سجن العصفوره بقلم داليا الكومي
بصحبتهم الوحيد الذى تمنت صحبته كان ادهم وحده... تتبعت ممر حجري حتى نهايته ...رائحة لطيفة من نباتات عطرية عطرت الجو برائحة اشبه بالتوابل ...
في نهاية الممرلاحظت وجود درجات سلمية بسيطة تؤدى الي جلسة خشبية محاطة بالنباتات وفي داخلها ارجوحة كبيرة صعدت السلالم بفرح وجلست علي الارجوحة سعيدة باكتشافها لذلك المكان الرائع... المكان كان اشبة بكشك للشاي
لاحظت ايضا وجود علبة من السچائر وولاعة ذهبية انيقة وفنجان قهوة ممتلىء لمسته بلطف فعرفت من حرارته انه مازال ساخنا وينتظر صاحبه ليقوم بشربه...
كان واضحا من اسلوب كلامه انه غاضب فهو كان ېعنف احدهم
بشدة علمت انها مكالمة خاصة بالعمل وسمعته يقول .. بلغهم ان ادهم البسطاويسى محدش يقدر يلوى دراعه...موضوع الاثار ده موضوع قديم واللي هيتجرأ ويفتحه يبقي بيحاربنى انا شخصيا ...
فيها .. يحب المرء لأنه يحب فلا يوجد سبب للحب قلبها خفق پعنف احست بغيرة تمزقها اذن بالفعل ادهم يحب ...
اشارته بالقلم علي تلك الجملة خصيصا دونا عن أي جملة اخري في الكتاب تدل علي ذلك...اغمضت عيناها المليئة بالدموع بالم ... لماذا وضع القدر ذلك الرجل المميز في حياتها وفي نيته حرمانها منه ... بالفعل ادهم مميز ... رجولتة طاغية جاذبيته مدمرة وفوق ذلك هو مثقف قوى
تزكرت اقتباس قرأته من قبل لكويلو زكرها بحالتها قبل ادهم وبعده .. بإمكان الكائن البشري أن يتحمل العطش اسبوعا والجوع أسبوعين بإمكانه أن يقضى سنوات دون سقف لكنه لا يستطيع تحمل الوحدة لأنها أسوأ أنواع العڈاب والألم هاهي ستعود لوحدتها قريبا ...ربما تحتملتها في الماضى لانها لم تعرف غيرها لكن الان بعد كل ما مرت به مع ادهم لن تستطيع الابتعاد عنه مجددا
ادهم مد يده وتناول يدها الممسكة بالفنجان يداه احتوت يداها والفنجان للحظات ثم رفع يدها بالفنجان الراقص علي طبقه بسبب رعشتها الي فمه وارتشف بعض القهوة ببطء شديد ...هبه احست بفرح غامر من حركته التلقائيه ...ادهم ترك يدها الحاملة للفنجان والتقط علبة سجائرة واشعل سېجارة ... مكنتش احب ادخن وانتى موجوده بس حقيقي محتاج سېجارة دلوقتى .. هبه هزت رأسها بتفهم وعلقت بدهشة .. انا معرفش انك بدخن... ادهم اجابها بسخرية واضحة تحمل نبرة هجومية..
بدخن احيانا مش دايما يعنى بس هو انتى فعليا تعرفي عنى ايه... غالبا عرفتى اسمى بعد عمليتك مش كده ... قبل العملية نسيتى كل حاجه عنى لدرجة انى شكيت انك راجل ألي مش انسانه بتتنفس... هبه ردت عليه في الم ... ادينى بحاول اعرف
بس انت مش مدينى فرصة... ادهم ركزعيونه علي عيونها وسألها بۏحشية شديدة... هبه انا تعبت ... انتى عاوزة ايه بالظبط ....
فهمينى لانى مش فاهمك بحاول اريحك وانفذ ليكى رغباتك... عاوزه منى ايه تانى ...
هبه ردت عليه بيأس ... مش عاوزه حاجه يا أدهم
ثم غادرت صومعته وتركته بمفرده ..كلامة المها حتى النخاع ..سألها ماذا تريدىن منى ... حظها العثرجعله يعتقد دائما انها تريد منه اشياء مادية هى لا ترغب في نقوده ولا في شقته ولا في سيارته انما ترغب في حبه ولكن