رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
لعبتي بعقل ابوك الغلبان وسكتنا واتحملنا مساختك ودماغك الناشفة
واستطرد وهو يقترب عليها بعينين تطلقان شزرا تحت استحسان نصر لحديثه الشفى لغليله من تلك المتمردة
الراجل عمال يبعت لك علشان يرجعك تاني لعصمته ويلمك في بيته وبتتمنعي وقولنا مقبولة حقك تدلعي لك شوية عليه قبل ما ترجعي
قبض على رسغها بقوة من حديد حتى شعرت بتمزق أوتارها تحت قبضته ليستطرد بحدة هادرا بعينين حاقدتين
سيبها بدل ما أصوت وألم عليكم الجيرانجايين تتهجموا علينا في عز النهارإنتوا فاكرينها سايبة ولا إيه يا جدع منك ليه
إخرصي يا ولية بدل ما أخرصك بطريقتي وأتاوي جتتك في حتة ميعرفهاش الجن الازرق
إنتفض جسدها ړعبا لتهتف إيثار بصوت عال
دفعها لتقع أرضا تحت رعبها ليلتفت لتلك الواقفة تنظر إليه بحدة مماثلة ك حدة الصقرتعجب من صمودها وقوتها وللحظة شرد بتغييرها الجذري لكنه نفض أفكاره وهتف أمرا بصرامة
حررت ذراعها من قبضته وهتفت بصرامة وهي ترمقه بأعينها الفاحصة من رأسه لأخمص قدميه بازدراء
وإنت بقى اللي قررت كدة من نفسك!
ولا دي أوامر سيادة النائب نصر البنهاوي وإنت جاي تنفذها
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وكاد أن يهجم عليها ليسدد لها بعض اللكمات لتأديبها لولا ذاك الي وقف امام شقيقته ليحميها بجسده قائلا بنبرة حادة
خلاص يا عزيز مش وقت اللي إنت بتعمله ده خلينا في اللي إحنا جايين علشانه
بكل شموخ خرجت من وراء شقيقها لتقف أمامه وتتسائل
وإنت جاي بعد كل السنين دي يا سيادة النائب وبتؤمرني في قلب بيتي إني أروح أتنازل عن البلاغ اللي قدمته في إبنك
واستطردت باستنكار
بإمارة إيه عاوزني أروح أتنازل عن واحد إتهجم عليا في انصاص الليالي
واخويا الكبير بدل ما يقف معايا ويروح يقول لك عيب يا سيادة النائب لم إبنك وابعده عن أختي وإلا مش هيحصل طيب جاي ېتهجم عليا هو كمان
ده أنت حتى مسألتنيش إذا كان اذاني ولا لاء!
اغرورقت عينيها بالدموع لتسترسل بغصة مريرة
وهو سکړانساعتها بس حسيت إني مليش أهل وإني وحيدة
وبلاش الشويتين بتوعك دول علشان مبياكلوش معايا دول ممكن تضحكي بيهم على أبوك الغلبان ويصدقك بس أنا لا لأني فاهمك وفاهم خبثك كويس قوي يا بنت أبويا
ابتسمت بمرارة ليهتف ذاك الذي لم يعد يتحمل جدالهما السخيف بالنسبة له
خلصونا في ليلتكم دي
ليستطرد أمرا وهو ينظر إليها بلامبالاة
يلى يا بنتي ادخلي البسي عشان نلحق النيابة
فاجأته بابتسامة ساخرة ارتسمت فوق محياها لترمقه بنظرة قويةفقد تغيرت عن الماضي كثيرا لم تعد أبدا تلك الڈليلة الضعيفة فقد تخطت ماحدث وأصبحت أقوى مما كانت عليه بالماضى وهي الان مستعدة لمواجهة الشيطان بذاته وبكل قوتها رفعت وجهها لتقول بثقة
وإن قولت لا
اشتعلت عينيه ڠضبا فهذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها أحدهم الخضوع وتنفيذ أوامرههم بالرد ليفاجأه خروج الصغير الذي استمع لصوته ليهرول عليه وهو يردد ببراءة
جدو
لم يدري نصر ما الذي يحدث له بكل مرة يرى فيها هذا الصغير الذي يستحوذ بعفويته على قلبهانشرح صدره وابتسم وجهه تلقائيا وما شعر بحاله إلا وهو ينزل على ركبتيه فاتحا ذراعيه لاستقبال حفيده الاقرب بل والأعز إلى قلبهقطب الجميع أجبانهم وباتوا ينظرون بتعجب من أمر هذا المتجبر الذي نزل للأسفل ليستقبل صغيرا الأن وفقط علمت ما سر عشق نجلها لذاك ال نصر وحديثه الحماسي الذي لم ينقطع بعد أي زيارة له لمنزل جده بات يقبل كل إنش بوجه الصغير متحسسا ملامح وجهه وشعر رأسه الحريري بلونه البني الفاتح والذي ورثه عن أبيه وهو ينثر على مسامعه أعذب الكلمات وحلوها إنتابها شعورا بالألم لابتعاد صغيرها عن عائلته لكنها تعلم في قرارة نفسها أن ما فعلته منذ الأربعة أعوام المنصرمة كان هو الافضل لها وصغيرها على الإطلاق
نظر نصر إليها قائلا بنبرة تحمل بين طياتها ټهديدا
لو قولتي لا التمن هيكون يوسف حفيدي اللي أن الأوان إنه يعيش في عز وخير جده
من جديد ويسود الصمت المكان حتى اجتاز صمتهم صوت هاتف عزيز الذي صدح ليعلن عن وصول مكالمة هاتفية تحرك إليها ليعطيها الهاتف قائلا بحدة وهو يرمقها باحتقار أصابها بالنفور
كلمي ابوك
فتحت الاتصال وتحدثت بعدما تسلل إلى مسامعها نبرات صوت أبيها الحنون
إزيك يا بابا
علم غانم أن شقيقها قد وصل إليها فتحدث باشتياق جارف ظهر بين بصوته
إزيك يا إيثار عاملة إيه يا بنتي
واسترسل معاتبا
كدة تقعدي إسبوع بحاله متكلميش ابوك
شعرت بالحنين والحاجة للإرتماء داخل احضانه لكنها سرعان ما أفاقت من شعورها على صوت تلك التي هدرت بجانب والدها