رواية ملاذي وقسۏتي بقلم دهب عطية كاملة
قائلة
في حاجه ياسالم
اغمض عينيه بقوة وهو امام المرآة وتمتم داخله
سالم كمان دا أنت لو متفقه مع الشيطان مش هتعملي كده ياحياه
اقتربت منه بعد ان رأته مغمض العيون بقوة ويتنفس بصوت مسموع وضعت يدها على
كتفه قائلة بقلق
سالم انت كويس
فتح عيناه واستدار لها ليقف امامها قال ببرود
ولا إيه
ردت ببراءة
انا مش قصدي حاجه
رفع حاجبيه پصدمة مرددا بغلاظة
ازاي مش قصدك وأنت لبسه كده ادامي انت عيزاني افطر ولا
إيه ياحضريه
نظرت الى ملابسها بحرج وقالت بخجل بريء
عندك حق بس انا مخدتش بالي ولبست كده عشان كنت فكراك هتيجي على الفطار على طول زي كل يوم
دلف الى الفراش ومدد جسده عليه بارهاق
هتف بهدوء عكس عواصف المتأججة بداخله
طفي النور ياحياة وياريت تروحي تشوفي ورد لانها قاعده لوحدها
وبعدين معاك ياحياه كل ماحاول ابعد عنك بكتشف اني فاشل حتى في اني افكر انسى وجودك في حياتي ااااه ياحياة خاېف من
اللي بحسى معاك ليطلع صمت بضيق ونفض
الفكرة بسخرية فمستحيل ان يحدث هذا ومستحيل ان يكون
لسالم شاهين مشاعر اخره اتجاه حياة غير العشرة وتاقلم على الحياة بينهم اغمض عيناه
پغضب فصراع دوما مستمر داخل عقله المشتت
كان يتحدث في الهاتف امام باب المنزل
وكانت حياة تحضر سفرة الإفطار قبل أذان ألمغرب بدأ الاذان بتكبير اتت عليها الجده راضية وهي تمسك علبة التمر وقالت راضية بخفوت
خدي ياحياة التمر ده افطري عليه وفطري سالم عليه لحسان شكله ناسي نفسه في مكالمات التلفون دي لا ولسه وقف بيتكلم ولاذان قرب يخلص
اومات لها حياة وهي تأخذ منها علبة التمر
قالت ريهام بطيبة مزيفه
خليك إنت يام ورد وحضري السفره وانا هفطر سالم ابن عمي منها
نظرت لها حياة شذرا وقالت بصوت ناعم مستفز
لريهام
لا طبعا عيب اتعبك
معايا حضري انت
السفره وانا هفطر جوزي بايدي صمتت لبرهة ثم هتفت ببرود وهي تذهب باتجاه سالم للخارج
كزت ريهام على أسنانها پقهر وحقد هتفت بصوت خافض
طفح الكيل منك يابنت الحړام ولنهارده
هتنامي في المستشفى تقوست شفتيها بمكر
بعد ان اتى في ذهنها فكرة شيطانية لتخلص منها
وقفت امامه وجدته يوليها ظهره ومزال يتحدث فالهاتف ببعض الأشياء الذي تخص العمل هذا ما فهمته من الحديث وجدته بعدها ينهي المكالمة ذهبت اليه سريعا ووقفت خلفه ووضعت يدها
على كتفه العريض قائلة بخفوت ناعم
سالم
اغمض عيناه بضعف من خروج إسمه مجردا منها رد عليها وهو مغمض
العين
نعم ياحياة
قالت بهدوء
سالم أنت مفطرتش ولأذان قرب يخلص
فتح عيناه ببطءقائلا بخشونة
واهتمام
طب وانت بقه فطرتي على كده
ردت بهدوء يشوبه الحرج
لاء لسه بس ماما راضية قالت انك بتفطر على التمر فاجبتلك منه و وانا اكيد هفطر بعضك
فتح علبة التمر وأخذ ثمرة واحدة وقال وهو يقسمها نصفين ا قائلا ببحة خاصة
افتحي بؤقك ياحياة
نظرت له بتردد
سالم انا مش بحب اوي طعم البلح انا هفطر على المايه وخلاص
طب جربي مش يمكن من ايدي تحبيه
همس بلطف
فتحت فمها واكلت نصف قطعة التمر
اخذ هو باقي النصف بعد تردد دعاء الإفطار
ثم نظر لها بتراقب وجدها تمدغ التمر على مضض نظر حوله وجد شجرة ذات ظل كبير من يجلس تحت ظلها لا يظهر منها شيء سحبها قائلا بمكر
حياة تعالي عايزك
سالم وخدني على فين
اوقفها تحت الشجرة وحدج في عمق بنيتاها الداكنة التي من بعد يكن أسود سواد الليل
توترت من عينيه
نحوها هتفت بخفوت وحرج
سالم انت جايبني هنا ليه
جعان وعايز افطر
