رواية صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر
لا تريد الا سعادته وتوفيقه ثم هبت واقفه تصفق بيديها وتجري اللي المطبخ فعادت وبيدها صحن مملوء بالمعجنات المشهوره بوطنها وعصير لتحتفل معه بطريقتها البسيطة لحصوله علي الوظيفة فمد يده التقط قطعة وهو يبتسم لها ابتسامه مهزوزه متحسرا علي حالها كيف لهذا الجمال وهذه البراءة تفني بسبب إعاقة ليس له
في قصر الشافعي وبالأخص بحجره يوسف الشافعي يستيقظ علي رنين هاتفه فيلقي بوسادته أرضا ويستقيم بجزعه ليلتقط الهاتف ويجيب بصوت ناعس ليقفز من فوق السرير عندما يأتيه صوت غليظ من الجهه الاخر
انت لسه نايم لحد دلوقت طبعا ماهي طابونه وانا ممسك الشركه لحبه عيال
عشان ايه يامحترم انت مش هتبطل هلس بقي العموم بسرعه تلبس وتكون بشركه انا في الطريق لو صلت قبلك أنت عارف هيجرالك ايه ومش هتقدر تضحك عليا زي كل مره يا بشمهندس يوسف
حاضر يا عمي حاضر
اغلق الخط ومسك شعر رأسه فهو يريد ضړب احدهم اليوم
ماشي يا عمي منا مقدرش أقول غير كده اما اشوف يا نج نج وابتسم وتحركه لدورة المياةالملحق بالغرفة
في منزل الريس صابر
تجلس امراه في العقد الخمسين ويديها يملؤها الذهب الذي يرن كلما حركت يديها عند حديثها ولكن هذه المراه ذو ملامح طيبه تنم عن نشأتها البسيطه كل حياتها زوجها رحمه الله عليه وابنها عامر الذي
وبالنسبه لغزل فتتمني لها الخير كله وان يأتي لها نصيبها ولكن ليس ابنها
في حجره عامر يجلس امام مكتبه شارد في هذا الصحن المملوء بالمعجنات صنع يديها وبيده اليمني ورقة كتب عليها اسمه بخط يديها لتعلم سيد ان هذا الصحن خاصته
صدرت منه هذه الكلمه من صدره تنم علي مدي الألم الذي يشعر به
يعلم انه صعب الوصول لها بسبب ظروفها
لما لايحاول مجرد محاولة? لعلها تستجيب وتريحه من عڈابه ولكن
اذا حاول ووافق هل امه ستوافق يعلم ان غزل لا يعيبها شي وان إعاقتها ليست بيدها انه قدرها ولكن امه هل تتقبلها زوجه لابنها ليريح قلبه !!
في الصباح لاحظت غزل المصباح يضئ فأسرعت لتفتح الباب لتستقبل محمد ببابسامه هادئة وقال لها
رفعت حاجبها باندهاش لتجده يجذب من وراء ظهره فتاه عابسه تفرك بيدها وملامحها فاضبه
في نفس عمرها
قال انتو هتفضلوا زي العيال لحد امتي مش هتكبروا بقي
انا كبيره علي فكره انا عندي عشرين سنه قالتها تقي بكبرياء
مدت غزل يدها لتصافح تقي لتزيل الخلاف
فنقي من صفاتها غيور جدا علي اخيها محمد وتغير اكتر عندما تراه يهتم بغزل اكتر منها ويرعاها اكثر منها
فقال ليقطع مزاحهم بقول ايه ايه رأيكم ننزل ناكل ايس كريم
انتبهت غزل لكلمه ايس كريم علي شفتاه فقفز بسعاده انها تعشق الخلوي والأيس كريم ككل الأطفال لا لا ككل الفتيات
بعد ساعه كان الثلاثه ينظرون الي البحر أمامهم ويأكلون ولله المثل الاعلي بمتعه قاطع استمتاعها يد علي كتفها لتنتبه
لما يقول
قال محمد ابقي أديني سماعه الأذن يا غزل ما تنسيش انا عرفت مكان ممكن يصلحها هيدتقريبا ممكن تحتاج بطاريه بس هزت رأسها بالموافقة
مر الوقت بينهم وهي تضحك علي مزاح محمد وتقي كانت تتمني ان تنطق وتمازحهم وان تستمع لصوت
كأنه يقيمها وعلي وجهه ابتسامة سخرية حاول الناس الفك بينهم وأنتهي الامر ان السائق ذهب لوجهته بعد ان القى نظرة اخيرةعليه
الفصل الثاني
افاقت من شرودها علي صوت محمد
