الأربعاء 18 ديسمبر 2024

ملكة على عرش الشيطان بقلم إسراء علي

انت في الصفحة 9 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

ليبتسم ب جانبية وهو يرى تذمر طفلة تشتكيه والدتها التي تجبرها على إرتشاف الحليب وكأنها لم تمر ب ساعات أرهقت أعصابه أكثر منها شخصيا
حدق ب هيئتها الشبه طفولية ب تدقيق لا ينكر جمالها الفتاك الذي جذبه أول الأمر إليها حتى قوامها ف ناظريه لم يفتهما التأمل
تنحنح قصي وقال يجتذبها إلى الحديث
هتروحي المستشفى بكرة!
إلتفتت إليه وقالت دون ترددأكيد طبعا وليه مروحش
عشان اللي حصل مثلا يعني
إقتربت منه حتى وصلت إلى السور الفاصل وقالت ب قوة وعيناها تتطلع إلى خاصته ب نظرة تشع إصرار وتحدي
أنا مش لازم أخاف منه النفخة اللي هو فيها دي عشان ملقاش حد يقفله أنا بقولك تاني أنا مش خاېفة
رمى ب كلمتهكدابة!!!
إرتفع حاجبيها سريعا تزامنا مع إتساع عيناها وهي تستمع لما قاله ينعتها ب الكاذبة هي لا تخاف من أرسلان بلى تخاف ولكن كبرياءها يمنعها أن تعترف
صمتت غير قادرة على الحديث ليكمل قصي حديثه وهو الآخر يتقدم
شوفتي بقى! مش عيب إنك تخافي على فكرة بس العيب تعرفي أنت خاېفة من إيه ومتحاوليش تتغلبي عليه
ردت ب آليةأنا بحاول أتغلب أهو بدليل إني هنزل
شغلي بكرة
إبتسم قصي ب إنتصار لتعض سديم على شفاها ب صدمة لما قالته ف هي قد إعترفت أنها خائڤة لتحمحم ب إرتباك هاتفة
برضو مش خاېفة
مصدقك
قالها ب نبرة ساخرة لټضرب الأرض ب حنق ثم أردفت
طب أدخل بقى نام عشان أنت مضايقني
وضع يديه ب جيب سرواله وقالأنا جيت جنبك ولا هو رمي جتت وخلاص
هدرت ب حنقشوفت بقى لسانك هو اللي بيخليني أقول كلام يزعلك
والله!!!
قالها ب تعجب لتؤكد على حديثه ب إيماءة ثم تابعت
أها ويلا أدخل أنت مش سقعان ب اللي لابسه دا! الجو بارد يا مؤمن
نظر إلى ثيابه ب دهشة ولم يعقب بل إرتفع ناظريه إليها وأردف ب جدية
متنزليش بكرة يا سديم
بصفتك إيه تمنعني إني منزلش!
أكمل ب هدوءمش بصفتي حاجة بس دا كله لمصلحتك
صرت على أسنانها ب ڠضب لتحل ذراعيها المعقودين ثم أردفت ب حدة
أنا أدرى ب مصلحتي وهنزل شغلي مش هخليه يفكر أنه خوفني وإني هقعد ف البيت كنوع من الحماية
أشارت ب سبابتها ب تحذير وأكملت ب نفس ذات الحدة
ومتدخلش ف حاجة متخصكش عشان دا مش من حقك
هنا وهدر ب صرامةهتسمعي الكلام
ڠصب عنك أنا مبلعبش معاك صلح
ضړبت الأرض ب قدمها وهدرت ب غيظمش ب مزاجك وهنزل يعني هنزل وشوف بقى هتمنعني إزاي ومفيش تصبح على خير
ثم تحركت ب إتجاه الشرفة لتدلف
وقبل أن تغلقها سمعت صوته يقول
و أنت من أهله
أعادت رأسها إلى الخارج وهدرت ب ڠضب
أنا قولت من غير تصبح على خير
وب نبرة مستفزة أردفوأنا رديت وأنت من أهله
تأففت ثم قالت ب إشمئزازعلى فكرة دمك مش خفيف
وضع يده ب جيبي بنطاله ونظر إلى الفراغ ليتنهد قائلا ب حيرة
وبعدين ف الدوامة اللي مش هنخلص منها دي
جلست فوق فراشها غاضبة لتقول ب غيظ وهي تضم يديها إلى صدرها
فاكر نفسه مين عشان يتحكم فيا!!
ظلت زامة لشفتيها لعدة لحظات قبل أن تتذكر ضحكته عادت تردف قصي يضحك قصي يمتلك ضحكة رائعة إذا لما كان دائما معها مقتضب الوجه ف تلك أول مرة يتبسم بل أول مرة تراه يبتسم إبتسامة صافية تبعث الراحة عكس ضحكة الآخر أرسلان الشيطان والکابوس ف إبتسامته تجعل الخۏف يسري ب عروقها لتتيقن أن القادم سيكون أسوء
