رواية غمزة الفهد بقلم ياسمين الهجرسي
متتوصفش بعد ما شوفتك وحياتى بلاش سيرة المۏت عشان خاطرى أنا قصادك أهووو رجعت ومش هبطل أناكف فيكى أبقى لاحقى عليا فاكره زمان اهوو رجعت وهنجدد ليالى زمان
أمسك يدها يلفها كالعروس الماريونيت وهتف بمزاح
بس زى ما أنتى جميله وصغننه ياقمر
مال على أذنها هامسا
شكلك مجننه سعد بضمير
لكزته بنزق محبب تبادله الهمس
أخرجها من أحضانه بخفه ليتلاشى الاصتطدام مع أبيه ولكن للأسف سبق السيف العزل والآن لدينا ثور هائج يلجم نفسه بصعوبه
بحركه ذكيه موه الموقف هاتفا بانزعاج واهى
بس أيه اللي أنتم عاملينه ده كله ده كتير ياأمى وشدد على كلمة أمى حتى تلين ملامح أبيه المستشاطه
ليه يا ولدى في عندنا أعز منك ده أنت الدنيا كلها شويه عليك
هبطت الفتيات زينه و فجر مهرولين يرتموا بأحضانه سعيدين بفرحة رجوعه ضمهم فهد سويا لصدره يقبلهم بحفاوة واشتالهم يلف بهم وصخب ضحاتكهم يصدح بالدوار
ترنح بهم ليتوقف ينظم أنفاسه لتهتف زينه سريعا بأنفاس متلاحقه
وحشتني أوى ياأبيه مش مصدقه أنى اخيرا شوفتك واقف قصادى بس تتصور شكلك أحلى بكتير من الصور اللى كنت بتبعتهالنا
عامل زى أبطال الروايات يا بختها اللي هتتجوزك ياأبيه
قرصها من أنفها بمزاح
يابكاشه بقى أنا حلو كده
صاحت هنيه بنزق لطيف
العين عليك بارده لو أنت وحش مين اللى هيبقى حلو وتطلع وحش لمين أصلا ده أبوك قمر وجدك قمرين ورجوله وأصل مفيش بعد كده
استطردت تحدق به بتباهى وشموخ
اتسعت ابتسامتها واكملت
وأنا اللى هسميهم كلهم أنا عارفه اساميهم اختارتهم خلاص
زين الضحك ثغره ليجذبها فهد من رأسها يقبلها بغبطه هاتفا
تعالت الفرحه عالوجوه وتزينت بالبسمات جنباتهم تضج سعاده
ولكن هناك من تترصدهم تعد عليهم الأنفاس تقف ترمقهم پغضب تحسد تجمعهم وللأسف وريث الشړ يجاورها برغم علمه بمساوؤها ولكن لا ينفك عن طاعتها يتبادلون النظرات الممتعضه وكأنهم يشاهدوا فيلم مبتذل هابط
إيه المرار الطافح ده ليه كان راجع من الحړب إياك
يقف ريان يدس يده بجيب سرواله
يحدقهم باستهجان أجابها بفتور
آه طبعا ما هو اللي علي الحجر والبركه فيكي کرهت الكل فيا أما نشوف أخرت التخطيط اللي هتخربي بيه العيله
خانه جسده بسبب ثقل رأسه من المكيفات التى تناولها ليترنح فى وقفته
پحده لكزته مكيده بصدره وكأنها سکين يخترق ضلوعه
أقف أصلب حيلك يا ولدى وخليك راجل
أمتعض من فعلتها وأثر الصمت عندما شاهد قدوم فهد نحوهم
صدح فهد بحنين
أيه ياريان موحشتكش بس أنت بقي وحشتني قوى ومبقاش ليك حجه عشان متفكرش تتصل عليا وتكلمني خلاص هنفضل مع بعض يا بطل
جذبه لصدره يشدد على ضمھ
تعالي في حضڼ أخوك لو أنا مش وحشك علي الأقل أنت واحشني يا جدع
ريان بابتسامه مزيفه
أزاى لا طبعا وحشتني ده حتى أنت أخويه الكبير
خرج من صدره يحدق أبوه وجده بنظرات ذات مغزى وهتف بلؤم
أكيد يافهد هنفضل مع بعض متنساش أحنا الاتنين اللي شيلين اسم الراوى يعني كبارات البلد دى بعد العمر الطويل لجدك وابوك طبعا
قطع سعد حديثه
مالوش لازمه الكلام ده دلوقت يلا نخرج عشان المحافظ وصل هو ونواب البرلمان خذوا جدكم وسبقوني
صاح الحج عبدالجواد الراوي قائلا بأمر
يلا يا ولدي منك له هموا ورايا
بينما هو أطلق عليها سهام نظراته التى تود الفتك بها يغلى كالحمم من تصرفاتها الهوجاء حدقها يجز على نواجزه لتقابل عينيها مقلتيه لتنصهر من هيئته الغاضبه وتطأطأ رأسها توارى عينيها بعيدا عن مرمى بصره
صاح سعد بعصبيه
