روايه مزرعه الدموع للكاتبه منى سلامه
وده مكنش سوء تفاهم .. الهانم واثقه ان أنا اللى دبرت الحريقه دى .. والله العظيم اللى حكيته هو اللى حصل بالظبط بدون زيادة أو نقصان
قالت له ريهام
بابا متحلفش .. اللي مش عايز يصدقك هو حر
الټفت كرم الى ريهام قائلا
ورينى الرقم اللى اتصل بيكي
قالت له ريهام وعيونها تشتعل من الڠضب
حضرتك مش مصدقنى
طبعا مصدقك .. بس عايز أشوف الرقم أكيد اللى عمل كده حد من هنا فى المزرعة .. أمال عرفوا رقمك ازاى
أخرجت هاتفها وأظهرت الرقم على الشاشة ثم أعطت الهاتف ل كرم .. دون كرم الرقم على هاتفه ثم اتصل بصاحب الرقم .. وأشار لهم بالصمت
ألو
الصوت
ألو .. مين
قال كرم وهو يشير لهم بأصبعه حتى لا يتحدث أحد
لا يا بيه الرقم غلط
بس أنا واثق انه ادانى الرقم ده
يا بيه بنقولك غلط .. أصلا ده رقم فى كشك الناس بتتكلم منه
فين الكشك ده
وصف الرجل المكان ل كرم .. شكره كرم وأغلق الهاتف .. وقال لهم
الكشك فى البلد .. يعين قريب من هنا .. يعني اللى عمل كده حد من هنا من المزرعة
وايه مصلحتهم فى كده
أخذ عمر يفكر تفكيرا عميقا .. ثم قال
وازاى وصلوا لرقم ريهام
الټفت كرم الى ريهام قائلا
انتى اديتي رقمك لأى عامل من هنا فى المزرعة
قالت ريهام فى حيره
لأ وأنا أدى رقمى لعامل ليه
قال كرم بضيق
طب ادتيه للبتاع اللى اسمه هانى شاكر ده
لأ طبعا أديله رقمى بتاع ايه
الټفت اليها والدها قائلا
مين هانى شاكر ده يا ريهام
نظرت الى كرم بغيظ .. فأسرع كرم لينقذها قائلا
المهم دلوقتى نعرف الراجل ده وصل لرقم ريهام
ازاى
قال عمر وأقد أرهقه التفكير
أنا هتجنن مين مصلحته انه ېحرق المخزن
قال أيمن
احنا ملناش أعداء يا عمر لاننا الحمد لله بنراعى ربنا فى شغلنا .. فمعتقدش ان اللى عمل كده كان قاصد يأذيك انت .. وبعدين اللى عايز يأذيك هيحرق مكتلك بالملفات المهمة اللى فيه .. أو ېحرق الزرع نفسه .. أو ېحرق الزرايب والاسطبلات .. مش ييجى ېحرق مخزن علف
قصدك ايه
قال أيمن بحزم
اللى عمل كده قصده انه يأذى عم عبد الحميد .. مش يأذيك انت
قال عبد الحميد بدهشة
ومين مصلحته انه يأذيني
الټفت عمر اليه قائلا
ممكن يكون اللى اسمه مصطفى ده
قال عبد الحميد فى حيره
هو راجل شرانى وأتوقع منه أى حاجه .. بس ايه اللى هيعرفه مكاننا هنا
مين مصطفى
قال عمر بضيق شديد
طليق ياسمين
هتف كرم قائلا
اه صح .. ممكن يكون هو
قالت ريهام شارحه
ومصطفى هيجيب رقمى منين .. أصلا الخط ده أنا غيرته من ساعة ما جيت المزرعة .. لانه كان ساعات لما يلاقى موبايل ياسمين مقفول يكلمها على رقمى .. فريحت نفسي وغيرته
قال عمر بتركيز
يبأه كده رجعنا لنقطة البداية واللى بتأكد ان اللى عمل كده حد من المزرعة هنا .. بس مين
قال أيمن
أنا همشى بأه يا جماعة .. وبكرة ان شاء الله نشوف الموضوع ده .. يلا سلام
قال كرم ل عبد الحميد
خلاص يا عم عبد الحميد روح انت .. وعشان الآنسه ريهام كمان تروح
الټفت عبد الحميد الى عمر قائلا
لو عندك يا بشمهندس شك ولو 1 انى .........
