رواية تائهة بين جدران قلبه للكاتبة دعاء الكروان
لم يعد يتحمل رؤية نظراتها العاشقة ﻷخيه ففضل الابتعاد حتى ﻻ ېحترق قلبه كلما رأى منها كل هذا العشق لأخيه و لكن للأسف تﻻحقه لعڼة عشقها لغيره في غربته فكلما هاتفها ﻻ تخلو مكالمته لها من رجائها المستمر منه فى اقناع يوسف بحبها ...إلى متى ستتحمل ذلك يا يحيى .
الفصل الثانى
بينما كان شاردا فى سهيلة تلقى هاتفه اشعارا بوصول رسالة منها عبر تطبيق الماسنجر تخبره انها تريد ان تتحدث معه قليلا إن كان لديه الوقت لذلك فابتسم بسخرية مريرة فهو يعرف انها ﻻ تتطلب منه أن يهاتفها اﻻ ان كان اﻻمر يخص يوسف ... أين أهرب منك يا معذبة قلبى .. هكذا حدث يحيى نفسه و راح لكى يحدثها عبر الهاتف الدولى ..
سهيلة و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. .إيه يبنى فينك من زمان
يحيى ينبرة مازحة فى لندن ..هكون فين يعني
سهيلة مازحة ايضا تصدق فاجئتنى ... يا خفة ..يعنى ان مكنتش انا ابعتلك تكلمنى متكلمنيش من نفسك
يحيى سورى يا سهيلة مشغول شوية ف الرسالة ما انتى عارفة ..
سهيلة خلاص يا عم عفونا عنك .. ربنا يوفقك يا يحيى يا رب .
سهيلة بضيق شديد أخبارى متسرش و الله يا يحيى
زمت سهيلة شفتيها فى ضيق و أجابته يعنى مش عارف فى ايه يا يحيى دا انا تقريبا كل
ما بكلمك احكيلك على أخوك و اللى بيعمله فيا نفسي يحس بيا بقى نفسى يفهم إن أنا مش أخته
و ان هو بالنسبالى مش أخويا .
أجابها يحيى بنبرة مازحة و لكنها تحمل الكثير من اﻷلم و الحزن بين طياتها قائلا بت يا سهيلة ما تسيبك من يوسف دا خالص و تتجوزينى أنا
يحيى ايه يا بنتى انا قولتلك نكتة
سهيلة بصوت متقطع من الضحك انت بتقول .. فيها ..ههه .. دمك بقى ..ههه .. خفيف اوى يا يحيى .
يحيى اممم .. شوفتى بقى عشان تبقى تعذرى يوسف لما يقولك انه مش قادر يشوفك غير أخت ليه .
تجهم و جه سهيلة إثر سماعها لتلك العبارات و قالت قصدك ايه يا يحيى
احل الصمت المطبق على سهيلة فهى ﻻ تدرى بما ترد على يحيى و هو محق تماما بكل كلمة قالها قلق يحيى من صمتها و شعر بالندم على ما تفوه به و لكن ﻻ بد من افاقتها و إعادتها إلى رشدها حتى و إن كانت الكلمات ﻻذعة فقال يحيى سهيلة أنا أسف متزعليش منى .. بس انتى ﻻزم تفوقى من وهم حبك ليوسف .. فوقى بقى يا سهيلة .
عند على الرفاعى...
كان جالسا على إحدى الطاوﻻت يحتسى ما حرم الله من الخمر بعينين حمراوتين من الڠضب و الغل حتى أنه لم يشعر بتلك السيدة التى فالټفت لها عندما سمعها تقول
سهام على بيه. . على بيه .. يوه انت لحقت تسكر يا باشا
رد عليها على دون أن ينظر لها عايزة ايه يا سهام
استدارت له سهام و جلست فى المقعد المجاور له قائلة مالك يا باشا .. دا انا بقالى ساعة بقولك منورنا و وحشتنا و انت و ﻻ هنا
لم يرد عليها و إنما ظل ينظر لهذا الكأس اللعېن و هو يديره بين كفيه يفكر بمکيدة ليوسف ليرد له الصاع صاعين .إسترسلت سهام حديثها قائلة
سهام ايه اللى شاغلك عننا كدا يا باشا
أجابها على أخيرا بنبرة فيها من الحقد ما فيها حتة عيل ميجيش من دور عيالى بيهددنى أنا بفيديو و عايز يفضحنى
إهدى بس كدا يا و رسينى ع الدور يمكن أعرف أساعدك ..
