رواية مظلومه
لا تتوقف وهى تفكر فى حالها
كانت تشعر بعدة احاسيس متناقضة فى وقت واحد سعادة وحزن وتوتر وقلق وضيق
كانت تشعر انها مشرفة على الجنون ما الذى يحدث لها
وقفت فى لحظة صادقة مع نفسها لاول مرة واخذت تحلل ما تشعر به وتفسره
كانت سعيدة بوجودها فى هذا البيت الذى يجمعها بسيف وحزينة لانها تعلم ان سيف لا يشعر بووجدها واحساسه ناحيتها هو مجرد الشفقة عليها فقط
وكانت تتوتر عندما تفكر ان اهلها قد يظهرون وياتون لياخذونها وهنا لن ترى سيف مرة اخرى
وكانت تقلق من ماضيها المجهول الذى لا تعرفه
كاد عقلها ان ينفجر من كثرة التفكير
ثم بررت قلقها من ظهور اهلها والهروب من الحقيقة التى جالت بخاطرها بانها لن تقوى على مفارقة دادة فاطمة التى طالما احسنت اليها وعاملتها كابنة لها
وهنا توقفت نيرمين لحظة ليرد عليها الجانب الاخر من شخصيتها خليكى صريحة بقى انتى خاېفة بردة احسن تسيبى دادة فاطمة
ولا خاېفة
احسن تبعدى عن سيف انتى ليه مش عايزة تعترفى انك بتحبيه
ردت على نفسها بحبه لا طبعا الموضوع مش كده انا بس معجبة بشخصيته مش اكتر وخصوصا انه رغم القسۏة اللى بيظهرها ليا الا انه جواه حنان وطيبة جامدين اوى
_نيرمين تمسك براسها وتغمض عينيها بقوة لالالا انتى بتقولى ايه الموضوع مش كده
شوفتى انتى بتهربى من الحقيقة والا مكونتيش اظهرتى ضعفك قدامها
نيرمين وقد فاض بها من المواجههة مع نفسها قالت ايوة بحبه ومش متخيلة انى فى يوم من الايام هبعد عنه
وعارفة انه مش ليا وعمر ه ما هيفتح قلبه ليا وانا مش هطمع فى انه يبادلنى نفس الشعور وبعدين اطمنى انا عمر ى ما هظهرله احساسى ده ابدا
وهتعملى ايه لو حد من اهلك ظهر
نيرمين ترد على نفسها فى حزن مش عارفة بس الاكيد انى ھموت من جوايا علشان هبعد عنه واللى مكتوبلى هشوفه
انتهى هذا الحوار الخطېر الذى حدثت به نيرمين نفسها ولم تكن تتوقع ابدا ان تكون مع نفسها بهذه الصراحة والجرأة
اما عن سيف فبعد وقفته مع نفسه امام المرآة قرر ان لا يعطى لقلبه الفرصة فى ان يفتح قلبه لاى امراة اخرى وان يعود كما كان فى السابق والا يدع الامور تتهاوى به الى مستنقع الحب
وكانت تنتقل بخفة ورشاقة وهى تضع الاطباق على السفرة وبدأت تمازح كلا من زينب ورقية
شعرت دادة فاطمة بسعادة كبيرة جدا تجاه ما يحدث لنيرمين وتمنت ان يدوم الامر كذلك حتى يمتلئ القصر بالسعادة والفرحة
تقدم سيف الى السفرة بعدما اخبرته رقية فى صمت ولم يقع نظره على اى من نيرمين او حتى دادة فاطمة
وكان وجهه جادا خالى من البسمة وكان مرتديا قميصا كحلى مشمرا زراعيه المفتولتين بشياكة تليق به كرجل اعمال
وكان يرتدى بنطال اسود وحزاء اسود لامع وكانه سيغادر بعد ان يتناول الغداء لعقد اجتماع مهم
انبهرت نيرمين بشياكته ومظهره ولكن لحيائها لم تدم نظرتها اليه طويلا
وعندما جلسوا على الطاولة وبدأوا فى تناول الطعام
سالته دادة فاطمة ايه يا سيف انت وراك مشوار مهم ولا ايه
سيف وهو ينظر فى طبقه رد بشئ من الجدية النهاردة معادى مع دكتور العلاج الطبيعى
دادة آآآآآه معلش يا سيف انا اسفة يا حبيبى نسيت والله تروح وتيجى بالسلامة
سيف ولا يهمك يا دادة
