الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه الماضي المحزن بقلمى سهير على

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

منهما ...استنى يبت حنجيبك يعنى حنجيبك ...ولكن نهله لم تستمع لهما وظلت تجرى وهم يطاردونها فانحرفت فى شارع جانبى كانت تجرى على غير هدى كان كل هدفها ان تنجو من هذان الشابين فقط لاغير ....وظلت تجرى حتى وجدت نفسها فى محطه القطار وبرغم الليل الا ان هناك بعض الزحام وحاولت ان تندس بينهما ولكن الشابين يتبعانها ولها بالمرصاد وهى تلهث من فرط التعب والعرق يتصبب من وجهها والالام فظيعه اسفل بطنها كادت ان تعوقها عن الجرى وقف الشابين يلتفتان يمينا وشمالا ويبحثان عنها فقال احدهم بلهفه اهى وكانت تقف بقرب من القطار وتمسك اسفل بطنها من الالم وعندما سمعت صوت احدهما يشير اليها انتفضت وقامت وظلت تدور بعينيها عن مخرج ..هما يقتربان وهى حاءرة اين تذهب فلم تجد غير القطار الذى كان على وشك التحرك فالقت بنفسها فيه وهى تلهث وتتنفس بصعوبه وظلا الشابان يجريان ليلحقا بها ولكن من سوء حظهما وحسن حظ نهله لم يلحقا القطار فكذا على اسنانهما ويكورانا ايديهما فى غيظ وندم
ونعود لنهله التى عندما استقلت القطار جلست على مقعد فارغ وظلت تلهث من فرط المجهود الذى بذلته فى الجرى والهرب من الوغدان اللذان كانا يطاردنها وعندما هدات قليل اطلقت لدموعها العنان تخفى وجهها بين يديها ټلعن حبها واليوم الذى احبت فيه ركبت القطار ولا تعلم اين ستذهب والى اى محطه سترسو اسندت راسها على المقعد تريح جسدها المنهك بعد قليل سمعت صوت سيدة تقول لها ...لو سمحتى الكرسى ده فاضى 
فتفتح نهله عيونها بفزع ...وتبتلع ريقها بصعوبه وتقول لها بحذر ....اااه ايوة فاضى 
استغربت السيدة للخوف الذى بدى على وجهها فقالت وهى تبتسم لها بتودد صادق ....طب ممكن بعد اذنك اقعد معاكى اصلى حامل ومش طايقه الزحمه 
نهله ومازال الخۏف مرتسم على وجهها ...اتتفضلى 
السيدة ....مالك حبيبتى فى حاجه مضايقكى 
نهله....لا لا ابدا اصلى تعبانه ششوية 
السيدة ...لا سلامتك حبيبتى الف سلامه 
نهله ....الله يييسلمك ...وفجاة امسكت نهله اسفل بطنها وتقبض عليه بقوة وتصرخ وتقول ...اااااه اااااه 
السيدة پخوف ...مالك حبيبتى فيه ايه 
نهله ...وهى تتالم والشابان جعلها تخاف من اى احد ..مفيشش 
السيدة ....مټخافيش منى اعتبرينى اختك ...قوليلى مالك يمكن اقدر اسعدك
نهله ....الم فظييييييع هنا واشارت للمنطقه التى تمسكها فى اسفل بطنها 
لاحظت السيدة نقاط من الډماء اسفل نهله وقد تلوث ثوبها ايضا فاتسعت عيناها بقلق ...الله ايه الډم ده 
نهله وهى تنظر لاثر الډماء على ثوبها فوضعت يده على فمها وهى تشهق پخوف وتقول ...مممش ععارفه 
السيدة ...انتى عليكى البيروود
نهلة وهى تقول لها دون النظر لها ...اااانا حامل 
السيدة ...حامل ..انتى متجوزة 
نهله....اااااه..ايوة
السيدة .....كده الډم ده يخوف ليكون لقدر الله ڼزيف ولا حاجه 
نهله لنفسها ...ياريت يكون ڼزيف واموت واستريح ..
السيده...قووومى معايا
نهله...باستغراب ....على فين 
السيدة ....حنروح الحمام تغيرى هدومك قومى بسرعه فاسندتها
وقالت لها وهى تمسك يدها ...مټخافيش انا معايا برشام للڼزيف كان كتبهولى الدكتور لان حملى ضعيف وكنت ساعات بڼزف ومخلياه علطول فى شنتطتى انتى تدخلى تتشطفى وانا حديكى غيار من عندى وغيرى هدومك ماشى ياااا .....انتى اسمك ايه
نهله بضعف وامتنان .....نهله
السيدة ...اسمك جميل اوووى يانهله .....وانا ياستى اسمى خلود...يلا ادخلى 
ودخلت نهله الحمام الموجود فى القطار وقامت بتغيير ملابسها بملابس السيدة التى اعطتها لها وبعد قليل خرجت نهله وهى تبتسم بشكر لخلودوتقول .....انا متشكرة اوووى ليكى 