مزالت تمضغ نصف التمر بتردد في بلعها وكانها طفله تجبر على اكل الطعام غير مستحب لها
ردت عليه بتوجس
الفطار جاهز جوا انا حضرته بنفسي و
بس انا طمعان في نص البلحه اللي ادتهالك
هااا فتحة فمها پصدمه بعد ان ابتلعت
مابفمها پخوف ومن ثم همست بخجل
بس انا بلعتها على فكرة
رفع حاجبه بمكر وقال بعبث
بجد يبقى لازم اتاكد بنفسي
قاطعهم صوت الخادمة وهي تنادي ياام ورد الأكل جاهز كانت تنادي من امام باب عتبة المنزل وتكاد لا ترى شيء بسبب
ظلام المكان دخلت الخادمة سريعا للبحث عنهم في داخل
ابتعدت حياة عن سالم بصعوبة او سنقول هو من سنح لنفسه بالابتعاد عنها الأن نظرت له بخجل ثم قالت پغضب مصطنع
اي اللي أنت عملته ده افرض حد شافنا
واي يعني كان هذا الرد المعتاد منه
كزت على أسنانها بضيق
ساااااالم
انا حاسس اني لسه جعان ياحياة اي رايك نقولهم اننا هنفطر فوق في اوضتنا
شهقت بخجل ومن ثم هرولت من امامه بخجل
ولم تقدر على التفوه بكلمة واحده
همس وسط تنهيده عميقه بعد مغادرتها
ربنا يستر من الجاي على أيدك ياحضريه
ابتسم ابتسامة لاول مره تشق ثغره الرجولي
على سفرة الطعام تجلس حياة بجانب سالم وتاكل بصمت وحرج مما حدث منذ قليل بينهم ولا يتوقف عقلها عن اعادة الذكرى عليها
ام سالم فكان يأكل بهدوء ولا يتوقف عن اختلس النظر اليها بين الحين والآخر
كان يجلس رافت والد سالم على راس الطاولة وبجانبه والدته الجدة راضية وبجوارها ريهام التي بمقابلة حياة وكانت تبعث لهم النظرات الڼارية الحقوده
اما ورد الصغيرة فكانت تتابع التلفاز في صالون بعد ان اكلت من ساعة تقريبا !!
قطعت الصمت الجدة راضية قائلة لحياة
بحنان وبعد العتاب
كلي ياحياه كويس أنت بتصومي من
غير
سحور ثم نظرت الى سالم قائلة بستياء
بجد مش عارفه اي ده ماوفق الا مجمع مبينكم سالم كمان بيصوم من غير سحور من وهو صغير وشكله عداكي وبقيتي بتصومي على معده
فاضيه زيه
رفع سالم عينيه على حياة بضيق ثم سألها
امامهم بفتور مصطنع
هو أنت بتصومي من غير سحور ياحياة
تطلع الجميع اليهم بسعادة من اهتمام سالم نحوها باستثناء ريهام
التي كانت تحترق امام هذا السؤال
ردت حياة على سالم بخفوت
اصل يعني مش بيكون ليه نفس و
اول واخر مره تصومي من غير سحور وبلاش
تبصي عليه انا متعود على كده وفي نهايه انا راجل لكن
أنت ياهانم لو وقعتي بنهار من قلة اهتمامك باكلك هعمل اي انا ساعتها بقه فيك
كان يتحدث بحنق من إهمالها وعدم المراعاة
لنفسها مثلما تراعي الجميع وتهتم بهم
ردت حياة بتبرير له
سالم الموضوع مش مستاهل كل ده انا اقدر
اصوم من غير سحور يعني انا مش صغيره
جز على اسنانه من عدم اكتراثها الواضح للأمر
والظاهر بين ثنايا كلماتها قال بحزم لينهي النقاش بينهم
كلمه واحده ياحياة مفيش صيام من غير سحور وكمان عشان اتاكد بنفسي كل يوم هقعد معاكم على سحور ولو حسيت بإهمالك يبقى بلاش تكملي الكام يوم اللي فضلين وصومي وقفت عرفات وخلاص
نظرت بحرج من تسلط عيون الجميع عليهم
ثم همست بخجل
لا خلاص اكيد هصوم وهتسحر بعد كده
ابتسم رافت والجدة راضية بسعادة فالأول مره يشاهدون سالم بهذا الاهتمام لأحدهم نظرت
راضية الى رافت أبنها قائلة بهمس
سالم حب أخيرا يارافت
رد رافت بسعادة وحمد
الحمدلله ياامي ربنا يصلح ليهم الحال
كانت تسمع الحديث ريهام للحظة اوشكت على حياة بشوكة التي
بيدها ولكن حاولت الإمساك بصبر قليلا
على الأقل لحين تنفذ مخطط اليوم
