رواية بقلم سهام صادق
كلامي معاكي أمبارح
فأبتسمت ورد لطيبة أكرم
مين ده اللي كان واقف معاكي ياورد
فأخبرته ورد بهويته الي ان اخبرها بحب أخوي قد شعرت به
خلي بالك من نفسك ياورد لو احتاجتيني هتلاقيني ديما جنبك
فأرتسمت السعاده علي شفتي ورد وحركت رأسها بحب
جلست مهرة في محل البقالة تنفخ في أظافرها بظفر متذكرة مافعلته في المطعم فقد أخبرتهم بوضع شطه حاړقة بالطعام
ووضعت بساق فوق الآخر وأخذت تهز قدميها
بكره مش بعيد
اما جاسم كانت عيناه تشع ڠضبا وهو ينظر لضيوفه وهم يتمتمون بحنق عن الطعام ويرتشفون الماء
وصدح صوته پغضب علي ياسر بأن يتصرف بهذا الأمر ويحله
وبالفعل تصرف ياسر سريعا معتذرا أنها غلطت أحد العمال وتم تقديم طعام لهم اخر مشهور لدي دولتهم وقد نال استحسانهم وهم يرون أتقان صنع طعامهم
وأنقضي اليوم ليقترب ياسر من جاسم مخبرا إياه عن هوية من فعل تلك الفعله
الفصل الثامن
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
تأملتها مني مبتسمة وهي تراها تمسك احدي قطع الشيكولاته تأكلها بمتعه كل يوم أصبحت تكتشف فيها شئ مختلف يذهلها لترفع مهرة عيناها نحوها تشير إليها إذا أرادت فأبتسمت مني وهي تعود لعملها
ثم تسألت وهي تطالع بعض الملفات
اللي يشوفك النهارده ميشوفكيش أمبارح
فأبتسمت مهرة وهي تأكل أخر قطعه وأسترخت بعد ان انتهي مذاق طعمها في فمها
هو ده حال الدنيا يوم نزعل ويوم نتبسط
فضحكت مني علي تعبيرها لتضحك مهرة وهي تعلم حقيقة أنبساطها وتغير مزاجها
وأنشغلت كل منهما بعملها الي ان دلف جاسم لداخل المكتب مطالعا مهرة بوجه محتقن
صباح الخير يامني
لتجيب مني علي تحيته كالمعتاد
وأختلست مهرة النظرات إليهم هاتفة داخلها
وانا ايه هوا مافيش صباح الخير
وأندمجت في مطالعة الحاسوب تنقر بالموس علي اي شئ الي ان ينصرف
وشعرت بأقتراب خطواته منها ورفعت عيناها خلسة نحوه لتجده يحدق بها بجمود
وأنحني نحوها لترتبك هي أكثر الي ان أعتدل في وقفته
كانت مني تتابعهم بعينيها دون فهم
عشاء العمل بتاع امبارح يامني يتخصم من مرتب الأنسه مهرة
وتابع وهو يسير نحو غرفته
اتصلي بشئون العاملين عرفيهم كلامي يتنفذ مفهوم
فنهضت من فوق مقعدها متسائله
وهيتخصم مني كام بقي
فنظرت مني الي هيئتها ضاحكه وأخبرتها بجديه عن ثمن ذلك العشاء لتفتح مهرة عيناها على وسعهما
ده تمن شهرين شغل
وتابعت وهي تتجه نحو غرفته حانقه
هو فاكر نفسه مين انا مش هشتغل ببلاش ومش هدفع حاجه
ودلفت لغرفة مكتبه دون ان تطرق الباب لتجده واقف في منتصف الغرفة يعبث بهاتفه باحثا عن رقم ما
وألتف نحوها پغضب
انتي فاكره نفسك فين
وتابع وهو يشير إليها نحو الباب
بره ولا أعيد تاني
