الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 16 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


حبيب أمك يا حبيبي 
أصبح يجلس معهم بالجناح يتابع أعماله كانت تسمعه وهي يتحدث في هاتفه بحزم فأدركت حقيقة كانت غافلة عنها كنان رجلا ذا أسم قوي في وطنه 
ومستثمر له وضعه في بلدها لا تعلم لما شعرت بحړقة بقلبها وعينيها وهي تجد عقلها يخبرها بأن لا تنجذب لهذا الرجل 
وتابعت أهتمامها بجواد وهي تعلمه القراءة بالعربيه 

ولم تدرك بنظرات كنان لها بعد ان أنهي مكالمته 
وعاد يجلس علي الأريكة مجددا يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله ليرفع وجهه
بعد برهة نحوهم علي صړاخ ورد بآلم فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه 
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
مابكي ورد أرفعي وجهك 
وجثي علي ركبتيه امامها منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
لا تقلق جواد لا يوجد شئ 
فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه 
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه 
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده لينصرف بعدها دون كلمه 
لتحدق هي في خطاه بصمت 
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه 
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه 
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق 
في حاجه يامهرة 
فأجابته بتلقائية 
زهقت من القاعده الصامته ديه 
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
مهرة الفيلا عندك كبيره أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق 
لتنظر إليه بتبرم وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل 
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها 
بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها 
بحبه ياست الأستاذه 
وضړبت علي موضع قلبها
قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح 
يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه خليه يضربك بقي 
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي 
انتي ايه رأيك يامدام هدي 
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث 
معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما وحدقت هدي بمهرة طويلا 
انتي فعلا محامية يابنتي 
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
منظري مايدلش انا عارفه 
وضحكت لتضحك فوزية معها 
وأنقضي الوقت سريعا لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات 
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة 
جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه  
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره 
الورق خلص خلاص 
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته 
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن پشراسه
السواق بره منتظر يوصلك الشركه 
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه 
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا 
كريم انا زهقت انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي 
لتضيق عين كريم وهو يسمع ټهديدها 
ولو قولت لاء يامرام 
فلم تتمالك نفسها فالغربة أصبحت قاسېة عليها 
يبقي هنزل مصر انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت پألم 
حياة أتبنت غلط حياة أتبنت عشان تمنع ڤضيحة عيلة الشرقاوي 
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها کرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحاړقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه 
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع 
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه 
وهتف معاذ بمرح 
مستعدين نتمشي شويه في المنتجع جو العصاري دلوقتي حلو اووي 
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه 
فهتف معاذ من أجل ان يريحها 
استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
انا هطلع أجيبها متتعبش حد 
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي 
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين 
فأرتبكت من وجوده وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق 
هل أنت بخير 
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها 
ليجدها تقترب منه بقلق 
لا تبدو انك بخير 
فتمتم بتعب 
انا بخير ورد اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده لتخبره بأبتسامتها الهادئه
مسكن للصداع 
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
العفو لم أفعل شئ لأشكر عليه 
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم
يراه من قبل في من عرفهن 
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
كل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه 
يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