بعد مرور ساعتين كانت تجلس حياة امام التلفاز تشاهد فيلم قديم ولا تتوقف عن البكاء بصمت
دلف سالم وهو يرى هذا المشهد تبكي وهي تصب اهتمامها امام التلفاز وتجفف وجنتيها بمنديل ورقي مسح وجهه بيداه بستياء من هذا
المشهد الجبار
جلس بجانبها وهو ينظر اليها ويكاد يكبح ضحكته
بصعوبة عليها سالها بتوجس
الفيلم ده بيحكي عن اي ياحياة
اڼفجرت في البكاء قائلة
رشدي اباظه طلع متجوز على شاديه ومش بس كده مش راضي يطلقها تصور جشع الرجاله
كبح ضحكته ومن ثم رد عليها ساخرا
الموضوع مش مستاهل ده كله ياحياة دي شاديه معملتش نص اللي بتعمليه ده
ده اسمه تأثر ياسالم حاجه كده بالفطره جوانا ردت بتبرم وهي تجفف دموعها
أغلق التلفاز من زر القفل ومن ثم استلقى على الاريكة التي تجلس عليها
فكانت تجلس جلسة القرفصاء
هتف بخشونة
كفايه هبل ياحياة وياريت تبطلي عياط
وااه دلكيلي راسي لحسان مصدع اوي
نظرت الى فعلته بحرج ثم بدأت تضع اصابعها على راسه لتدلكها ببطء همس لها سالم بتردد بعدبرهة من الوقت ولا يزال مغمض العين
حياه انت بتفضلي الدهب في لبس ولا الالماظ افضل
بتسال ليه مزالت تدلك راسه وهي تنظر الى ملامحه الرجولية باشتياق وسيم سالم ومن ينكر
وسامته وشموخه وهيبته وطلته خشونة صوته الجذاب وحنانه واهتمامه سالم شاهين للعڼة مغناطيسية لا ترحم من يحاول الاقتراب منها
مجرد سؤال جه في بالي رد عليها بالامبالاة
اجابته بهدوء
الدهب و الالماظ شيء مش بيفرق معايا انا ببص على الحاجة بجمال شكلها مش بالمحتوى الى اتصنعت منه عشان كده دايما بنجذب للاكسسورات العادية
أعجب بتلك البساطة في حديثها فاي امرأه تعشق
المجوهرات الباهظة بجميع اشكالها وبذات ثمينة الثمن وكبيرة الحجم رد عليها ومزال مغمض العينان
حلو القناعة دي بقت نادره اليومين دول
لم ترد عليه اكتفت بهمهمات بسيطة مؤكده فقط حديثه نعم هي فتاة بسيطة ترضا بالقليل
منذ ان حرمت من اهم حق يملكه اي طفل حين اتت لتلك الدنيا تتمنى لقب أب لطالما تمنت ان تحظى بهذا اللقب ولكن الحياة كآن ردها قاسېا حين علمت ان الرد إنها لا تنتمي لعائلة ولا تملك أب او أم او اخوه لمآ تنظر الان الى الذهب والالماس وهي حرمت من نعمة ان تمتلك إسما وعائلة تنتمي لها اصبح كل شيء معها بل قيمة وكل شيء تفقد
مرارة مذاقه مع الوقت
الحرمان يولد الاقتناع بابسط الأشياء نعم في
حين تفقد اهم شيء في حياتك يبقى معظم الأشياء بل قيمة لك
فاقت من ذكريات الماضي على صوت سالم
تسلم ايدك ياحياة تعبتك معايا
شعور مدغدغ للأعصاب إنتباها وهي تتذكر لحظة
خلوتهم تحت الشجرة وعبث معها حاولت الفرار منه قبل ان يسمع خفقات قلبها
انا اتأخرت على ماما راضية ولازم تاخد العلاج دلوقتي نهضت بحرج من جواره
وصعدت على السلالم بسرعة وخجل
ابتسمت ريهام التي كانت تختفي عن الأعين خلف ركنا ما وبدأت تشاهد العرض الجبار حياة تصعد بسرعة على السلالم لتصل الى اول درجات السلم من فوق وتكاد تتخطاها لكنها وجدت نفسها تنزلق بقوة للأسفل على ظهرها لتصرخ قبل ان تقع صرخه هزت اركان المنزل بل هزت قلب سالم الذي مزال يجلس في صالون البيت
البارت العاشر
وصعدت على السلالم بسرعة وخجل
ابتسمت ريهام التي كانت تختفي عن الأعين خلف ركنا ما وبدأت تشاهد العرض
الجبار حياة تصعد بسرعة على السلالم لتصل الى اول درجات السلم من فوق وتكاد تتخطاها لكنها وجدت نفسها تنزلق بقوة للأسفل على ظهرها لتصرخ قبل ان تقع صرخه هزت اركان المنزل بل