رواية بقلم ساره على
الډماء للغد
دلفت مايا الى الغرفة لتجده يفتح خزانة نومها اقتربت منه بفضول فوجدته يخرج منامة نسائية ثم الټفت نحوها
احتدت نظراتها وهي تصرخ به
مليون مرة اقولك بطل سفالتك دي
جذبها من شعرها وقال
وانا مليون مرة قولتلك متعليش صوتك عليا
ثم اردف بجمود وهو يحرر شعرها من قبضته
روحي البسيه يلا
اخذت مايا المنامة منه على مضض قبل ان تهمس لنفسها
اشار لها بإصبعه لتقترب منه بخجل فجذبها من مرفقها واجلسها امامه قبل ان يعتدل في جلسته
الغبية لا تفهم انه يشتاقها بشدة
اكثر ما يغيظها انها رغم عن كل ما بينهما تستجاب له بسهولة وكأنه هناك انجذاب حسي يطغي على ما بينهما من أعاصير وصواعق
ربما كونها قررت أن تبعد كل الافكار السلبية عن رأسها الليلة قررت ان تعيش كا مايا فقط مايا لا غير
صاح بها بنبرة هادئة لترد
نعم
تنهد قبل ان يقول
انا مقلتش لأهلي انك مش حامل ماكنتش حابب أطلعك كدابة قدامهم
تأملته بملامح حائرة فمالذي يجعله يفكر في منظرها امام اهله
الفصل الثالث عشر
فتحت عيناها الزرقاوتين لتجد الفراش خاليا بجانبها
نهضت بسرعة من فوق سريرها وسارت بقدميها الحافيتين خارج الغرفة متجهة الى صالة الجلوس لتجدها فارغة
اقتربت منه بملامح مصډومة وهتفت بإندهاش
انت بتعمل ايه
فزع من اقتحامها المطبخ هكذا فقال بضيق
انتي خضيتيني على فكرة
ثم اردف بجدية
بعمل الفطار
وانت من امتى بتعمل الفطار
اجابها وهو يطفئ الطباخ
تأملته وهو ينجز كل شيء بمهارة تامة ثم اشار لها لتجلس على طرف المائدة بعدما اعدها
اغير هدومي الاول
قالتها وهي تهم بالاتجاه نحو غرفة النوم ليقول لها
لا خليكي كده
بس
قاطعها بنبرة أمرة
مبسش انا قلت خليكي كده يعني تخليكي كد
ثم اردف
يلا تعالي كلي فطارك
سارت نحو الطاولة على مضض وجلست على الكرسي الذي ازاحه لها ثم جلس هو في
الاكل طعمه تحفة مكنتش اعرف انك طباخ ماهر
ابتسم لها ثم قال
انتي متعرفيش عني حاجة اصلا
صمتت لوهلة قبل ان تقول
مش مشكلة اعرف دلوقتي
اومأ كريم برأسه ثم شرد قليلا لتهتف به وهي تحرك يديها امامه
هاي رحت فين
اجابها وهو يهز رأسه
نهض من مكانه وقال
خلصي اكلك والحقيني
انا خلصت فعلا
قالتها وهي تنهض من مكانها وتتبعه لتجده يتجه نحو غرفة النوم ويلقي بجسده على السرير ويقول
انا هنام شوية ابقي صحيني كمان ساعتين
اومأت مايا برأسها متعجبة من نومه في هذا الوقت فهي لم تكن تعلم انه سهر طوال الليل
كانت مايا تنظف الشقة حينما رن جرس الباب فذهبت لفتحها وهي تتسائل في داخلها عن هوية القادم
فتحت الباب لتتفاجى بوالدة كريم
أمامها
توترت ملامحها بشدة بينما اخذت ترحب بها بإبتسامة مترددة
اهلا بحضرتك اتفضلي
دلفت الى الداخل لتغلق مايا الباب خلفها وتتبعها
