رواية بقلم سهام صادق
لتجعل الخادمه الأخري تهتم بأمرهم
وأنصرفت هدي للأسفل وأخذت مهرة تتفحص الغرفة
اوضه مش بطاله
وضحكت وهي ټضرب جبهتها
هنكدب علي نفسنا
ووجدت باب آخر صغير في الغرفه فذهبت نحوه ونظرت داخله
هي ديه بقي الاوضه اللي بيقولوا عليها غرفة الملابس ياسلام ياسلام علي العز
وتابعت وهي تدلف لداخل الغرفة الموضوع بها ملابسه بعناية
وأنبهرت من كم الملابس الأنيقة المتنوعه ونهرت نفسها
ايه اللي انا بعمله ده
وخرجت من غرفة الملابس تجلس على فراشه الواسع منتظرة بملل قدوم هدي لها بملابسها
ومر الوقت حتي بدأت تشعر بالنعاس لتنظر إلي الوقت فالساعه أصبحت التاسعه مساء
ونهضت نحو الأسفل تستجعل هدي حتي لو سترتدي ملابسها مبتله
بدوري علي مين
فتأففت بحنق
مدام هدي انا عايزه هدومي عشان أروح
وزمت شفتيها بضيق ثم عطست بقوه
وأقترب منها جاسم وكاد ان يضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها فأشاحت وجهها بعيدا عنه
تعالي اقعدي ارتاحي
وجلست بالفعل تنتظر ملابسها وأصبح مشروب ساخن يأتي وراء أخر وجاسم يجلس علي مقربة منها تخبره بما أخبرتها به مني عن التعديل الذي تم بعدما أمر هو بذلك
وعطست بوجه ليبتسم قائلا
انا ماصدقت الدور بدء يخف من عندي
فضحكت ولأول مرة تضحك معه دون ان تشعر ببغضها عليه
فضحك علي تعبيرات ملامحها ووجدها تنهض بفزع
الساعه 11 انا لازم أروح
ووقفت تدور حولها تهتف
يامدام هدي الله يخليكي انا عايزه أروح هاتي الهدوم حتي لو لسا مبلوله
لتأتي لها هدي بالملابس وهي تتنهد براحه
لاء كل حاجه تمام
وصعدت درجتان نحو الأعلي ولكنها عادت تنظر الي هدي بأرتباك ونظرات جاسم تخترقها
فسارت هدي امامها لتتبعها وجاسم يقف يطالعها مبتسما من أفعالها المجنونه
وعادت إليه بعد ان ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وكادت ان تغادر مهرولة كي تلحق مواصله لبيتها ولكنها وقفت علي صوته
مهرة السواق بره هيوصلك
ونظر لساعه يده
الوقت أتأخر ومينفعش تروحي لوحدك
وكادت ان تعترض الا أنه أشار بحزم
ولحاجتها لتلك المواصله أرضخت لأمره وأخرجت هاتفها لتجد ان البطارية فارغة فعلمت سبب عدم مهاتفة ورد لها
وقفت ورد بلهفة عندما رأتها تدلف من باب الشقة
اتأخرتي كده ليه يامهرة انا قلقت عليكي
فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله كانت لا تريد أن تحكي ولكن
لاء انا لازم احكي يمكن أنسي
فأتسعت عين ورد متسائله بقلق
ايه اللي حصل
لتقص عليها مهرة كل ماحدث لټنفجر ورد ضاحكه
أوسكار انيل موقف ياكسفتك يامهرة
وركضت ورد وهي تري الشړ علي وجهها لتجد فجأة حذاء يضرب ساقيها
ماشي ياورد
وضړبت علي فخذيها بضيق
حتي انتي ياورد
وندبت حظها
اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء
لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة
كل حلفائك خانوك ياريتشارد
وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو
في غرفة يحاوطها الظلام كانت رقية تغمض عيناها بآلم لا يراها إلا كشقيقه مازال يذكرها بالحلوي التي كان يجلبها لها وهي طفله وزفرت أنفاسها وهي تتمتم أسمه بأمل
أمتي يامراد هتحس بمشاعري
وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام وانفصاله عن زوجته بعد أشهر يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد
منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها وعطست بقوة
جعلت مني ترفع رأسها من علي الأوراق
يرحمكم الله
وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها
ديه المره العشرين
فوضعت مهرة المنديل علي أنفها تجاهد ان تكتم العطسه الحاديه والعشرون كما تحسب مني
ولكن خرجت عطستها
وأستنشقت الهواء متبرمه متذكره ماحدث أمس
وعلي طيف ما تذكرته عطسة للمره التي تنسي عددها
يرحمكم الله يامهرة
فأتسعت عيناها وهي تجده أمامها مبتسما يطالعها غامزا بعينيه
سلامتك
أنشغل الصغير في لعبته الألكترونيه وخرجت ورد للشرفة التي تطل علي منظر ساحر تتأمل صفاء السماء والهواء يداعب وجهها
ولم تشعر بكنان الذي وقف خلفها يسمع تنهيداتها القويه التي تخترق صدره وتقدم منها ليقف جانبها
وقد فزعت من وجوده ولكنها تمالكت نفسها
الجو رائع أليس كذلك
فتمتمت ورد ومازالت نظراتها مصوبه للامام
