الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه بقلم ساره المصرى

انت في الصفحة 49 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


بامكانها ان تتحمل عذاباته من جديد 
ومن بعيد انحدرت دمعتان من عينين تابعتا المشهد من أوله 
عينان تفهمتا الموقف بشكله الصحيح ليدرك القلب ان الفرصة قد انتهت بل لم يكن هناك داع لوجودها من الاساس 
حسام عاشق تكابره كرامته في العفو عن ذنب اقترفته ايتن ليرفض حبها المطعم بندم سنوات مرة بعد مرة 

ولكن العشق اقوى من المكابرة ويوما ما سيرضخ الكيان كله له وتكون هي مجرد عقبة 
هل تنتظر ان تكون في هذا الدور 
لا وألف لا 
انتهى الاختبار الذي خضع له الجميع ولم يعد بمقدور الزمن أن يعطي وقت اضافي فالنتيجة قد أعلنت 
لم ينجح أحد 
يا فندم اللى حضرتك بتطلبه ده صعب جدا انا اسفة هتفت بها ايلينا وهى تهم بالخروج تاركة المكان فنهض احمد يستوقفها في هدوء 
ممكن تقعدى وتسمعى للاخر وتبطلى استعجال 
عقدت ساعديها امامها فى ترقب لما سيقوله فواصل 
الجواز ده
هيبقى مجرد ورقة يا ايلينا وتأكدى انى لو رجعت من رحلة العلاج دى عايش اول حاجة هعملها انى هرجع كل حاجة لأصلها 
قطبت حاجبيها فى حيرة فأشار لها بالجلوس 
اقعدى يا ايلا خلينا نعرف نتكلم 
جلست فى بطء محاولة استيعاب هذا الجنون 
نعم فكلمة زواج بعد يوسف رغم كل ما حدث بينهما لا تعنى سوى هذا 
ماحدث ماهو الا رد فعل طبيعى بااللاوعي جلس احمد مقابلا لها وهو يردف في هدوء 
انتى عارفة انك بالنسبالى زى ملك بالظبط لكن اديكى سمعتى اسامة من شوية وتلميحاته الوقحة 
ومال الى الامام ليوضح أكثر 
المړض يا ايلينا كل يوم بيتمكن منى وملك كل يوم بتضغط عليا اكتر عشان اسافر ومكنش ينفع اسافر واسيب كل حاجة فى ايدين اسامة او اى حد لكن واحدة زيك بذكائك وحنكتك اسلمها روحى وانا مطمن 
لوحت بكفيها فى تذبذب 
انا ممكن اعمل كل ده يا احمد بيه مش فاهمة بس الجواز هنا لزمته ايه 
لزمته ان احنا هنمنع اى كلمة سخيفة وملهاش لزمة ممكن تتقال لزمته ان لو جرالى حاجة 
وقبل ان تقاطعه اوقفها بكفه ليواصل 
هيكون ليكى صفة رسمية تخلى ملك تعملك توكيل بالادارة وكمان هيكون ليكى الوصايا على مازن اخوها ويارا لحد ما يكبرو ومازن يقدر يدير كل حاجة 
نهضت في بطء وهى تفرك يدها فى توتر فنهض احمد امامها مواصلا 
انا مش بس بوصيكى ع الشغل يا ايلينا انا بوصيكى على ولادى ملك متعرفش اى حاجة فى شغل المجموعة وممكن كل حاجة تضيع وحقها وحق اخواتها يتنهب وخلى بالك وجود مازن هوا اللى مانع الورث عن عمه اسامه وممكن بسهولة 
قصدك انه ممكن يأذيه يأذى طفل صغير وكمان ابن اخوه 
شرد بعينيه وهو يجيبها فى أسى 
الطمع يعمل اكتر من كدة يا ايلينا للاسف 
تنحنح ليجلي صوته الجاد وعاد ينظر اليها 
المهم انتى حاليا مش مجبرة على حاجة بس لو وافقتى يبقى عملتى فيا معروف مش هنسهولك ابدا 
مسحت وجهها بكفها وسألته في ترقب 
هيا ملك تعرف بعرضك ده 
هز احمد رأسه بالايجاب 
قولتلها امبارح وتفهمت كل حاجة وخاصة انه الحل الوحيد قدامها عشان اسافر 
بس يا فندم دى مسئولية كبيرة و 
قاطعها احمد في حسم 
انا عارف انك قدها 
التفتت اليه هذا الرجل الذى وقف الى جواررها فى ازمتها هو وابنته فكانا عوضا لها عن الاهل 
تذكرت كيف اودع كل ثقته فيها وساندها لتستعيد نفسها من جديد 
ساعدها لتسترد ايلينا القديمة قبل ان يحطمها يوسف البدرى 
رأت الخطړ بالفعل محدق بالجميع وهى بيدها ان تدفع كل ذلك عنهم 
ان تدفع احمد ليسافر لتلقى العلاج وان تحمى ملك واخويها من اسامة وامثاله 
هي تثق فى احمد عزام ثقة عمياء 
تثق انه لن يجبرها على اى وضع 
لاحت صورة يوسف البدرى امامها لتبرق عيناها بوميض غريب فربما كانت تلك هى ضړبتها الاولى 