خلود ....شكرا ايه بس احنا اخوات انتى ماتعرفيش اناحبيتك ازاى 
نهله ....وانا كمان ارتحتلك واجلستها خلود واخرجت من حقيبه يدها شريط به اقراص من الدواء واخرجت ايضا علبه عصير واعطتهما لنهله وهى تقول ...خدى ياحبيبتى القرص ده حيوقف الڼزيف مؤقتا وحيسكن الالم كمان لغايه ماتوصلى واهلك يوديكى المستشفى ...شعرت نهله بغصه فى حلقه فهى الان ليس لها اهل ولن تجد من ينجدها ولكنها حاولت ان تخفى الامها وابتلعت مصيبتها فى فمها هى لا تعرف هذه السيدة برغم مساعدتها لها ولكنها فقدت الثقه فى الجميع بسبب الوغد الحقېر الذى احبته ثم ضحك عليها والقى بها كالزباله فى الشارع 
خلود .....هاه حاسه بايه دلوقت 
نهله .....الحمد لله احسن ...بجد متشكرة قوى
خلود...الله انتى عايزانى ازعل منك ولا ايه مش قلنا مفيش بينا شكر 
نهله ...تبتسم لها بامتنان 
خلود ....انتى منين يانهله ورايحه فين
نهله وهى تبتلع ريقها بارتباك ....ااانا انا من القاهرة ....وورايحه اسكندريه 
خلود ..... يااه ايه الصدف دى انا كمان رايحه اسكندريه ريحه عند اهل جوزى حولد هناك عندهم اصلى جوزى اتجوزنى من غير مايعرفو لانه حبنى قوووى لكنهم رفضو لانه من عيله غنيه قوووى وانا فقيرة فرفضو الجوازه ومحدش حضر فرحنا اتجوزنا وحملت باول مولود لينا لكن للاسف اتوفى فى حاډثه بعتلهم عشان اروحلهم وكمان عشان ابنهم ويظهر ان مۏت ابنهم حنن قلبهم ووافقو وبعتولى جواب عشان اروحلهم متتخيليش انا فرحانه قد ايه مش عشانى والله عشان ابنى يعرف ان له عيله وميترباش يتيم خلود من النوع الثرثار ولا تابه ان تحكى اشياء تخصها لاى احد وظلت تحكى لها قصه حياتها ونهله تستمع ..وتتحسر على حالها وعلى ماضيها المخزى وعلى حاضرها المؤلم وعلى مستقبلها المبهم والذى ليس له معالم
خلود وهى تواصل حديثها عن حياتها الشخصيه ...شوفتى يانهله ده خاتم جوازنا ودمعت عينا خلود لتذكرها زوجها ده هديه رامز ليا الله يرحمه كان بيحبنى قوووى واعطته لها لكى تره فامسكت به نهله ابتسمت باعجاب وهى تنظر للخاتم وبدون ان تشعر ارتدته وقد تمنت ان يلبسها حمدى خاتم الخطوبه لكنه البسها الخزى والعاړ تنظر ليدها والخاتم بها وتمط شفتيها باسف .... وفجاه يخرجها من تاملها للخاتم ..اااا.
وكأن زلزال حدث فى القطار واصوات عاليه تستغيث وصړيخ واقدام تمشى بعشوائيه هرج ومرج
نهله بفزع لخلود .....الله ايه البيحصل
خلود .. پخوف ...مش عارفه فوجدتا الحقائب تتساقط على روؤسهم وبشر اجسادهم تتطاير من شبابياك القطار واجساد تتساقط بعضها على بعض لحظات والدنيا ظلام فى ظلام
كان يمسك الجريدة يقرا فيها فتوقفت عيناه عند خبر جعله ينتفض ويقف بحركه متفاجأه سليم الحق 
سليم .....بفزع....ايه يامروان فيه ايه
مروان ....القطر ال جايه فيه مرات رامز اخوك عمل حدثه
سليم ......اييييه
مروان .....تعالى بقى نروح نشوفها فى المصابين ...وربنا يستر متكنش فى الچثث
سليم واحنا حنعرفها ازاى احنا محدش فينا شافها
مروان...... اكيد حنعرفها باى طريقه يااخى يلا 
وذهبا معا الى المشفى التى تم نقل المصابين والچثث فيها 
سليم ..ياريت يااخى نلتقيها فى الچثث ونستريح منها 
مروان ....حرام عليك ياخى انت عايز امك تروح فيها دى من ساعه ما اخوك مامات وهى تعبانه ومحدش هون عليها غير ان مرات رامز حامل وقالت ان ربنا عوضها بابنه 
يشوح له سليم بيده ويمط شفتيه بلا مبالاة وان الامر لا يعجبه يتمنى ان ټموت زوجه رامز حتى لا تستولى على ميراثه
فى المستشفى سألا عن المصابين والچثث فقال موظف الاستعلامات ان الچثث نقلت الى المشرحه اما المصابين

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات