السبت 30 نوفمبر 2024

روايه شهنده

انت في الصفحة 48 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


أعيش من غيرها..
ليغمض عينيه مستطردا 
أكيد أنا السبب..انا اللى خليتها تفتكر إنها مش مهمة عندى..أنا السبب.
قالت رحمة بشفقة وقد فتح مراد عيناه لتظهر بهما الدموع 
إهدى يامراد..بالراحة..مش كدة
نظر مراد إليها ليتأملها لثانية قائلا فى حزن 
أنا آسف يارحمة..
ثم نظر إلى يحيي قائلا بندم نطقت به أحرفه وهو يقول 

أنا آسف يايحيي.
ليبدل نظراته بينهما وهو يستطرد قائلا 
أنا آسف بجد..آسف لو غلطت فى حقكم من غير قصد..
ليصمت لثانية ثم يستطرد پألم 
كان نفسى أتأسفلها هي كمان..كان نفسى أقولها إنى غلطت فى حقها كتير وسامحتنى أكتر..وإنى بحبها أوى..أوى يايحيي..بحبها أوى يارحمة...والحمد لله إنها منزلتش البيبى..كنت ھموت لو حصلها أو حصل لإبنى حاجة يايحيي.
إتسعت

عينا يحيي قائلا فى صدمة 
هي شروق حامل
أومأ مراد برأسه قائلا بحزن 
أيوة حامل ..وأنا بلسانى اللى كان يستاهل قطعه ده قلتلها تختار بينى وبينه..خيرتها مابينى وبين إنها ټقتل إبنى يايحيي..أنا طلعت وحش أوى.
قال يحيي بشفقة 
غلطة وندمت عليها يامراد وهي اكيد سامحتك..اللى بيحب بيسامح..وهي إختارت متنزلش طفلك وده معناه إنها لسة بتحبك وإنها أصيلة يا مراد.
ليربت يحيي على يده مستطردا 
بص..أنا عايزك تهدى يامراد..إهدى ومتفكرش فى حاجة دلوقتى غير إنك تقوم بالسلامة..ولما تقوم بالسلامة اكيد هتقدر تصحح كل الغلطات اللى فى حياتك..وهترجع مراد..اللى انا عارفه كويس وواثق فيه.
نظر مراد إلى يحيي بإمتنان ليبادله يحيي بنظرة ثابتة قوية حانية..قبل أن يقول 
أنا هروح أجيب الدكتور يطمنا عليك يامراد ..مش هتأخر.
إبتعد مغادرا الحجرة بهدوء بينما أغلق مراد عيونه بوهن ليفتحهما مجددا حين قالت رحمة 
شروق دى كنز يا مراد..ياريت تحافظ عليه.
أومأ مراد برأسه وقد ظهر بعيونه التصميم..يدرك أن شروقه بالفعل كنز كما قالت رحمة..كنزه الذى تركه يفلت من يده..وهو ينوى إسترجاعه والحفاظ عليه...بكل قوته.
نظرت رحمة إلى بشرى الجالسة بجوار مراد تتظاهر باللهفة عليه..من خلال النافذة الزجاجية..لتشعر بالحنق..زفرت ببطئ..ثم ربتت على يد يحيي قائلة بهمس 
يحيي.
نظر إليها بإستفهام..لتقول مستطردة 
مراد بقى كويس الحمد لله فأنا هروح البيت ..أجيبلنا شوية حاجات من هناك.
قال يحيي وهو يهمس بدوره 
كل الموضوع ليلة واحدة كمان يارحمة وهنروح بكرة.
أطرقت برأسها قائلة بحزن 
بصراحة هاشم وحشنى اوى وعايزة أشوفه يا يحيي..وأطمن عليه.
تأملها يحيي بحنان قائلا 
طيب ..يلا هوصلك تشوفيه وتجيبى الحاجات اللى إنتى عايزاها ونرجع تانى.
نظرت إليه بدهشة قائلة 
مش مستاهلة تيجى معايا يايحيي..السواق هيوصلنى ويرجعنى علطول.
تأمل ملامحها الجميلة الرقيقة وهو يقول بشغف 
