الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية كوخ بآخر المدينة مكتملة للكاتبة سارة محمد سيف

انت في الصفحة 19 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز


ما خلاص بقى يا نادو ... ان شاء الله مش هتبعديني عنها تاني
دعت نادين بصدق يااااارررررب
كانت إيلين تتلف خلسة باحثة بعيونها بين الحضور عن شخص اشتاقت لرؤيته بالرغم من كل ما فعله بها شعرت إيلين بيد توضع على كتفها فتسارعت دقات قلبها فهل يا ترى يكون هو التفتت لتجد آخر من توقعت أن تراه يبتسم في وجهها.
كوثر هانم بابتسامة هادئة ازيك يا بنتي

نظرت لها نظرة خاوية وأجابتها الحمدلله ... ازي حضرتك يا كوثر هانم 
هزت رأسها رفضا من هنا ورايح تقوليلي يا ماما كوثر
لاحظت كوثر ملامحها المليئة بالتعجب فابتسمت بحزن أنا آسفة يا بنتي على كل اللي حصل واللي عملته في حقك ... ربنا أخدلك حقك مني ونفسي اتكسرت خلاص كنت أنانية وما فكرتش غير في نفسي ونسيت انه انتي انسانة بردوا زينا ومن حقك تعيشي مبسوطة ...... صدقيني انا مش هاقف في طريقوا تاني.. ومن انهارده انا هابقى أمك انتي قبل ما اكون أمه هو... ممكن تسامحيني
ترقرقت الدموع بمقلاتيها واومأت موافقة فجذبتها الأم إلى صدرها لټغرقا معا في حمى من البكاء الشديد لم تبتعد أيا منهما عن الأخرى حتى أتى مصطفى وقال مستغربا في ايه يا إيلين بټعيطي ليه ومين الست دي
مسحت إيلين دموعها مقدمة دي كوثر هانم مامت آسر يا جدو
ڼهرتها كوثر وبعدين احنا قولنا ايه
ابتسمت إيلين ماما كوثر .. دا جدي مصطفى
هز الجد رأسه بابتسامه مرحبه اهلا ... اتشرفت بحضرتك
تعجبت كوثر قليلا فكيف لفلاح أن يكون على هذه الدرجه من اللباقه.. يبدو أنها أخطأت كثيرا وكثيرا جدا أيضا اهلا بحضرتك
لكزتها شروق قائلة اومال ما سألتنيش جاسر فين يعني
إيلين مستدركه اه صحيح هو فين
شروق البيه ما قدرش يجي عشان ما يسبش فريده لوحدها
تعجبت قائلة ومال جاسر بفريده
حركت شروق يديها في الهواء هوهو دا انتي فايتك كتير ... بس المهم يعني انه باباها دخل المستشفى لما جاتله الازمه وهو بقى الواد الجنتل اللي وقف جنبها وخير الله اما اجعله خير شكله كدا حبها ومش بيتحرك من جنبها واتقدملها ووفقت بس لسه ما عملناش حاجه رسمي يعني ... بس يا ستي هو كان جاي معانا انهارده بس باباها تعب فجأة امبارح بليل واتحجز في المستشفى تحت الملاحظه
فمش قدر يسيبها
إيلين متعجبه وانتي مالك مضايقة كدا مش عجباكي فريده
تنهدت مستسلمة فريده اتغيرت خالص ما بقتش فريده بتاعت زمان ... تخيلي انها اتحجبت ... اه والله يا بنتي زي ما باقولك كدا ... قالت انها تعبت من اللي هي فيه ومرض ابوها فوقها انه الدنيا مالهاش كبير الواحد بيبقى بصحته وفجأة هوووب يفلسع ... بس المشكله في ابوها دا مش طيقااااه
تعجبت إيلين فهي لم تعتد على تحيز شروق تجاه شخص هكذا دون سبب هو كان عملك ايه يا بنتي 
استهجنت شروق السؤال فأجابت لا طبعا هو يقدر يعملي حاجه... هو بس قدر على ناس عزيزة عليا
لوت إيلين شفتيها فهي لا تفهم مقصدها وتعلم أنها ما دامت لم تخبرها مباشرة بالموقف الذي تسبب برأيها ذاك فهو لا يعنيها.
بعد فترة تنهدت إيلين بملل لم تعد الاحاديث الدائرة حولها تجذب اهتمامها فسارت مبتعده تستنشق الهواء العليل وتفكر في وضعها وكيف ستخبر آسر بحملها ... هي لا تريد أي احتكاك به بعد ما حدث ولكن ما ذنب طفلها وما ذنب أب حرم من رؤية ابنه ... مهما أخطأ في حقها يجب ان تبعد طفلها عن تلك الامور الخاصة حتى لا يصبح شخص غير سوي.
