رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
بينهم وهو كان يعلم ذلك جيدا ولذلك لم يتجرأ ويمنى نفسه بحلم يستحيل تحقيقه. نفض أفكاره المنطقية بعيدا وأجابها بقناعة تامة
ميرال انا تفكيري مش رجعي انا اتربيت على كده في أصول الواحد مينفعش يتعداها
زفرت حانقة ثم قالت بكل ثقة
محمد انت ليك منطق غريب بحاول استوعبه على أد ما اقدر بس أنا بعيد عن منطقك وبعيد عن الأصول وعن اللي أنت اتربيت عليه انا بثق فيك لدرجة إني أأمنك على حياتي كلها وعارفة ومتأكدة أنك مستحيل تأذيني او تخذلني ابدا.
اتوسلك كفى ... قلبي لم يعد يحتمل. ذلك ما صړخ به
عقله ولكن ما تفوه به كان
قالها وهو يجاهد كي يفر هاربا من فخ عيناها ويتصنع الثبات بينما هي
تنهدت وهزت رأسها بطاعة حين شرع بالقيادة وأخذت تنظر عبر زجاج نافذتها للطريق بملامح محبطة وعيون اندثرت بها تلك اللمعة الشغوفة بفضله.
أما هو فكان يمسد جبهته بأبهامه وسبابته وعقله يخبره بمنطقية باحتة أن لا يجوز أن تتواجد بمنزله ويسمح لها أن ټقتحم حياته البسيطة لذلك الحد ولكن برر قلبه أنه يضخم الأمور فهي تود الذهاب من اجل ابنة شقيقته ولا مانع من زيارة عابرة لا ضرر منها وخاصة أنه محال أن ينفرد بها مع وجود شقيقته والصغيرة وعند تلك الفكرة وجد ذاته يضرب بقرارات عقله وبحدود منطقه عرض الحائط
بتحبي البامية
استغربت سؤاله ونظرت له بطرف عيناها دون ان تجيب ليباشر هو حديثه بنبرة مشاكسة
براحتك أصل البت شهد عليها طاجن بامية أنما أيه تاكلي صوابعك
وراه وياسلام بقى لو بالليمون ... بس ياخسارة مفيش نصيب وطلعتي مش بتحبيها
جاهدت كي تكبح بسمتها وقالت وهي تدعى الخصام
بحبها واوي كمان بس يظهر أنك بخيل ومش عايز حد يشاركك في الطاجن
قهقه بقوة بتلك الضحكة الخشنة المفعمة بالرجولة التي تعبث بثباتها في كل مرة وتبث قشعريرة لذيدة بأوصالها وخاصة عندما صدر صوته الضاحك مشاكسا
عقدت حاجبيها وناوشته وهي تنكمش على ذاتها
ايه هتتحول وتاكلني!
قهقه من جديد وقال بغمزة عابثة من بندقيتاه
متقلقيش مليش في الحلو.
نكست رأسها كي تخفي أشټعال وجهها من إطراءه المحسوس لها ولم تعقب فقط تبتسم وتنظر لكل شيء عداه بينما هو كان يشعر أن على حافة الهاوية وأن صموده بدأ يتلاشى شيء فشيء وجعلته يسير في درب من دروب الجنون فتصرفه ذلك لم يكن راضيا عنه ولكن ماذا يفعل أمام فتنتها وتأثيرها عليه. تنهيدة ثقيلة محملة بالكثير صدرت منه عندما تذكر شقيقته فبماذا سيبرر تلك الزيارة المفاجأة يقسم أن أي شيء سيخبرها به لن يخيل عليها.
ترى هل ستتقبل وترحب بها أم ستجن كعادتها وتطردهم معا
التاسع عشر
ليس من الصعب أن تعثر على الحقيقة و لكن المشكلة الكبرى هي ألا تحاول الهروب منها إذا وجدتها
إتيان جلسوت
مرت ساعات النهار الأولى وهي نائمة كمدا لم تشعر بشيء غير انها تود أن تمنح عقلها هدنة ليستعيد عمله رفرفت بأهدابها الكثيفة بتثاقل شديد تحاول أن تستفيق بالكامل وتنهض ولكن كان الأمر عسير عليها و الصداع يفتك برأسها وعينها متورمة أثر بكاء أمس فكانت تنتحب إلى أن غلبها النوم من شدة الوهن بين ثريا التي ظلت ملازمة لها طوال الليل ولم تتركها إلا عندما تأكدت أنها بخير
مسدت جبهتها لعلها تخفف من حدة ألم رأسها ولكن بلا جدوى تحاملت على ذاتها كي تنهض من الفراش وأخذت عيناها تدور بمحيط غرفتها وهي تنعي وحدتها فكم كانت تأمل ان تستيقظ وتجد أحد بجانبها يطمئنها ويخبرها أن كل ما حدث ما هو إلا كابوس مزعج يستحيل تحقيقه وأن كل شيء سيكون على مايرام وعلى ذكر الحاجة لم يأتي أحد بخاطرها سواه لتجد عيناها تتركز على ذلك المقعد القريب ببأس شديد وبعيون حزينة ذابلة تتذكر حين كانت تجده في السابق يجلس عليه يطالعها بتلك البسمة الهادئة المريحة التي تقطر بمكنون قلبه حقا هي بآمس الحاجة له ولكن اين هو فقد تبدل حاله بفضل أفعالها ورغم أن مازالت هواجس عقلها لم تتبدد نهائي إلا أن حاجتها له في كل وقت عصيب يمر عليها أكدت لها أنها تكن له الكثير ولم تملك الجرأة ليومنا هذا كي تعترف بذلك حاولت نفض افكارها وهي تنهض من الفراش تعاند تلك الحړب الضارية التي تود أن تنشب من جديد بداخلها و
قبل أن تخطو خطوة واحدة
لفت نظرها ذلك المغلف الكبير الموضوع أعلى الكمومود بجانب فطورها مدت يدها تسحبه لتجد ورقة بخط يد ثريا تعتليه وتخبرها بها أن ذهبت للاطمئنان عن رهف وان ذلك المغلف يحتوي على إثبات حديثها
وعليها