الجمعة 29 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره المصرى

انت في الصفحة 65 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


اخد فرصتى 
اطلق زفيرا حارا وهو ينظر الى الاعلى 
وفرصتك دى لحد امتى 
يمكن اسبوع شهر سنة 
اتسعت عيناه فى تهكم 
سنة امم ومطلوب منى ايه دلوقتى 
أشارت براسها الى الباب 
تطلع تنام برة 
نظر الى حيث اشارت وكتف ذراعيه يسألها في خبث
متأكدة 
اجابت بثقة 
ايوة 
اخر كلام 

تلعثمت من قربه هذا فتراجعت خطوتين لتجيبه بسرعة
ايوة 
ابتسم وهو يقترب مجددا ليقبل وجنتها قبل أن يعود لينظر الى عينيها 
تمام تصبحى على خير 
وتراجع ليترك لها الغرفة الى ملحق صغير بالجناح تابعته غير مصدقة انه وافق بهذه السهولة 
كانت تتدلل عليه لا اكثر فقد اشتاقت الى مشاكسته بل الى كل شىء فيه 
اشتاقت حتى فرضه لمشاعره العاصفة تجاهها بالارغام لقد جنت تماما 
اما هو فأراد ان يرضي غرورها كأنثى لتكون لها الكلمة الاخيرة هذه المرة ايضا 
قرأ مشاعرها فى عينيها 
شعر باشتياقها اليه من ارتباكها وارتعادها بين ذراعيه ولكنها تكابر كالعادة 
حبيبته القديمة لم تتغير هي تماما دون اى زيادة او نقصان 
اغمض عيينه متظاهرا بالنوم حين شعر بها بالفعل تفتح الباب فى بطء 
بخطوات مترددة اقتربت حيث كان يرقد على فراش صغير 
چثت على ركبتيها تملأ عينيها من ملامحه وبأنامل مترددة مشتاقة مرت عليها لتقترب بحذر شديد وتقبل وجنته 
رفعت رأسها مغمضة عينيها لتفتحها من جديد وتجده قد فتح عينيه بدوره يطالعها بابتسامة خبيثة
ياااااه هيا السنة خلصت بسرعة اوى كدة 
احمرت وجنتيها وكأنها ضبطت بالجرم المشهود وقالت محاولة اخفاء مشاعرها بصوت متحشرج
انا اصل 
لم يترك لها الفرصة لتسوق اى عبارة جديدة اذ جذبها بسرعة لتسقط على صدره محيطا لها بذراعيه ليصبح وجهييهما قريبين للغاية يتشاركا الهواء نفسه 
مرر يده فى شعرها الغجرى يسألها فى تحد يحمل كثيرا من الظفر والغرور
امم عايزة تكملى السنة 
حاولت ان تتهرب من نظراته 
من تطويق ذراعيه لها 
خانتها ارادتها للمرة الألف وخضعت لارادته هو مقاومتها ټنهار كجليد يذوب تدريجيا بنظرات عشقه الملتهبة تلك اما اشتياقها فهو حليفه من البداية 
استسلمت فى النهاية بجملة حاولت بها ان تحمل بعضا من كبريائها
لو سبتنى تانى ھقتلك حتى لو طلبتها منك 
اطلق ضحكة صاخبة هي تستسلم بكرامة اذن لها هذا 
لو ينفع احبسك عشان متهربيش تانى هعمل كدة بحبك 
وكانت بداية اخرى لكل منهما 
بداية يحاول فيها الاثنان ان ينهلا من السعادة ما يستطيعان 
جددا مواثيق العشق او ربما وقعا مواثيق جديدة لا يهم ولكن ماحملته العهود في طياتها هذه المرة ان مكان كل منهما هو بين ذراعى الاخر 
هو حقه ووطنه الذى سيدافع عنه بحياته ان لزم الامر 
اخذت صوفيا تذرع الغرفة جيئة وذهابا لاتستطيع ان تحدد ماهية شعورها بالضبط 
بعد سته اشهر قضاها زين فى باريس ملاحقا اياها بشتى الطرق 
محاولا اقناعها بالزواج حتى وصل
به حد الالحاح والتوسل وقد ترك كل اعماله خلف ظهره حتى اضطرته الخسائر التى لحقت بشركته الى العودة مباشرة حين طلب منه صديقيه ذلك 
اضطر للعودة فهو قد يقبل الضررعلى نفسه دون أن يمسهما سوء فقرر واخبرها انه سيرحل الى مصر لايام يحل فيها تلك الأمور العالقة ويعود لها من جديد ليأخذها 
حاولت التظاهر بعدم الاكتراث بل وطلبت من الا يعود فرأيها لن يتغير 
وبالفعل هو الان فى المطار وهى لا تعرف 
هل هى ساخطة عليه لانها تشعر انه يتخلى عنها للمرة الثانية
ام انها خائڤة ان يذهب تلك المرة وبلاعودة
لا تنكر انها احبت ملاحقته لها التي رممت جزءا من چراحها وارضت بعضا من غرورها كأنثى 
لاتنكر سعادتها وهي تذيقه كثيرا من مرارة العشق التي تجرعتها قبله 
كرامتها الان تخبرها انه ان فعلها وذهب بعيدا فليذهب الى الچحيم اذن 
وقلبها المړيض بحبه يدعو بين تأوهاته بالچحيم على كرامتها الحمقاء تلك وهو يتذرع له الف حجة 
عاد من جديد ينبض له وبقوة وهو يشعر بالهلع لابتعاده 
يخشى ان يذهب هذه المرة بلا عودة 
لم تستطع ان تتحكم فى نفسها اكثر 
اتجهت الى باب المنزل لتلحق به 
تفاجئت بما لم تتوقعه 
وجدته امامها 
تراجعت خطوة للخلف من اثر المفاجأة 
تزايدت نبضات قلبها حتى شعرت انه سيقفز من صدرها تماما فوضعت كفها عليه كأنها تخشى ان يفر عن حق دلكته برفق محاولة ترويضه
تناثرت حروفها تماما وهي تلمح كل حب العالم في عينين عاشقتين تطالعانها بحنان 
مش قولت هتسافر 
نظر لها طويلا كأنه يراها للمرة الاولى او يؤكد لنفسه انه عاجز تماما عن الابتعاد 
مقدرتش يا صوفيا مقدرتش 
وهنا انتهت مقاومتها تماما واصبحت خيار غير وارد تعالت فقط ارادة القلب لتهيمن على اى تمرد من كرامتها او عقلها 
استقرت للحظات بين ذراعيه قبل ان تفلت نفسها بصعوبة 
انت نسيت يا زين نسيت اول درس علمتهولى مينفعش حد يقرب منك كدة غير جوزك وبس 
ابتسم للذكرى وهو يتنهد في عمق 
جننتينى يا صوفيا ونستينى حتى روحى بس خلاص لازم ننفذ اللى اتعلمناه 
هنتجوز حالا ونرجع بلدنا وكفاية لحد كدة بقا كفاية حبيبتى وافقى بقا 
ابتسمت وهي تداعب الدبلة الذهبية فى اصبعها لاتعرف لأيهما تنحاز كرامتها أم قلبها
دي اخر فرصة هقدر اديهالك يا زين سامعني اخر فرصة 
تنهد في عمق 
تفتكري بعد ما روحي ترجعلي هيبقي سهل عليا اسيبها تخرج من جسمي تاني 
فانتهت المعركة وأعلن القلب انتصاره لتتنهد في قلة حيلة 
حبك مسابليش اختيار تانى 
الخاتمة 