أنعشت مهرة جسدها بالماء الدافئ كي تزيل عنها أعباء اليوم فاليوم كان لديها جلسة بالمحكمة من أجل قضية خلع أنتهت بمصالحة الزوج للزوجه ثم ذهبت لعملها الأخر بعد ان كان لدي مني علم بتغطية تأخيرها وعندما جاءت للعمل كانت مهمتها ان تذهب لجاسم اليوم أيضا بأوراق احدي المناقصات يومان علي التوالي تذهب لمنزله لأنه اراد الراحه بالمنزل 
وتنهدت ساخرة 
ماهو صاحب الشركه  
وتابعت بحالمية 
امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي 
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء 
ديما مطلعاني من أحلامي 
ودفعتها بيدها
تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق 
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق 
متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض 
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام 
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس دلفت تتباطئ بخطواتها 
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة
هدي بأبتسامه دافئه مرحبة بها ووجدت جاسم يهبط الدرج ويتحدث بهاتفه بطريقة عملية 
وأنتظرت ان ينهي مكالمته ولكن يبدو ان المكالمة طويله فأشار إليها ان تستريح وتنتظره 
ودلفت لغرفة مكتبه فتأففت مهرة بحنق فهي تريد ان تعطيه ملف المناقصه وتخبره بالتعديلات التي تمت في الأوراق وتنصرف فالظلام قد حل 
ووضعت ملف المناقصة علي الطاولة التي أمامها
وخرجت من الشرفه التي تطل علي المسبح والحديقة 
لتستنشق الهواء بمتعه 
وفجأة انصدح صوت المفرقعات عاليا فألتفت تتأمل الأضواء في الظلام فيبدو يوجد حفله في أحدي الفلل القريبه 
كانت تتابع انطلاق المفرقات بأشكالها ولم تدرك ان كلما تحركت قدميها للخلف اقتربت من المسبح 
وأنزلقت قدماها لتهوي في ماء المسبح  
الفصل الثالث عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
شهقت شهقات متتالية وهي ترفع رأسها من أسفل الماء ولخبرتها القليلة بالسباحة ولحظها ان حمام السباحه لم يكن ممتلئ بالكامل تحاول ان تخرج دون مساعدة  
لتجد جاسم متسع العينين وقد خرج للتو من الشرفة مصډوما
بتعملي ايه هنا 
سؤال كان عبقريا فالمواقف تظهر أحيانا عبقرية عقولنا الخارقة
وبدء عقله يستعب الموقف فأنفجر ضاحكا وهو يقترب من حوض السباحه كي يلتقط يدها ولكنها نفرت يده الممدوده وصعدت بمفردها بملابسها المبتله صاړخة بوجه 
انت بتضحك علي ايه 
فما زاد من صړاخها الا ازدياده بالضحك فمهرة تقف أمامه يقطر الماء منها ونظارتها في يدها وتمسح عيناها 
لو سامحت بطل ضحك 
هتفت بنرة ممتعضه ليتوقف جاسم عن الضحك متسائلا بجديه 
اوعي تقوليلي كنتي نازله حمام السباحه تعومي بهدومك 
ليتهكم وجهها من سخافة الموقف 
رجلي اتزحلقت ووقعت 
فعاد يضحك مجددا وهو يتخيل الموقف 
انت ماصدقت تلاقي حاجه تضحك عليها 
ونظرت إلي ملابسها بيأس فكيف ستعود لمنزلها هكذا 
انا هروح كده ازاي 
وعطسة فجأه ليدرك ان الموقف بات سخيفا وأنها إذا ظلت هكذا ستمرض وزفر أنفاسه بقوه وهو يهتف 
ياهدي 
لتأتي هدي اليه مصدومه من هيئة مهرة ولكن سريعا ماتجاوزت صډمتها 
خدي مهرة أوضتي فوق وشوفيلها اي حاجه تلبسها 
وسارت من امامه تعصر ملابسها الغارقة بالمياة تتحاشا نظراته 
ووقف يطالعها يضرب كفوفه ببعضهم 
البنت ديه مواقفها فظيعه 
وعاد يتذكر هيئتها فأبتسم 
صعدت إلي غرفته مع هدي التي ذهبت تجلب لها شئ من ملابسها
نظرت لغرفته الواسعه ثم ركضت للمرحاض كي تزيل عنها ملابسها المبتله 
وبعد مرور عشر دقائق كانت جالسه في المرحاض الفسيح تقلب في أنواع الزيوت العطرية والشامبوهات التي لأول مره تراها
أعجبها الحمام بكل مافيه 
الفلوس حلوه برضوه 
وأمسكت أحدي علب الشامبوه تشم رائحته 
ريحته حلوه اووي اما اسأل مدام هدي علي سعره عشان اجيبه ليا انا و ورد 
وطرقت هدي باب المرحاض 
الهدوم قدام الباب هنزل اعملك حاجه سخنه وأطلعلك تاني
وفور مغادرة هدي ألتقطت الملابس الموضوعه أرض وأغلقت باب المرحاض لتنظر للملابس فتجدها واسعة بعض الشئ فالسيدة هدي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكن طولها قريب منها لا يتعدي الفارق ثلاث سنتي 
كانت الملابس عباره عن بلوزة قطنية بأكمام وبنطال قطني يبدو أنها ملابس خاصه بالنوم 
ونظرت لوسع الملابس عليها وخرجت بعد ان جففت شعرها وعقدته كما كان 
لتجد هدي تدلف للغرفة بكوب من الليمون الدافئ 
تناوله لها 
اشربي ياحببتي عشان متتعبيش
فتناولته منها ليأتي دور سؤال كيف سقطت فأخبرتها وهي ترتشف من كوب الليمون 
لتضحك هدي فتنظر إليها مهرة بأمتعاض فالكل يضحك عليها 
حتي انتي يامدام هدي 
فتمتمت هدي بأعتذار 
أسفه يابنتي بس الموقف فعلا مضحك 
وجاهدت علي كتم ضحكتها لتضحك مهرة هي الأخرى 
يعني هي جات عليكي يامدام هدي ما السيد جاسم ماصدق
فأبتسمت هدي وهي تربت علي ذراعيها بحنو
كلنا معرضين لمواقف زي ديه واسوء كمان وكله بيتنسي
وأنهت مهرة احتساء الليمون متذكرة ماكانت ترغب في السؤال عنه وسألت هدي بالفعل لتبتسم هدي وهي تجيب
ديه كلها حاجات مستورده وبلاش اقولك علي السعر 
فطالعتها مهرة بفضول 
ليه يعني قولي يامدام هدي
أصل ريحته عجبتني
وفتحت فاها كالبلهاء بعد ان أخبرتها هدي عن سعره 
يارتني ماكنت سألت 
وناولت هدي الكأس الفارغ
شكرا يامدام هدي 
وتابعت برجاء 
ياريت تحاولي تنشفي هدومي بسرعه 
فتذكرت هدي أمر ملابسها ونهضت كي تأخذها
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 99 صفحات