الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 13 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


التغير كان من أجل أطفاله وتذكرت صغيريها بشوق وقلق علي وجودهم مع مربيه كانت ترفض وجودها ولكن الضرورة قد حكمت 
وظهرت إحداهن تتباطأ في خطواتها وكل نظراتها تتفحص ذلك الواقف بجانب زوجته الشارده يضمها لصدره 
لتهمس لمن يقف جانبها 
شكله مش غريب عليا
ليبتسم الرجل وهو يطالع سيدته 
كريم الشرقاوي اخو جاسم الشرقاوي

لتتفحصه بأعين راغبه فمن يعجب مشيرة الشناوي لا بد ان يكون لها 
جلست ورد بأرتباك بجانب مهرة التي أندمجت مع احد المسلسلات الدراميه وأخذت تبكي وكأن لديها واجب عزاء لتنظر إليها ورد بتأفف من ألقائها المناديل الورقيه عليها 
وتنحنحت بحرج 
مهرة
لتكمل مهرة المسلسل بأندماج 
عايزه ايه ياورد قاعدتك ديه فيها حاجه
لتبتسم ورد علي فهم شقيقتها لها 
من غير لف ودوران سيد كنان عزمني معاه هو وجواد على فسحه 
لتترك مهرة علبة المناديل جانبا وتلتف نحوها تطالعها 
ويفسحك بمناسبة ايه يابنت زينب 
فأرتبكت ورد وهي تنظر في عين شقيقتها ثم أخذت تسرد لها سبب وجودها معهم 
ديه من مهام وظيفتي
لتتأفف مهرة بحنق 
انا الشغلانه ديه مكنتش داخله دماغي قال جليسة أطفال 
روحي ربي نفسك الأول
لتضحك ورد بعلو صوتها فشقيقتها اليوم بغير طبيعتها 
وقبل ان تسألها ورد عن مابها 
كان صوت حمادة صبي الحج اسماعيل يعلو بصياح 
يااستاذة مهرة ياست الاستاذة 
لتنظر مهرة لشقيقتها 
انا قولت اليوم ده باين من أوله 
وذهبت نحو الشرفة تحت نظرات ورد 
شيكا اتقبض عليه في القسم في خناقة
لتلتف مهرة نحو شقيقتها بحنق 
شايفه الليله باظت  
فطالعتها ورد وهي تتجه نحو غرفتها ثم أنفجرت ضاحكة 
كان جاسم جالس في مكتبة يفكر في كل ما أخبرته به مهرة فرغم حنقه منها ومن أفعالها الا أنه لن يترك الأمر وسيفهمه ليعلو رنين هاتفه 
فلم تكن الا رفيف التي أصبحت تغزو عقله في الآوان الأخيره فيبدو ان الرجل حين يرغب بالمرأه يرغب بمن يجدها الجزء الجميل الناعم بحياته  
جلست على مقعدها بأسترخاء ثم فتحت صفحات الجريدة التي جلبتها اليوم معها فاليوم قررت الا تعمل 
لتسألها مني بأبتسامة هادئه 
خلصتي شغلك مع الأستاذ مسعود 
لتحرك مهرة رأسها بصمت فحدقت بها مني للحظات ثم أكملت عملها 
فيخرج جاسم من غرفته ناظرا إليها ثم نظر الي ساعته 
تأخير ساعتين
لترفع مهرة عيناها نحوه 
ساعتين ونص وتلت دقايق وثانيتين 
فلم يجد جاسم مايقوله فلو تحدث الأن سليفظ ألفاظ لم يلفظها من قبل 
كانت مني تتابع عملها وهي تكتم صوت ضحكاتها
ليقترب جاسم منها وأخذ الجريدة من يدها 
مش وقت ثقافه دلوقتي 
وتابع وهو يخطو نحو الخارج 
حصليني عشان هنروح المصنع نشوف العمال 
لتتسع عين مهرة بغير تصديق وحملت حقيبتها وركضت خلفه 
لتنظر مني نحوها وهي تبتسم
وفقت ورد تتأمل مدينة الألعاب بأنبهار فلا تتذكر أنها حصلت يوما علي نزهة هكذا كانت جميع نزهاتها كأي أسرة بسيطه تقضي نزهتها في الحدائق العامه وكلما كبرت هي وشقيقتها مع مرض والدتهم رحمها الله وقلة المال الذي يبعثه لهم والدهم 
كانت المسئولية تثقل عليهم فأصبحت حياتهم تدور في كسب لقمة العيش 
ليتأملها كنان بعد ان وضع جواد في أحد الألعاب وأطمئن عليه وأقترب منها 
لأول مرة تأتي لهنا ورد 
فحركت رأسها كالأطفال وهي تنظر حولها بأستمتاع 
ليبتسم كنان علي هيئتها  
هل من حدثتك في الهاتف منذ قليل شقيقتك 
لتنتبه ورد لسؤاله 
نعم شقيقتي مهرة
فتعجب كنان من الاسم قليلا ثم صمت وهو يتابع جواد الذي يمرح 
ووجد ورد
تبتعد عنه فتابعها بعينيه
ليجدها تجلب أحد الألعاب التي تمثل شكل زهرة عباد الشمس 
وعادت اليه وعلي وجهها أبتسامة سعيده 
وماكان منه الا ان أبتسم لينهي جواد لعبته ويركض نحوهم مطالبا بصعود لعبة أخري ولكن معهم
وقد تم ما أصر عليه الصغير رغم خجل ورد وعدم رضي كنان ولكن مع جواد يتغير كل شئ 
وصعدوا لأحد الألعاب العائليه وجواد يخفي رأسه في حضڼ كنان مستمتعا اما ورد كانت تجلس مرتبكة خائڤة 
خالو ألتقط لنا صورة هيا هيا
ليضحك كنان وهو يقبله علي رأسه ونفذ له ما طلب بكل سرور
حاولت ورد الأبتعاد عن الصوره وقد ظنت انه لم يلتقطها ولكن كنان ألتقطها معهم متأملا أرتباكها 
وعيناها الهاربة منه
تفاجئ جاسم بتجمع العمال مرة أخرى ولكن هذه المرة يطالبوا بتنفيذ ما قالته مهرة 
كل شيء كان يأتي إليه في مكتبه بصورة مجمله ولكن اليوم اكتشف الفساد الذي يعانيه هذا المصنع 
وعندما أنتبه السيد شوقي لوجوده تبدلت ملامحه فجاسم يخبره دوما بقدومه قبل ان يأتي ولكن اليوم لم يظن أنه سيأتي واڼصدم من وجود مهرة التي كانت تتبعه 
وأرتبك عندما وجد نظرات جاسم الجامدة نحوه 
وصفق جاسم بيديه بقوة من أجل ان ينتبه اليه البعض 
ليصبح بعدها المكان ساحة ضخمه من العمال وقد اخذوا يخبروه بكل شئ غير خائفين 
القرار اللي اتاخد امبارح مظبوط واتمضي عليه 
وتابع بصوت قوي 
المصنع ده مصنعكم انتوا بتعبكم وبعتذر من كل شخص فيكم علي اللي حصل رغم أني كنت فاكر ان كل حاجه ماشيه تمام 
واخد ينظر إلى شوقي بجمود ولأعوانيه 
ليتهلل اسارير العمال وتقف مهرة متعجبه من طريقة سيطرته واقناعه ففي لحظه أصبح العمال ملتفون حوله بحب هاتفين بأخلاصهم للمصنع وحبهم للعمل
لتهمس وهي تطالعه 
سبحان مغير الأحوال امبارح كنت رافض قراري النهارده واقف بتأيده
وتابعت بفخر 
عشان تعرف قرارتي ديما صح
ليلتف نحوها جاسم وقد كانت خلفه مباشرة وقد سمع جملتها الاخيره 
هما هيتكفؤا اما انتي هتتعقبي 
وتركها وانصرف نحو الاعلي حيث غرفة شوقي
منذ فترة طويلة لم يشعر بتلك السعادة سعاده خلقتها فرحة جواد وشعور أخر بدء يتغلل داخل قلبه وكلما كان يلتف كان يجد ورد أمامه تضحك كالأطفال تضع بيدها علي فمها تكتم صوت ضحكتها 
وأنقبض قلبه وهو يري أحدهم يصدمها دون قصد لتتعرقل قدمها في طرف فستانها لتجد نفسها تهوي علي الأرض بيديها التي انجرحت 
ليقترب منها كنان بلهفة جاثيا على ركبتيه أمامها 
ورد هل انتي بخير 
وألتقط يديها لينظر إلى تلك الخدوش واخرج منديلا من سترته ليمسح الډماء البسيطه من علي يديها  
كانت ورد تنظر إلي مايفعل كالمغيبة الي ان وجدته يهتف بأسمها مجددا 
تؤلمك هل نذهب للمشفي 
فأتسعت عيناها ونظرت حولها وشهقت بفزع 
ليطالعها كنان متسائلا
مابكي ورد 
لتنهض من أمامه وتبتعد عنه بخجل تحت نظراته المتعجبه ولم يقطع تلك اللحظه الا جواد الذي انهي لعبته وركض نحوها 
انهي نقاشه بحزم مع شوقي وأتباعه وقد أخبرهم ان من سيمسك الأداره شخص جديد 
كان شوقي يتبعه وهو يخبرها بحسن نواياه 
ونظر جاسم حوله يبحث عنها ليجدها تجلس وسط بعض العمال تأكل معهم وتضحك فقد كان وقت استراحتهم 
فوقف يطالعها وهو لأول مرة يراها هكذا مهرة تضحك وجنتيها تصبح ورديه غمازتها اليمني تظهر بوضوح 
شعور عجيب في تلك اللحظه بدء يسير داخله وعندما رأته اختفت ضحكتها وعادت إلى الوجه الذي اعتاده فضاع سحر تلك اللحظه 
وسار من أمامها بوجه جامد بعد ان ألقي بتعليماته على شوقي وان مهامه قد زالت
لتضع مهرة كأس الماء الذي ترتشف منه وشكرت العمال بلطافة وكأنهم أصبحوا أسرة واحده
وخطت بخطوات سريعة للخارج نحو السيارة 
لتجدها قد أوشكت علي الحركه لتهتف بحنق 
أنت هتسبني في الصحرا ديه 
وتابعت وهي ټضرب كفوفها ببعضهما ولكن بصوت خاڤت 
يعملها انا عارفاه 
وصعدت السيارة بجوار السائق تزفر أنفاسها بحنق 
الواحد يقول هنمشي اي حاجه ولا انا هوا 
ليميل جاسم بجسده نحوها 
بالظبط انتي هوا شئ مش مرئي 
ليحتقن وجهها ليعتدل هو في جلسته ممسكا بهاتفه يتفحصه ببرود يجيده 
وعادت لوضعها تنفخ أنفاسها بقوه إلى ان رن هاتفها 
ايوه ياحماده مين ده اللي عايزني أرفعله قضيه 
وأسترخت في جلستها بزهو واخذت تعلو من نبرة صوتها 
طب اديله ميعاد علي بليل كده اكون خلصت أعمالي المهمه
كان جاسم يستمع لمحادثتها ساخرا الي ان انهت المكالمة
هايل شغل الصبح وشغل بليل في الكشك الصغير اللي اسمه مكتب ده
لتلتف نحوه مجددا بحنق 
محدش طلب وجهة نظرك في مكان شغلي 
وأتسعت عين السائق وهو يتعجب من ردها وأستمتاع رئيسه بذلك فقد رأي بعينيه نظراته حتى انه تعجب 
ونظرت له بأحتقار وعادت لوضعتها تسبه 
فأبتسم بمتعه وهو يري حنقها
عادت ورد من عملها تنظر الي خدوش يديها ووجدت مهرة تجلس تنتظرها بقلق 
اتأخرتي كده ليه ياورد 
فأبتسمت ورد وهي تتذكر تفاصيل اليوم وتنهدت بسعاده جعلت مهرة تحدق بها بقوة 
ثم نهضت من مكانها لتنظر ليديها 
مالها
ايدك ايه اللي حصل
فأزالت ورد
حجابها وجلست علي الأريكه بأسترخاء تقص عليها تفاصيل اليوم 
كانت تري السعاده بعين شقيقتها كلما تحدثت عن لطافة ذلك المدعو كنان معها
وهذا مالم يسعدها فورد دوما تبهر من لطافة الأشخاص كما كان ماجد يبهرها 
لتربت على ذراعها قائله 
طب قومي ناكل عشان جعانه
ورفعت يداها وهي تتذكر جاسم 
منك لله 
لتتسأل ورد بجوع رغم ان كنان قد أخذها هي وجواد لأحد المطاعم ولاحراجها لم تأكل الا القليل 
معقول مهرة عملت اكل 
ووضعت بيدها على بطنها 
هناكل ايه
لتذهب مهرة نحو المطبخ بصمت ثم تعود بعلبتان من الكشري وترفعهم بزهو وهي تحرك أهدابها 
كشړي وجبه سريعة ومضمونة
لټنفجر ورد ضاحكة وهي تنهض نحو غرفتها 
ياريتني كنت أكلت مع جواد كان لازم الواحد يتكسف 
أخذ يجفف شعره بعد ان أنعش جسده بحمام دافئ 
وجلس على فراشه يتذكر تفاصيل يومه بأبتسامة 
ونظر لموضع هاتفه ليتأمل الصور التي ألتقطها لها مع جواد وصور قد ألتقطها وهي معهم ولكن كانت تبتعد عن الصوره كي لا تظهر فيها
يتعجب من أفعالها ورغم ذلك يشعر بالشغف نحوها 
وتمدد على فراشه ليقطع رنين هاتفه تلك اللحظه 
متأملا رقم سيلا 
نعم سيلا
وتنهد بملل وهو يستمع لعبارات الشوق التي هي بارعة فيها
كما تحبي 
واغلق الهاتف بعد ان أخبرته برحلة سفرها 
تنفست براحه بعد ان علمت من مني ان جاسم سيغادر اليوم مبكرا 
كده انا اقدر أروح بدري وافاجئ ورد واعملها أكل 
وتابعت وهي تخطط لما ستفعله 
وأنضف الشقه ورتب ال
لتجد جاسم يقف أمامها ومازالت تفتح فمها لتكمل عبارتها 
يلا 
لتغلق فمها وتطلق للسانها العنان 
يلا ايه 
وتابعت بأمل 
اكيد يلا عشان اروح شكرا يافندم بجد كلك 
وضغطت على شفتيها وهي تخرج الكلمه 
ذوق
وأخذت حقيبتها وخطت بخطوات سريعه من أمامه ولكن 
انا أذنتلك بالأنصراف انتي ناسية انك المساعده الشخصيه بتاعتي 
وتابع بتهكم 
قدامي ياأستاذه وقتك يخلص في الشركه لما انا أسمح بكده
ومن صوت همهمتها علم بأنها تسبه كالعاده 
وتحركت خلفه لتبدء مشوار جديد معه 
وتعجبت من دخول السيارة منزله دون ان يخبرها لما هي هنا 
لو حابه تدخلي تشربي حاجه اتفضلي لو مش عايزه براحتك 
وانصرف من أمامها لتهتف بحنق 
شكرا علي ضيافتك اللي ملهاش لازمه إنسان عديم الډم 
وظلت تنتظره إلي ان وجدته يأتي نحوها بملابس رياضيه وأتسعت عيناها لمظهره الشبابي الذي تداريه ملابسه الرسميه 
لتجده يقف أمامها ملوحا بيده أمام عينيها 
مش معقول اكون عجبتك ياحضرت الافوكاتو
فنفضت رأسها سريعا وهي تشيح وجهها بعيدا عنه 
وشهقت بفزع وهي تجده يرمي حقيبته الرياضيه اليها 
وسار نحو سيارة أخرى حديثة الطراز بيضاء اللون 
كي يقودها هو بنفسه 
لتنظر مهرة للحقيبه بغل وكادت ان ترميها الا أنه أشار إليها بتحذير 
هفضل مستنيكي
 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 99 صفحات