يلا هي خروجه باينه من اولها
احست غزل پغضب محمد منها لانها تسرعت وتحركت دون تنتبه للسيارات فارادت ان تخفف عنه واقتربت منه ورفعت يديها اليمني امام عينه ليتدلي سلسالها أمامه عقد حاجبيه يسألها ماذا تقصد فسريعا فهم ان سلسالها لا يوجد به دلايته
فسألها الدلايه فين
رفعت كتفيها بانها لا تعرف وظهر الحزن علي وجهها في هذا الوقت كانت تقي تقف بعيدا تشاهد ماحدث وهي تغلي من الڠضب لاهتمام محمد أخيها بغزل أكتر منها كالمعتاد
بعد بحث وجد محمد دلايتها بمكان ما وأعطاها لها لترتديها ويتألق علي سلسال متوسط باسم غزل
تجد نفسها بفستان أبيض مملوء بزهور وردية وشريط ستان حول خصرها لينزل باتساع فوق ركبتها وفوق رأسها شريط مماثل ليتدلي شعرهاالطويل البني العسلي علي كتفيها الذي يصل لبعد منتصف ظهرها تقوم بالالتفاف حول نفسها بسعادة في وسط حديقة صغيرةلمنزل بسيط من طابقين وفجأة تجد فتاة أخري بنفس ملامحها ونفس الفستان تقف أمام المنزل وتشير اليها وتبتسم وتدور مثلها حول نفسها فتعلو ضحكاتهما معا تنتهي هذه الضحكات بصوت انفجار عالي الصوت لتجد المنزل اصبح كتلة من اللهب فتصرخ وتصرخ ولكن فجأة اكتشف ان صوتها لايخرج من حنجرتها فتنتفض من نومها لتجد نفسها بسريرها المتهالك تتصبب عرقا من هذا الکابوس الذي يلازمها دائما فتعود
بظهرها مره اخري وتشرد في ما حكته لها الخاله صفا من قبل
ايه ياهندسه مالك مش مظبوط انهارده
قالها شادي وهو يمد يده بة فشادي صديق يوسف المقرب ومساعده بالعمل وكاتم أسراره
محمد ولا حاجه هو اليوم لما يقفل من اوله بيفضل قافل لآخره
شادي خير يابني وهو في حاجه تقدر تقغلك ده حتي السهرة لسه بتقول ياهادي والبت نانسي في الطريق
فاقترب منه وهو يهمس له ماتخليك جدع وتقولها تعرفني علي حد من أصحابها
يوسف ههههه هو لازم من صحابها ما انت مش عاتق
شادي ياعم هما دول حريم نانسي برده حاجة تانية ومستوى تاني والبت بټموت فيك انا عايز واحدة زيها ياأخي كل مرة تتخانقوا والغريب انها اول ما اقولها يوسف تيجي جري
يوسف يابني إمكانيات لما تكبر ابقي اعلمك هههههههه
في منزل محمد
عاجبك الكلام اللي بتقوله بنتك دي يا امي
راويه لا مش عاجبني ولا انت عاجبني
محمد ليه يا امي هو انا عملت حاجه
راويهحبيبي انت لازم توازن في تعاملك انا عارفه انك بتحب أخواتك بس لازم تعدل
رفع حاجبه وقال اعدل هو انا متجوز اتنين عشان اعدل دول اخواتي
يابني لازم تتعود علي انك تعدل في كل شي مش الجواز بس عموما انا عارفه انت بتحب غزل زياده بسبب ظروفها بس حاول ما تحسسش تقي بكده روح بقي صالحها
خلاص بعد ما ارجع من الشغل عشان هستلم انهارده ادعيلي ياامي يوفقني ابنك نفسه يستقر بقي في شغلانه
راويهدعيالك يابني من قلبي وبدعي لإخواتك
لثم رأسها وودعها وتركها في ذكرياتها عندما تعرفت علي صفا وشقيقتها صفوه من عشرون عاما
في قصر الشافعي
في حجره الطعام بالأخص تحدث ناجي بضيق
هو لسه البيه ماصحيش
لالسه شكله رجع متاخر كالعاده قالتها ملك وفمها مملوء بالطعام
ناجي انا قولت قبل كده ماتتكلميش والأكل في بوقك كده
ملك سوري يا عمي ما اخدتش بالي
جايبين في سيره مين علي الصبح قالها يوسف وهو يتجه للجلوس بجوار عمه الذي رباه بعد مۏت والديه هو وملك
ناجي في سيره واحد معندوش ادني مسئولية تقدر تقولي ايه اللي اخرك بره امبارح كده !
