الثلاثة يحبونها بقلم شاهندة
كتير مستنيينهم برة البيت يايحيي بيه وطالبين يشوفوك إنت والست رحمة حالا
عقد يحيي حاجبيه يفكر لثوان ثم قست ملامحه وهو يقول
قولى لرحمة تنزل عشان العيلة جت وحابة تشوفها وخليكى إنتى مع هاشم مفهوم
قالت روحية بإحترام
مفهوم يابيه عن إذنك
لتغادر روحية ويخرج يحيي هاتفه يتصل بمراد الذى أجاب على الفور ليبادره يحيي قائلا بنبرات صارمة
قال مراد فى حزم
متقلقش يايحيي مسافة السكة
ليغلق يحيي الهاتف وهو يغلق زر قميصه العلوي إستعدادا للخروج ومواجهة عمه صالح والعائلة فتلك الزيارة لا تبشر بخير لا تبشر بخير أبدا
عمى صالح والعيلة أنا مرحتلهمش من زمان أوى وهما مش بيخرجوا من البلد إلا فى أقصى الظروف غريبة
قالت روحية وهي تتناول منها هاشم قائلة
إلا غريبة ولا وشوشهم ياستى مكشرين كدة وتحسى إن ميتلهم مېت ربنا
يستر أنا خفت ولولا إنى عارفة إن يحيي بيه قدهم كنت إترعبت
نظرت إليها رحمة قائلة
متقلقيش ياروحية إنتى عارفة إن يحيي فعلا أدهم وهما برده على أد ما يبانوا قاسيين لكن قلبهم طيب وميتخافش
تنهدت روحية لتمرر رحمة يدها على وجنة الصبي بحنان ثم تقول لروحية
خلى بالك منه يادادة وأنا بإذن الله مش هتأخر
قالت روحية
فى عيونى ياستى
إبتسمت رحمة وهي تغادر الحجرة ولم تلبث أن إختفت إبتسامتها وهي تترك قلقها يظهر على ملامحها توجسا من تلك الزيارة الغريبة من عائلة الشناوي تدعوا من كل قلبها ان تمر تلك الليلة بسلام
تعالى
وقف يحيي فى مواجهته والڠضب يعلو ملامحه وهو يهدر قائلا پغضب
فارس إنت إتجننت إزاي تكلم مراتى بالشكل ده أقف مكانك ومتقربش منها خطوة واحدة وإلا قسما برب العزة لأموتك بإيدية دول وما أعمل حساب للقرابة والدم
إهدى يافارس وتعالى جنب إخواتك ياإبنى الله يرضى عنك
تراجع فارس ليقف خلف أبيه
رغما عنه بينما توارت رحمة خلف يحيي الذى شعر بخۏفها وإحتمائها به منهم تمسك قميصه من الخلف كما كانت تفعل بالضبط وهي صغيرة ليرق قلبه ويشعر بالألم فمازالت هي كما هي رحمة الضعيفة والتى تشعر بكره الجميع لها رغم أنه لا ذنب لها فيما فعلته والدتها ومازالت تحتمى به لينقذها من براثن كرههم شعوره بأنه حاميها دفع الډم لعروقه وأكسبه تصميما على ردعهم جميعا اليوم وقد ظهر الغدر فى عيونهم حتى وإن عام فى بحر من
يتنفس
ليطالع الحاج صالح بنظرة قوية أثرت فى الحاج صالح إعجابا به رغما عنه وهو يقول
ممكن أعرف سر الزيارة الغريبة دى واللى الواضح إنها مش ودية أبدا ممكن أعرف جايين ليه النهاردة ياحاج صالح
قال صالح بهدوء وهو ينقر بعصاه على الأرض مقتربا من يحيي قائلا
دلف مراد فى تلك اللحظة إلى المنزل لتظهر بشرى بدورها والتى كانت تتابع ما يحدث من بعيد ليجتمع الكل ويقترب الحاج صالح من يحيي أكثر قائلا
كادت رحمة الآن ان ټموت حزنا من كلمات الحاج صالح بينما علا ثغر بشرى إبتسامة وارتها على الفور ولكن ليس قبل أن يلمحها مراد ويدرك انها هي من أخبرتهم بذلك ليتوعد لها بعد إنتهاء تلك المهزلة أما يحيي فقد قال بصوت قاطع صارم متوعد النبرات
خد بالك إن اللى بتتكلم عليها دى تبقى مراتى مرات يحيي الشناوي والعرض اللى بتخوض فيه ده هو عرضى والله فى سماه اللى يجيب سيرة مراتى أو يخوض فى عرضى ما أسيبه عايش على وش الأرض ولو كان مين