لم يدعه عمر يكمل كلامه وقاطعه قائلا
معنديش حتى شك 01 .. وأنا اعتذرتلك عن كلام عمتى يا عم عبد الحميد
طيب يا بشمهندس .. وربنا يكشف الحق وينصر المظلوم .. والظالم هيتفضح ان شاء الله .. السلام عليكم
وعليكم السلام
رحل عبدالحميد وريهام .. فالټفت كرم الى عمر قائلا
كويس انك مبلغتش
نظر عمر اليه مستفهما
لان أكيد لو بلغت كان أول واحد اتهموه هو عم عبد الحميد
قال عمر مؤكدا
طبعا .. وكان زمانهم قبضين
عليه دلوقتى
سأله كرم قائلا
انا واثق ان مش هو اللي عمل كده .. وانت .. عندك شك
رد عمر بسرعه
لأ طبعا .. انا واثق انه ملوش علاقة بالموضوع ده
ثم قال بسخريه
مش بدافع عنه عشان حبيبة القلب زى ما عمتو قالت .. بس فعلا الراجل محترم ويعرف ربنا ومشفتش عليه أى حاجه وحشه
امال مين ابن التيييييييييييت اللى عمل كده
هتجنن يا كرم .. هتجنن
خلاص روح انت دلوقتى وبكرة نبقى نشوف الحكاية دى .. وأنا كمان هروح على الفندق مليش نفس أروح فى حته .. يلا أشوفك بكرة .. سلام
سلام
حربايه صحيح
هتفت ياسمين بتلك العبارة فى ڠضب .. بعدما قصت عليها ريهام ما قالته مدام ثريا .. وقالت فى ڠضب
والإسم انها بنت عيلة محترمة .. هو فى ناس محترمة تتهم غيرها كده بدون دليل .. وتلقح بالكلام عليا كمان
قالت ريهام تهدئها
متخفيش عمر مسكتلهاش ووقفها عند حدها .. ومشاها كمان
ثم قالت ريهام فى حيره
ھموت وأعرف مين اللى مصلحته انه يأذى بابا .. احنا ملناش أعداء غير مصطفى
ثم نظرت الى ياسمين قائله
تفتكرى مصطفى اللى عمل كده
كانت ياسمين شارده تفكر تفكيرا عميقا فنادهتها ريهام
ياسمين
أفاقت من شرودها قائله
أيوة
ايه مالك روحتى فين
بفكر
فى اللى حصل
أومأت برأسها قائله وقد شردت مرة أخرى
بفكر مين مصلحته ان بابا يتأذى ... أو ........
أو ايه
أو انه يتخلص مننا
قالت ريهام بدهشة
ازاى يعني
قمت ريهام وتركت ياسمين تفكير بعمق وتسأل نفسها سؤال واحد من من مصلحته أن يأذى عائلتها ويتخلص منهم
دخل عمر غرفة المعيشة حيث اجتمعت العائله .. جلس على مقعد فارغ فبدأت مدام ثريا فى الھجوم
ممكن أفهم ايه التسيب ده اللى انت بتدير بيه المزرعة و بتتعامل بيه مع الناس اللى بيشتغلوا عندك
نظر اليها عمر بصرامة قائلا
ادارتى اللى حضرتك بتسميها تسيب بتدير عليا سنويا أرباح بالملايين
قالت مدام ثريا بحزم
لو سبت اللى غلط بدون عقاپ مش هتعرف تسيطر على العمال بعد كده .. وكل واحد يغلط زى ما هو عايز ما هو مفيش عقاپ
قال عمر بحزم
لما أبقى أعرف مين المذنب مش هسيبه الا لما يتعاقب
هتفت پحده
هو انت لسه معرفتوش .. ولا الحب عامى عينك للدرجة دى
قام عمر غاضبا وقال
برده مصره تدخلى الخيوط فى بعضها .. احنا بنتكلم عن الحريقة اللى حصلت .. ايه دخل ياسمين دلوقتى فى الموضوع
قالت پغضب مماثل
ما هى اللى واكله عقلك .. وممشياك وراها يمين يمين .. شمال شمال
كظم عمر غيظه بصعوبه قائلا بصوت هادر
أنا خارج أحسن ما أقول كلام يضايقنا احنا الاتنين يا عمتو
خرج مسرعا وأغلق الباب خلفه بقوة .. هتف نور قائلا
برده مفيش فايدة يا ثريا .. هو نفس اسلوبك الهجومى .. قولتلك 100 مرة عمر ما بيجيش بالاسلوب ده
الټفت اليه قائله پحده
أمال عايزنى أتكلم معها ازاى وأنا شايفه البنت بتضحك عليه هى وأهلها
قالت كريمه
حرام عليكي يا ثريا مين قالك ان أبوها هو اللى عمل كده
التفتت اليها ثريا قائله بسخريه
أهلا .. آدى محامى تانى لست الحسن وعيلتها
ثم غادرت الغرفة وذهبت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بقوة