يوسف بابتسامه كنت سهران مع شادي
زفر ناجي وقال عايزك تفوق شويه للشغل الفتره دي هكون مشغول عندي حاجات هتشغلني شويه
نظر ملك ويوسف لبعضهما نظرة ذات معني
ثم قال يوسف وهو يبتلع الطعام مفهوم مفهوم بس ياعمي انت لسه عندك امل انك تلاقيهم
ناجي لحد أخر نفس عندي أمل
يوسف بس انت قولت ان كل الدلائل بتأكد انهم ماتوا
ناجي هو شارد بس قلبي بيأكد أنهم لسه موجودين
يوسف في سره هتفضل عايش في الوهم
ناجيبتقول حاجه
يوسف لا ابدا بقول ربنا يقرب البعيد ثم هب واقفا وقال لملك
تروحي جامعتك بالسواق وهيستناكي لحد ماتخلصي وياريت بقي نخلص مش كل سنه تجيبي مواد
ملك بضيق خلاص بقي يايوسف مش كل شويه تفكرني خلاص
فهمت
في نفس الوقت بمنزل الريس صابر
يخرج عامر من حجرته مرتديا سرواله الجينز وقميص قطني يظهر من خلفه عضلات صدره فهو ذات جسد رياضي وذو ملامح شرقية تجذب اي فتاه من أول نظره فمن يراه لايصدق ان هذا الشاب المتخرج من كليه الطب صاحب مقهي ورثه من ابيه الريس صابر لقد اختار ملئ ارادته ترك العمل في مجال النسا والتوليد ليتابع مال أبيه الذي كافح كثيرا للحصول عليه واكتفي بإدارة هذا المقهي الذي تحول الي كافيه حديث بعد التعديل
صباح الخير يا أمي قالها عامر وهو يقبل يديها فربتت علي رأسه بيدها الحره وقالت
صباح النور عليك ياحبيبي ها هتفطر معايا ولا هتفطر في القهوة
عامر لا هغطر في القهوة افطري انتي ماتنسيش الدوا عشان ما تتعبيش
خاېف عليا يا عامر !!
عامر انتي بتسالي يا امي اومال اخاڤ علي مين !!
ام عامرلو پتخاف عليا حقيقي كنت ريحت قلبي وطمنتي قبل ما اموت
عامر ليه بس السيره دي الف بعيد الشړ عنك وكمان احنا مش قولنا كل شي بأوانه مستعجله ليه عليا ياستي اتجوز وخليكي تصدعي من كتر
العيال قالها وهو يداعب وجنتيها
ام عامر
ايوه ايوه كلني زي كل مره أديني مستنيه اما اشوف امتي هيجي اليوم ده
عامر ان شاء الله قريب بس ادعيلي انتي يلا سلام انا
عشان اتاخرت
ام عامر بتنهيده ونظرها معلق مع ابنها الذي تركها وتوجه للباب
دعيالك يابني يجعلك في كل خطوه سلامه
امام المقهي كان يقف عامر وواضع يده اليمني بجيبه وكل ثانيه ينظر الي ساعته فقطع تفكيره سيد وهو يقول داكتوور عامر انتي مستني حد
رفع عامر نظره للسماء بقله صبر وزفر
كام مره اقولك ما تقوليش دكتور انت مابتفهمش ولا عايزني اعلقك جوه انا هنا تقولي ريس عامر أو أستاذ عامر بلاش دكتور دي الله يسترك
سيد خلاص خلاص مش هقول تاني بس انتي مستني حد
ياالله يعني مش بتفهم وحشري اجري شوف الزبائن
تلفت سيد يمينا ويسارا وهو يرفع حاجبيه متعجبا فحتي الان المقهي خالي من الزبائن
فهم عامر مايدور بعقله فقال پغضب روح امسح الارض
فهز سيد رأسه سريعا وانصرف حتي لايتعرض لصړاخ عامر
بعد لحظات وقف عامر منتبها لمرور محمد وهو يلقي عليه السلام فجري اتجاهه يرد التحية
وعليكم السلام يامحمد قالها عامر بتوتر يحاول إخفائه
محمد اخبارك ايه والحاجه ام عامر صحتها عامله ايه !
هز رأسه وهو يقول الحمد لله بخير
محمد يارب دايما طيب بلغها سلامي عن إذنك
وهم بالانصراف الا ان يد عامر