تحفز أبناء الحاج صالح وتقدموا بإتجاهه ليرمقهم يحيي بصرامة ويقترب مراد من أخيه بسرعة بينما إتسعت عينا بشرى پخوف فلم تكن تتوقع ان تتدهور الأمور بهذا الشكل ليرفع الحاج صالح يده بإشارة لأبنائه قائلا
خليكوا مكانكوا ياولاد صالح
ليتوقف الجميع مكانهم ينظرون إلى بعضهم بحيرة وحنق بينما رمق الحاج صالح يحيي بنظرة عميقة غير مفهومة وهو يقول
رد على سؤالى ياإبن صديق إتجوزتها بسرعة كدة ليه وإنت لسة ډافن مراتك يا إبن الأصول
نظر يحيي إلى عمق عيني الحاج صالح وهو يقول بحزم
رغم إن دى حياتى الشخصية وأنا حر فيها ومش مجبر إنى أبرر بس هقولك ياحاج جوازى من رحمة كان بوصية من أختها اللى شافت إنى عمرى ما هرضى أتجوز وأجيب لهاشم مرات أب وفى نفس الوقت خاڤت إن هاشم يتحرم من حنان الأم وملقتش أحن من أختها كأم بديلة ليه
ليخرج من جيبة ورقة مطوية وهو يناولها للحاج صالح مستطردا
الوصية أهي تقدر تقراها بنفسك
فتح الحاج صالح تلك الورقة وقرأها بهدوء ليهز رأسه قبل أن يمنحه إياها قائلا
مظبوط كلامك ياابنى طب ده بخصوص جوازك لكن جوازها الأول بأخوك وجدك هاشم اللى لقاها فى أوضته وهي
قاطعه يحيي وهو يهدر قائلا
عمى الكلام ده محصلش منه حاجة ومراد يشهد بكدة
ليقول مراد بسرعة
فعلا محصلش ياحاج اللى قالك كدة كداب ويستاهل الحړق
قالها وهو ينظر إلى زوجته التى أشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما قال يحيي بصرامة
ياريت نقفل بقى ع الموضوع ده لإنى قلتلك ياحاج صالح اللى بتتكلم عنها دى مراتى ومش هسمح لأي حد مهما كان يجيب سيرتها
ليقول فارس بحدة
كفاية بقى كفاية
إلتفت إليها الجميع لتطالعهم جميعا بعيون غشيتها الدموع ولكنها قوية تحمل إصرارا وهي تقول
مش عشان أمى طلعت ست خاېنة ووحشة أبقى أنا كمان زيها وأفضل طول عمرى عايشة ا أنا إستحملت ظلمكم وقسوتكم علية كتير ومن قبلكم جدى الحاج هاشم بس خلاص مبقتش قادرة أستحمل ظلمكم أكتر من كدة
الټفت إليها يحيي يظهر الألم على وجهه تأثرا بألمها الذى يقطر من كلماتها وهو ينادى بإسمها لتشير إليه بيدها أنها بخير وهي تلتفت إلى الحاج صالح قائلة بحزم
أنا معايا دليل برائتى ياحاج صالح
عقد صالح
حاجبيه بينما تبادل الجميع النظرات ليقول صالح بندوء
وإيه هو الدليل ده وريهولنا يابنت بهيرة
هدر يحيي بصرامة قائلا
حاج صالح
دليلى مش
هقوله غير للحاجة آمال وده آخر ما عندى
نظر الجميع إلى آمال الواقفة بهدوء بينهم لتومئ برأسها لهم وهي تتجه إلى رحمة قائلة برصانتها المعهودة
وأنا مستعدة أسمعك
يابنتى
أشارت لها رحمة أن تتقدمها لتخطو بالفعل معها
ليقول حامد مناديا إياها
أمى
إلتفتت إليه قائلة بهدوء
متقلقش ياحامد دقايق وراجعالكم
ثم نظرت إلى صالح ليومئ لها الحاج صالح برأسه وتذهب آمال مع رحمة ليدلفوا إلى حجرة المكتب وسط توتر وحيرة وقلق من الجميع وخاصة ذلك الذى تعلقت عيناه بحبيبته التى نظرت إليه نظرة طويلة قبل ان تغلق الباب خلفها بهدوء
بعد مرور بعض الوقت
كان الجميع ينتظرون خروج رحمة و الحاجة آمال من الغرفة المغلقة لتتعلق العيون بالباب حين فتح وظهرت الحاجة آمال وهي يبدوان وكأنهما كانتا تبكيان من تلك العيون المتورمة والأهداب التى مازالت ندية وهو يقول بقلق
إنتى كويسة
أومأت برأسها بينما إبتسمت الحاجة آمال وهي تسلمه يدها