هنيه تعالى عاوزك في المكتب حالا
كلمتين بدون آطاله ألقاهم واستدار يغادر
ردت هنيه بلين
حاضر يا سعد
استقامت تخطو ورائه
أمسكت زراعها غريمتها تستوقفها بصړاخ
راحه فين
وبتهور زادت الأمر سوء وهى تنطح أمام سعد هاتفه بسخط
ما تقولها إللى أنت عاوزه هنا ولا هو سر أنت مش واخذ بالك أنك زودتها معايا
بخطوتين كان عاد لها يحدقها پغضب أشار بأصبعه ينقر على رأسها بتهكم
أنتي قولتي أيه سمعينى كده وبتعلى صوتك على مين
وعلى غره قبض على رقبتها محذرا أياها
صوتك مسمعهوش تانى وتطلعي تغورى أوضتك ولو لمحت وشك لمده اسبوع هتبقى الجانيه على نفسك وأنا مش هاتكلم ثاني أنتى عارفه فى غضبى مش هتسدى عليا
ارتجفت أوصال هنيه وهرولت تقف بجوار الحجه راضيه نظرت لها پخوف وتلعثمت هاتفه
أنا خاېفه يا ماما أول مره أشوف سعد كده
بتريث أمسكت الحجه راضيه كفها تمسد عليه بحنو معقبه
أهدي كده أحنا عارفين أن هو بيغير عليك من فهد من
هو عيل صغير ما بالك لما بقى راجل طوله اسم الله عليه خليكي عقله واتصرفي معاه بقلبك وخلي عقلك ده يتصرف بحكمه وتمتصي غضبه فهمتى أنا اللي ربيتك أنتى متجوزه ابنى وهو كان أكبر منك بكتير وكنتى عيله بضفاير وبالرغم من كده عشقتيه و حبيتيه و عرفتى تحتويه يلا روحي وراه هديه وامتصى غضبه
عندما لم يلمح ظلها خلفه استوقف بخطواته أمام باب غرفة المكتب ليركله بقوه هاتفا بعصبيه
هتفضلى عندك كتير
بارتباك طالعت عينيه تجيبه
لا جايه حالا أهوووو
هرولت وراءه ودلفت وأغلقت الباب خلفها وقفت تفرك كفيها فالتوتر بينهم سيد الموقف
أولاها ظهره وأخرج علبة سجائره أخذ واحده يضعها بفمه سحب منها نفس عميق وزفر دخانها ينفث لهيب غيرته فيها عبئ المكتب ألسنه دخانيه لتصير الأجواء أشد حميه
امتزاج أنفاسه الغاضبه مع دخان سيجارته وعضلات ظهره المتشنجه جعلها تنتفض بوقفتها بدون تفكير هرولت تفف أمامه جذبتها من يده ووضعتها بالمطفأه هاتفه بجديه
أنت ممنوع تشرب سجاير طول ما أنت زعلان غلط على صحتك
آه حارقه اخترقت جانبيه ليهمس لنفسه ليتك تستطيعي إخماد حرائق الغيره
التى تشعيلها بعفويه
قبض على كتفيها بقظهره تهدئه بحنوها المعتاد هاتفه
أنت حبيبي وأبويا وأخويا بس هو كان واحشني أوى هحاول علي قد ما أقدر محضنش ابني
زخات عينيها فاضت أكثر لتشهق مكمله
عشان خاطرك ياسعد وعشان خاطر مشفش انهيارك ده تانى هنفذ اللى أنت عايزه
تصاعدت آهاته تشطر صدره نصفين نصفه
أقولك أنا بغير عليك من أبويا الراجل الكوباره اللى بيعتبرك زى بنته لما بتديله الدواء بأيدك عشان تخففى وجعه أيدك اللى بتخفف وجعه هى اللى بتزود وجعى بغير من أمي إللى هى ست زيك لما بتحضنك الحضن ده بينبت شوك وأنا حاسس أن حد تانى أتنعم بحضنك غيرى
استطرد بعذاب
أعذريني بس فعلا مش عاوز أشيل من فهد ابني وتكوني أنتي السبب
بترت حديثه هلعا من معناه ووضعت كفها على شفتيه تعترض كلامه معقبه
ما تقولش كده تاني أنت مالكش اللي هو ربنا ياخذني قبل ما يجي اليوم اللي أكون فيه السبب أنك تشيل من ابنك أو تحرمه عطفك وحنانك
نهرها بحنق
أياكي تدعي على نفسك تاني مره مفهوم ربنا يخليك ليا سامحيني أنا عارف أنى مزودها عليكى
احتضنها بشغف
أنا بحبك قوي ياسعد
بنبره عاشقه للثماله بادلها همسها وأنا بعشقك يانن عين سعد
وأخيرا هدء بفعل كلامها المسكر رفع
ذقنها ومد يده يكفكف بقايا الدموع العالقه بأهدابها قائلا بحب
ربنا يخليك ليا ياهنايا يلا بينا نخرج للجماعه طولنا عليهم
ابتسمت له أومات له خطت تتبطأطأ زراعيه ليستوقها بغتتا قائلا