ماشية لوحدك كدا ليه مش خاېفه
الفصل الثامن عشر
نظرت إيلين خلفها بفزع لتجد آسر أمامها تبادلا النظرات فترة بين نظرة لوم وعتاب منها ونظرة ندم واسف منه استدارت لترحل فتشبث بذراعها متوسلا ما تمشيش ... لازم اقولك عاللي جوايا وبعدين هاسيبلك القرار
لم تنظر إليه بل وجهت نظرها إلى نقطه وهميه تبعد بصرها عنه ولكن وقوفها مستكينه كان اشارتها له بالحديث فبدأ مسرعا أنا عمري ما كلمتك عن إنجي مش كدا ما تعرفيش عنها حاجه ولا عن علاقتي بيها مش كدا 
رفعت بصرها إليه من دهشتها فهي لم تتوقع أن يكون هذا سبب حديثه معها وانا مالي ومالها 
ابتسم بسخرية من نفسه ما هو غلطتي من الاول اني ما حكتلكيش عنها واللي حصل بينا
انتبهت إيلين وشجعته على المتابعه فأشار إلى جزع شجره ملقى على جانب الطريق ليجلسوا عليه وبدأ بالحديث كان عندي عشرين سنة بابا كان مهتم بشغله اوي لدرجه انه ما بقاش فيه شغل لحد تاني يساعده فيه فعشت حياتي عادي جدا اسهر واخرج عادي وبالطريقة دي قبلت إنجي اتعرفنا وعجبتني دماغها واحده مش بتحب المشاكل اللي للعلم كنت مخڼوق منها بسبب ماما و زنها اني باضيع نفسي والموشحات دي ... ما اقدرش انكر اني كمان اتشدتلها زي ما اي واحد هيتشد لوحده ست... كنت بالنسبه لها عادي زيي زي اي واحد وبصراحه هي كمان كانت كدا بالنسبه لي عشان كدا كنا متفاهمين جدا بس جه مۏت بابا واللي خلى كل الشغل عليا والمسئوليات شغلتني عن الخروج معاهم فسألت وعرفت اني ورثت ثروة كبيرة بدأ تيجي الاماكن اللي باروحها واكنها صدفه تقرب مني وتخفف عني وتشجعني يعني اي حاجه كنت محتاجه في الوقت دا كانت بتعملهالي وبعدين اتجوزنا ووصلت للي كانت عايزه بس طبعا ما عجبهاش التغير اللي حصل بعد الجواز كانت فاكره انها بجوازها مني هتصرف على مزاجها وتجيب اللي نفسها فيه وتعيش ملكة ومن دون مقابل ... وقتها طبعا كنت باحاول اثبت وجودي كرجل اعمال ليا مركزي وقوتي بالرغم من صغر سني ومش محتاج حد يمسك عليا أي نقطة ضعف بس هي ما كانتش فاهمه كدا لما بدأت امنعها عن الخروج في الوقت المتأخر دا من غيري وانها تقابل الناس دي وقتها كانت حامل والمفروض اصلا كانت تعمل دا من نفسها لكن بردوا اتمردت وما عجبهاش لدرجه في يوم رجعت متأخر وماكانتش في البيت اتصلت بيها وقالتلي على مكانها روحتلها وكانت في حضڼ واحد ومبسوطه الډم غلي في عروقي وجرتها ڠصب عنها معايا وفضلنا نتخانق في الطريق لدرجه انه العربية كانت هتتقلب بينا اكتر من مرة ومن بين الكلام اللي قالته واللي فهمني حاجات كتيره انه اللي هي حامل فيه دا
اټجننت وحاولت اعرف مين ابوه ما رديتش تقول ... وتاني يوم تعبت وكانت هتجهض لولا ستر ربنا والدكتور امرها بالراحه وهي اصرت تخرج ما كانش في ايدي حاجه غير اني احبسها وفعلا كنت حابسها في الفيلا يعني تمشي في الجنينة براحتها وتتحرك على كيفها بس من غير ما تعتب بره الفيلا غير معايا انا بس و ولدت نادين بس كان جسمها ضعيف جدا وما اتحملتش الولادة خصوصا انها ڼزفت فيها كتير وهي بټموت قالتلي انه نادين مش بنتي انا كنت نسيت كلامها وقولت انه كان في لحظة عصبيه مش اكتر أو تقدري تقولي تناسيت .... وقتها نادين كانت محتاجه واحده ست قبل ما تحتاج أب فسبتها لأمي تربيها وانشغلت ... وطلعت نادين بنتي وكانت كدبه DNA بالشركة لحد ما في مرة عملت تحليل
منها مش أكتر عشان تعيشني في الشك من ساعتها وانا اخدت عهد على نفسي اني ما اتجوزش تاني لانه اي واحده هتبقى زيها زي إنجي عايزه الفلوس وبس لحد ما قابلتك انتي وشوفتك عاملتيني ازاي من غير ما تعرفي انا مين وحتى لما عرفتي فضلت معاملتك ليا زي ما هي ما اتغيرتش وقتها عرفت انه انتي فعلا اللي اتمنتها تكون مراتي وشريكة حياتي.
