رواية الحلم
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
الفصل الأول من حلم
وصلت تلك القافلة التى تتبع أحد دور الرعاية بالمشردين حيث أرسل أحد أهالى تلك البلده رسالة يبلغهم عن سيدة فى أواخر الخمسينات و قص عليهم قصتها فهى متواجده فى بلدتهم من ثلاث أسابيع لا يعلمون عنها شىء أو من هى و أيضا هى لا تؤذى أحد لكنها أيضا ترفض أى مساعدة
و هناك أيضا من عرض عليها غرفة صغيرة تعيش بها لكنها رفضت بشدة
بالفعل لم تتأخر تلك الدار وحضر اليوم إليها ثلاث رجال و فتاة و سيارة مجهزة صحيا
جلس أحد الشباب أمام السيدة التى تمتلك عيون خضراء بشكل مميز و واضح خاصة مع إتساخ وجهها
و إختفاء جمال ملامحها خلف تلك العلامات السوداء و خطوط الزمن و قال بابتسامة
ظلت تنظر إليه بصمت لم تتحدث ببنت شفه ليكمل هو بابتسامته المريحة و البشوشة
نتشرف أن حضرتك تنضمى لأسرتنا الصغيرة
أيضا لم تقل شىء تنظر إليه بنفس الإبتسامة ليمد يديه لها و أكمل
يلا بينا !
نظرت تلك المره ليديه لتجد حول معصمه خاتم خطبة فقالت
بتحبها
قطب جبينه بحيره لترفع أصبعها تشير إلى المحبس و كررت سؤالها
أومىء بنعم مع إبتسامة واسعة و قال بصدق
أوى أوى هى كل عمرى
أومئت بنعم ثم قالت بشرود حزين و به من الألم الكثير
الحب ضمان لحاجات كتير مفهمتش ده إلا متأخر إلا لما كل حاجة ضاعت و راحت لما خسړت الشخص الوحيد إللى بيحبني وخسړت صاحبة عمرى و خسړت حياتى كلها
قطب محسن حاجبيه بعدم فهم وشعر و كأنها تهزى لكنه قال بهدوء
أعادت يديها على قدميها كما كانت تجلس و قالت بأمر طفولى
لأ تسمع قصتى الأول
ليجلس أرضا أمامها و جلست باقى القافلة التى حضرت معه أيضا و بدأت هى فى قص كل ما حدث معها
ااااه يا زين ااااه يا زين ااااه يا زين العابدين
ياوااارد ياوااارد مفتح بين الباساتين
و كانت هى ترسل إليه نظراتها كسهام تعلم جيدا أين تصيب و كيف ټجرح دون نقطة دماء واحده تجعله دائم التعلق و لا يستطيع الإبتعاد عنها يلاحق خطواتها و تتعلق روحه بجرس خلخالها
أيضا هى أصبحت أم لبنات أخو زوجها بعد ۏفاة والدتهم منذ أكثر من عشر سنوات
خرجت من المطبخ و هى تقول بابتسامة واسعة
صباح الخير يا عمى حالا و الفطار هيكون جاهز
أومئ بركات بنعم و قال بهدوء و هو يستند بيديه على عصاته الأبنوس
أحمد هيفطر معانا و لا زى كل يوم
أهتزت حدقتيها و قالت ببعض التوتر فهى لا تستطيع أن تخفى شئ على والد زوجها
أحمد لسه مرجعش ما نمش فى البيت إمبارح
أغمضت عيونها و أرتسم التقزز على ملامحها حين أستمعت إلى ذلك الحديث صدفة و لكن ما الجديد هذا هو والدها من تسبب فىموت والدتها أناني لا يفكر إلا بنفسه أهم عنده من بيته و زوجته و بناته بناته الذى لا يكره شئ فىالحياة كما يكرههم من كان يعاير والدتهم بهم و بعدم قدرتها على إنجاب صبى كما فعلت زوجة أخيه ناسيا أن المرأة ما هى إلا أرض صالحة تزرع بها بذرتك و على حسب ما تزرعه تنبت