على عايز أذله زى ما بيذلنى و بنفس الطريقة ..
سهام قصدك ايه يا باشا !
على عايز أصورله فيديو زى اللى متصورلى و ساعتها مش هستنى اما اهدده بالڤضيحة ﻻ ..دا انا ھفضحه علطول .
أطلقت سهام ضحكة ركيعة ثم قالت له ههههه. . دى سهلة أوى يا باشا .
أجابها على سريعا ﻻ يا فالحة مش سهلة .. ثم نظر أمامه للفراغ قائلا بغل و غيرة واضحة من يوسف أصله عامل فيها سيدنا الشيخ .
سهام بعدم فهم يعنى ايه!
رد عليها على أصله متدين أوى و مالوش ف كدة
سهام آآه.. مستأيم مستقيم يعنى يا باشا ..
رد عليها على بعدما تمكنت منه الثمالة أصله طالع لجده و أبوه ... مش عارف مطلعش لعمه ليه ! .. أصل عمه دا زمان كان مقطع السمكة و ديلها أنا و هو كنا أصحاب أنتيم كنا بنخرج سوا علطول و نسهر للصبح مع البنات لحد ما أخوه الشيخ عرف و قال لأبوه و أبوه سحب منه العربية و رصيده ف البنك و جوزه كمان و بعدها قطع علاقته بيا و تاب بقى اكتر
بعد مۏت مراته .
ردت سهام أهو لو من عينة عمه دا كنت وقعتهولك بس وحياتك يا باشا .. بس دا بقى هتعمل معاه إيه
على ما تفكرى معايا يا بت أمال أنا بحكيلك ليه
أخذ الشيطانان يفكران فى كيفية اﻹيقاع بيوسف فحتى إن إستقام المرء فلن يسلم من كيد الحاقدين و لكن بالطبع فإن الله لن يخذله و سوف يعينه على رد كيدهم .و فى جهة أخرى
نجد فتاة غاية فى الجمال بريئة الملامح من يراها ﻻ يعطيها أكثر من ١٧ او ١٨ عام لصغر ملامحها تجلس أمام المرآة تمشط شعرها البنى الطويل ترتدى بنطال جينس قصير بالكاد يغطى ركبتيها و كنزة قصيرة بالكاد تغطى بطنها بنصف كم فتشهق بفزع عندما ينفتح عليها باب غرفتها فجأة و تستدير بكرسيها ناحية الباب فتقول جرى إيه يا جلال إزاى تدخل عليا اﻷوضة كدا من غير ما تخبط .. .
جلال بعصبية مفرطة و صوت مرتفع مجلجل زينة .. لما الواد دا عاكسك ماجيتيش قولتيلى ليه ..ها
زينة ما انت عارف يا جلال ان انا بعرف اوقف اى حد عند حده كويس أوى ... ايش حال انت اللى علطول بتقولى انى بت بمېت راجل .. دا أنا تربيتك يا جلال .
جلال إبن ستين ... و الله ﻷربيه ثم أمسكها من ذراعها معنفا إياها قائلا و أنا مش منبه عليكى مېت مرة متنزليش الزفت الصالة دى تانى .
نزعت ذراعها من قبضة يده ثم قالت بحدة قليلة الله .. بلاش أفك عن نفسى شوية.. عايزنى أفضل محپوسة ف وسط اﻻربع حيطان دول ليل و نهار ... ثم أنا ﻻبسة لبس عادى أهو مش لبس مسخرة زى بنات الصالة ..
