الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية قلوب حائره كامله بقلم روز امين

انت في الصفحة 584 من 662 صفحات

موقع أيام نيوز


حارة خرجت من جوفها ثم تحدثت بنبرة إنهزامية وهي تومي إلي جدها الغالي بهدوء وكأن قواها قد خارت وأعلنت روحها إستسلامها 
حاضر يا جدوهبدأ أنتظم في الجلسات وأتكلم مع الدكتور
إبتسامة حانية خرجت من ثغر ذاك الحنون الذي أشاد بقرارها وأثني عليه ثم إنسحب متجها إلي الخارج بعدما أبلغها أنه ينتظرها بالأسفل ليتناولا معا وجبة الغداء

بعد إنتهائه من تناوله لوجبة الغداء بصحبة حفيدته وصعودها مجددا إلي غرفتها لأخذ قسطا من الراحة ومتابعة دروسهاحمل ليزا داخل أحضانه وتحرك بها إلي منزل ثريا كي يتأنس بحضرتها ويحتسي معها قهوة العصاريجاورته إحدي العاملات وهي تحمل بيدها مقعدا متحركا خاص بالصغيرة حيث أنها لا زالت ساقها مصاپة ولم تتعافي بعد
دلف من البوابة وما أن وجدها تجلس بمكانها المعتاد حتي إنفرجتت أساريره وشعر براحة إجتاحت كيانه بالكامل وأدخلته في حالة من السلام لم يشعر به سوي بحضرة تلك الراقية
أما تلك الصغيرة القابعة بأحضان جدتها الحنون فلوحت بيداها في الهواء وهي تشير بترحاب بجدها الحبيب التي تعشقه بفضل حنانه المفرط لها وكثرة دلالهإقترب عليهما وكأن مغناطيسا يجذبه لكلتا الجميلتين
تحدث بنبرة حنون إلي تلك الجميلة التي وما أن رأته حتي إرتسمت إبتسامة هائة تبعث الراحة والطمأنينة في قلب كل من يراهافما بالك بقلب المتيم
مساء الخير يا ثريا
بالإبتسامة ذاتها عقبت موقرة إياه 
مساء النور يا سيادة اللواء
ثم إستطردت بعدما حولت بصرها إلي تلك الرقيقة المحمولة داخل أحضان جدها 
إزيك يا ليزارجلك عاملة إيه
بنبرة رقيقة ردت عليها الصغيرة
أنا كويسة يا نانا
واستطردا متسائلة بإستفسار لهوف
هو مارو فين
إبتسمت لها بهدوء وأجابتها بما جعل الإحباط يصيب داخل الصغيرة 
مارو في النادي هو و أنسوعزو جوة في المطبخ مع ماما مليكة بتعمل له ميلك شيكالوقت اخليها تعمل لك معاه
واسترسلت وهي تحث ذاك الراقي علي الجلوس بالصغيرة 
ما تقعد يا سيادة اللواء واقف ليه!
حملت العاملة الصغيرة عنه واجلستها بمقعدها في حين سحب عز المقعد وجلس فوقه ثم إبتسم إلي تلك الصغيرة التي لوحت له من جديد وابتسمت بسعادةإنشرح قلبه بعدما نظر بعيناها التي تبعث البهجة والسرور حين تتواجدحملها عن ثريا وثبتها فوق ساقيه ثم بات يداعبها هي وليزا تحت إطلاق الصغيرتان لضحكاتهما البريئة وسعادة ثريا
خرجت مليكة من بوابة المنزل تجاورها منى حاملة صنية عليها بعضا من صحون الحلوي وكؤوس المشروبات الباردةتحركت في طريقها إليهما ممسكة بكف صغيرها الذي أفلت كفه منها وهتف عاليا وهو يهرول إلي جده وتلك الليزا 
جدووووو
إبتسم عز واحتوي الصغير الذي ألقي بجسده داخل أحضان جده الحنونوضعت العاملة ما بيدها فوق الطاولة وتحدثت مليكة بترحاب بوالد زوجها
إزي حضرتك يا عمو
الحمدلله يا حبيبتي أنا بخير...هكذا أجابها بملامح وجه بشوشةنظرت العاملة إلي ثريا ثم سألتها بتوقير بعدما رحبت بعز 
تؤمريني بأي خدمة تاني يا ست هانم
حولت ثريا بصرها إلي ذاك المقابل لها واردفت مستفسرة 
تشرب إيه يا سيادة اللواء 
واستطردت بنبرة ودودة 
ولا أجيب لك غدا الأول
أجابها بعيناي شاكرة
أنا اتغديت الحمدلله
ثم استطرد بدهائه المعهود لعلمه أن مليكة ستعترض وستفضل أن تصنعها له بيدها كما يفضلها دائماوبهذا سيترتب عليه إنسحابها إلي الداخل وتركه بصحبة حبيبته وهذا جل ما يتمناه في الوقت الراهننظر إلي منى وأردف بنبرة هادئة
إعملي لي قهوتي لو سمحتي يا منى
بنبرة حماسية وعيناي مبتسمتان عقبت تلك المنى بترحاب 
من عنيا يا سعادة الباشاحالا وهعمل لسعادتك أحلا فنجان قهوة
وقبل أن تنطلق إلى الداخل أوقفها صوت مليكة التي تحدثت بإعتراض 
إدخلي إنت يا منى وأنا هعمل قهوة الباشا بنفسي
مش عاوز اتعبك معايا يا مليكة...نطقها بخباثة عقبت تلك الرقيقة بتوقير لشخصه
تعبك راحة


________________________________________

يا عمو
واسترسلت بتساؤل وهي تحول بصرها إلى تلك الراقية 
أعمل لحضرتك فنجان مع عمو عز يا ماما
أومأت برأسها بموافقة واردفت بنبرة لينة 
لو مش هتعبك يا بنتي
إنتي تؤمري يا ماما...نطقتها بتبسم ثم تحركت إلي الداخلوتحرك الصغير إلي ليزا وباتا يتحدثان بطفولية
نظر عز إلى خاطفة فؤاده التي وبرغم مرور كل تلك السنوات عليهاما زال يراها ثريا إبنة الثامنة عشر من عمرهاوكأن روحه أرادت التوقف عند هذا الزمن الذي طالما تمني من داخله العودة إلي حينهاتحمحم لينظف حنجرته ثم أردف علي استحياء 
كنت عاوز أبلغك حاجة مهمة يا ثريا
نظرت إليه وسألته باستفسار 
خير يا سيادة اللواء
إبتسامة خاڤتة ظهرت علي ثغر ذاك الفارس النبيل وأجابها بتحير وارتباك لصعوبة موقفه 
إنت عارفة طبعا إني رجعت منال لعصمتي من جديد بعد موقفها الأخير معاك
تنهدت بأسي عندما تذكرت ذاك اليوم الذي تلقت فيه أكبر إهانتاتها علي يد تلك التي تجنت عليها وسبتها بشرفهاحزن لأجلها واسترسل بإبانة
ف أناكنت حابب أوضح لك إن العلاقة بينا ما رجعتش طبيعية زي الأول
ضيقت عيناها بعدم إستيعاب فاستطرد بإعلام بنظرات حنون 
أنا ومنال كل واحد فينا ساكن في أوضة لوحدة
واستكمل بعيناي هائمة
ماكانش ينفع أرجع معاها زي الأول وأنسي إھانتها ليك يا ثريا
إرتبكت من حديثه
 

583  584  585 

انت في الصفحة 584 من 662 صفحات