أخذت نفس عميق تحاول تجاهل ذلك الألم الذى يجثم فق صدرها و أقتربت من جدها تقبل يديه بإحترام و جلست فى مكانها تنتظر قدوم الباقى و أولهم عمها مصطفى أكثر الأشخاص
التى تستمتع كثيرا بحديثه و دفىء مشاعره كأب يحترم أولاده و قرارتهم و أيضا يعطيهم المساحه الكافية ليخوض كل منهم تجربته كما يريد و أيضا يدعمها هو وشقيقتيها دائما
أنتبهت من أفكارها على صوت رقية و هى تقول
قومى يا حلم صحى أهل الكهف إللى فوق دول مش هنفضل مستنيهنم كتير
أنا جيت أهو
قالها مصطفى و هو ينحنى يقبل رأس والده و يديه و جلس فى مكانه و أكمل
آسف على التأخير يا رقه عديها المرادى
أبتسم بركات دون أن يعقب و أعتدلت حلم تنظر أمامها بخجل خاصة و إن عمها حين يقول لرقية رقه تتلون وجنتيها بخجل و تبدأ فى إنتقاد أى شئ يقوله أو يفعله و هو فقط يبتسم لها و يقول حاضر
ثوانى قليله و حضر غسان و نوار التى تبدوا على عيونها البكاء لتقطب حلم حاجبيها بضيق هى تعلم حساسية نوار و دموعها القريبة التى تنهمر على أقل الأشياء و لكن هل ضايقها غسان كيف و هو يعشقها حقا و الجميع يعلم ذلك إذا تلك الدموع بسبب ذلك الموضوع الذى ينغص عليها حياتها
أبتسمت نوار فى وجه أختها حتى تطمئن ذلك السؤال الواضح فى عيونها و أنهى غسان حيرة حلم حين قال بعد أن حيا والده و جده وجلس جوار زوجته
حلم من فضلك تنزلى النهارده مع نوار علشان تجيب فستان حلو علشان أنا النهارده عازمها على العشا و عايزها تكون مميزه كالعادة
آبتسمت حلم و هى تومئ بنعم حين نظرت إليه نوار بعيون حزينة ليمسك يدها المستريحة فوق طاولة الطعام و ربت عليها عدة ربتات وعيونه تخبرها بكم يعشقها
فى تلك اللحظة أقترب يوسف الذى يمسك بيد عائشة الأخت الوسطى و القريبة بشكل كبير من حلم تتفهمها تستوعب مخاوفها و دائما تدعمها لكن أيضا أكثرهم مواجهة لها بحقيقة الأمور
يوسف طبيب القلب الصغير لكنه متفوق فى عمله و أثبت ذلك أكثر من مره حين أقام عمليات قلب لكثير من أطفال البلده بمبالغ مخفضه و أحيانا دون أن يدفعوا أى شئ
المرح صاحب الإبتسامة المستمرة و الذى لا يتوقف عن مشاغبة الجميع و يترك بداخلهم دائما أثر طيب لوجوده فى حياتهم
خاصة مع عشقه لعائشة التى تشبهه فى المرح لكن بشكل أقل وهادئ
جلسوا بعد أن حيوا الجميع و جلست رقية جوار زوجها و هى ترسل إليه من وقت لآخر نظرات تحذيريه من تكرار منادتها برقه مره أخرى ولكنها نظرت إلى غسان و قالت باستفهام
راغب فين يا غسان
رفع غسان عيونه ينظر إلى والدته و قبل أن يجيبها دلف راغب من باب المنزل يدعم عمه أحمد فى وقفته المترنحة ليقف الجميع سريعا ينظرواإلى ذلك المشهد الذى يتكرر كثيرا كل يوم و آخر يحضر أحمد إلى البيت و هو يترنح أو يذهب أحد الشباب ليحضروه من إحدى الحانات
ساعد غسان أخيه فى إسناده و الذهاب به إلى غرفته كانت حلم تنظر لكل ما يحدث بعيون غاضبة مشټعلة و أيضا بكره شديد كرهيزداد تجاه والدها يوميا و لا يقل