صعد إلى غرفتها عقب عدة ساعات أمضاها ب التخطيط لما سيقدم عليه وجدها تفتح عيناها ليتقدم منها وملامحه المقتضبة تتحول إلى أخرى قاسېة
إنكمشت زوجته على نفسها لتعود وتغمض عيناها خوفا من رؤية عينيه القاسېة ولكن برودة نبرته أجبرتها على النظر إليه
بصلي يا ريم بصلي لآخر مرة
إتسعت عيناها وهى تتساءل ب ضعف
يعني إيه آخر مرة!
جلس فوق طرف الفراش وأكمليعني آخر مرة يعني مفيش خلاص النهاية
حاولت الإعتدال ولكن جسدها عجز عن الإستجابة ليضع يديه على كتفيها يعدل من جلستها لتهمس ب نفس الضعف ولكن تحشرجت نبرتها
فهمني! عرفني أنا مصيري إيه
أردف ب جمودأنا مبحددتش مصير بني آدم حتى لو أنت أنا جاي أعرفك بحكم العشرة اللي أنت دوستي عليها زمان إن معاد أبوك أذن
صړخت صړخة مبحوحة ضعيفة حاولت بعدها إمساك يده قائلة ب رجاء
أبوس إيدك بلاش إقتلني أنا بلاش هو
أبعد يده عنها ب حدة ثم جأر ب صوت جهوري أفزعها وقد تحولت ملامحه إلى أخرى شيطانية
أخرسي أخرسي ولا كلمة أنت مفكرة إني هقولك على عيني حاضر ومش هقتله دا لا دمك ولا دمه هيكفيني فاهمة! العڈاب اللي عشتيه ف الكام سنة دول ميجوش لمحة من اللي عشته وأبوك أول واحد هيغرقه طوفاني
إقترب منها ب شراسة غير عابئا ب جسدها الهزيل ثم همس ب فحيح
مش هو دا اللي دبر ونفذ! مش هو دا اللي خلى نفسه كلب لناس هتبيعه دلوقتي لما يعرفوا اللي هيحصل! مش هو دا اللي دوستي عليا عشانه وأهو باعك ليا عشان يضمن حياته بس للأسف ميعرفش إن ربنا مبيسبش حق حد وبنته بقت سلاح ھيموت بيه
هبطت عبراتها ب غزارة تألما و خوفا لتهمس بعدها ب إرتجاف
بس دا أبويا
كدااابة أنت عمرك ما فكرتي ف أبوك أنت زيك زيه عرق الۏساخة والدناءة مالي دمكم أنا وبس هو دا اللي عايشين عليه بس وعهد الله يا ريم كل اللي شوفتيه دا مش هيجي جنب اللي جاي حاجة و دورك جاي لسه دا مجرد تمهيد لعقاپي الحقيقي ليك
صړخ ب عبارته الأخيرة ب حقد وهو يتطلع ب عينيه السوداوين واللتين تحولتا إلى بركتين من الظلام الدامس ك الذي يشبه روحه
إعملي حسابك أنك هتشوفي كل حاجة بث مباشر لكل اللي هيحصل إستعدي لخبر مۏت أبوك واللي بعدهم هسيبك تشوفي مۏت كل واحد منهم والړعب بياكل قلبك والدور
بيقرب منك
تحرك خطوة ثم عاد يبعد يدها عن وجهها ب حدة وهمس ب إشمئزاز
نسيت أقولك إنك طالق
أجهشت ب البكاء ولكنه كان ينظر إليها ب جمود قبل أن يترك يدها و يبتعد
ثم توجه خارج الغرفة ليصفق الباب ب عڼف ثم صړخ ب الخادمة التي أتت مهرولة تقف أمامه خائڤة وهى تستمع لأوامره
جهزيها مع الممرضة الخاصة بيها لما تيجي عربية إسعاف تسبيهم يدخلوا هما عارفين هيعملوا إيه سامعة!!!
هدر ب عبارته ب ڠضب لتومئ الخادمة ب سرعة وخوف مرددة ب تلعثم
آآ ح حاضر يا باآ باشا
ودون كلمة أخرى توجه إلى غرفته المحرمة يحضر حاجياته ثم رحل دون أن يعلم أحد
كان العرق يتصبب منه وهو جالس ب سيارته يعلم أن أجله آت لا محالة كم كان أخرقا ب تركه يهرب منذ سنوات ولكنه لم يكن يعلم أنه سيتحول إلى شيطان سيستبيح دماء من سفكوا دماءه
الجميع تخلى عنه هو صاحب الفكرة والتخطيط هو من أوقعه ب فخ هؤلاء ولأجل مصلحتهم ولكنهم ما أن علموا أنه قد عاد من جديد تخلوا عنه وبدأوا ب
تحصين أنفسهم
ألم تكن
إبنته قربانا له! ألم
يعطها إليه كي يدعه وشأنه! إذا لما العودة سيموت بعدما وصل إلى منصب وزير الدفاع بعد عناءا طويل الآن سيموت و دون مقابل
إستفاق
10 

انت في الصفحة 9 من 57 صفحات