هدأ جلال قليلا فقد تأثر من كلامها عن حبسهتا فى غرفتها طيلة الوقت و قال لها بنبرة حانية يا بت انتى لو لبستى شوال خيش هتتعاكسى برضو .
زينة علشان صنف الرجالة كله صنف ژبالة بيدلدلو لسانتهم زى الكلب لما أى كلبة تعدى من قدامه إنشالله تكون كلبة جربانة أهى كلبة و السلام.
أجابها جلال بعصبية قائلا ما تحترمى نفسك يا بت و شوفى انتى بتقولى إيه ..ثم أخذ نفسا عميقا و زفره ببطئ لكى يهدئ من نفسه حتى ﻻ ېؤذيها بفرط عصبيته ثم قال لها خلاصة الكلام يا زوزه .. اتقى شرى و بلاش نزول للصالة على اﻷقل من غير إذنى ..تمام
زينة حاضر يا جلال اللى تشوفه .. بس بلاش تبقى تتعصب عليا أوى كدا.. ثم أكملت بإبتسامة جميلة و صوت رقيق انت عارف إن زوزة بمېت راجل .. وﻻ إيه
إبتسم لها جلال و تنهد براحة قائلا طبعا يا بت دا انتى تربيتى .. ثم ضحكا اﻹثنان سويا
الفصل الثالث
فى فيلا راشد سليمان ...
دخل يوسف الى الفيلا فاخبرته سعاد الخادمة بأن عمه ينتظره فى غرفة المكتب فتوجه يوسف نحو الغرفة و طرق الباب ثم دلف إلى الداخل بعدما أذن له عمه بذلك ..
يوسف السلام عليكم يا عمى
راشد و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ايه يبنى اتأخرت كدا ليه النهاردة ف الشركة
يوسف و ﻻ حاجة يا عمى متقلقش .. على الرفاعى جالى الشركة زى ما توقعت و حذرته بالحسنى زى ما قولتلى .
راشد على الله يلم نفسه بقى و يبعد عنك شوية ..
يوسف ماظنش يا عمى .. انا متأكد إن على بيدبرلى مصېبة عشان يردلى اللى عملته فيه .
راشد إنت هتقولى على علي .. دا عشرة سنين أنا مش عارف أنا كنت مصاحب البنى آدم دا إزاى فى يوم من اﻷيام لوﻻ أبوك الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة هو اللى فوقنى ف آخر لحظة الحمد لله .
يوسف الحمد لله يا عمى .
راشد حرص منه أوى يا يوسف دا راجل مش سهل و الحقد مالى قلبه و الغيرة عامية عنيه .
يوسف متقلقش يا عمى كله هيبقى تمام إن شاء الله تعالى..
طرقت سعاد باب الغرفة فأذن لها راشد بالدخول ..
سعاد العشا جاهز يا بهوات و اﻻنسة سهيلة مستنياكو ف قوضة السفرة .
راشد تمام يا سعاد احنا جايين
اهو .. اتفضلى انتى .
سعاد حاضر يا راشد بيه .. ثم انصرفت سعاد و غادر كل من راشد و يوسف الى غرفة السفرة .
دلف راشد اوﻻ فوجد سهيلة جالسة فى مقعدها فقبلها من جبينها و جلس فى مقعده ثم دلف يوسف فرأى سهيلة تجلس على السفرة بدون حجاب فاغتاظ منها و صاح بها پغضب إنتى قاعدة كدا عادى مش مﻻحظة إن فى راجل معاكى ف البيت .. هو انا كل يوم هقولك الكلام دا .. قومى لو سمحتى يا سهيلة إلبسى طرحتك .
ردت عليه سهيلة ببرود تام و هو فى بنت هتغطى شعرها
قدام أخوها
برضو يا يوسف .. ثم قامت