سار عمر فى تجاه سكن العمال .. كانت ياسمين واقفه فى الشرفة .. تلاقت نظراتهما فى صمت .. وقف قليلا ثم ذهب فى اتجاه شجرته .. كان هناك الكثير مما يشغل عقله .. من فعل ذلك .. ولماذا فعل ذلك .. وكيف فعل ذلك .. كان يشعر بالضيق من عمته بسبب تحاملها الدائم على ياسمين وأهلها .. و ياسمين نفسها والتى تهرب منه دائما .. جلس على الجذع مهموما حزينا .. وفجأة وجدها أمامه .. واقفه تنظر اليه فى صمت .. قام من عل الجذع وتقدم بضع خطوات ووقف فى مواجهتها .. نظرت اليه ياسمين قائله
أنا عايزه أسألك سؤال واحد
أومأ برأسه قائلا
اسألى
صمتت قليلا ثم قالت
انت مصدق ان بابا ملوش علاقه بالموضوع وان فعلا حد اتصل بيه وخلاه يسيب المخزن
صمت قليلا .. لحظات لكنها شعرت بأنها سنوات .. ثم رأت الابتسامه على محياه ورد قائلا
أيوة مصدق
أومأت برأسها وقد ظهرت علامات الارتياح على وجهها .. ثم نظرت اليه قائله
مفيش غير شخص واحد من مصلحته انه يأذينا عشان نمشى من هنا
سألها عمر بإهتمام
مين الشخص ده
نظرت اليه ياسمين بقوة قائله
الشخص اللى جالى وقالى انتى متناسبيش عيلة الألفى .. دورى على واحد من مستواكى .. بدل ما تطلقى للمرة التانية
نظر عمر الى عينيها بدهشة .. صمت .. طال صمتهما .. ثم قال بصوت هادر وقد اشتعلت عيناه بالڠضب
مين اللى قالك كده
قالت له بشئ من الأسى
عمتك
قالت ذلك ثم التفتت وغادرت المكان وتركته ونيران الڠضب تشتعل بداخله
عاد عمر أدراجه الى البيت وصاح بصوت هادر
عمتو .. عمتو
دخل غرفة المعيشة ولم يجد بها أحدا .. صعد الى غرفة عمته وطرق الباب .. فتحت عمته ..
والتى كانت ايناس عندها فى غرفتها .. قالت مدام ثريا ببرود
خير فى ايه .. أكيد مصېبه تانيه من مصايب الهانم وأهلها
نظر عمر اليها پغضب وقد كان فى قمة ثورته قائلا
انتى قولتى ايه ل ياسمين
فتح والده باب الغرفة ليخرج هو ووالدته .. قالت كريمه
فى ايه بتزعق ليه يا عمر
ظل عمر ينظر الى عمته وسألها مرة أخرى پغضب
قولتى ايه ل ياسمين يا عمتو
اهتزت مدام ثريا قليلا لكنها تماسكت بسرعة وقالت
وأنا هقولها ايه يعني
عض عمر على شفتيه فى غيظ ثم قال
يعني ما قولتيلهاش انها مش مناسبه لعيلتنا ومش من مستوانا وانى لو اتجوزتها هتطلق للمرة التانيه
شهقت كريمة ونظرت الى ثريا فى دهشة .. قال نور موجها كلامه ل ثريا
الكلام ده صح يا ثريا
هتفت ايناس فى ڠضب
ايه فى ايه .. كلكوا عليها كده ليه .. هى غلطت فى مين يعني .. حتت بت مفعوصه فاكرة نفسها حاجه
الټفت اليها عمر قائلا بحزم
خليكي انتى بره الموضوع يا ايناس
قالت له ايناس بسخريه
البنت اللى انت محموق عشانها أوى كده انت اصلا مش فى دماغها .. ولا تفرق معاها حاجه .. دى قالتلى بعضمة لسانها ان أى كلام عنك ميخصهاش .. يبأه ليه بأه انت حامق نفسك عشانها أوى كده
الټفت عمر الى ايناس ببطء وقال لها بصرامه
نعم .. وانتى اتكلمتى معاها امتى انتى كمان
بهتت ايناس وقد شعرت فى نفسها بالحماقة لزلة لسانها تلك .. فصاح عمر پغضب شرس
انطقى قولتيلها ايه انتى كمان
صاحت مدام ثريا پغضب
لأ كده كتير أوى .. احنا اتهزأنا بما فيه الكفاية فى بيتك يا نور .. شايف ابنك طايح فينا وساكت .. يلا يا ايناس حضرى شنطتك عشان نرجع القاهرة حالا
قالت كريمه
استنى بس يا ثريا
هتفت
ثريا قائله
أستنى ايه .. أستنى ما أتهزأ أكتر من كده
نظر اليها عمر ببرود قائلا
انتى ليكى علاقة بحړق المخزن يا عمتو
نظرت اليه ثريا پغضب قائله
ايه