سجن العصفوره بقلم داليا الكومي
بالعكس انا مرتاحه جدا
ادهم هز رأسه واكمل عمله علي حاسبه المتنقل الذي كانت المضيفة اعطته له منذ قليل .....
ادهم اختار العمل علي حاسوبه في صمت تام....تجاهل وجود هبه تماما طوال فترة الرحله ...فشغلت نفسها بقراءة مجلة ادبية اختارتها من مجموعة مجلات عرضتها المضيفة عليها...نظرات الحسد والغيرة التى وجهتها لها المضيفة الحسناء اخافتها ...احست انها تتمنى ان تكون مكانها بجوارادهم وكانت ايضا تقيمها بنظرة متفحصة ويبدو انها اغتاظت من نتيجة تقيمها لها فانسحبت لاخر الرحلة ولم تحاول مجددا مع ادهم ....هبه نظرت في اتجاهه فوجدته مازال منهمك في العمل علي حاسوبه ولم يرفع رأسه بعيدا عنه الا عندما احس بعجلات الطائرة وهى تلامس ارض المطار..
سيارة سوداء شبيهه بسيارة القاهرة كانت في انتظارهم مع سيارة دفع رباعى اخري ...نفس المنظر الذي شاهدته في القاهرة يتكررهنا مرة اخري بنفس التفاصيل ..فشخصية مهمة مثل ادهم لابد وان يحاط بحراسة مشددة من رجالة المخلصين اينما ذهب...
القرنة ....
ادهم قال لها بلدى القرنة بفخرعند وصولهم لمدخل القرية...اخبرها وصوته يقطر فخرا...
القرنة فيها اماكن اثرية شهيرة زى وادى الملوك ومعبد حتشبسوت وتمثال ممنون ومعبد الرمسيوم ومعبد سيتي ووادي الملكات...اكتر اثار الاقصرعندنا
عائله واصول عريقه واموال والاهم ثقه في النفس تجعله يتحكم في الجميع اما هى فسلطان كان عائلتها الوحيده وبوفاته اصبحت غريبه في عالم لا يرحم ولولا ادهم ربما كانت ....
متعت نفسها بمناظر البلد الخلابه ...جو مختلف تماما عن الذي اعتادته في القاهرة....النشوة
استقبلهم عند البوابة الخارجية لمنزله رجلان يرتديان الجلباب ويحملون بنادق علي اكتافهم...هبه دهشت بشده ولم تستطع التصديق
بعد اجتياز البوابة الحديدية السيارة دخلت في حدائق مساحتها شاسعة في نهايتها منزل اشبه بالقلعة الحجرية مبنى علي مساحة ضخمة جدا مكون من طابقين....علي الرغم من جمال المنزل الفريد في عمارته وجمال الاراضي المحيطه به الا ان هبة تملكها ړعب هائل ...في قصره في القاهرة كانت سعيده اما هنا فهى مقبوضه وتشعر بالخۏف ...خوف لم تعرف له سبب واضح ...ربما لانها لم تعتاد رؤية ذلك الكم الهائل من البشر في نفس الوقت وربما لانها علمت مقدار ضآلتها عندما شاهدت اصل ادهم ...كيف ستواجه عائلته وهى ابنة خادمهم ...ادهم لم يشعرها بالدونيه ابدا لكن رد فعل عائلته بالتأكيد مختلف خصوصا انهم كانوا يريدون تزويجه من من يعتقدون انها تناسبه وهو اختارها في تحدى سافر لرغبة والده ...تخيلت قوة
الرجال مع بنادقهم اصبح الان منظرمعتاد من تكراره مرارا امامها فعند سلالم المنزل شاهدت العديد منهم وهم يرحبون بأدهم باحترام واضح حراس ادهم الشخصين المسلحين والتى كانت تستنكر وجودهم حوله يصبح منظرهم متحضر جدا بجوار جيش الغفر الموجودين بغزارة في كافة ارجاء المنزل والحدائق...
في المجلس كان يوجد نسخه لكن كبيرة في السن من ادهم ...
ادهم ولكن بعد مرور ثلاثين سنة من الان ...لكن ايضا بوجه جامد قاسې خالي من التعبير كأنما لم يعرف الضحك او الانفعال في حياته مطلقا ....
ايضا شاهدت سيدة عجوز ملامحها بسيطه وجهها بشوش وحجمها قليل جدا فوررؤيتها لادهم فتحت ذراعيها لاستقباله وقالت بحب وفرحه غامره ولدى....
ادهم استقبل لهفتها بقبله حنونه علي رأسها وقال...
كيفك يا امى ...كيفك يا والدى
سليم احتضنه وقال ... بخير الحمد لله دى بجي عروستك
ادهم قال بنبرة حانيه ... ابوى ...امى اقدم لكم هبه مراتى طالبه في كلية الهندسه
سليم مد يده لهبه بالسلام ...هبه استقبلت يده بحذر.. يده القوية عصرت يدها...لكنها علي الرغم من قوتها شعرت معها بالحنان
اما والدة ادهم فوجهها الحنون يرسم تعبير لن تستطيع هبه نسيانه مهما عاشت من عمر ...الفرحة الممزوجة بالحب
...اخذت هبه في حضنها وانتزعتها من يد ادهم .... قالت بفرح حقيقي نابع من اعماق قلبها .... نورتى بيتك يا بنتى .... مخاوفها اختفت الان مع حنان والدته الطاغى ... حنانها كان يشع ...يغطيها بنظرات كلها حب وحنان
امى الحاجة نجيه اطيب قلب ....عاوزك تعتبريها زى مامتك
من غير ما تقول... انا ماصدقت لقيت