تعالت اصوات التصفيق والتصفير ولفت قصر البدرى بأكمله باطار عفوى من البهجة والمرح حين اطفأت لينا يوسف البدرى الشمعة الرابعة احتفالا بعيد ميلادها حمل يوسف الطفلة عاليا وهو يقبلها فى حنان 
عقبال مليون سنة يا حبيبة بابا 
تظاهرت ايلينا بالضيق بينما تنظر الى طفلتها التى حملت من ملامحها الكثير ومن طباع يوسف الاكثر 
كل الحب ده لبابى ومامى ملهاش اى حاجة خالص 
غمزها يوسف في خبث
دى قدرات يا حبيبتى 
زمرت ايلينا شفتيها في تذمر
بقا كدة انا قولت من الأول انى مليش فى البيت ده غير ادم 
ما براحة يا حبيبى هتخلينى اندم انى خليتك تلعب جودو ليه العڼف ده 
ابتعد عنها ادم سريعا يخبرها في حماس 
بالمناسبة يا مامى اوعى تنسى ومتجيش الماتش الجاى ده النهائى 
امسكت كتفيه تشعل حماسه أكثر
وانا من امتى بنسى يا سى ادم 
ابتسم الصغير 
ولا مرة بس لازم برضه أكد عليكى انتى اكتر حد وجوده بيفرق معايا 
لكزه يوسف فى كتفه برفق 
يا بختك يا سى ادم بالحب ده كله 
ونظر لها فى عشق او ربما امتنان فقد غيرت كل الحقائق واصبح ادم ولدها عن حق 
لم يعد يخطر ببال احد انه جاء من امرأة اخرى فهو لم يحمل من جينا اى صفة 
هو نسخة مصغرة من يوسف فى كل شىء 
حنانها كان كافيا وغير مصطنع 
كان حنان ام خالصا 
طالما اخبرته ان الحب قبس الهى وقد القى الله فى قلبها حبا لادم لا يقل ابدا عن حبها للينا صغيرتها وكذلك تعلق بها الصغير فأصبحت هى الام والصديقة وموضع الاسرار 
تنحنح وهو يشير خلفها حيث جلس علي على احدى كراسى غرفة الاستقبال وهو يمسك العود الخاص به ليعزف احدى مقطوعاته فأشار يوسف للجميع بالصمت للاستماع اليه 
قد شب الفتى واصبح فى التاسعة عشر من العمر ازداد ولعه اكثر بالادب والموسيقى 
وساعده على ذلك ايلينا ويوسف و 
يارا عزام 
تلك الصغيرة التى يكبرها بعام وتقف الان بعيدة عنه تراقبه فى حب تعرف انه لم يعد مجرد افتتان مراهقة ابدا او شفقة كما ظنتها فى البداية فعلي لايمكن ان يثير شفقة احد 
علي يثير الاعجاب 
الدهشة 
اى شىء 
اى شعور الا الشفقة 
لم تشعر يوما انه كفيف حتى وهى تقف بعيده عنه هكذا وتشعر برأسه يدور يمينيا ويسار بحثا عنها ليتوقف فى نقطة كانت بالفعل تقابلها 
أدارت وجهها فى خجل 
تشعر انه بالفعل رآها وهي تتمعن به في حب 
تشعر انه ڤضح نظراتها الولهة 
ولما لا فهو يبتسم الان فى ظفر ليعود ويمسك بعوده من جديد 
كيف يمكنها ان تشك انه رآها بالفعل 
الم تعرض عليه فى السابق ان تصف له ملامحها او ان تجعله يمرر يده على وجهها متأثرة بالدراما التقليدية عن العميان فرفض في بساطة
مش محتاج أحس بايدى ابدا هسيب لخيالى الفرصة انه يرسمك زى ماهوا عايز 
ووصف لها ما صاغه خياله لتتفاجىء بأنه مرآة تعكس صورتها بكل وضوح 
شكت فى كونه ضرير 
أخذت تتهمه بالكذب و الخداع فربما وصفتها له ايلينا مسبقا 
قابل ثورتها بتلك الابتسامة التى لاتستطيع امامها سوى ان تخضع بكل مشاعرها وبشتى الطرق 
وهناك الكثير والكثير بينهما ربما يحتاج لقصة اخرى أو مجلد بأكمله 
قصة تصف مشاعر نبيلة من فنان ضرير لفتاة تضج بالأنوثة والحياة 
بدأ علي عزف الموسيقى الخاصة بأغنية
مش عارف ليه بتونس بيكى وكأنك أمي
حين وقف فارس يتابع الجميع بنظرات شاردة قطعتها نبرة يوسف الهادئة وهو يربت على كتفه فى رفق 
واخرتها معاك يا فارس 
ابتسم فارس في حزن
اخرتها ازاى يعنى 
رد يوسف فى تأثر لحال صديقه 
من ساعة ما اتجوزت ايمن الالفى وانت حالك اتقلب انت مش خلاص قولت ان فريدة بالنسبالك صفحة وانتهت 
هز فارس رأسه فى تهكم من حاله فواصل يوسف 
لما
انت لسة بتحبها ليه محاولتش تصلح كل اللى بينكو ليه سبتها تروح من ايدك للابد يا فارس 
أجابه ونبرته تفقد تماسكها بطيف الماضي الذي يلوح أمامه 
مكنش ينفع نرجع بأى شكل من الاشكال مين هيقدر يسامح يمكن جوازها ده قفل الحكاية خالص 
رمقه يوسف فى شك 
من برة بس من جواك تفتكر چرحك هيبرد ولا فعلا الحكاية كدة انتهت 
اشاح فارس بوجهه يعطيه ما يمكنه من اجابة
سيب كل حاجة للزمن يا يوسف يمكن الحياة تحطنا فى حكاية مكنش المفروض نعيشها 
نظر له يوسف فى عطف ليترك المكان بأسره فلم يعد يحتمل البقاء تحت نظرات صديقه التى تكشفه بكل بساطة 
يحاول ان يقنع نفسه ان فريدة قصتها انتهت معه وقلبه يرفض وعقله يتهمه بالخبل وهو الخاسر الوحيد فى تلك المعركة المبهمة 
تلك المعركة التى لم يعد هناك طريقة للفرار من على ارضها لا بالعمل ولا بأي شىء اخر فكيف نفر من انفسنا 
كيف نفر من خافق تلازمنا نبضاته على الدوام 
هو مضطر لخوض معركته دائما وهو يعرف انه سيخسرها تماما كما خسر كل شىء بينه وبينها

ولم يعد للغفران مكان بينهما حتى من قبل ان تصبح زوجة لأيمن الالفى 
وحين كان يرحل لمحته عيون زمردية لامعة أثناء دلوف صاحبتها الى القصر بصحبة زوجها 
عينان تحملان من الشراسة بقدر ما تحملان من الفتنة 
عينان تعلمتا جيدا كيف يخفيا حنينهما بل يظهرا النقيض لتعود الثقة سريعا الى نظراتها 
تأبطت ذراع زوجها وهي ترفع رأسها في عجرفة تليق بجمالها الأخاذ 
شعلة من الفتنة 
كل شيء فيها لايليق الا بأنثى واحدة 
لايليق الا بفريدة سيف الدين 
تنهدت ايلينا وهى تلقى نظرة على الجميع 
كم غيرت تلك السنوات الخمس الماضية الكثير 
رحل محمود عن الدنيا منذ عامين ليدفن الى جوار زوجته بناء على وصيته 
نظرت الى صوفيا التى جلست على ركبتيها والى جوارها زين يحيطها بذراعه ليداعبا طفلتهما بينما يهمس فى اذنها بين الحين والاخر فتلكزه فى كتفه برفق اعادت الحورية الشقراء بحبها السحرى اليه ابتسامته وشبابه الذي انتهكه بقاءه الى جوار سمر 
سمر التي اعتزلت
 

64  65  66 

انت في الصفحة 65 من 66 صفحات