حكاية قلب أرهقته الحياة بقلم هناء النمر
غير مدام ...
...طيب ذينب بس ...
أثناء شرب النسكافيه كانت قد جهزت الجرعة الخاصة بالأمير من الحقن والأقراص وأيضا ارتدت ملابسها ارتدت زيها التمريضى وبالطبع تعمدت ذلك
خرجت من غرفتها وتوجهت للطابق السفلى فقد كان صوت الجميع واضح المصدر من أسفل
رغم دقات قلبها التى بدأت تتصارع إلا أنها صممت على مواجهة الموقف
وبالطبع لم يعجب خالد بهذا لا الموقف نفسه ولا الزى الذى ترتديه وبالطبع تعلق عين كل الشباب الموجودين بها فهى الزى يناسب جسدها ويوضح معالم جسدها بوضوح تبدوا شهية فيه وكان هذا رأيه فيها فى مصر ولاحظت هدى غضبه لكنها لم تفسر السبب
تمالكت نفسها فى لحظات ووجهت كلامها للأمير
... أنا آسفة على المقاطعة بس ميعاد علاج حضرتك ..
... اجليه ياهدى شوى الله يرضى عليكى. ..
هنا رد خالد على والده
...اجليه ! إيش هاد مو كان اتفاقنا على انتظام ادويتك. ..
ثم أشار لهدى على باب مقابل لتتبعه وسند هو والده ليساعده على القيام من مكانه ودخول الغرفة
...كيف الحال هون ياهدى أبيكى مبسوطة ...
...الحمد لله تمام. ..
...الحمد لله معكى ذينب إيش ما بدك بس خبريها. ..
...حاضر ...
اتجه خارجا يتبعه خالد وعندما وصل خالد للباب بعدما خرج
أبيه الټفت لهدى وقال
... فى حاجات لازم نتكلم فيها ومن ضمنها اللى انتى لابساه ده اطلعى على اوضتك ومتخرجيش تانى غير لما اجيلك ....
المحزن أنها انتظرته طويلا حتى تعدت الساعة منتصف الليل ولم يحضر او يهتم حتى بإرسال اعتذار
المشكلة أن للأمير جرعة علاج الساعة الخامسة فجرا وهى حتى لا تعلم بأى غرفة هو وقد اعتمدت أن يخبرها خالد بذلك عندما يأتى لكنه لم يفعل
فتحت تيليفونها القديم ووضبطت ساعته ومنبهه رغم أنه بدون شريحة فقد قررت فى أقرب فرصة للخروج تشترى فيها خط سعودى
...انزلقت تحت غطائها بعدما غيرت ملابسها بأخرى قطنية بسيطة للنوم وضعت رأسها على المخدة
ثم ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها
يتبع
لم تستطع النوم ولو للحظة ېقتلها التخيل ماذا يفعل الآن معها حاولت كثيرا منع خيالها من الولوج فى هذا الاتجاه لكنه رفض بشدة الانصياع لعقلها
الساعة تعدت الرابعة قامت وجهزت ادويتها وارتدت زييها وانتظرت لا تعلم ماذا تفعل وكيف ستتصرف
فجأة سمعت
طرقات خفيفة على الباب وقفت خلف الباب لتسأل
...مين ...
...تفتكرى مين ممكن يجيلك فى الوقت ده ...
تنفست الصعداء ثم فتحت له الباب
... برافو عليكى لابسة وجاهزة ومستنية ...
...أه مستنية الڤرج وبعدين ايه برافو عليكى دى بتكلم بنت اختك ...
...أفندم ...
...لا ولا حاجة كلمة وراحت ممكن يلا بقى عشان الوقت ...
اغلقت غرفتها وانتظرته ليتحرك أمامها وجدته يشير للدخول فى نفس الدور تحركت أمامه وهو خلفها
... أنا مش عايزك تلبسى اليونيفورم ده تانى ....
...نعم ...
...كيف ما سمعتى ...
...والبس ايه بقى أن شاءالله. ..
...حاجة من اللى جبتهملك معجبوكيش ولا ايه
...أنا مشوفتهومش اصلا ..
...نعم ...
...نعم الله عليك انا مش محتاجة حد يجبلى لبس وجبتهم معايا لما لقيتك مصمم هلبس منهم بس أو خرجت مع والدك غير كدة انا عندى لبسى ...
لم تشعر فجأة إلا ويد قوية أشدها جانبا وتثبتها فى الحائط سقط ما كان بيدها على الارض لكنه لم يهتم .
لم يكن يفصل بين جسديهما غير مسافة ما يرتدى كل منهما أما وجهيهما فمسافة لا تتعدى السنتيمتر
كانت هذه اول مرة يتحقق كل منهما فى ملامح الآخر لحظات مرت بصمت بينهما لحظات اختصرت مسافات ومساحات وأوقات قد يقضيها كل منهما
ساد الصمت لبرهة بينهما على نفس الوضع وهى من تداركت نفسها أولا همست قائلة
...سيب ايدى ...
لم يرد عليها وظل على وضعه عادت تقول وعيناها بدأت تلمع بالدموع
...ايدى بتوجعنى. ..
دمعة واحدة انزلقت من عينها هى فقط ما افاقته عندها انتبه انه يضغط على يديها بكل قوته ابتعد عنها ببطئ وهو يحرر يدها
اخفضت عينيها فى الارض لتجمع شتات نفسها ثم رفعتها له مرة أخرى بعدها انحنت لتجمع أشرطة الدواء من على الأرض كل هذا وهو يتابع ما تفعل بصمت وانفاسه مضطربة
عندما اعتدلت أشار لها على
باب مقابل لها وقال
...ده جناح الأمير انا صحيته قبل ما اجيلك وهو مستنيكى دلوقتى وبعد ما تخلصى نامى عايزك
تنامى وترتاحى ياهدى ...
تركها وعاد ادراجه مرة أخرى بدأت تعدل من هندامها وهى تقول
...ارتاح ! ارتاح