جلست مايا على الكرسي المقابل لها ثم سألتها
تحبي تشربي ايه
ردت منى بإبتسامة متكلفة
ميرسي اووي مش عايزة اشرب حاجة انا في الحقيقة جاية اتكلم معاكي
اتفضلي
مايا انتي عارفة ان دخولك حياتنا كان بشكل مفاجئ
زي ما عارفة بردوا ان علاقتك بكريم مش عارفين تفاصيلها لحد دلوقتي
شعرت مايا بالحرج منها فقالت بخفوت
عارفة
أكملت منى
بس انتي خلاص بقيتي امر واقع
وكمان حامل يعني احنا مضطرين نعترف بالجوازة دي عشان حفيدي اولا قبل كل شيء
مش فاهمه
قالتها مايا بعدم فهم لتشرح لها منى
انتوا لازم تعلنوا جوازكم وتعملوا فرح كمان عشان الولد يجي فظروف طبيعية انا مش هسمح لحد يجيب سيرة ابني او حفيدي على لسانه وانتي بردوا مش هتسمحي بده
تطلعت مايا اليها بحيرة ثم قالت
حضرتك احنا متجوزين على سنة الله ورسوله يعني معملناش حاجة غلط
ردت الام بتهكم
وهي الجواز فالسر مش غلط
انا اهلي
عارفين على فكرة
قالتها مايا بنبرة دفاعية لتقول منى بتعجب
عارفين وموافقين
اومأت مايا برأسها بخجل لتكمل منى بتهكم
اول مرة اشوف حد كده
ثم اكملت
على العموم انا قررت خلاص فرحكم كمان عشرة ايام
حضرتك لازم تاخدي رأي كريم
قاطعتها بنبرة جادة
ابقي قوليله انتي
ثم نهضت من مكانها وقالت
ةكمان جهزوا نفسكم بعد الفرح هتسكنوا معانا فالفيلا اكيد انا مش هسمح لإبني يعيش بعيد عني
ثم تحركت خارج المكان تتبعها مايا الى خارج الشقة ثم ودعتها وهي تفكر بأنها عليها تحمل والدة كريم ايضا ليس كريم لوحده
اقتربت مايا من كريم وأخذت تهزه من ظهره توقظه ليستيقظ بعد لحظات وهو يقول بنعاس
فيه ايه
ردت مايا بسرعة
مامتك كانت هنا
اعتدل كريم في جلسته وهو يفرك عينيه بأنامله قبل ان يهتف ببرود
كانت عايزة ايه
اجابته مايا بتهكم
كانت بتبلغني بمعاد الفرح
فرح مين
سألها كريم بعدم فهم لتجيبه بسخرية
فرحنا
رفع حاجبه غير مصدقا وهتف
بتهزري
وانت شايف ده وقت هزار
زفر كريم أنفاسه وقال بضيق
وقالت ايه كمان
اجابته وهي تجلس بجانبه على السرير
قالت لازم ننتقل للفيلا بعد الفرح كريم انا مش حابة اعيش هناك
تنهد كريم بحيرة وقال
انا كمان مش حابب بس مش عايز اكسر كلمة امي
بس ده قرارنا على ما اظن
انا هحاول اقنع ماما بموضوع سكنا بالفيلا
طب ولو مقتنعتش
اجابها كريم ببساطة
هنعيش بالفيلا
بالبساطة دي
اوما كريم برأسه وقال
اه بالبساطة دي عندك مانع
أشاحت مايا راسها بضيق ويهتف بجدية متطلعا بعينيها النافرتين
اسمعيني يا مايا كلام امي واحد ميتكررش انتي فاهمه
فاهمه
ثم نهضت من مكانها وهي تتأكد للمرة الالف بان كريم لا يناسبها ولا يستحقها ابدا
في احدى الجامعات الحكومية
كانت نايا تجلس مع مجموعة من صديقاتها تتحدث معهن وتضحك حينما جاء حسن واشار لها ان تتركهن وتأتي معه