وضعت إيلين يدها فوق رأسها بتشتت كل دا حصل معاك وماحكتليش غير دلوقتي طب ليه 
تنهد بأسف انا قولت اللي فات ماټ .. ومش هاخلي الماضي يأثر على مستقبلنا بس اكتشفت اني كنت غلطان وانه الماضي ڠصب عني لسه بيأثر فيا وفي تفكيري.....وياريت تسامحيني يا إيلين
نظرت إليه متشككه وانت ايه اللي غير رأيك... مش كنت فاكرني خاېنة زيها
نظر أرضا من شدة خجله منها ومن تصرفه معها وبدأ يقص عليها ما أخبرته به والدته وفريدة وكذلك اعتذار مختار نفسه على ما حدث منه وكيف كان يريد أن يأتي إلى هنا بنفسه ليطلب منها الغفران ولكن حالته الصحيه لم تسمح بذلك.
إيلين بحسرة يعني كلام مامتك ليك هو اللي خلاك تعمل معايا كدا وكلام مامتك بردوا ومختار هو اللي رجعك 
نظر إليها متمعنا عرفت اني غلط في حقك وكان لازم تعرفي كل حاجه عشان نفسي تسامحيني
ابعدت نظرها عنه ناهضه وانا مش باعرف اشيل من حد أطمن ... عن إذنك
أمسك يدها قائلا بقلق انتي رايحه فين
هزت كتفيها أنت مش خلصت كلامك وانا قولتلك خلاص ريح ضميرك بقى وانا هاروح اشوف جدو عشان مشيت من غير ما اقوله
تمسك بيدها بقوة قائلا بإصرار لا مش عشان كدا وبس ... انا مش عايزك تسامحيني عشان ضميري يرتاح ... أنا عايزك تسامحيني عشان أنا ما أقدرش اعيش من غيرك عشان الشهر اللي عدى من غير ما انام وانتي جنبي ولا اشوف ابتسامتك في وشي
كان بالنسبه لي 30 سنة مش 30 يوم ... أنا بأحبك اوي يا إيلين ونفسي ترجعيلي مرة تانيه واوعدك اني مش هازعلك مني تاني واعوضك عن كل اللي حصل مني دا
سألته إيلين پصدمه انت قولت انك ايه
ابتسم بحب بحبك والله العظيم بحبك ... مش مصدقه
نظرت له بقوة وقالت الكلمة دي أنا كنت عايشه معاك على أمل اني اسمعها منك في يوم من الايام بس أنت عمرك ما قولتها حتى الكلمة البسيطه دي حرمتني منها ومش أنا لوحدي لا بنتك اللي مالهاش ذنب كمان
تنهد نادما أنا عارف دا بس كنت فاكر أنه المشاعر ضعف لحد ما فكرت كويس ولاقيتها بالعكس إنها قوة ! عشان كدا إنتي كنتي طول عمرك قوية عمرك ما خبيتي مشاعرك عمرك ما کرهتي ولا شلتي من حد على طول قلبك قطنه بيضه وأنا آسف ومن هنا ورايح هاقولك بأحبك على طول لحد ما تقوليلي كفاية زهقت وهاتغير ويبقى فيه وقت كبير ليكي ولنادين والشغل هيبقى رقم اتنين وانتي وهي رقم واحد
ابتسمت وقالت بحب وأنا عمري ما هازهق منها أبدا ... بس نادين هتعمل معاها ايه
بادلها آسر الإبتسام قائلا نادين دي خلاص موضوعها انتهى وانا كلمتها ووضحت معاها الأمور وبقينا زي العسل والطحينة مع بعض وعلى فكره هي حكت لي كل اللي عملتيه معاها واللي حصل في المدرسة
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 20 صفحات