روايه وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
بذلك رفعت بصرها له بحزن من لهجته وكأنها تعاتبه على ماتفوه به فهي تخاف عليهم أكثر من نفسها.. ولكن سرعان ماعذرته فهو لم يعلم ماتحمله بداخلها لأطفاله.. كما تعاطفت معه فهي تعلم أن الولدين حياة بالنسبة له بعد ۏفاة أمهما والتأكيد ذلك هو السبب في ذلك الظلام الموحش الذي تراه في سواد عينيه.. فابتلعت ريقها وردت عليهمفهوم ثم أخفضت بصرها مرة أخرى خشية من مواجهة تلك العينين المظلمتين.
حتى لا تتهاون مع أولاده أو تقسو عليهم ومجرد أن أخفضت بصرها مرة أخرى.. شعر بحرجها وتوترها فاكتفي بهذا القدر من التعليمات ونهض واقفا وهو يقول قومي معايا عشان اقابلك بالأولاد والبس عشان اتاخرت على شغلي
تجلس تتفقد الساعة تنتظر قدومه بعد أن أخبرها أنه يريد مقابلتها والتحدث معها قبل التقدم لخطبتها وبالفعل وافقته وطلبت أن يكون مكانا بعيدا عن مقر عملهما سواء المستشفي أو المطعم واتفقا على الجلوس في إحدى الحدائق العامة وهاهي تنتظره تعلم أنها تسرعت في إتخاذ القرار وهي وحدها من ستتحمل عواقبه ولكنها ليس لديها حل آخر كي تبعد عن منزل أبيها بكل مشاكله نظرة التعجب في عينيه عندما سألته إن كان مازال يريد الزواج منها لم تنساها ماحييت مفاجأتها له بهذه الطريقة أربكته وظل دقائق غير قادر على الرد عليها حتى ظنت أنه أعرض عن ذلك لذا كانت ستغادر حفظا لماء وجهها ولكنه استوقفها قائلا لو غيرتي رأيك فأنا معنديش مانع
سألها بإبتسامة ماكرة بس مقولتليش إيه سبب تغيير رأيك
ردت عليه بنبرة سخرية لقيتك عريس لقطة ميترفضش
أخرجت من حقيبتها مفكرة صغيرة وقلم وكتبت فيها ثم قطعت الورقة وسلمتها له وقالت ده رقمي شوف نويت على أمتي واتصل وانا هقولك تعمل إيه
زاد عبوسها وقالت هنتظر منك مكالمة سلام
وقف ينظر في أثرها بتعجب ويقول لنفسه لا دا أنتي الجواز منك عملية إنتحارية ثم ابتسم وهز رأسه مستكملا.. بس قمر يخربيت طعامتك
وهاهو اليوم يدخل بطلته الجذابة التي تسحر الكثير من الفتيات ورأت ذلك بعينيها وهي تسمع همسات الفتيات على وسامته وجماله وجاذبية عينيهابتسمت بداخلها متهكمة لأنهم لا يعلمون أن ذلك الذي يتهامسون عليه هو
وهذه فرصتها الوحيد التي يجب عليها كسبها.
لأول مرة تتأثر ببإبتسامته التي تعلن عن طيبة قلبه ونقاء سريرته لا تعلم لما حزنت بداخلها على ذلك الوضع هو يتعامل بطبيعة ونقاء وهي تستغله حتى تتخلص من هموم ازداد تراكمها على رأسها حتى أصبحت غير قادرة على السير بها وعليها تجاوز كل ذلك بأي وسيلة كانت.. لأول مرة تنظر أرضا خجلة من نفسها
نفضت يده بسرعة ووضعت يدها مكان يده تتحسس المكان وكأنه انتشل تلك القطعة من جسدها ورفعت عينها له تنظر بشرر يتطاير منها ولهجة تحذيرية لو لمستني تاني هقطعلك ايدك
تعجب من رد فعلها وتلفت حوله ليطمئن أن لا أحد سمعها من المتواجدين حولهم ثم رد عليها بحرج أنا آسف مش قصدي حاجة بس قلقت عليكي
تداركت مافعلته فرفعت يدها تمسح وجهها بكفها وكأنها تزيل من جسدها بعض التوتر ثم أطلقت زفيرا ساخنا لعله يهدي بعض الحمم بداخلها.. ورفعت وجهها له وقالت بتوتر حصل خير
ضيق عينيه وهو ينظر لها بحيرة من شخصيتها وسألها أنتي إنسانة غريبة جدا.. وأنا مش عارف افهمك
استعادت جمودها وردت إيه اللي محتاج تفهمه أو
تعرفه
نظر لوجهها بحدة وقال محتاج اعرف عنك كل حاجة منكرش إني أعجبت بيكي.. بس أنا معرفش عنك غير إسمك
أخذت شهيقا باردا وهي تنظر حولها ببعض التوتر ثم عادت وثبتت نظراتها على وجهه وقالت أنا إسمي سدرة وبشتغل ممرضة زي ماأنت عارف وعندي
٢٤ سنة وليا أخت بس عايشة مع أبويا ومراته وأختي.. ووالدتي مټوفية من ٣ شهور وأظن عندك علم بكده
هز رأسه نافيا وقال مش ده اللي عايزة اعرفه عنك أنا عايزة افهمك مش عارف.. شخصية غامضة ومعقدة
تنهدت وأجابته بحدةأظن فهم الشخصيات ده بيجي بالوقت والعشرة ومش لازم اهزر واضحك