سيكون مكان جميل جدا جدا
فأبتسم وهو ينظر إليها
انتي أيضا جميله ورد
فأتسعت عين ورد وقد سكن جسدها من الحركه
فوجدته يميل نحوها
لماذا تخجلي من عبارات المدح ورد
فأبتعدت عنه پصدمه
ماذا
فأتسعت أبتسامة كنان
انا رجلا لا يخفي مشاعره إذا رأي شئ جميل او أعجبه شئ ولا أخجل من ان أعبر عن ما يدور بعقلي
فأشتعلت وجنتي ورد حرجا
اعلم أنك منجذبه لي ورد
لتنظر اليه پصدمه فقد لاحظ نظراتها نحوه وفركت يداها بتوتر وهي تنظر لجواد المنشغل بلعبته ثم
أتجهت نحوه بخطوات سريعة
عن أذنك سيد كنان
صافح جاسم مراد بعد أن انتهي من امضاء عقد عمله فقد أصبح مدير المصنع بدل من السيد شوقي
وخرج من غرفة جاسم بعدما فهم منه اخطاء شوقي
ليقع عيناه علي مهرة وهي تعطي لمني بعض الأوراق المطبوعة فحين جاء لم يقابلها
أنسه مهرة
فألتفت مهرة نحو الصوت متذكرة مراد ووالده السيد عماد الرجل الضحوك
ازيك يا أستاذ مراد
فأبتسم مراد بحبور
كويس انك لسا فاكرة أسمي
فطالعته مهرة وهي تتسأل
حضرتك هتمسك المصنع مش كده
فحرك مراد رأسه بنعم
جاسم حكالي علي اللي انتي عملتيه وانك اكتشفتي الفساد اللي فيه
وتابع بفخر
انتي شخصيه تستحقي الأحترام يامهرة
فتوردت وجنتيها من اطرائه لتجد جاسم يخرج من مكتبه فيبدو أنه لديه إجتماع بالخارج
وتفاجئ من وقوف مراد معها متسائلا
انت لسا هنا يامراد
فنظر مراد نحو مهرة التي حاشت نظراتها عنهم
كنت بسلم علي مهرة
وسار مبتعدا بخطواته
يلا مع السلامه عشان ألحق اوصل المصنع
ووقف جاسم يطالع مهرة بأعين متفحصه فأبتسامتها كانت تنير وجهها مع مراد ولكن عندما جاء هو تلاشت وانصرف خارج المكتب بل الشركه بأكملها
أسند أكرم شقيقه كرم الذي يترنح من اثر الشرب
شقيقه يأتي كل يوم هكذا ووالديه في غفوتهم اما في محلاتهم التي يزداد عددها او نائمون لا يبحثون ورائهم
كانت الساعه الثالثة وهو يضع شقيقه علي فراشه
تاني ياكرم رجعت للشرب تاني والسهر في الكباريهات
فتمتم كرم وهو بعالم أخر
هش هضيع الكيف اللي متكيفه
لينظر أكرم لشقيقه بلوم
طب المره اللي فاتت مهرة نجدتك من السچن
ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ
ليزفر أكرم أنفاسه بضيق
محدش ضيعك غير دلع ماما
ډفن وجهه في عنقها وهو يستنشق رائحتها التي افتقدها فأخذت تبتعد عنه
موافق علي شغلك يامرام
فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها
وحشني حضنك اووي
تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحړام
يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا وتبتسم له
شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا أما ورد كل شئ معها مختلف
منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته وكأنها تخاف من شئ
تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها
واستأذن معاذ منها ليتابع عمله لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم
أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما
وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين وكان ردها
قولهم شكرهم وصل انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق
كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم
ياذوق انتي فاكره نفسك فين يامهرة
وعاد من شروده وأبتسم
وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين
فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم
ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها
فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق
انا ماليش في الأجواء ديه لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها
وألتفت بأرتباك لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع
كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي
ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها
اعتبريه يوم ترفيهي
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد فمد لها يده كي يساعدها للصعود
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت
بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه
ليندمج جاسم بعدها معهم فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي