السبت 30 نوفمبر 2024

روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 35 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


فقد زوجته ونصفه الثاني التي من الواضح أنه كان يحبها پجنون ووضح ذلك من منعه لها أن تدخل غرفته وغرفة مكتبه الذي اضطرت مرة لدخولها عندما تسرب إليها يزن خفية ممازحا لها واضطرت لدخولها حتى تبحث عنه فوجئت عندما وجدت صورة كبيرة لفتاة جميلة تماثلها في العمر موضوعة على الحائط المقابل للمكتب أن تشعر بما يعانيه ويشعر به من فقدانها فقد ماټت المسكينة دون أن تنعم طويلا بذلك الحب الفياض الذي يحمله لها ولا بامومتها لذلك الصغيرين اللذان أصبحا يمثلان لها الحياة.

دخل غرفته بإرهاق وبدل ثيابه وألقى بجسده المتعب على فراشه يتنهد مخرجا ذلك العناء الذي عاناه اليوم مابين غرف الكشف والمرضى والعمليات ولكن هيئة غصون الخائڤة المرتجفة منه دائما
تتسلط أما عينيه رغم قلة الحوار بينهما وعدد المرات التي اضطر لتوجيه حديث لها تعد على أصابع اليد ولكنه تعجب من ذلك الضعف الذي يتملكها دائما ولكنه ارجع ذلك لما عانته منذ صغرها كما حكت له ياسمين مما جعل بتلك الشخصية الخاضعة دائما ولكنه يمقت ذلك بشدة ويمقت أكثر ضعف النساء مما عاناه في حياته بسبب ذلك رفع بصره لتلك الصورة الكبيرة التي تقابل سريره ينظر لها كعادته كل يوم قبل أن يغفو فعلي الرغم من سخطه عليها منذ أن فعلت فعلتها ولكنه مؤخرا افتقدها بشدة.. ورغم انهماكه الشديد في عمله ومحاولة الهروب من تلك الذكرى المؤلمة ولكنه يشعر بالوحدة لذا وضع لها صورتين كبيرتين إحداهما في غرفته والأخرى في غرفة مكتبه حتى يشعر بوجودها جواره كانت الصورتين وهي في قمة حيويتها ونشاطهاأراد أن يرى دائما المظهر الذي كان يحبها عليه بإبتسامتها الجميلة وعينيها اللامعة وأعتاد منذ أن وضع تلك الصورة في غرفة نومه ان ينظر إليها حتى يأخذه النوم منها ولكنه اليوم ولأول مرة يريد أن يتحدث معها لا يعلم لما ولكن شىء بداخله يريد أن تشاركه لحظاته خوفا من أن تسرقه الحياة من حبه لها كما سرقها المۏت منه.
قاطع حديثه عدة طرقات خفيفة على الباب فسأل مين 
علم أنها غصون عندما أجابت أنا غصون
مسح وجهه بيده ثم فعل ذلك على شعره كاملا وكأنه يزيل ذلك الضعف الذي تملكه من ذلك الحديث الذي وجعه ينهش بداخله دائما ثم نهض وفتح الباب وجدها تقف بهيئتها التي تركها عليها منذ قليل تنظر أرضا وتفرك فستانها بيدها متوترة فسألها بهدوء أيوة ياغصون عايزة حاجة ولا لسه مصرة تمشي 
هزت رأسها بالنفي ثم قالت بتوتر كنت جاية أسأل حضرتك لو محتاج عشا او حاجة تشربها يعني.. يعني بعد تعبك طول اليوم في الشغل
نظر لها بإعجاب وإمتنان على ذلك الإهتمام الذي افتقده منذ زمن هو أيضا يريد من يهتم به ويقدر تعبه وعنائه بعدما فقد ذلك منذ أشهر طويلة حتى قبل ۏفاة صبا بسبب الحالة التي مرت بها مهملة خلفها زوجها وولديها ولكنه عندما تذكر ذلك خشي أن فقدانه ذلك يضعفه أمامها وهو ينظر إليها متمنيا تقبيل رأسها شكرا وتقديرا لما تبذله كي ترضى الجميع وتساعدهم تصلبت ملامحه عندما شعر أنه من الممكن أن يضعف ويفعل ذلك فقال لها بحدة هو أنا مش قولتلك قبل كده ملكيش دعوة بأوضتي
تحتاج حاجة
إنما
قاطعها بحدة أنتي هنا عشان الولاد بس ميخصكيش أنا محتاج إيه وعايز إيه.. وأظن مفيش ست محترمة تخبط على أوضة نوم رجل في وقت زي ده متحججة باللي بتقوليه ده.. إلا إذا كان لها غرض تاني
رفعت يدها تغطي فمها من صډمتها مما ظنه وتفوه به وهزت رأسها غير مصدقة ماسمعته ثم استدارت من أمامه تغادر الدور العلوي هابطة الدرج في سرعة شديدة وبعد لحظات سمع صوت إغلاق باب المنزل وكأنها تخبره أنها غادرت المنزل بأكمله.
أدرك جرم مافعله وتفوه به فكور يده ورفعها پغضب يلكم الجدار الذي يجاوره قائلا غبي غبي إيه اللي أنت قولته ده
خرجت مسرعة تغادر ذلك المنزل عازمة على ألا تعوده مرة أخرى حتى لو اضطرت لترك المكان الذي تقيم فيه عند أخته.. سارت بعض الخطوات تبحث عن وسيلة مواصلات تقيلها في ذلك الوقت المتأخر ولكنها تذكرت فجأة أنها تركت حقيبتها في منزل ياسر بما تحتويهاولكنها عزمت على عدم العودة لو اضطرت أن تذهب سيرا على الأقدام لو استغرق ذلك ساعات ولكنها سرعان ما خشيت وغيرت اتجاهها للعودة عندما وجدت شاب ينظر لها نظرة غير مريحة ويتقرب منها وكلما ابتعدت يصر على الإقتراب فأسرعت خطواتها حتى أصبحت تجري ولم تتوقف حتى وجدت نفسها أمام

بوابة منزله مرة أخرى.. ولكنها اطمأنت بعض الشىء عندما تلفتت حولها فلم تجد ذلك الشاب.
دخلت بثقل إلى حديقة المنزل ثم اتجهت إلى إحدى الأشجار النائية عازمة أن تظل مختبأة تحتها حتى تشرق الشمس وتعود.
دخل غرفته وجلس على طرف فراشه منحنيا يستند جبهته بكفه يتنهد معاتبا نفسه على ما أخطأ بقوله فهو يعترف
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 96 صفحات