الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره المصرى

انت في الصفحة 53 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


من قبل ما اعرف يعنى ايه حب اصلا ومش عارف اثبتلك ده ازاى لو بعدت وسبت كل حاجة يمكن ده يثبتلك 
هزت رأسها فى عڼف 
انت مش محتاج تثبت حاجة انا بغالط نفسى وبخترع وهم بعيش فيه قټلت حبك جوايا بس فضل يعافر ويقاوم وبمجرد ماخدت قرار البعد قام وصړخ جوايا بكل قوته 
وطأطأت رأسها لترفعها من جديد قائلة فى رجاء 

متسافرش يا خالد انا بجد محتاجالك عشان اعرف اخرج من الدوامة اللى انا فيها وساعتها مشاعرى هتكون صافيه ليك لوحدك ومفيش اى حاجة تقدر تلوثها 
لم يصدق ما قالته فأجمل احلامه بها لم تشمل اكثر من نظرة رضا اما ان تعترف بحبه هكذا وتتوسل اليه الايذهب فهذا مالم يخطر بباله 
ابتسم لها فى حب هامسا 
خلاص يا ملك مش هسافر 
ابتسمت في رقة بددت غيامة هذا الحزن على وجهها وهي تقول 
وانا كمان موافقة على الجواز 
رفع خالد حاجبه فى خبث 
جواز ايه 
جوازكو اللى هيبقا اخر الشهر الجاى ان شاء الله يا خالد بيه 
ابتسم الاثنان وهما ينظران الى ايلينا التى وقفت عاقدة ساعديها مستندة الى باب الغرفة ليقولا في صوت واحد 
انتى هنا 
ضحكت في سعادة 
لسة جاية متخافوش اصل قولت ميصحش برضه يا موكا تيجى لواحد لوحده الشيطان شاطر لازملكو محرم لحد اخر الشهر كدة 
نظرت ملك الى خالد واطرقت برأسها فى خجل قائلة بس يمكن هوا مش موافق على الجواز 
رد خالد بسرعة 
حمار مين اللى قال كدة 
ضحكت ايلينا مجددا واقتربت لتحتضن ملك هاتفة 
واخيرا هطمن عليكى يا ملوكتى 
همست ملك فى امتنان 
مش عارفة من غيرك كنت عمل ايه ايلينا بجد 
ضړب يوسف طاولة الاجتماعات بقبضته فى ڠضب هاتفا 
يعنى ايه رابع مناقصة نخسرها وصفقة بالملايين تروح من تحت ايدينا 
نهض احد موظفينه في لهجة دفاع مهتزة 
يا فندم مجموعة عزام قويه جدا 
صړخ من بين اسنانه 
واحنا اقوى مجموعة فى السوق واسمنا خلاص اتهز ده غير الملايين اللى خسرناها 
وزفر فى بطء كمحاولة عقيمة لاسترداد هدوئه وهو يشير بيده للجميع طالبا منهم الانصراف الا مساعده طارق 
جلس يوسف وهو يأذن لطارق بالجلوس قائلا 
ايه معلوماتك عن مجموعة عزام مش احمد عزام توفى من فترة طويلة احنا عمرنا ما كان فيه بينا منافسة وبعدين امتى نقل مقره من اسكندرية للقاهرة 
شبك طارق اصابعه وقال فى عملية 
مقرها اتنقل من حوالى شهرين يا فندم واللى بيدير المجموعة دلوقتى ارملة احمد عزام 
قلب يوسف شفتيه فى حيرة 
ارملته عايز تفهمنى ان اللى ممشى الشغل بالدقة دى ومخسرنا ده كله واحدة ست فى الاخر واضاف فى شرود 
وبعدين ارملته ازاى انا نفسى معزيه فى مراته من حوالى سبع سنين 
رد طارق فى هدوء 
لا ما دى واحدة تانية كانت مديرة اعماله وبعدين اتجوزها وسافر للعلاج تانى يوم فيه ناس بتقول انه عمل كدة عشان تقدر تمشى الشغل من غير حد ما يقولها تلت التلاتة كام 
ضيق يوسف عينيه فى تفكير 
اسمها ايه ارملته دى 
ادار طارق حدقتى عينيه ليتذكر 
بيقولو اسمها ايلا تقريبا 
نهض يوسف من مكانه وتحرك نحو النافذة فى بطء وهو يردد الاسم في نفسه 
لاحت ايلينا امامه فجأة ليس لمجرد قرب الاسم منها ولكن لانه يثق انه ليست هناك امرأة تستطيع ان تدير عمل بكل هذه الجرأة والنجاح سواها 
اتراها هى 
ام تراها مجرد نسخة جديدة منها 
او ترى شوقه هو من يدفعه لان يفكر بتلك الطريقة 
لابأس ان ارضى فضوله ورآها ليعرف الى أي حد تشبهها تلك النسخة التى يبدو ان حبها قد اذهب بعقله تماما فلم تعد كلمة امرأة تعنى له سواها 
راقبها وهى تخرج فى بطء بعد ان انهت عملها معه تغيرت كثيرا لايمكنه أن ينكر هذا 
لم تعد تلك الساذجة السطحية بل حين أخبرته برغبتها في ترك العمل معه أخذ يماطل في اختيار من سيخلفها في ادارة الحسابات 
ماطل طويلا حتى همت أن تترك المكان حين شعرت بمراوغته فدفعه هذا الى تكرار اعتذاره عما بدر منه وتوسلها البقاء

فهو لايمكن ان يثق بغيرها بسهولة 
ظنها ستستغل انهاء خطبته لنور وتعود لتتقرب اليه من جديد ولكنها لم تفعل 
استقبلت الخبر ببرود مبالغ به فهل بالفعل قد تنازلت عن حقها فى التواجد فى حياته 
اليس هذا ما كان يريده 
ألم يتمنى ان تتوقف عن محاولاتها تلك التى ارهقته بها 
الم يطلب منها مرارا وتكرارا ان تنساه 
لماذا ساوره القلق حين شعر انها بالفعل فى طريقها لذلك 
الم يتخذ قراره منذ سنوات بأنه لايريدها وان كانت اخر فتاة فى العالم 
لماذا يشعر ان غضبه منها قد بدأ يتضاءل وان مشاعره نحوها قد بدأت تستيقظ من سباتها وتستعيد نشااطها كأنها كانت كمجرد قيلولة عادت بعدها الى كامل حيويتها فلم يعد قادرا على اخمادها من جديد فلقد نالت حصتها بما يكفى من الوخم ولم يعد عقله وحده كافيا بكل مبرراته فى قمع نزواتها حتى ان كانت رغما عن كرامته 
كان عليها ان تستوعب من البداية انها تطلب المحال فحسام ان كان عاشقا فى يوم فهو رجل شرقى بالمقام الاول وجرحها لكرامته بهروبها مع اخر أصابه فى مقټل ليرد لها الطعڼة فى كبريائها بخطبته لنور ورفضه التام لمشاعرها وحتى حين فسخ خطبته منها لم يعد يهمها الأمر فى شىء فهى لن تعيد محاولة تدرك جيدا ان لس لها ادنى فرصة من النجاح لن تعيش اسيرة تنتظر العفو السامى منه ستحاول تخطيه بكل المنطق الذى بداخلها مقاومة به كل نبضات قلبها المتمردة 
لن تفر 
ستتجاوزه وهو أمامها 
ستتخطى وجوده وهو أمامها 
لم يعد يهمها مطلقا أن تثبت له أي شىء 
بل ما يهمها الان أن تثبت لذاتها أنها بالغعل تغيرت 
فتحت مريم مديرة اعمال ايلينا الباب فرفعت الأخيرة نظرها اليها بتساؤل أجابته الأولى مسرعة 
يوسف البدرى برة يا فندم وعاوز يقابلك 
مجرد ذكر اسمه جعل قلبها يقفز فجأة من مكانه بل كادت هى ان تقفز من مقعدها اثر تلك الانتفاضة التى سرت
فى اوصالها لتتشبث بمقعدها الجلدى بقوة وهى تكاد تغرز اظافرها به 
ازدردت ريقها بصعوبة وبللت شفتاها بطرف لسانها وهى تحاول بقوة التغلب على توترها حتى لا تلحظه مريم 
هى المفاجأة اذن التي اعدتها له اخيرا ستلقاه وهى فى وضع القوة كما تمنت 
وضع هزت به مجموعته وكلفته الملايين 
زفرت فى بطء عدة مرات قبل ان ترفع رأسها لمريم من جديد 
قعديه برة شوية ومتخليهوش يدخل غير لما اقولك 
تراجعت مريم خطوة تسألها فى دهشة 
يا فندم ده يوسف البدرى مش حد عادى وكمان احنا معندناش اى مواعيد دلوقتى 
رفعت ايلينا نظرها اليها ببطء وبنظرة صارمة كانت كافية تماما لتهز رأسها في طاعة 
حاضر يا فندم تحت امرك 
تنهدت وهى تراقبها تغادر المكان ولا تعرف هل ستتركه ينتظر لانها تعلم جيدا كم يكره الانتظار 
ام انها تحتاج لهذا الوقت لتستعيد به هدوئها وترتب افكارها وكلماتها 
هى لا تريد موقفا اقل ايلاما من موقفها امامه يوم ان اوهمها بخطڤ اخيها 
وبالخارج اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى ساعته بينما يتابعه طارق مساعده فى حيرة 
كل شىء تفعله يذكره بايلينا ومشاكستها له فى الماضى حقا على استعداد لان يقضى عمره كله انتظارا لرؤيتها لحظات ونهضت مريم بعد ان اغلقت سماعة الهاتف بينها وبين ايلينا لتتجه الى الباب تفتحه لهما قائلة 
تقدر تتفضلو 
دلف الى المكتب ولم ينشغل ابدا بفخامته كما انشغل طارق بل كان يخترق بنظراته تلك التى تجلس على الكرسى موليه اياهما ظهرها وفى لحظة دارت بالكرسى فى بطء لتواجههما 
لحظات تعلقت فيها الاعين فى صمت المفاجأة لم تكن من نصيب يوسف بقدر ما كانت من نصيبها هى فالبرغم من انها مكثت قرابة النصف ساعة تحاول تمالك اعصابها وتنميق كلماتها لتنفذ به الى اهدافها مباشرة الا ان رؤية يوسف البدرى الرجل الوحيد الذى احبت وکرهت فى نفس الوقت امامها لا يفصله عنها شىء كانت اقوى من اى محاولة لضبط النفس ازدردت ريقها وهى تشعر بجفاف مؤلم فى حلقها من تكرارها تلك الحركة وفرط توترها حاولت ان تكون هى البادئة فى الحديث حاولت ان ترسم ابتسامة شامته على شفتيها ولكنها توقفت وهى ترى عيناه فجأة وقد تخلت عن صمتها وبدأت تبثها كل عبارات الشوق والحب عبارات خاصة بها لا يملكها الاقاموس يوسف وطالما اغرقها فيها لسنوات 
لغة اخترعها لها ومن اجلها ولا يجيد غيرها فك طلاسمها 
كادت عيناها ان تخنها وتبادله حبه ولكنها اشاحت بوجهها بسرعة قبل ان تفقد سيطرتها 
حاولت ان تتذكر كل اللحظات التى قسى عليها فيها يوسف لتستمد منها القوة فتلاشت كل المشاهد و لم تفكر الافي شىء واحد الحنان الذى لانهاية له بين ذراعيه التى تتوق لأن ترتمى بينهما الان 
عليها اللعنه بما تفكر 
لقد سلبها بنفسه هذا الحق 
اوقفت سيل افكارها عند هذا الحد واقامت بها سدا عاليا يمنعها من الاسترسال أكثر 
وكانت الكلمة الأولى منه بنبرته التي تحشرجت في حلقه 
بقا انتي 
اطرقت ارضا للحظات لتنهض بعدها فى بطء ممېت وتقترب منه قائلة فى نشوى جاهدت لترسمها على ملامحها 
ايوة انا يا يوسف انا اللى اخدت منك الصفقات اللى فاتت وانا اللى خسرتك ملايين وانا اللى هزيت اسم شركتك فى السوق 
توقعت منه اى رد سوى ان يضحك بتلك الطريقة المتسلية المستفزة 
تلك الضحكة التى سلبتها فؤادها فى بدايات حبها له تمنت حقا لو صڤعته فقد أثار غيظها الى ابعد حد حين قال بصوت متقطع من بين ضحكاته 
كنت متأكد انه مينفعش يكون فيه منك نسخة تانية 
تراجعت فى دهشة بينما وقف طارق يراقب ما يحدث وكأنه بداخل فيلم من افلام الحركة 
طرقع له يوسف باصابعه لينتبه وهو يقول بينما ناظراه مثبتان عليها 
اتفضل استنانى برة يا طارق الهانم طلعت معرفة 
قطب طارق حاجبيه فى حيرة مما يحدث حوله بينما عقدت ايلينا ساعديها في نزق 
ويطلع برة ليه احنا مفيش بينا حاجة خاصة احنا هنتكلم فى البيزنس وبس مش ده اللى انت كنت جاى فيه 
لم يكترث بها وهو يشير لطارق ليذهب وحين نفذ ما أمره به وغادر المكان استدرا لها ليظل يرمقها طويلا حتى كادت تفقد وعيها من نظراته تلك 
اقترب خطوة وهو يهمس في شوق 
وحشتيني 
كانت تعلم بذلك دون ان ينطق فعينيه وشت بكل شىء 
ولكن 
هى لاتريد حبه ولا شوقه 
هى تريد فقط ان تراه مكسورا امامها كما فعل بها وضع يده فى جيب سترته وتنهد طويلا 
واخيرا اتقابلنا 
ابتسمت لتغيظه بأي شىء 
وايه رأيك فى الطريقة اللى اتقابلنا بيها والملايين اللى دفعتها 
رفع حاجبيه وخفضهما في تلذذ 
فى ستين داهية 
تلاشت ابتسامتها وهى تسمعه يتابع 
انا كنت مستعد ادفع روحى عشان بس المحك من بعيد تانى مش بس جزء من ثروتى 
لم تتخيل ابدا بعد كل ما خططت له ان يأتى ليتغزل بها فى النهاية عادت لتجلس على كرسيها فى بطء وهى تقول 
طيب كنت جاى ليه بقا ياريت تتكلم فى الشغل 
حك رأسه بكفه يجيبها في بساطة 
كنت جاى
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 66 صفحات