غيوم ومطر بقلم داليا الكومي
يجن عمر تماما ..الم ينبهها من قبل الي ضروره الاحتياط بل ورد عليها جملتها عندما اهداها الحبوب وهو يقول ساخرا ... خديها تانى...زمان اخدتيها عشان مكنتيش عاوزه تخلفي من واحد زىى..دلوقتى انا بطلب منك تاخديها عشان انا مش عاوز اخلف من واحده زيك ... كيف ستواجهه بالامر اذا ما صدق حدسها ...لا اذا تأكدت من حملها فعمر لن يعلم ابدا ستأخذ طفلها معها وترحل الي الابد....
هو كان يعلم انه اخطىء بزواجه من نور بتلك الطريقه لكن عمر لم يترك له أي طريق اخر ...لقد طلبها منه مرتين ورفض في كلتاهما وبتعنت لمجرد انه شقيق فريده ...لكن لو عاد به الزمن يوما الي الوراء فسوف يكرر ما فعل ..هو يريد نور بأي طريقه وكان يريد اثبات حبه لها ...فقط يتمنى ان يسامح عمر نور فهى لاذنب لها ويتمنى ان يسامحه ايضا وتصفى الامور بينهما ...عمر ليس مجرد زوج اخت او ابن خاله ..لا انه اخ حقيقي ولا يتمنى خسارته ابدا ...دعى الله من قلبه ان يلهمه الصواب كى لا تتعقد الامور اكثر من ذلك .... سوف يعود الان الي المنزل ليواجه الڼار التى اشعلها ... العامل البسيط الذى يكنس الارضيه في الشارع نظر اليه وابتسم ... الابتسام نعمه من الله عز وجل ليس شرطا ان تكون طبيب لتكون سعيد ...وضع يده في جيبه والتقط كل الاموال التى بداخله ...لن يحسب كم تكون فهو نوى اعطائها لذلك العامل المبتسم لعل الله يهبه طريق الصواب.....ابتسم وهو يربت علي كتفه ويدسها في جيبه في الخفاء ثم انطلق مع احمد ليكمل ما بدئه والعامل اخرج ما وضعه محمد في جيبه وتطلع اليه بدهشه وعندما ادرك المبلغ الضخم الذى تركه له محمد رفع يديه الي السماء وحمد الله عز وجل الان سيتمكن من توفير ثمن الحضانه التى تحتاجها رضيعته وستفرح زوجته وتكف عن البكاء وهو خرج الي العمل وتركها لانه
لم يتحمل دموعها وهو عاجز عن مساعدة احب الناس الي قلبه ..زوجته التى وضعت منذ يوم واحد ستموت قهرا فهما وبعد سنوات طويله من الزواج رزقا اخيرا بطفله جميله وسليمه ولكن فقط ولدت قبل موعدها وتحتاج الي البقاء فتره في الحضانه والمبلغ الضخم الذى بين يديه الان سيمكنه من وضعها في الحضانه في المستشفي الخاص الذى وصفه الطبيب له... مجددا رفع يديه الي السماء وهذه المره ليدعى لمحمد ... يارب افرجها عليه زى ما ڤرجها عليه ...
كده يا محمد ...هانت عليك خالتك تعمل فيها كده ...ونور هانت عليك .. انت ذلتها وهتعشيها ذليله لاخر يوم في عمرها
قاطعته بقرف ... متقولهاش ...انا مش خالتك ...ولاد اختى كسروا قلب اولادى ..مش كفايه اختك والله عملته في عمر ...
صوت حاسم انهى ما كانت ستقوله ...كانت لن تكتفى بل كانت ستعيد علي مسامعمها كل تاريخ فريده الانانى..ان كانت قد سامحت فريده فذلك لانها كانت تعلم مقدار قوة عمر وفعلة محمد جعلتها تنطق ما كتمته في صدرها لسنوات .. ماما كفايه ..خلي فريده بره الموضوع...هزت رأسها بمراره.. لا ياعمر انت كنت استعدت حياتك وبإشاره واحده منها رجعت تانى تركع تحت رجليها ..ان كنت فاكر انك مش مفضوح تبقي واهم .. حبك باين عليك في كل شعره من شعرك وفي كل ذره من جسمك...ودلوقتى جه اخوها عشان ېحرق قلبي علي نور ... نصيبى ولادى يتوجعوا علي ايد ولاد سوميه....