نهضت نايا من مكانها واتجهت نحوه وعلى شفتيها إبتسامة واسعة اقتربت منه وسالته
بتعمل ايه هنا
اجابها
خلصت محاضراتي قلت اجي اشوفك
اومأت برأسها بتفهم ثم قالت
انا كمان خلصت محاضراتي
ثم أخذا يتحدثان سويا ويضحكان
ومن بعيد كان يشاهدهما بملامح غاضبة
همس صديقه له بسخرية
مش قولتلك انهم بيحبوا بعض شفت بعينك اهو
كز الاخر على أسنانه بغيظ وقال
شفت بس لو فاكر اني هسيبهم تبقى غلطان
هتعمل ايه
سأله صديقه بعدم فهم ليرد عليه انا بحب نايا بحبها اووي وهاخدها منه يعني هاخدها
قالها بإصرار عجيب قبل ان يكمل
هتشوف هعمل ايه
صمت صديقه ولم يعقب فهو يعرف جيدا ماذا بإمكان صديقه ان يفعل
جلست مايا امام منى تتطلع الى المجلة التي تحوي فساتين الزفاف بتمعن
كانت فساتين راقية للغاية صممها أشهر دور الازياء في العالم
اختارت مايا احد الفساتين الرقيقة والذي للعجب نال استحسان والدة كريم التي سألتها فجأة وسط حديثهم
هو انتي وكريم اتجوزتوا عن حب
شعرت مايا بالاحراج ولم تعرف ماذا تقول بينما أكملت منى
متفهمنيش غلط
بس كلنا قلنا مستحيل كريم يحب مرة تانية بعد جوليا
جوليا مين
سألتها مايا پصدمة لترد منى
هو كريم مقالكيش انه كان متجوز قبل كده ومراته اسمها جوليا
لا مقليش
طب وهي راحت فين
تلعثمت الام في حديثها وقالت
انفصلوا من زمان ومن ساعتها كريم مش عايز يتجوز
تطلعت مايا اليها بشك بينما اكملت الام بسرعة محاولة تغيير الموضوع
ايه رأيك بالورد ده مع الفستان جميل مش كده
اومات مايا برأسها وهي تفكر بأن هناك سر خفي يجب ان تعرفه
الفصل الرابع عشر
رن
جرس الباب فأسرعت مايا لفتحه لتجد كريم في وجهها
رمته بنظرات غامضة بينما القى هو التحية عليها ودلف الى الداخل
هوى بجسده على الأريكة وقال
كان يوم متعب اووي
اقتربت منه وجلست بجانبه وقالت بدون مقدمات
هو أنت كنت متجوز قبل كده
تنهد بصوت مسموع وقال
هي ماما لحقت تحكيلك
ردت مايا بسخرية
هي غلطت تقريبا وقالتلي مقتطفات عن الموضوع
ثم اردفت بنبرة غاضبة
بس إنت ازاي متحكيليش عن الموضوع ده
بصي يا مايا انا تعبان ومش طايقك اصلا
فابلاش تعملي شغل الستات النكدية ده وتقعدي تسألي وكده
نهضت من مكانها وتخصرت قائلة
والله كلامي بقى شغل ستات نكدية طب انا مش هسيبك النهاردة الا لما تحكيلي كل حاجة مش كفاية انك خبيت عليا انك كنت متجوز
وهتفرق معاكي فإيه لو كنت قولتلك
قالها ببرود ولا مبالاة لترد بجدية
كانت هتفرق كتير
زفر كريم انفاسه بضيق بينما سألته مايا
مين جوليا وطلقتها ليه
احمرت عينا كريم لا اراديا حينما عادت ذكرى جوليا اليه اخر ما تمناه يوما ان تعود تلك الذكريات اليه من جديد
فهو قد عاهد نفسه الا يتذكرها مرة اخرى سيعتبرها كابوس وانتهى من حياته كابوس ذهب بلا رجعة
