم بالجنينة والزرع
التفتت له متعجبة وقالت بحدة ومين قالك إني عايزة حد يساعدني
رد عليها وهو يتأملها فلقد اشتاق لتلك الملامح التي تجمع الجمال والبراءة معا أنتي مقولتيش بس أنا عارف إن الحمل عليكي تقيل أوي
هي الأخرى كانت تسترق نظرات الإشتياق له فقد اشتاقت لملامحه حتى لو كانت مظلمة ولكن الآن يبدو عليه التعب والإرهاق وجهه شاحب وعيناه اختلط بياضهما بالحمرة من الواضح أنه لم ينم جيدا ويفكر كثيرا ولكنها خشيت أن تكشف نفسها أمامه فردت عليه ببعض الحدة أنا مش هجيب حد يطبخ لولادي أكلهم ولا يجهز لهم لقمتهم محدش هيعملها لهم أكلهم بحب زيي محدش هيلبس ولادي ولا يغسل لهم لبسهم أنا مستحيل أجيب واحدة تشاركني واجباتي تجاههم يبقى أنا دوري إيه
في الأسبوع تنضف البيت وتعمل الشغل اللي مش يومي وبالنسبة لدورك انا وولادي يا غصون عايشين هنا بفضلك أنتي
الروح رجعت حياتنا أما جيتي فيها شمس البيت طلعت بوجودك فيه ياغصون
أخفضت بصرها ورق قلبها على ذلك الضعف الذي هو عليه الآن فحاولت ألا تظهر ذلك واستدارت تكمل عملها يتوسلها وادارها حتى وقفت أمامه وقال بأسف سامحيني يا غصون
رفعت عينيها الدامعتين له وردت بصوت باك أنت بتطلب مني انا السماح إزايأنا أبقى إيه عشان تطلب مني حاجة زي كده
ثم أخفض يدها ونظرها لها بإرهاق وندم يوم فرح يمنى كنت زي المچنون آسر قالي إن واحد صاحبه شافك وفكرك مش مرتبطة وطلبك للجواز مكنتش عارف اعمل إيه كل اللي حسيته إن مبقاش ينفع تفضلي موجودة ف الفرح مهما حصل الډم كان بيغلي ف عروقي وأنا حاسس ان حد غيري ممكن يشوفك زوجة له أو وقتها ممكن اخسرك لأي سبب كنت هتجنن وقتها غلط فيكي من غير إدراك بس أنا بشكر الموقف ده لأنه طلعني من الدوامة اللي كنت عايش فيها وعرفت إن راحتي وطمأنينتي معاكي وسعادتي بين إيديكي أنا بحبك يا غصون
رد عليها بحب وهو ينعم بذلك الدافئ الذي تمناه كثيرا قلب ياسر من النهاردة مفيش دموع تاني من النهاردة كل اللي جاي فرح وسعادة أنا هعوضك عن كل دمعة نزلت منك وكل لحظة حزن عشتيها أنا من النهاردة هعيش عشان سعادتك وبس
ثم أنزلها أرضا ونظر لها بعشق ثم رفع يده ومسح دموعها ويقول مش عايز اشوف دموعك تاني مش عايز اشوف غير إبتسامتك اللي بتنور حياتي وبس مفهوم
رد عليها خليكي انتي هنا متخرجيش عشان دول ناس أنا طالب منهم حاجات.
أومأت له بموافقةسريعا وهو يقول هتوحشيني فابتسمت له فابتسم هو الآخر وغادر المطبخ.
ظلت في المطبخ من الساعة تعد طعام الغداء وهي تسمع أصوات لأكثر من رجل بالمنزل يصعدون الدرج ويهبطون محدثين جلبة وهي غير مدركة لما يحدث ولكنها غير
مبالية لكل ذلك كل ما يشغلها حاليا هي سعادتها العارمة فقد
تقبل الله دعائها وسخر لها قلبه كما تمنت اليوم شعرت بعشقه لها مع كل حرف نطقه لها أزال كل ما عاشته سابقا اليوم نعمت دافئ كما تمنت منذ أن كانت طفلة منحها الأمان والراحة شعرت فيه بالحب الذي ظنت أنه مستحيلا مازالت رائحته عالقة في أنفها فقد تغلغلت داخل روحها لتكون لها أكسجين الحياة منذ الآن ستعيش كل لحظة في بكل سعادة دون الإلتفات لذلك الماضي الذي وصم روحها ستتخلص من تلك الوصمة وسيكون لها أبا من اليوم هي تثق بذلك لأنها رأت ياسر آخر غير ذلك القاسې المظلم الذي عاشت معه سابقا وبعد قليل جاءها صوته غصون خلاص ياحبيبتي مشيوا خدي راحتك
خرجت غصون متسائلة هو كان فيه إيه
رد عليها بإبتسامة دلوقتي هتعرفي
ثم نظر إلى الساعة المعلقة على الحائط وقال لسه ساعتين على رجوع الولاد ثم التقط حقيبة ورقية من على الطاولة ورفعها لغصون ممكن تطلعي أوضتك وتلبسي ده وأنا جاي وراكي
ابتلعت ريقها بتعجب