كانت نيرمين تستمع لهذا الكلام وكانت تشعر بحزن كبير تجاه سيف وكم كانت تتمنى ان يكون لها دعوة مستجابة لتطلب من الله ان يشفى سيف وان ترجع قدماه الى طبيعتها ويستطيع المشى عليها بدون عصا
وبعد فترة وجيزة وهما ما يزالون على السفرة لاحظت نيرمين تغير كبير يبدو على سيف لقد عادت تكشيرته وجديته
واسلوبه الجاف الملئ بالجفاء
وتعجبت ماذا حدث لماذا رجعت حالته كما كانت بعد ان بدأ يتغير تدريجيا الى الاحسن
هل صدر منها ما ازعجه او ضايقه
اخذت تقلب ذاكرتها للخلف لترى ان كان قد صدر منها بالامس ما ضايقه منها
ولكنها لم تجد شئ
وعندما انتهى سيف من تناول الطعام وضع فوطتها البيضاء امامه ثم قال احتمال اتأخر شوية يا دادة متقلقيش عليا
دادة انت هتمشى حالا
سيف لا هراجع بس شوية اوراق بسيطة كده قبل ما امشى يعنى همشى بعد حوالى نص ساعة
دادة تروح وتيجى بالسلامة يا حبيبى
غادر سيف الى مكتبه كالمعتاد واغلق عليه الباب وتتبعته عينا نيرمين الى ان وصل الى المكتب وهى فى حيرة شديدة لماذا هذا التجاهل الشديد لها وحاولت ان تقنع نفسها ان هذا الامر بسبب ذهابه لدكتور العلاج الطبيعى وان هذا الامر يسبب له الام النفسى لانه يذكره بالماضى وايضا يشعره بانه لا يستطيع ان يمشى كالاناس الطبيعيين بدون عصى
فاخذت الامر على هذا المحمل
وهنا قطعت دادة فاطمة حبل افكار نيرمين بتنهيدتها القوية الذى بدا عليها الحزن والالم
نيرمين مالك يا دادة
دادة مافيش انا بس قلقانة اوى على سيف حاسة بيه يا حبيبى پيتألم من جواه وهو لسة شاب زى الورد وفى السن ده
يارب اشفهولى يارب وفرحنى بيه
نيرمين بعد ان امنت على دعوة دادة فاطمة قالت فى حزن وهى تواسى دادة فاطمة متقلقيش يا دادة اكيد هيرجع زى الاول واحسن الموضوع مسألة وقت فقط
دادة يارب يا نيرمين يكون كلامك صح ويكون فى امل انه يرجع زى الاول تانى
نيرمين ان شاء الله يا دادة
بعد الانتهاء من تناول الغداء
قامت نيرمين كعادتها بمساعدة رقية وهند فى تنظيف السفرة وحمل الاطباق من عليها
فيما مرت زينب وهى تحمل القهوة متجهة بها الى المكتب وتتبتعها نظر نيرمين فى خفاء
ظلت نيرمين تراقب حجرة المكتب من وقت لاخر
حتى رات الباب يفتح انه سيف يبدو عليه انه سيغادر كان يمسك هاتفه المحمول فى يده اليسرى مع مفاتيح السيارة
وبينما هو يغادر وقعت عيناه فى عين نيرمين تلك اللحظة التى وقعت فيها عينه عليها تغيرت دقات قلبه الى الاسرع فادار وجهه عنها بسرعة ولم يستطع ان يديم النظر اليها ثم اتجه الى سيارته وركبها وطلب من السائق عدم اسطحابه سيقوم هو بالقيادة
لانه لا يريد احد ان يسطحبه فى ذهابه الى الطبيب
اما نيرمين فتعجبت من نظرة سيف لها التى عندما رآها حول نظره بعيدا عنها وتجاهلها تماما فاحست بالم فى قلبها
وخاڤت ان يكون قد احس بما تشعر به ناحيته
مضى اليوم ببطء شديد على نيرمين لان القصر كان خاليا من سيف احست ان هذا المكان بلا حياة فى عدم وجوده
وقفت امام الشرفة تنظر الى القمر فى السماء التى كانت صافية بعض الشئ ونور القمر قد نثر ضوءه على الجزء المحيط به
واخذت تنتظر لعلها تراه وهو قادم
كانت عندما تتعب من وقفتها تقعد قليلا ثم تتجه الى النافذة وتنظر من خلف الستائر مرة اخرى الى ان سمعت صوت سيارة قادم فانتفضت متجهة الى النافذة ونظرت من خلف الستائر لتجده ينزل من سيارته وهو يسير متجها الى داخل القصر
دق قلبها كثيرا وتمنت لو استطاعت ان تذهب اليه لتطمئن عليه ولكنها لا تجرؤ على فعل ذلك لحيائها اولا ولخۏفها من رد فعله ثانيا فرات ان السبيل للاطمئنان عليه هو اخبار دادة فاطمة بمجئ سيف
وفتحت الباب لتتجه الى غرفة دادة فاطمة وقلبها يخفق هى لم ترد ان تلتقى بسيف او ان يراها ولكنها ارادت فقط ان تطمئن عليه وبينما هى تتجه الى غرفة دادة فاطمة وهى تترقب الطريق حتى لا تلتقى بسيف حرجا وحياءا منه
تصادف مرور سيف امامها فتسمرت مكانها وقلبها يخفق بسرعة شديدة وبدا عليها الارتباك الشديد
فنظر سيف نظرة سريعة لها ولم يلق عليها حتى السلام وانصرف
تالمت نيرمين كثيرا مما فعله واحست ان قلبها يتالم بشدة واختنقت كثيرا فاستدارت لترجع الى غرفتها وغيرت رايها فى الذهاب الى دادة فاطمة
واغلقت عليها غرفتها والقت بنفسها على السرير وهى تحبس الدموع فى عينيها مما اضفى عليها بعض اللمعان
وتنهدت فى حزن وهى فى حيرة من امرها وتسال لما كل هذا الجفاء ماذا فعلت ليتغير معها هكذا
اما سيف فقد دخل غرفته ونزع قميصه وجلس على سريره ومدد رجليه ووضع يده على جبينه وهو ينفخ معبرا عن شئ ما ضايقه
ان ما ضايقه هو تغير ضربات قلبه كلما وقعت عيناه على نيرمين
لا يستطيع ان ينظر اليها دون ان تمر هذه النظرة بدون احساس ما بداخله يحاول ان يهرب منه
وما جعله يتضايق ايضا ان تجاهله لها يؤلمه ويضايقه كثيرا وحاول ان يهرب من هذا الشعور بالالم ولكنه لا يستطيع
استكمل سيف تغيير ملابسه واستلقى على سريره واخذ كتاب له وفتحه ليقرأ فيه فى ظل نور هادئ يضئ الغرفة وعندما وقعت عيناه فى الكتاب وجد صورة نيرمين قد انطبعت على الصفحة التى امامه فاغلق الكتاب بسرعة واخذ يدلك جبينه متعجبا
ثم قال فى نفسه جرى ايه يا سيف انت جرالك ايه انت بدات تتعلق بيها ولا ايه
سيف مسرعا فى الرد على نفسه انت اټجننت ولا ايه لا طبعا مش مظبوط انا قلبى اتقفل خلاص ومش هيتفتح تانى
ومتحاولش توهمنى بغير كده لانى مش هسمحلك
وليه اترفزت لو كلامك مظبوط كان ردك هيكون اهدى من كده
ردعلى نفسه قائلا لانك بتلف وتدور حوالين حاجة مستحيل تحصل ومش هسمحلها تحصل
قال سيف بشئ من الڠضب لنفسه
الظاهر كده انى غلطت انى وافقت على وجودها هنا ولازم اتحمل نتيجة غلطتى
بعد ان قال هذه الجملة لنفسه طرق باب غرفته
سيف مين
دادة انا يا سيف
اعتدل سيف فى جلسته بعد ان كان مستلقيا ادخلى يا دادة
تقدمت دادة فاطمة وبيدها كوب لبن ووضعته بجانب سيف ثم قالت جيت اطمن عليك يا حبيبى طمنى عملت ايه
سيف الحمد لله يا دادة الدكتور طمنى وقالى ان فيه تحسن كبير وقالى ان فيه عملية نسبة نجاحها كبيرة اوى هعملها لو التحسن زاد شوية كمان عن كده
دادة بتتكلم بجد يا سيف والعملية دى هتخليك ترجع زى الاول
سيف اكيد يا دادة ان شاء الله
دادة فاطمة بفرح شديد اللهم لك الحمد يارب الحمد لله يا حبيبى انت متعرفش كلامك ده فرحنى قد ايه
هسيبك بقى علشان ترتاح مش عايز حاجة يا حبيبى
سيف اه عايزك تاخدى كوباية اللبن دى معاكى وماعونتيش تعمليهالى تانى الله يخليكى
دادة