أنا هبات عندك النهارده
اندهشت لحديثه وزوت بين عينيها باستفهام
أزاى بس وهي دي ليله مكيده
بسعاده التمع صحن عينيه من جديد وضحك بصخب معقبا
ركزي ياهنايا أنا قولتلها مشوفش وشك أسبوع كامل يعني أغرق في هنايا أنا أسبوع
دغدغها بشقاوه غامزها بطرف عينيه
ولا أنتي مش عاوزه
ارتمت بأحضانه هاتفه بغبطه
ربنا يخليك ليه الا عاوزه طبعا عاوزه ده أنا بتمنى تكون لياليك ليه لوحدى
تابعت تضحك بعبث
بس مكيده هتولع في البيت حريقه
أشار على خافقه قائلا بۏلع
الحريقه هنا من يوم ما شافك يا هنايا وهى مش بتنطفى
دنى لأذنيها قائلا بمكر
أنا بقول أيه أمشي من وشي بدل ما أطلع بيكي ومحدش هيشوفك عشان اعرف اطفى الحريقه اللى قدتيها فى جتتى
عقبت لا وعلى أيه الطيب أحسن
ليتعالى رنين ضحكاتها عندما شاهدته يلوح بيده كالمروحه يهوى على وجهه بمزاح لتتركه مهروله للمطبخ فقربه مهلك للأعصاب
خرجت هنيه لتقابل عينيها الحجه راضيه لتبادلها النظرات بخجل رتبت على كتفها بسعاده
بتضحكي تبقى صالحتيه صح ربنا يكملك بعقلك يا جلب قلب أمك
زينه بشقاوه شاكستهما
كده يا تيته هى قلبك طيب وإحنا أيه بقى
بغلها المعتاد هتفت مكيده
هو أحنا مش هنبطل دلع البنات ده هما وأمهم
لتفسد على هنيه فرحتها بسم كلامها
بقولك ياهنيه أوعى تنسى نفسك مهما خلفتي هتفضلي برضوا حته البت اللي كانت شغاله بالأجره في الأرض اللى بتزرعها يعنى من الآخر بتتحسب من الخدم
استشاطت فجر من تجريحها لوالدتها قاطعتها پحده
بقولك أيه يا مرات أبويا أنا مستحيل أسمحلك تتكلمي مع أمي بالطريقه دي وتعلى صوتك عليها وتهنيها بالشكل ده
تدخلت زينهواشتبكت معهم تزيد من وطاة الحديث
وبعدين كفايه أن بابا عاملها ست البيت ده ما بيقدرش يعيش بعيد عنها يوم وهو ده اللي تعبك وقهرك منها
ضړب مجلسهم هبوب مفاجئ لعاصفه زادت من توتر الأجواء من مخلفات مناخ سئ للتربيه للأسف دنست الباقى من أصله الطيب
خطى ريان يدك الأرض ليجذبها من شعرها يشده پقسوه منافى لمشاعره معها منذ وقت قريب صاح پغضب
أنتى بتقولي أيه ياحيوانه أزاى أصلا تتكلمي مع أمي بالشكل ده
أنهى كلامه بصفعه خشنه على وجنتها
هرولت فجر لأختها تنجدها من براثنه هاتفه بصړاخ
حرام عليك عملتلك أيه
سيب زينه منك لله
اتخذت وضع السكون تناظرهم فقط دمعاتها هى السبيل للتعبير عن آلامها وفداحة حزنها شلت أقدامها ترى تعنيف ابنتها بقلب مفطور ولا تقوى على التفوه تركت الحديث للجده احتراما لمجلسها
استقامت الحجه راضيه بفزع تتحامل على قدميها لتخطو تجذب زينه من يده هاتفه بحنق
أنت اټجننت ياولد بټضرب خيتك أختك وأنا واجفه واقفه سيب خيتك ياجليل الربايه
تدخلت مكيده تزيد من اشتعال الأجواء هاتفه
تستاهل عشان محدش يطول لسانه تاني أبدا عليا دي بنت جليلة الأدب وكان لازم يربيها
حدقتها الحجه راضيه پغضب وأخدت زينه تجلسها بأحضانها تملس على صڤعة وجنتها بحنو وحولت نظراتها لريان هاتفه باستهجان
جطع قطع يدك لما تتمد على خيتك اختك وأبوها عايش
باستحكار طالعت مكيده تكيل لها
وبعدين مين دى اللي جليله قليلة الأدب أنتى اللي جليله الأدب والحيا والربايه
استرسلت تلوم نفسها على سوء اختيارها
أنا إللى غلطانه عشان سمحت لوحده زيك تدخلي بيتي كنت مفكره أنك هتبقى بنت أصول بس للأسف فرقتي بين الأخوات وكل تصرفاتك مبتجيبش غير الخړاب على البيت لا ومن فجرك لسه بتوجعي بتوقعى بين الأخوات وكمان عينى عينك جدامي قدامى
جزت على نواجزها تحذرها
لازم تعرفي