الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 8 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

أوعديني تخلي بالك من نفسك.....
أومأت له بفرحه 
شكرا يااحسن أخ فى الدنيا
هتف عبدالله بمزاح 
اصبري على بقية رزقك عشان الفرحه تبقى مره واحده
أخرج شنطه بها لاب توب ومد يده يعطيها لها قائلا بسعاده 
اللاب اللى كان نفسك فيه .. توأمى تؤمر وأنا أنفذ على طول .. يالا اتفضلي عشان يساعدك في الدراسات العليا ومش كل شويه تحتلى بتاعى....
انهى كلامه بصفعه خفيفه على مؤخرة رأسها هاتفا 
فهو أخيها هبة القدر التى أعطته لها والدتها قبل أن تغادر روحها للرفيق الأعلى ....
ترقرق الدمع بعينيها هاتفه 
ربنا يخليك ليا متحرمش منك يا أحسن أخ فى الدنيا....
هتفت بسنت بمزاح 
بس ياختى هتقلبيها عياط وأنتى لسه مشفتوش مفاجاتى .. 
كانت تتحدث وهى ترفع حاجبها بزهو بسطت يدها تحمل بوكس كبيير بداخله عدة بوكسات صغيره
قبضت غمزة عليه وقامت بفتحه لتردف بملل 
أيه ياشيخه حرام عليكى هديه ولا عڈاب كل دى علب .. آه ياخوفي يطلع فى الآخر مقلب منك.....
ضحك الجميع على تذمرها وهتفت بسنت بتفاخر 
وحياتك ياغمزة ان ما كنتش هديته هى اللى تكسب وتطير من الفرح مبقاش أنا الباشمهندسه بسنت
نفخت غمزة أوداجها بضجر هاتفه 
هنشوف يا آخرة صبرى... 
اللهم طولك ياروح .. أنتى ماليها كور فل ڠرقت المكان وماما هتطلع بروحنا .. وتقول نضفوا وروقوا .. ياشيخه زهقتينى .. مالها هدايا أخواتى عسل وآخر جنتله...
وأخيرا ظهرة العلبه المراده يوجد بداخلها مفتاح .. نظرت لها بدهشه متسأله هل ما أظنه صحيح
أومأت لها بسنت بسعاده لفرحتها التى طغت على ملامحها وأجابتها 
ده مفتاح العياده البيطريه .. عياده خمس نجوم .. تليق بحيونات أعظم دكتوره في الكون.......
جذبتها غمزه تحضتنها بفرحه عارمه تحت صړاخها وهتفها بسعادتها بهداياهم......
عمود البيت وسقفه أحن أب وأعظم أم .. من أنبتوا نبته صالحه زرعوها بأرض خصبة وروها بماء نقى .. أثمرت أبناء متألفين متحابين لا تشوبهم شائبه...
هتف عزت الأب بغبطه 
كل سنه وانتي طيبه ياغمزه وعقبال مليون سنه.....
تابعت أنعامالام تهنئتها داعيه لها 
كل سنه وانتي طيبه وعقبال ماتحققي كل اللي نفسك فيه يا غمزه .. ويارب تفضلوا متجمعين مع بعض العمر كله ..
وحولت نظرها بغبطه لشريك العمر ويخليك لينا ياعزت يا احن زوج وأب...
ربت على يدها بحب هاتفا 
ويخليكى لينا يانعوم دفى البيت اللى لامم الكل.....
نقش على محيا عزت بشاشه وسعاده لفرحتها التى تيحط بها فهى حبيبة أبوها وقطعه من روحه شبية أمها قلبا وقالبا هديتها له قبل رحيلها فتح زراعيه بغبطه قائلا 
مفيش حضڼ ل بابا حبيبك
هرولت غمزة
طبعا حضرتك الخير والبركه .. وأنا فعلا أسعد بنت في الكون .. عشان عندى أهل زيكم .. ربنا يخليكم ليا.....
استكانت بأحضان أبيها هاتفه بتفاخر 
يالا مش خساره فيكم البيتزا والكيكه .. رغم أنكم جيبين تورته فظيعه بس يالا ناكلها هي كمان...
استقاموا والتفوا حول التورته أضائوا الشموع وهتفوا بالدعوات والأمنيات.. ليمرء الوقت بين الضحك وتناول البيتزا والتورته.. والكثير والكثير من حكايات غمزه ومغامراتها مع الحيوانات.... 
فرغوا من تنظيف وترتيب المكان لتقف غمزة فى منتصف الصاله هاتفه بتذمر 
أنا كده مستحيل أقدر استني وهو واقف كده قدامى.....
استقامت وهبت واقفه 
أنا هلبس وهخرج أجرب الموتوسكل بتاعي .. والف البلد به شويه ..
والټفت ل بسنت تحثها عالسرعه 
وأنتي يابسنت البسي بسرعه وتعالي معايا ..
وحولت رأسها تنظر لوالديها بعيون القطط الناعسه تستسمحهم بالموافقه هاتفه 
بعد أذنك يا بابا ونبي يا ماما ما تقولي حاجة .. أنا عارفه أنك مش عاوزاني أركب الموتوسكل .. بس هو جه خلاص .. وبقي أمر واقع .. هركبه بس لما تكون البلد هاديه .. عشان محدش يغلس عليا .. بس دلوقتي سبيني أخرج اجربه .. وحياتى عندك.......
تطلعت لها أنعام ټضرب على كفيها هاتفها بقلة حيله 
لله الامر من قبل ومن بعد .. خلاص معدش ينفع أقول حاجه .. مبروك عليكي وربنا يكفيكي شړ طريقه.......
زفر عزت بالموافقه 
خلاص روحي ومتتأخريش .. وتخلي بالك من نفسك ومن اختك .
قاطعته بسنت محتجه 
أختها مين اللي تخلي بالها منها .. أنا مستحيل اركبه .. أنا هروح علي رجلي احسن وهي تحصلني علي العياده بس متتأخريش عليا قالت الأخيره وهى تنظر لها بنصف عين..
بمرح وفرح قفزت غمزه ثأخذ الخوذه ترتديها وهى تطالعهم قائله حاضر ربنا يخليكم ليا .. بس كان نفسى تيجى معايا ياببسنت فكرى هيفوتك كتير......
جذبها عبدالله من الخوده هاتفا بسخريه 
طب قولي تعالى أركب معايا .. علي الاقل أنا راجل مش بسنت البنت
نفضت غمزه يدها قاىله بتهكم 
أنت لو ركبت معايا ياخويا انت اللي هتسوق .. وأنا اللي عاوزه أسوق وأجربه الأول .. متزعلش مني ياعوبد .. 
أنا بهزر مبروك عليكي ياغمزه.. انا أصلا هنام على نفسى هخلص الشاى و هدخل أنام شويه.....
تمم أحمد عل أشيائي أثناء حطيهم وهتف يقاطعهم 
طب اسمحولي أنا نازل العياده عشان اتأخرت .. متنسونيش من دعواتكم ....
التف يغادر ولكن
توقف أمام الباب يهاتف البنات 
خلوا بالكم من نفسكم يا بنات... وابقوا طمنونى عليكم لما توصلوا العياده.....
رد عليه الجميع السلام ودخلت الفتيات لارتداء ملابسهم تحت دعوات الأب والأم 
عزت ربنا يسعدكم ويسترها معاكم يارب يا ولادى .
انعام يااارب يا ام احمد ونفرح بالبنات نفسي اطمن عليهم.
قطع وصلة كلامهم عبدالله بمشاكسته المعتاده قائلا 
أنا بقي غيرت رأي ومش هنام .. أصل بصراحه المشهد الرومانسي ده عجبني .. وهقعد أقطع عليك يا حاج انت والموزه بتاعتك....
لكزه عزت مازحا 
اتلم يا ولد وأدخل نام احسنلك...
استقام عبدالله يهرول ضاحكا 
لا أنا أنفد بجلدى أحسن....
ابتسمت انعام على مشاكسته التوأم ده شغلانه دمهم شربات ربنا يحميهم......
لم تكن صدفه حين عثرت عليك..
كنت مرسومه على حدود أيامى..
كنت شيئا انتظره وينتظرنى..
ولم يكن صدفة لقائنا الا بداية حكايه.. صاغها القدر بإتقان..........
على الطريق الزراعى المؤدى للبلده تهل علينا سيارة تشق غبار
الطريق.. مندفعه بقوه وشموخ كصاحبها.. تعبر جنابات الطريق مسرعه للحظة التلاقى التى اشتاقها الجميع....
يجلس بداخلهاحفيد الراوى الكبير زينة شباب البلده فخر جده وعز أبيه
فهد سعد عبدالجواد الراوى
شاب فى أول العقد الثلاثين
مهندس زراعى حاصل على الدكتوراه من جامعة تكساس .. رجولى وسيم نحيل الجسم نوعا ما ولكن ذو بنيه رياضيه قويه .. طويل القامه عريض المنكبين .. بشرته قمحيه بروزنزيه .. رقبته طويله تبرز منها تفاحة آدم دليل على صلابته .. بينما يبرز من وجهه عينان واسعتان حادتان لونهما بالون القهوه كشعره .. تعلوهما أهداب طويله وحاحبان مقوسان تعطيه مظهر غامض يرهب من يراه .. أنف بارز بشموخ .. له شعر بنى قصير مصفف بعنايه .. لديه شارب ولحيه خفيفه ..
يتمتع بشخصيه متزنه خلوقه جذابه تأثر من يتعامل معها .. حليم صبور ولكن عند غضبه يتحول لإعصار مدمر .. يمتلك حنان لا ينضب على أخوته .. عائلته خط أحمر ولكن أمه هنيه لها معزه خاصه على أتم استعداد تقديم حياته فداء لها على الأ تمس بسوء .. سافر منذ أن أتم التعليم الثانوى وأكمل دراسته خارج البلاد .. ظاهريا سافر لاستكمال تعليمه ولكن فى باطن الأمور يوجد سر اضطره لذلك ..