مش هقولك هاشم كمان وحشنى وعايز أشوفه..لأ..كمان مش هقدر أسيبك تغيبى عن عينى الشوية دول.
دق قلب رحمة فرحا لكلماته التى حملتها إلى أعناق السماء ..فمنذ إعترافه لها بعشقه وهو يغمرها به..حتى كاد قلبها ان ينسى كل مامر به من عڈاب..لتنظر إلى ملامحه التى تعشقها وهي تقول بحنان 
على فكرة أنا قلبى مش حمل كل الحب ده يا يحيي..خاېفة أصدقه وأعيش جواه وبعدين...
رفع إصبعه ناظرا إلى عينيها بعشق قائلا 
مفيش بعدين..صدقيه وعيشى جواه ووعد منى مش هتندمى على إنك سيبتى نفسك تعيشى الحب اللى اتحرمنا منه سنين.
ثم تنتفض على صوت بشرى التى خرجت من الغرفة فجأة قائلة بحنق 
الحاجات دى ليها أوض مقفولة تتعمل فيها يايحيي.
جز يحيي على أسنانه وظهرت بعيونه القسۏة وهو يلتفت إليها قائلا ببرود صقيعي 
تصدقى إنتى معاكى حق..يلا ..سلام يابشرى.
ثم أخذ بيد رحمة متجها إلى الخارج وسط صدمة بشرى التى نظرت فى إثرهما بدهشة تحولت لڠضب شديد وهي تقول بغل 
ماشى يايحيي بتغيظنى..طب وحياتك عندى لأحسرك على العقربة اللى انت فرحان بيها أوى دى..أصبرى علية يابنت بهيرة.
لتتجه بخطوات غاضبة بإتجاه حجرة مراد مجددا وهي تتساءل بغيظ..لماذا لم يمت فى هذا الحاډث ولماذا إستفاق من الغيبوبة..هل هو حظها العاثر أم أنه القدر والذى يعاندها دائما ..لتقسم فى نفسها أنها ستغير هذا الحظ وستتحدى القدر حتى..فقط لكي تصل إلى مأربها..تصل إلى يحيي.
الفصل الواحد والعشرون
كان يحيي ينظر بحنان إلى هاشم نائما بعمق..ليتخيل أن هذا هو طفله منها هي ويمتلئ قلبه بالعشق لكليهما..فهما دنياه وإسعادهما هو الشئ الذى يعيش من أجله..ليتمنى من كل قلبه لو رزقه الله طفلا آخر..منها هي.. لتكتمل سعادته .
..قرأتها على ملامحه الشفافة وشعرت بكيانها كله يرتعش حزنا..لتنهض وتضع هاشم فى سريره وهي تقبله بحنان ..سقطت من عينيها دمعة على وجنة الصبي مسحتها برقة..لمحها يحيي ليإن قلبه ۏجعا ..وينهض بدوره متجها إليها ليقف أمامها تماما يشعر بالحيرة لمرأى تلك الدمعة..أطرقت برأسها فى ألم..فمد يحيي يده ورفع ذقنها إليه ليرى عيونها ..تلك العيون الدخانية الرائعة و التى لا يرى الآن لونهما المختفى حول بحيرة راكضة من الدموع..سكنت عيونها وأبت أن تجرى على وجنتيها..سألها يحيي بقلب واجف قائلا 
ليه الدموع دى يارحمة
سالت تلك الدموع على وجنتيها بالفعل..كنهرين جاريين..لتهرب من أمامه ..تاركة إياه وسط خوف تملكه من سبب بكائها..ليتبعها حتى حجرتهما ويدلفها خلفها..وجدها مستلقية على السرير ..تخفى وجهها فيه..يهتز جسدها بضعف ليسرع إليها ويجذبها..يأخذها بين أحضانه يضمها بقوة وهو يقول بلهفة تمتزج بالقلق 
طمنينى عليكى يارحمة..عشان خاطرى..متسيبينيش بالشكل ده..دماغى بتودى وتجيب..وقلبى پيترعب من السبب اللى

مخليكى بتعيطى بالشكل ده.
إنت حبيبى وجوزى
 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 70 صفحات