هو لن يعرف ان كان هذا الزواج صوريا ام حقيقيا فقط سيعرف انها اقترنت برجل غيره اصبح له الحق فى جسدها وروحها ولخياله ان يرسم لهما كل المشاهد الموجعه لقلب عاشق بتملك كقلبه استيقظت على صوت احمد في انتظار اجابتها 
ها يا ايلينا 
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تجيبه 
موافقة يا احمد بيه 
الفصل التاسع والعشرون 
ترجل يوسف من سيارته وأغلقها في هدوء بينما يدلك عنقه فى ارهاق 
تنهد بابتسامة حالمة وهو ينظر الى المنزل الصغير بحديقة القصر والذي اقامت فيه ايلينا قبل زواجهما دون وعى منه اخذه الحنين اليه فسحبته قدماه دون ادنى اعتراض منهما 
هنا اعترف كلاهما بحبه للاخر 
هنا اخذها بين ذراعيه لأول مرة ليتواعدا على الحب والبقاء معا الى النهاية 
ارتمى على الأريكة وهو يتذكر هذا المشهد البعيد الذى بكت فيه بين يديه وهو يعترف لها بحبه ويحضها هى الاخرى على الاعتراف بمشاعرها 
شبك انامله وهو يتذكر كيف ضمھا اليه بكل حنان العالم واخذ اول جرعاته من عبقها الذى ادمنه بعد ذلك ولازال يعانى من اعراض انسحابه 
اين ذهبت 
لماذا تختار دائما العقاپ الاكثر قسۏة على قلبه الفراق 
اخرج هاتفه ليطالع عدة صور جمعتهما سويا ليشعر ان تلك السنوات التى مرت وكأنها لم تمر 
لا يعرف كيف ولكن لديه يقين انه سيفتح عينيه ذات يوم ليجدها نائمة الى جواره متناسيين معا كل ما حدث رن هاتفه برقم غير مدرج على جهات الاتصال لديه ففتح المكالمة ولم يصدق ما سمع 
أهو حقا صوتها ام ان خياله قد وصل به حد الجنون فأصبح يهذى بها فى يقظته مثلما لاتفارق احلامه 
هتف بكل لوعة وشوق وترقب 
ايلينا 
جاءه صوتها الذى حاولت اضفاء التماسك عليه 
ازيك يا يوسف 
نهض من مكانه وهتف فى الم 
مش كويس ابدا انتى فين ايلينا 
لم تبال به وهي تقول في نشوى واضحة 
مش هتباركلي انا اتجوزت 
وكأن العالم كله قد توقف فى تلك اللحظة 
وكأن حواسه بأكملها قد تحولت فقط لحاسة السمع 
هي تكذب او تهذي أو 
قبض على الهاتف بقوة يتمتم في صدمة 
انتى قولتى ايه 
عادت لتكرر جملتها 
اتج 
قاطعها فى حدة 
يكفيه أول حروف الكلمة ليدرك أن سمعه لم يخونه ليس في حاجة لتلوث سمعه بالجملة كاملة 
انتى بتقولى ايه انتى كدابة ازاى تتجوزى حد تانى وانتي مراتي 
ردت فى برود 
فوق من أوهامك دي بقا انا طليقتك مش مراتك انا دلوقتى بقيت على ذمة راجل تانى 
يشعر أن الهواء قد اصبح أنصال حادة تمزق صدره هتف بأكبر قدر من قوة متبقية لديه 
ھقتلك يا ايلينا لو فعلا عملتيها ھقتلك 
اغلقت الخط فتهالك على مقعد قريب وقد تعرق بشدة وكأنه لتوه قد انهى مباراة للمصارعة الحرة 
فك رباط عنقه بيده المرتعدة وهو يحاول التنفس بينما يعيد الاتصال بهذا الرقم من جديد ليجده مغلقا 
عاود الكرة مرات والنتيجة نفسها 
ألقى الهاتف أرضا بقوة محطما اياه الى اشلاء كأنه يعاقبه على تلك السمۏم التى نقلها الى اذنه مسح وجهه وهو يردد فى صدمة 
مستحيل مستحيل دى بتكدب عليا مستحيل تقدر تسلم نفسها لراجل تانى ايلينا متعملش فيا كدة 
امسك جبينه بسبابته وابهامه وهو يترنح كالطائر الذبيح متخيلا اياها بين ذراعى رجل اخر 
لا لن يحدث 
لا يمكنها ان تسمح لغيره ان يشم عبيرها او ان تداعب اصابعه شعرها الغجرى 
لا يمكنها ان تريح رأسها على صدر رجل اخر وتنام على صوت دقات قلب ليس بقلبه 
ارتمى ارضا وهو يفكر هل بالفعل ارادت عقابه هذه المرة بتلك القسۏة 
يعرف انه المۏت بعينه لكليهما فهل بلغ بها الاڼتقام ذروته لتقتل نفسها من أجل أن تؤذيه 
تأوه پصرخة عالية وهو ينهض مجددا بينما تدق كل معاول العالم رأسه 
أمسك جبينه بسبابته وابهامه وضغطه بقوة 
هز رأسه پعنف واتجه الى الحائط ليطرقه به عدة مرات ربما يهون هذا قليلا من المه او يسلو به عنه 
لم يشعر بعدها بشيء 
ارتمى على أريكة قريبة ولم يعرف بعدها كم مر من الوقت 
شعر بأنامل رقيقة تتحرك على وجنته 
لاحت الذكرى

القديمة في عقله حينما ڠضب منها وجاءت تطلب رضاه هاهي قد عادت مجددا اليه كان يعرف انها تمزح ولن تفعل بهما هذا أبدا 
تمتم في ضعف وهو يمد كفه يحتضتن أناملها 
ايلينا حبيبتي عارف انك مكنتيش هتعملي فيا كدة ابدا ايلينا 
وقطعت أبغض رائحة على فؤاده الحديث 
رائحة عطر من ابهظ عطور باريس ثمنا وأكثرهم شهرة ولكن اختلاطه برائحتها يصيبه بالاختناق 
فتح عينيه فجأة ولايدري من اين جاء بتلك القوة لينهض واقفا من جديد وهو يهتف 
انتي !! انتي بتعملي ايه هنا ايه اللي جابك 
ارتبكت جينا قليلا وتراجعت للخلف 
لقد لمحته وهو يدخل المكان راقبته واستمعت الى صرخاته ظنت الفرصة مناسبة هذه المرة عادت الى غرفتها وتزينت كأجمل ما يكون ليجد السلوى بين ذراعيها من صډمته في حبيبته المصون 
أنا لقيتك اتأخرت قلقت عليك جيت ادور عليك هنا 
أغمض عينيه بقوة يكافح ألمه حين تذكر يوم غيبته تلك الملعۏنة عن الوعي ليستيقظ ويجد نفسه في فراشها 
اقتربت منه في بطء 
مدت يدها في تردد الى عنقه بينما عبثت يدها الأخرى في أحد أزرار قميصه وهي تضع كل انوثتها في همسة مغوية 
يوسف 
فتح عينيه لتتراجع فزعا فما تحتويه تلك الحدقتين كافيا باحراق العالم بمن فيه 
امسك ذراعها بقوة ليدفعها الى الباب پعنف وهو يهتف في ټهديد 
المكان ده رجلك متخطيهوش تاني انتي فاهمة !!! 
وضعت كلتا يديها على صدرها لتهتف في عڼف بدورها ترفض اهانته بالرفض مرة بعد أخرى 
المكان ده ماادخلوش جناحك في القصر معاها ما ادخلوش اي مكان جمعك بيها مينفعش ادخله مش كدة !!! 
كز على أسنانه بقوة وكاد ان ېصرخ بها 
نعم يرفض ان يدنس أي ذكرى جمعته بحبيبته 
يرفض رائحتها ان تلوث أي مكان لازال يحمل بين طياته عشقه المقدس 
ضړبت الباب بقبضتها وهي تواصل 
انت عايش في وهم هيا سابتك خلاص وعاشت حياتها اقبل انت كمان حياتك معايا 
تأملها لحظات قبل ان ينفجر في الضحك 
ضحك طويلا حتى دمعت عيناه 
ضړب كفيه ببعضهما وقال بصوت متقطع 
حياة معاكي انتي !!! 
وخفت ضحكاته فجأة وهو يردف 
بقى بعد ايلينا وحياتي معاها ابدأ حياتي معاكي انتي 
اقترب منها خطوة نظر لها فيها بازدراء 
انت عارفة الفرق بينكو قد ايه !!! ايلينا انا حفيت عمر بحاله عشان بس أقدر المس ايدها ومحصلش غير وهيا في بيتي وعلى ذمتي انما انتي غيبتيني عن وعيي عشان 
وقطع جملته وهو ينظر اليها في اشمئزاز واضح 
ازدردت ريقها تحاول ان تبتلع ڠضبها قبل أن تقذفه بما تعرف أنه يكرهه 
ماشي يا يوسف بس متنساش ان في الاول والاخر انا ابقى ام ابنك سامعني ام ابنك الوحيد 
الټفت اليها في هدوء 
وعشان كدة انتي موجودة هنا عشان هوا للاسف الطرف الخسران في الحكاية كلها عشان ميجيش بعد سنين يتهمني اني حرمته من امه خليه يكبر ويعرف بنفسه ويختار اذا كنتي فعلا تستاهلي تكوني امه ولا لا 
عضت على شفتها الرقيقة وهي تقول 
دي اخر مرة هعرض عليك نكمل حياتنا زي
اتنين طبيعييين 
اتجه ليفتح الباب وهو يجيبها 
ودي اخر مرة اسمحلك انك تدخلي المكان ده تاني
 

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 66 صفحات