رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
تسترجع أحداث أمس ليعتلي ثغرها بسمة حالمة عندما تذكرت كم كانت ليلة مميزة بكل المقاييس لم تحظى بمثلها ابدا إلا عند سفره
انتشلها من شرودها رنين هاتفها التي ألتقطته وأجابت بصوت خاڤت للغاية
والنعمة انت مچنون قولتلك متتصلش بيا انت ...افرض يامن جنبي ولا أمه انت عايز توديني في داهية
أتاها الرد من الطرف الآخر
أنا عارف إنه لسه مرجعش واعمل ايه وحشتيني
وحشتك ازاي وانا لسه سيباك من كام ساعة يا طارق انت هتستهبل
أنت بتوحشيني وأنت معايا يا نادو
تنهدت بعمق وبسمتها تكاد تشق وجهها ليستأنف هو
تلاشت بسمتها وأخبرته بضيق
لأ ......يامن راجع النهاردة
لم يصلها رده فقط صوت انفاسه الغاضبة لتهمهم هي
بس ممكن أشوفك بكرة في الجامعة
لأ مش هاجي .... و يلا سلام
قالها پحده مبالغ بها قبل أن يغلق
الخط مما جعلها تستشيط غيظا بسبب سيرة ذلك ال يامن الذي عكر صفوهم
أما عند صاحب البنيتان القاتمة فكان يكاد يجن عندما لم تحضر منار اليوم للعمل حاول محادثتها ربما للمرة المائة ولكن دون جدوى فهاتفها مغلق ولم يتمكن من التواصل معها بأي شكل مماجعله في حالة مزاجية يصعب وصفها فقد دلف لمنزله في المساء بوجه متجهم للغاية ليجدها تستقبله كعادتها في أبهى صورها بذلك القميص الأسود الطويل الذي يناسبها تماما ويمنحها جاذبية خاصة بها
قالتها
رهف بنعومة وببسمة هادئة بينما هو هز رأسه و أجابها بإقتضاب
فين الولاد
أحتل الحزن عيناها عندما لم يعيرها أي اهمية حتى انه لم ينظر لها مما جعلها توضح بهدوء
خالتو ثريا كانت هنا وشبطوا فيها وبصراحة قولت اريحك من دوشتهم أكيد جاي تعبان ومحتاج ترتاح
زفر بقوة واستطرد قائلا
وليه مأخدتيش اذني .......
مش مستاهلة يا حسن ده البيت جنب البيت وهما مش عند حد غريب
_ يعني ايه مش مستهلة هو أنت متجوزة كيس جوافة ....تتفضلي تنزلي تجبيهم
حاضر يا حسن الموضوع مش مستاهل .....انا هغديك الأول وأنزل اجيبهم
دلوقتي ومش عايز أطفح انا أكلت في الشغل
كانت تسايره لأبعد حد لكن عصبيته الغير مبررة معها استفزتها وجعلتها تخرج عن هدوئها وثباتها المعتاد
أنت متعصب عليا ليه
انا مش شايفة أن الموضوع يستاهل دي خالتك مش حد غريب
زفر بقوة و نزع سترته وقڈفها بالأرض وقال بسخط أحزنها
المشكلة مش انهم مع خالتي ....المشكلة فيك يا هانم مبتعرفيش تتصرفي في اي حاجة في حياتك لوحدك ويوم ما تفكري تشغلي عقلك لغيتي وجودي ونزلتي الولاد من غير اذني
بررت هي بتلقائية
انا عمري ما لغيتك بالعكس أنا مبعرفش اخد أي خطوة غير بعلمك وعمري ما عارضتك
انا عارف ان مفيش فايدة من الكلام معاك و أنا اصلا مصدع ومش فايق فياريت تنزلي تجيبي الولاد وتقصري
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يدلف للغرفة تركها خلفه تنظر لآثاره بضيق شديد ورغبة ملحة في البكاء تكاد تسيطر عليها ولكنها تمالكت ذاتها ونهضت كي تجلب أطفالها كما أخبرها تجنبا لتفاقم غضبه
الفصل الرابع
جلست تطعمهم بحنان شديد وتقص عليهم أحد قصص الأطفال القديمة في حين هم كانوا يقهقهون تارة وېصرخون تارة آخرى من شدة حماسهم شردت لوهلة بوجههم البريئة وكم تمنت ان ترى أبناء ولدها في المستقبل لتتنهد في عمق وهي تدعوا من تصميم قلبها
ربنا يريح قلبك يا ابني ويهديهالك ويوعدك بالذرية الصالحة
عشم ابليس في الجنة
قالتها نادين بسرها ما أن استمعت لدعوتها وهدرت بعدها حانقة من ضوضائهم وتلك الجلبة التي يحدثوها
اففففف بقى تنفع الدوشة دي
ردت ثريا
معلش يا بنتي دول عيال حسن ابن اختي شبطو فيا
وانا ذنبي ايه إن شاء الله أنا عايزة انام
لترد ثريا وهي تحتضن شيري وشريف الذين كانوا يرشقون نادين بنظرات مهزوزة
حقك عليا خلاص مش هيعملوا دوشة تاني
لتهتف شيري تلك الطفلة التي لم يتعدى عمرها الست سنوات
نادين وحشة وشبه الساحرة الشريرة
ليؤيدها شريف توأمها
ايوة وحشة وانا مش بحبها و هقول لعمو يامن كمان مش يحبها
ربعت يدها وظلت ترشقهم بنظرات متغاظة بينما
شهقت ثريا و وجهتهم بصرامة
عيب كده يا حبايبي طنط نادين حلوة ..... يلا اعتذروا منها
نفوا برأسهم في حين كانت نادين تجز على نواجذها من شدة غيظها وكادت تصرخ بهم وتعيب بأخلاقهم
لولآ صوت جرس الباب التي ركضت إليه شيري وفتحته هاتفة
مااااااامي
اهلا يا بنتي اتفضلي
قالتها ثريا بود ل رهف التي جاءت لتوها لتجيبها رهف
أنا جاية أخد الاولاد يا خالتو واسفة اني تعبتك
هما لحقوا يا بنتي كنت سبيهم لبليل
معلش أصل حسن مش بيعرف ياكل غير معاهم
قالتها بضيق وهي ټلعن ذاتها لكذبها على تلك السيدة الحنون لاحظت ثريا توترها وفركها ليدها لتسألها بقلق
أنت كويسة يا بنتي
أومات في ضعف لتتنهد ثريا وتربت
على كتفها وسحبتها من يدها كي تجلسها ولكن نادين