لم تعد تحتمل غادرت طاولة الطعام تحت أنظار الجميع الذين يتفهمون موقفها و يشفقون عليها و لكن ليس بيدهم شئ فلقد عجز بركات و مصطفى على تقويم سولكياته و جعله يتصرف بشكل سليم و يراعى سمعته و سمعه عائلته و بناته لكن لا حياة لمن تنادى وكأنه لا يسمع أو يرى أو يفهم من الأساس
أغلقت باب غرفتها تحاول أن تهدء إحساسها بالتقيئ و لكنها لم تستطع فتوجهت سريعا إلى حمام غرفتها و أفرغت ما بمعدتها و هى ترى أمام عيونها
يوم ذهبت مع والدتها فى ذلك اليوم إلى ذلك المكان الغريب و رأت والدها يجلس جوار سيدة جميلة شابة صغيرة و لم يكن يرتدى شئ
جلست أرضا تستند بظهرها على حائط الحمام و هى تتذكر ما حدث
حين عادوا إلى البيت و والدها يسحب والدتها من خصلات شعرها و هى تمسك بيد إبنتها بقوة تحاول حمايتها من أن تطالها يد والدها وحين وصلوا إلى البيت و كأنه لا يرى إبنته إنهال على والدتها بالضړب دون رحمه و كانت حلم الفتاة الصغيرة صاحبة الثلاثة عشر عاما لاتستطيع فعل أى شئ تساعد به والدتها فنزوت فى إحدى أركان الغرفة تبكى بصمت و هى ترى كل تلك الصڤعات و الركلات التى تلقتها والدتها بكل ڠضب و عڼف من والدها و بدون رحمه
و حين أنتهى منها قال بتقزز أنت مفكره نفسك ست أنت هنا علشان خاطر البنات يا أم البنات وبس
لكن أنا هجيب الولد يعنى هجيب الولد يا أرض بور نبتها عار و مرار
و غادر الغرفة و أغلق الباب خلفه پعنف كبير كانت والدتها ممدده أرضا وجهها ېنزف بشده و تأن پألم أقتربت منها حلم تتمدد جوارها وتحاوطها بذراعها الصغيرة و تبكى بدون صوت
لتغفوا على هذا الوضع و أستيقظت على صوت صرخات و بكاء و كلمة نحرت قلبها و روحها
ماټت والدتها بيد والدها
الفصل الثانى من حلم
طرقات على باب الحمام وصوت شقيقتيها الذين يريدون الأطمئنان عليها يصل إليها هم يعلمون حالتها جيدا و يعلمون ما تمر به الأن وتلك الذكرى تعود إليها فى كل مره يحدث مواجهه مع والدها أو يحدث ما يذكرها بتلك الليلة كما حدث اليوم جميعهم
كانوا يشعرون بالصدمة حين أستيقظوا على ذلك المشهد
دلال ممدده أرضا و تحاوطها حلم مغمضة العينين كادت قلوبهم تتوقف من الخۏف من أن تكون حلم أيضا تعرضت للضړب من والدها فمؤكد هى لن تتحمل ذلك و لكن حين فتحت عيونها تنفسوا الصعداء أنها بخير لكن حين حضر الطبيب وأبلغهم پوفاة دلال كانت الصدمة التى خلقت چرح كبير لا يندمل أو يشفى و كانت حلم هى أكثر المتضررين من ذلك و على أثر ما حدثظلت حلم و لمدة عام كامل لا تستطيع الحركة أو الكلام
لم تستطع أن تقف على قدميها أو تفتح الباب لذلك قاموا بالدخول إليها القلق و الخۏف واضح فى عيونهم يصل حد الړعب
و أقتربوا منها سريعا يساعدها فى الوقوف و خرجا بها إلى غرفتها و ضعوها بالسرير و جلست كل منهم فى جهه يحتضنوها بحنان
و كاعادتها أغمضت عينيها حتى توهمهم بأنها قد غفت و تستطيع كل منهم الذهاب و تركها بمفردها هذا ما