رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
هدمت هي آماله وتجاهلت سؤاله لا والأنكى انها تفوهت بأسم ذلك الغبي امامه مما جعله يشعر ان قلبه يتأكل من شدة غيرته ولكن ماذا يفعل هو ليس بيده شيء سوى الأنتظار ليفوز بها
وقف ينتظرها أمام الحرم الجامعي بطلته الرجولية المبهرة يستند على مقدمة سيارته واضع يده بجيب بنطاله ويخفي حبات قهوته بنظارة شمسية عريضة زادته جاذبية على جاذبيته زفر بنفاذ صبر وهو يتطلع لساعة يده فقد
تأخرت اليوم على غير عادتها لمح نغم من بعيد ولوح لها ببسمة هادئة بتوتر وهي تضم كتبها وتهمهم مرحبة
اهلا يا استاذ يامن أزي حضرتك
هاااااا ......أصل .....نادين ......
كانت تتلعثم بشكل ملفت جعله يتوجس قائلا
حصل حاجة يا نغم
نفت برأسها وكادت تخترع له كڈبة ملائمة ولكنها حمدت ربها انها وجدت نادين وتقول بثقة أجادتها
Sorry
كنت في المكتبة ومأخدتش بالي من الوقت
زفرت نغم بأرتياح بينما هو أومأ لها بملامح جامدة دون تعبير يذكر وعرض على نغم مجاملا
تعالي هنوصلك
لترد وهي تتناوب النظرات بينهم
لأ انا هاخد تاكس
ليصر هو
انا قولت هنوصلك يلا مش عايز اعتراض متبقيش شبه صاحبتك
ومالها صاحبتها مش عاجباك ولا ايه
زفر أنفاسه دفعة واحدة وهو ينزع نظارته ورشقها بنظرة حادة قبل أن يصعد للسيارة فأخر ما ينقصه هو الجدال معها مرة آخرى لتنكزها نغم بذراعها و وبختها بصوت خفيض للغاية
اتكلمي عدل هو مايقصدش حاجة
ويلا أمري لله هاجي معاكم إلا تقتلوا بعض في السكة ليصعدوا للسيارة ايضا غافلين عن ذلك الذي يتتبعهم بعينه منذ بادئة الأمر بقلب يتأكله من شدة غيرته
استقلت السيارة واغلقت بابها بقوة وأمرت السائق
بعصبية مفرطة
وديني النادي
أومأ له السائق في طاعة وشرع بالقيادة دون أي حديث فقط صب كافة تركيزه على الطريق تنفيذا لأوامر رب عمله الصارمة ولكن ماذا يفعل بفضوله الذي جعله يرفع بندقيتاه و يسترق النظرات لها من خلال مرآته الأمامية لاحظ انها ليست على ما يرام فكانت ملامحها واجمة بشدة وتهز قدميها بتوتر شديد أشعره بالريبة ولكنه لم يهتم فما شأنه هو ليعود من جديد ويصب كافة تركيزه على الطريق بينما هي كانت حالتها ترثى لها تفرك جبينها وكأنها تحاول أن تجاهد شيء ما برأسها فحقا سأمت
من تجاهل الجميع لها وشعورها الدائم كونها غير مرغوب بها زفرت بقوة بعدما شعرت ان كافة مقاومتها قد ذهبت ادراج الرياح وانها حقا بحاجة ماسة لوسيلة تنتشلها من ذلك الواقع المرير وتوقف ضجيج رأسها سحبت حقيبتها بأيدي مرتعشة وظلت تبحث بداخلها بعصبية مفرطة ولكن لم تجد ضالتها لټلعن تحت انفاسها بقوة وتصرخ آمرة
لف وارجع ........عايزة اروح الدقي
جعد حاجبيه الكثيفين مستغرب وسألها بتوجس
تحت أمرك ........بس هو حضرتك كويسة
وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها وهدرت منفعلة وبأعصاب تالفة
أنت هتحقق معايا ملكش فيه وتسوق وأنت ساكت
بداية مشرقة بالتفاءل ....شكلي مش هعمر في الشغلانة دي زي اللي قبلها ...
ألتقطت حديثه وقبل ان تتفوه بشيء كان هو يضغط على مكابح السيارة بقوة و يعود أدراجه محدث فوضى عارمة بالطريق لتصرخ هي به
انت اټجننت بتعمل ايه
أجابها بكبرياء وبصوت أجش
هرجع جنابك للقصر واسلم مفاتيح العربية لوالدك الله الغني عن شغلنتكم
زفرت بقوة وقالت بنبرة شبه راجية كي تلاحق الأمر لكي لا يغضب ابيها ويمنعها من الخروج كليا
اسمع انا مش قصدي انا بس مضايقة و عمري ما اتعصبت على حد بيشتغل معانا
أعجبه جملتها الآخيرة وشعر انها ليست متعالية كما يظهر عليها ليلتفت لها يطالع تلك الفيروزتان التي تفيض بحزن بين جعله يصمت هنيهة قبل ان تهمس هي معتذرة
أنت شكلك ابن
بلد وجدع خلاص بقى
تنهد في عمق وهو يفرك ارنبة انفه وقال بتراجع
حصل خير يا انسة انا تحت أمرك ......
شكرا
اومأ لها برحابة وانطلق بها مرة آخرى بينما هي زفرت بإرتياح واستندت على مقعدها تنتظر أن يوصلها لتجلب ذلك الشيء الذي يساعدها على التحكم في ذمام نفسها
كانت مغتاظة منه ترشقه بنظرات قاټلة وهو يتجاهلها تماما وكأنها غير مرئية بالنسبة له وبالطبع لم يعجبها ذلك فقد كان يتبادل مع نغم الحديث بكل رحابة دون أي انفعال او عصبية بل كانت بسمته تزين وجهه بشكل جعلها دون قصد تتمعن به بطريقة هي ذاتها تجهل المغزى منها
لتقول نغم وهي تشاكسها كي تتبادل معهم اطراف الحديث عوضا عن سكوتها المقيت ذلك التي لم تتعود عليه
انت ايه رأيك يا نادين
هاااااا رأي في أيه ....
_ لا ده أنت مش معانا خالص !!
زفرت بنفاذ صبر وهدرت
نغم اخلصي واتكلمي
أجابتها نغم
انا قولت لأستاذ يامن انك تقضي اليوم معايا وهو وافق
نظرت له كي يأكد حديثها ولكنه اكتفى بهز