لتستقر فى يده وسط دهشة الجميع بينما إتجهت آمال إلى الحاج صالح ومالت على أذنه هامسة ببعض الكلمات لتتسع عينا الحاج صالح فى صدمة وهو ينظر على الفور إلى رحمة التى أطرقت برأسها على الفور بينما شعر الجميع بان هناك لغز ما يسيطر على الموقف وحل هذا اللغز عند اثنين فقط رحمة وآمال والآن أضيف لهم الحاج صالح ليقول صالح بثبات
إحنا لازم نتأكد
إتسعت عينا آمال قائلة بدهشة
إنت بتقول إيه ياحاج
قال صالح بحزم
اللى سمعتيه ياحاجة
قالت آمال
بس
قاطعتها رحمة وهي تقول بثبات
وأنا مستعدة أروح معاكم بنفسى عشان تتأكدوا
قال يحيي بحدة
تروحى على فين إنتى إتجننتى
إلتفتت إليه قائلة بحزن
لأ تعبت تعبت ظلم ولازم أرتاح بقى وإنت مش هتمنعنى
كاد ان يتحدث لتقاطعه وهي تضع يدها على فمه قائلة
مش هقولك عشان خاطرى بس عشان خاطر راوية وهاشم سيبنى اروح معاهم وأوعدك إنى هرجع عشان
لتصمت لثانية وقد كانت أن تقول عشانكلتستطرد وهي تصححها قائلة
عشان هاشم
نظر إلى عينيها لثوان ثم لم يلبث أن أومأ برأسه فى هدوء لتنزل رحمة يدها وهي تتجه إلى الخارج مغادرة المنزل مع صالح وآمال بينما ظل الجميع بالمنزل ليقول يحيي هادرا
حاج صالح
إلتفت إليه صالح ليستطرد يحيي قائلا
مراتى ترجعلى زي ما خرجت من بيتى لو إتمس شعرة واحدة منها مش هيكفينى قصادها عيلة الشناوي كلهم مفهوم
أومأ صالح برأسه بهدوء وإلتفت مغادرا ترتسم على شفتيه إبتسامة إعجاب هادئة فهذا الشبل حقا من ذاك الأسد ويحيي إبن صديق يشبهه تماما
بعد وقت قليل
وهي تتمنى من كل قلبها الآن أن تكون أمام يحيي ل وتبكى لتشعر بالراحة بعد طول عناء حانت من الحاج صالح الذى يجلس بجوار السائق إلتفاتة إلى رحمة القابعة فى آمال بضعف ليلوم حاله على التشكيك بكلماتها وإخضاعها لتلك التجربة البغيضة ولكن ما باليد حيلة فمن بثت السمۏم فى عروقه هي ا و التى كان يستطيع الوثوق بها كلية ليتضح أنه على خطأ وأن كل ما فى الأمر هي غيرة غيرة نسائية بغيضة من جانبها
تبادل كل من الحاج صالح وزوجته آمال النظرات لتومئ إليه برأسها وكأنها تقرأ افكاره وتوافق عليها كلية
نزلت رحمة من السيارة لتنزل خلفها آمال كاد الحاج صالح أن يسبقهما حين نادته رحمة بضعف قائلة
حاج صالح
توقف صالح وهو يلتفت إليها قائلا بحنو
نعم يابنتى
أطرقت برأسها فى خجل قائلة بهمس
ياريت يحيي ميعرفش باللى حصل إنت عارف يحيي وعصبيته وأكيد مش هيعدى حاجة زي دى بالساهل إنت فاهمنى طبعا
أومأ برأسه قائلا
فاهمك
يابنتى
ليستطرد قائلا بإعجاب
يحيي راجل من ضهر راجل ويستاهل واحدة زيك يارحمة يازينة بنات عيلة الشناوي كلها
رفعت رأسها إليه تغشى عيونها الدموع بسرعة فلقد قال الحاج صالح جملته الأخيرة بفخر جعل دقات قلبها تتقافز فرحا فأخيرا إعترفت بها العائلة كإبنة لها فقط تمنت لو جدها هاشم كان هنا الآن ليدرك بدوره كم ظلمها ويعترف بها أخيرا كحفيدته أفاقت على ربتة يد صالح على كتفها قائلا
تعالى نرجعك لجوزك
يابنتى ربنا يوفق بين قلوبكم ويسعدكم
قالت الحاجة آمال
آمين ياحاج
بينما أومأت رحمة برأسها وقلبها يؤمن على دعوته ليمشوا سويا متجهين إلى منزل عائلة الشناوي ويدلفوه سويا
قال يحيي بحنق غاضب
يعنى إيه عربيتهم إختفت فهمنىإحنا مشغلين معانا حمير
ليرفع عيونه إلى السماء قائلا فى مرارة
إرحمنى يارب رحمة لوحدها مع الحاج صالح والحاجة آمال والله أعلم ودوها
فين ولا عملوا فيها إيه وانا واقف هنا متكتف مش عارف مراتى فينوجرالها إيه
جلس مطرقا برأسه وهو يضعها بين يديه يتهدل كتفاه