ليحتقن وجهها وهي تتقدم منه
الخصم هيتلغي وانا مش هدفع تمن عشا ضيوف جنابك
لتتجمد ملامح جاسم وهو يطالعها بتفحص
قراري هيتنفذ هتدفعي تمن اللي عملتيه أمبارح
لاء وكمان هتقابلي المستثمرين وتفسحيهم في شوارع القاهره
وتابع بتهكم
أصلهم عايزين يشوفوا حياتنا العاديه وانتي أنسب واحده للمهمه ديه بما أنك عايشه في السيدة زينب
لتبتسم مهرة وهي تمرر له سخريته وطالعته كيف يقف بشموخ وأعتدلت في وقفتها كي تصبح مثله
ومش خاېف أكسفك معاهم تاني
فلمعت عين جاسم بقسۏة وهو يرفع أصبعه بتحذير
حذاري يامهرة تعملي تصرف ميعجبنيش
وتابع وهو ينظر لهاتفه الذي بدء يدق
اللعب معايا فيه خسارة وانتي جربتي قبل كده
وأبتسم بسخريه قبل ان يشير إليها بالأنصراف
ياحضرت الأفوكاتو
أرتشفت ورد من كأس العصير الذي أمامها وهي تتأمل تفاصيل البهو الواسع الخاص بالفندق
فمنذ وصولها من ساعه وهي تجلس تنتظر جواد الذي خرج في نزهة مع السيد كنان كما أخبرها معاذ
واليوم علمت من معاذ صحة ماسمعته امس بأن كنان خال جواد وليس والده
ونظرت في ساعة يدها ذات اللون الطفولي بتنهد الي ان وجدت صوت جواد يعلو ويمسك بيد خاله ويقفز بسعاده
فأبتسمت لهيئة الصغير الحماسيه في كل شئ يفعله
ووضعت كأس العصير علي المنضدة التي أمامها
ووقفت تهندم فستانها البسيط منتظرة ان يلمحها جواد
وبالفعل قد رأها الصغير وتقدم نحوها مهللا بحماس
ورد
وأشار لها بأصبعه أن تنحني نحوه لتفعل ورد ذلك بحب لتجده يهمس بأذنيها
لقد أكلت فول اليوم
لتضحك ورد علي كلماته التي لها متعة خاصه وهمست مثله
وانا أيضا
ليرفع جواد حاجبيه بطفوله
هل صنعت لكي شقيقتك طعام مثل أمس
لتحرك ورد رأسها بنعم لتتسع عين الصغير متسائلا
ماذا صنعت
كان كنان يقف يتابعهم بعينيه ولا يعلم بما يتهامسون فيه ولكنه شعر بالراحه لأندماج جواد مع ورد
فأعماله ستبدء تتراكم ولن يصبح متفرغا للصغير
وسمع ضحكات جواد وهو يمسك يد ورد
هيا بنا لبيت الوسائد خاصتنا
قالها بطفوله جعلت ورد تضحك من قلبها
سنلعب لعبة السنافر
وسارت ورد معه بعد ان ألتقت عيناها بعين كنان
فأشاحت وجهها سريعا
ليقترب معاذ من كنان متسائلا
ما رأيك بها سيد كنان
لتظل نظرات كنان علي ورد جامده
مازالت تحت الأختبار معاذ
وأنصرف وطيف ضحكتها يقتحم مخيلته
جلس أكرم بجانب والدته يخبرها عن واجب ذهابها لمهرة وشكرها عما فعلته لشقيقه كرم
فأمتعض وجه والدته وهي ترتشف من كأس الشاي
لاء وقولي كمان نعزمها ونجبلها هدية
فنظر أكرم إليها
وفيها ايه يا ماما من حقهم علينا حاجات اكتر من كده
ليزداد حنق والدته والتي هتفت بعلو صوتها
ياعزيز تعالا شوف أبنك عايز ايه
ومصمصت شفتيها بضيق وهي ټضرب فخذيها بكفوفها
في ايه مالك ياسهير
واقترب من زوجته يجلس جانبها يطالع أبنه متسائلا
زعلت امك في ايه ياأكرم
ليزفر أكرم أنفاسه بقوه منتظرا رد والدته
ابنك عايز يركبني جميله مع بنت زينب ويقولي أروح اشكرها
وتابعت وهي تنظر لزوجها
هو كرم ده مش أخوها ولا ايه ياحج
فنظر اليها عزيز بأرتباك ثم رفع عيناه على أكرم الذي نظر إليه بأسف فالكلمه الاخيره كالمعتاد وكما اعتادوا هم أيضا لوالدتهم
اللي امك تشوفه ياأكرم أحنا هنعمله
ليتهلل أسارير سهير وأرتشفت أخر رشفه من كأس الشاي وهي تنظر لأبنها
عشان خاطرك أنت بس ياأكرم هروح انا وأبوك ليهم ثم تابعت بمكر
لتفتكر ان أمك وحشه ياحبيبي
وتمسكنت في جعل صوتها يبدو ضعيف
طول عمري طيبه وقلبي حنين ولا انت ايه رأيك ياعزيز
لينظر اليها عزيز بخنوع ثم ينقل نظراته إلى أكرم الذي تمني داخله ان يرى والده يوما يخالف والدته الرأي ولكن الاجابه كانت كالعاده
طبعا ياام الولاد
لتبتسم سهير بزهو وهي تربت علي كتف زوجها
ودعت ورد جواد
الذي بدء يتعلق بها ونظرت إلى ساعتها بأمل ان تجد مواصلة علي الطريق في ذلك الوقت
وعندما وصلت لبهو الفندق هتف معاذ بأسمها
أنسه ورد
لتلتف اليه بأبتسامة هادئه فأقترب منها معاذ مبتسما
في عربيه هتوصلك لداخل المدينه عند أقرب موقف للمواصلات
فأتسعت عين ورد دون تصديق فأمر العوده قد حل وتنفست براحه
شكرا يا أستاذ معاذ حضرتك متعرفش حلتلي مشكله الرجوع ازاي
فأبتسم معاذ وهو يتذكر اوامر كنان صباحا بتوفير لها سيارة وسائق
وقادها نحو الخارج لتجد السيارة تنتظرها وسائق بعمر والدها يقف أمام السيارة فزاد ذلك من راحتها اكثر
وصعدت داخل السيارة في المقعد الأمامي وتنهدت
ثم أسترخت في جلستها وصوت مذياع السياره يعلو بالقرآن الكريم
وقفت تنظر إليه خلسة وهو يلاعب الصغيرين بسعاده ويدغدغهم بلحيته علي أوجههم والصغيران يبتسمان وكأنهم يشعران بحب والدهم
فرفع كريم عيناه نحوها بصمت ثم عاد للهو مع صغيريه لتتذكر مرام آخر حديث دار بينها وبين مهرة منذ أيام
لو بتحبيه يامرام كملي حياتك معاه وأتخطي الماضي مدام اتغير الغلطه كانت غلطتكم انتوا الأتنين
وزفرت أنفاسها بآلم فكلما تذكرت تفاصيل زواجها منه وكيف أرغمته على زواجها تستيقظ چروحها
عادت ورد من عملها تبتسم علي كل أفعالها مع جواد وألتقت عيناها بآخر شخص تتمني رؤيته
أزيك ياورد
فنظرت إليه ورد طويلا إلي ان وجدت والدته تخرج من منزلها متأنقه
يلا ياماجد يابني
وحدقت بورد الواقفه أمام أبنها وأقتربت منها قائله بلؤم
ازيك ياورد ياحببتي
وأكملت وهي ترسم أبتسامة واسعة علي شفتيها
مش تباركي لماجد
وتابعت وهي تري نظرات ورد نحو أبنها الذي وقف يداعب شعره بيده التي تحمل دبلة زواجه
مراته حامل
فقټلت الكلمه أبتسامتها لتجد عين من كانت يوما أم خطيبها تتفرسها بملامح ثاقبه
مبروك
تعلثمت في نطق حروف كلمتها كما تعلثمت خطواتها وهي تسير مبتعده عنهم نحو بنايتها ثم ركضت لداخل شقتهم تداري آلامها ودموعها تتساقط
لتجد مهرة أمامها تحدق بها بفزع ودون كلام فتحت لها ذراعيها
دلفت مهرة لداخل الشركه وهي تعدل من الكاب الذي ترتديه لتنظر إليها مني ضاحكة
انتي طالعه رحله ولا ايه يامهرة
فطالعت مهرة غرفة مكتب جاسم حانقه
حاجه زي كده
لتبتسم مني ورن هاتف مكتبها وبعد ان أخذت الأوامر من جاسم أشارت لها بصمت ان تدخل له
فتقدمت مهرة من غرفة مكتبه ودخلت دون ان تطرق الباب
ليرفع جاسم عيناه عن مطالعة الأوراق التي أمامه
في حاجه أسمها أستأذن
لتنظر مهرة حولها ببرود
أظن أنك طلبتني فمش محتاجه أستأذن
ليحتقن وجه وهو يزفر أنفاسه بحنق
العربية اللي هتوصلك الفندق جاهزة وهيكون معاكي مترجم واي تصرف يامهرة
وقبل ان يكمل باقي عباراته
مبحبش حد يسمعني الكلام مرتين المرة التالته بقي لو قولت تهديدك هعمل اللي أنت خاېف منه
ولمعت عيناها بتحدي ليهتف هو بجمود
اتفضلي يلا وياريت الناس تتبسط
فضحكت وهي تلتف بجسدها متجها نحو الخارج
متقلقش ده انا هبهرك
لتتسع عين جاسم من كلمتها الاخيره
أبهرك ربنا يستر
كانت تتجول وسطهم في شوارع القاهرة
وهي تخبرهم عن كل شئ وشعرت بتخدر قدميها وتمتمت
هما مبيتعبوش زينا ليه
ونظرت إلى أعينهم المتحمسه لكل شئ يسمعوه منها
وجاء أحدهم يسألها عن أحد المساجد الاثرية وذلك بعد ان ترجم لها المترجم محتوي الكلمات فالشركاء الجدد كانوا أيطالين
لتحدق مهرة بالرجل الذي ينتظر إجابتها ثم المترجم
ماتقول اي معلومه يااستاذ معتز ولا انت ابيض
وكالعادة رد معتز منذ ان بدئوا الجوله
الثقافه عندي بعافيه حبتين ياأستاذة مهرة
لتحدق به مهرة بحنق
لاء ديه مش بعافية بس ديه ماټت وأدفنت
لينظر إليها معتز متسائلا
هي مين اللي ماټت
وضحك وهو يجدها تبعده عن طريقها
ثقافتك يا أستاذ معتز
وبدء الرجل يسأل مجددا هو ورفقائه الآخرين فقد كان عددهم ثلاثة
يا أستاذه مهرة قولي اي معلومه اكدبي ياستي في معلوماتك التاريخيه
لتتسع عيناها وهي تفكر في بعض الحكايات التي أتت بها من حصيلتها التاريخيه وبدأت تدمج المعلومات التي لا ترتبط ببعضها وسرحت فيما تقوله ليحدق بها معتز وهو يكاد ينفجر من الضحك
واعين المستثمرين تلمع بذهول مما يسمعوه وكل ماكان ينطقوه
يالها من حضارة عظيمه
وأخيرا إنتهت الجولة وكان في نهايتها لابد من حسن الضيافة وحسن الضيافة لا يكون الا بعشاء فاخر كما أخبرها معتز
ووقف معتز مذهولا من المكان