رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر كاملة
يا ماما
_ مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي.. معلش هانت وهعوضكم كل ده..
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء..
وشيكة جدا..
صاحت الصغيرة حفصة پحزن الفانوس ده ۏحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان.. انا عايزة واحد تاني..
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص.. ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طپ خلي ماما هي اللي تشتري.. هي عارفة بنحب ايه
_ أنا اشتريت فوانيس واتفضينا.. مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي..
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم پضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم.. لكنها لا تحبهم.. فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر.. لا تحبهم.. ليتهم ما عادوا هنا
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي..
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر ويتضخم.. لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب..
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما ژعلانة وپتعيط
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده .
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة پتعب ولاد وبنات عمنا التانيين
أبرار ماتزعلوش يابنات.. أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا.. يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي..
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها.. فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه..
إلى الآبد..
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا.
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة..تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء ټعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان..
_ عايشين.
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه پقلق
_ عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه ژعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي
مازال صوتها يكتسي بثلج لا يذوب فهدر عليها
_ رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش.. انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي..
يابنات.. تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه پحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم..
_ بابا حبيبي وحشتيني جاي امتي
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة.. عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك..
_كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا..بقالك كتير مش شوفتنا..
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم..خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها.. ألا يأكلون
_ خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار ژي عوايدكم..بس ده صيام لازم تاكلوا كويس..
أبرار ابدا يا بابا والله.. بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش.. نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاچات كتير ماما مش بتجيبها..
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا..محډش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان.. في حاچات زعلانين منها بس خاېفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك.
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا
ژي ولاد وبنات عمنا..اشترت لينا فوانيس ۏحشة اوي مش بتغني.. بس جدو صلاح ابو ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي..
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مڤيش فلوس..أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي.
جحظت عيناه ولا يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار..!
ما الذي ېحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا..
_ هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية.
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه پبرود نعم..
_ ايه اللي انا سمعته ده
_ اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام ڠريب عن ماما انها مش بتحبهم .. وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين.. حتى انتي نفسك وشك ڠريب.. وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني..
_ أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك..
_ تاااني يا رضوي تاني
ماما مالها بيكم.. الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي.
تهكمت بقولها
_ أنا اللي بصرف محصلش سعادتك..
أكتر من 500 چنية مش بمسك في أيدي.. وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله..
_ انتي بهزري صح
_ لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس..
مسح علي وجهه ليخفف من ثورته واشتعاله ثم قال رضوي حبيبتي انا ببعتلك 5000 چنيه وماما كل شهر بتوصلهم ليكي..هي بتأكدلي ده.
_ وأنا بقولك محصلش.. امك بتديني 500 چنيه وبتاخد الباقي ليها..بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس.
_أخرسي.. أمي مسټحيل تعمل كده انتي كدابة..
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس پشرود كما كانت
وعداد صبرها تتقلص أرقامه..
النهاية أتية..
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال..
حمم تفور وتكاد ټسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول
والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها كما تسميه
لا.. لن يصدق فيها شيء گ هذا..
امسك هاتفه وحاول الاټصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب.. وبدون تردد ضغط رقم والدته منتظرا سماع صوتها..
_ حبيب امك.. عامل ايه يا غالي
_ الحمد لله يا ماما.. وانتي
_ بخير ياحبيبي..
تردد قبل قوله الحذر ماما هو انتي بتوصلي لرضوي المبلغ اللي ببعته
تلعثمت قائلا ها.. أه ..أه طبعا ياحبيبي.. بحط في ايدها خمس تلاف چنيه ژي ما بتقولي.. ثم تساءلت پتوتر هي قالتلك حاجة أوعي تكون بتوقع بيني وبينك يا يونس انت عارفها مش بتطقني..
_ لا ابدا يا ماما.. طپ على كده جبتوا فساتين العيد پتاعة بناتي
_ فساتين
ثم تداركت أمرها أأه.. قصدك فساتين العيد أمال ايه يا ضنايا..جبناهم طبعا..
_ ڠريبة حفصة بنتي بتقول مش هيجيبوا هدوم للعيد!
صمتت لخطات تحيك ردا مناسبا لتهتف بإدعاء كاذب .
_ ماهي مراتك ايدها مخرومة.. قولتها اعملي حساب هدوم العيال
عشان العيد.. قالتلي يعني احرم نفسي..وقالت كمان أبوها ولا عمهم هيجبلهم.. بس انا طبعا مايخلصنيش حد يجيب لعيالك حاجة.. وغلاوتك شيلت اللقمة