ولكن مايا يبدو انها مصرة على اعادته الى حياته مرة اخرى بعدما ظن انه انتهى الى الابد
اتكلم
قالتها بعصبية ليرد پغضب
ممكن تخرسي الاول
وضعت مايا يدها على فمها بينما وبدأ يسرد لها ما حدث معه في الماضي
كنت بحبها حبيتها من اول يوم شفتها فيه كانت جميلة اووي أجمل بنت ممكن تشوفيها في حياتك
شعرت مايا بغصة قوية داخل قلبها لم تعرف سببها لكنها قررت تجاهلها وهي تسمتع الى باقي حديثه
اتقدمتلها كانت خطوبة تقليدية أهلها اغنيا واحنا كذلك فوافقوا على طول
لم تستطع مايا أن تظل واقفة فجلست بجانبه ليكمل
اتخطبنا سنتين كانت اجمل ايام فعمري كنا أسعد اثنين واتجوزنا وعشنا بردوا أيام سعيدة لحد ما
بينما سألته مايا بتردد
لحد ايه
ابتسم كريم بسخرية على سؤالها وقال
زي كل الناس ما بتخون
عشان كده طلقتها
قصدك قټلتها
جحظت عينا مايا بعدم تصديق حاولت ان تستوعب كلماته قټلها هل يعقل ولكن كيف
اخذت تسعل بشدة قبل أن تسأله بإستنكار
قټلتها
اومأ برأسه واكمل
قټلتها خانتني فقټلتها
مكانش ادامي حل تاني
انتفضت من مكانها قائلة پبكاء ونبرة مرتجفة
ليه ! ليه تعمل كده حرام عليك
دي خاېنة يعني تستاهل المۏت
قالها بحدة بالغة لترد پبكاء
بس مش لدرجة المۏت مش لدرجة إنك ټقتلها
قالت كلمتها الاخيرة بإنهيار قبل ان ينهض كريم من مكانه
ابتعدت عنه وقالت
ابعد عني قټلتها ازاي جاوبني
انتفض كريم من مكانه بعصبية وقال پغضب حارق
انتي بتحاسبيني ليه هاا عشان قټلتها هي تستاهل المۏت دي خانتني عارفة يعني ايه خانتني طعنتني فظهري بعد ما حبيتها واديتها كل حاجة
لا وخدي الكبيرة بقى حملت منه
توقفت مايا عن البكاء وهي تستمع لحديث كريم المؤلم اخفضت رأسها ارضا وهي تفكر بأنه عانى عانى كثيرا
اما كريم فقد أخمد بسرعة دمعة تسللت من عينه لا يريد ان يضعف امامها ابدا
رفعت مايا وجهها نحوه اخيرا ثم سألته
قټلتها ازاي
خنقتها بعد ما استفزتني بكلامها
لم تستطع مايا ان تستمع الى حديثه اكثر فإنهارت في البكاء امامه
أما هو فقد خرج مسرعا
من الشقة دون ان يعرف الى أين يتجه
توقفت مايا عن البكاء اخيرا لتركض نحو هاتفها وتحمله أجرت اتصالا سريعا لياتيها صوت الشخص الذي اتصلت به
سعد الحقني انا في مصېبة
فيه ايه يا مايا ! حصل ايه !
سألها سعد بنبرة يشوبها القلق لترد مايا بنحيب
ده طلع قاټل كمان
انتي بتقولي ايه
سألها سعد بعدم فهم لترد مايا پبكاء
قتل مراته عشان خانته
اهدي يا مايا اهدي يا حبيبتي
انا لازم اطلق منه وانت لازم تساعدني
حاضر هساعدك بس اهدي
هدأت مايا اخيرا لتقول بصوت متحشرج
انا خاېفة اووي يا سعد خاېفة منه بجد
مټخافيش يا مايا انا هساعدك انتي بس نفذي اللي اتفقنا عليه وكل حاجة هتكون