رواية عشق الهوى بقلم نونا المصري
الطبيب عندما رآها مما جعله يعدل وضع نظارته الطبية ثم تنهد وقال
بكل هدوء خلاص...مفيش داعي انك تدفعي الفلوس.
رمشت هي عدة مرات ثم سألته بعدم فهم قصدك ايه يا دكتور
واضافت بقلق ازاي مفيش داعي اني ادفع فلوس عملية اختي مش انتوا اللي قلتوا انكوا متقدروش تعملوا العملية قبل ما ادفع فاتورة العلاج اللي هي 300000 جنيه !
فاخذ الطبيب يفك ربطة عنقه واردف بتوتر اسمعي يا بنتي.. الكلام اللي هقولهولك دا اكيد هيبقى صعب بس نعمل ايه بقى دي مشيئة ربنا ولا اعتراض على حكم الله.
في تلك اللحظة تجمد الډم في عروقها وسألته پخوف شديد هي مرام جرالها حاجة
وبعد ان سمعت ذلك سقطت الحقيبة الجلدية من يدها على الأرض واخذت تحدق به بتعابير غريبة لم يستطيع ان يفهم معناها ثم قالت بعصبية انت كداب...ايوا انت بتكدب عليا علشان انتوا مش عايزين تعملوا العملية لاختي بس انا هطلعها من هنا وهوديها مستشفى تاني احسن من دا بكتير.
قالت ذلك ثم ركضت باقصى سرعتها الى غرفة العناية المركزة التي كانت تنام فيها اختها فلحق بها الطبيب عماد وهو يقول استني يا أنسه مريم... مينفعش تعملي كدا.
ولكنها لم تستمع اليه بل اتجهت إلى حيث كانت الغرفة وسرعان ما صدمت عندما لم تجد اختها في السرير فصړخت بالطبيب قائلة فين مرام انتوا ازاي تخرجوها من غير اذني
فنظرت مريم اليها وسألتها پبكاء اختي فين يا الهام هما عملوا فيها ايه
عانقتها الهام وبكت بحړقة ثم قالت من بين دموعها شدي حيلك يا مريم كلنا على الطريق دا.
في تلك اللحظة اڼفجرت مريم باكية واخذت تصرخ قائلة لااااااء... انتوا بتكدبوا... كلكوا كدابين مرام لسه عايشه انا مش هصدق اللي بتقولوه دا ابدا
ولكن المسكينة لم تتوقف عن البكاء الا عندما وقعت على الارض فاقدة للوعي... كيف لن تفقد وعيها وهي التي ضحت بنفسها وروحها لذلك الرجل المليونير فقط لكي تستطيع ان تنقذ اختها التي كانت ټصارع المۏت ولكنها لم تكن تتوقع ان حبل المنية المۏت سيأتي ويزور اختها مبكرا جدا ويأخذها معه في تلك الرحلة الأبدية.. هي حتى لم تستطيع ان تنسى كيف ماټ والدها عندما كانت في سن الثامنة عشر لتتبعه امها التي ټوفيت منذ سنة تقريبا جراء حاډث دهس وها هي الان تفقد اختها الوحيدة بسبب المړض كثير... والله كثير لكي تتحمل كل هذا العڈاب وهي ما تزال في الواحد والعشرين من عمرها .
كانت مريم فتاة في سن الثامنة عشر وكانت تعيش حياة سعيدة مع عائلتها المكونة من والدها مراد موظف في شركة الكهرباء وامها سعاد التي هي ربة منزل وشقيقتها الصغرى مرام... كانوا عائلة متوسطة الحال ليسوا فقراء وليسوا اغنياء فقط كانوا من الطبقة المتوسطة في المجتمع وبالرغم من ذلك كانت حياتهم سعيدة والدها كان يحبهم كثيرا ولا يجعل اي شيء ينقصها هي واختها وامها بالرغم من مرتبه الذي بالكاد كان يكفي لدفع مصاريف المدرسة وفواتير الكهرباء والماء وغيرها وكان يحضر لهن كل ما يطلبنه... طعام شهي ملابس جميلة ويعطيهن مصروف المدرسة كل يوم.
ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث ان السيد مراد تعرض لحاډث في العمل عندما ارسلته الشركة التي يعمل بها الى احدى الاحياء الشعبية لكي يصلح عمود الكهرباء وعندما امسك الكابيل الرئيسي الذي كان غطائه البلاستكي متلف وعليه بضع قطرات من الندى تعرض للصعق بالكهرباء بقوة تزيد عن ال واط مما اسفر عن مۏته فورا .
صعقټ السيدة سعاد عندما سمعت الخبر وان زوجها الذي تحبه كثيرا قد ماټ وشعرت بأن روحها