ها هو يستقل عربه فارهه أرسلها له جده لتكون فى استقباله بالمطار 
فى الأمام يقود السائق بحذر تجنبا لتذمر رب عمله وهو يجلس بالخلف يضع حاسوبه على قدمه منشغل فى الإنتهاء من بعض أعماله حتى يتفرغ للجلوس مع عائلته دون ضغط من وكيله المكلف بادارة المصانع بالخارج فى
غيابه.... يتفحص باهتمام إيميل خاص بإحدى الصفقات...
مرء بجانب السيارة موتوسيكل يصدر صرير احتكاك عالى جدا ثم قطع الطريق على السياره .. قفزت من عليه فتاه طرحته أرضا باهمال وهرولت لذلك الطفل الذى يجلس على قارعة الطريق يبكى بحرقه ينعى قطه الذى يحتضر
فزعت الفتاه للمنظر قبضت عالخوذة تنزعها من على رأسها زفرت بهدوء وچثت تجلس بجوار الطفل ليظهر جمالها الذى زينه الحجاب.....
لفت انتباه رقة ملامحها جعلته يترك حاسوبه ويتطلع لها بانبهار.....
الصدفه أوقعته مع غمزة فتاه حسناء من نوع فريد مشاكسه شقيه عفويه جمالها يكمن فى ردود أفعالها .. تتسم بوجه ملائكى وبشره حليبيه لديها غمازة تزيدها حسن .. متوسطة الطول قوامها معتدل لا نقص فيه ولا زياده قدها كأنه غصن بان .. أنفها دقيق صغير وكأنها من الأميرات .. شعرها كسلاسل الذهب عندما ينسدل على أكتافها تسرح مع بريقه ولمعانه .. خفيفه رشيقه كأنها فتاه تمرح فى حديقه .. عيناها لوزتان ناعمتان بهما كل الألوان تؤثر النظر لها عند سطوع الشمس بهما .. صوتها عذبا شذيا كتغريد البلابل وزقزقة العصافير وقت الربيع .. عصبيه حساسه عاطفتها قويه تجاه عائلتها .. لا تحب التكلف والبهرجه فى مظهرها .. تحترم ذاتها وتعتز بشخصيتها ..
مسدت غمزة على ظهر الطفل هاتفه بحنو 
أنت بټعيط ليه يا حبيبي .. ومين اللي عمل كده في القطه المسكينه دي واسمك أيه وفين مامتك أنت ليه لوحدك.......
أردف الطفل پبكاء 
اسمي عمر .. القطه بتاعتي كانت بتجري عشان بتلعب معايا جت عربيه سوده كبيره خبطتها وجريت........
تعالت شهقات الطفل وهو يشير على سيارة فهد قائلا 
هي دى العربية وماما في بيتنا وأنا كنت خارج عشان العب.......
حولت رأسها تجاه العربه وطالعتها پغضب والتفتت سريعا تنظر مكان صړاخ الطفل وهلعه وجدت القطه تتحرك سريعا جدا فهمت من هيئتها أنها تحتضر
زفرت بحزن
هاتفه 
قوم يا حبيبي ما تعيطش ...
صدمة الطفل ازدادت ونحيبه تعالى عندما لاحظ جسد القطه أصبح هامده هتف پذعر 
هي بتعمل كده ليه دي بطلتلت تتحرك .......
معلش هي خلاص ماټت وروحها طلعت عند ربنا .. متزعلش
تكفكف دموعه هاتفه 
استني هنا متتحركش
استقامت بعصبيه ثم خطت تقف أمام سياره فهد وظلت تخبط على بابها پحده هاتفه بإنفعال 
أنت أعمى عشان تخبطها .. أفرض كنت خبطت الولد .. كان هيبقى ايه الحل دلوقت....
أشارت پجنون على الطفل عمر فزعه من منظره ومن فكرة إصابته هو بدل القطه واردفت پغضب 
عجبك منظر القطه والولد اللي مڼهار عشانها .. أنت السواق بتاعك مستهتر زيك بالضبط .. ما شاء الله عليك ما أنت لازم تشغل ناس معندهاش ضمير زيك......
عبر زجاج السياره يشاهدها بتيه سارح بعصبيتها الشرسه يصب تركيزه على مخالبها التى تطلقها بوجهه.... 
باعجاب حدث نفسه 
أيه النمره الشرسه دى وجايبه الشراسه دى منين .. وازى سمحت لنفسها تتكلم معايا كده .. وهو أصلا في الصعيد بنات كده .. ايه الهلاك ده ياخربيت غمزاتك ياشيخه.....
زادت عصبيتها من تجاهله لها فأخذت تركل باب السياره بقدميها وهتفت تعبر عن استياءها من صمته هاتفه بحنق 
أنا مش بكلمك يا بتاع أنت ما ترد عليا سرحان في أيه......
استفاق على صفعها المستميت للسياره واغتاظ أكثر من كلماتها اللاذعه التى تقذفها .. حدقها پغضب ودفع الباب يهبط من السياره بطوله المهيب .. وقف أمامها وضيق بين حاجبيه يحدقها باستهزاء .. ينزع عنه

انت في الصفحة 8 من 23 صفحات